رواية الحب في الوقت المناسب بقلم زينب محروس
كانت واقفة على جانب الطريق، لما قرب منها إيهاب و قال بضيق:
_ انجزي هاتي المحفظة.
ضحكت مروة بسخرية و قالت:
_ تثبيت كدا عيني عينك في عز الضهر! دا أنت حرامي بجح!!
زعق لها بغضب وقال:
_ احترمي نفسك، و بعدين لو في هنا حرامي يبقى أنتي يا أستاذة مش أنا.
شهقت مروة و سألته بتعجب:
_ دا على أساس إني سرقت منك محفظتك يعني؟
اتنهد بضيق و قال بهمس:
_ أنا عارف إنه يوم مهبب من أوله.
حركت دماغها بزهق، و اتحركت خطوتين بعيد عنه، لكن إيهاب قرب منها وقال بنبرة هادية:
_ اخلصي هاتي المحفظة، عايز امشي.
ردت عليه مروة باستخفاف:
_ طب ما تمشي! أنا أصلا مش عايزة وقفتك دي.
نقل نظره بعيد عنها و كأنه بيحاول يهدأ أعصابه، و بعدين اتكلم و هو بيحط أيده في جيوبه:
_ أنا لو مشيت من هنا دلوقت، انتي هتباتي في السجن.
مروة بسخرية:
_ بتهمة إيه إن شاء الله؟ رفض التعرض للسرقة!!! دا أنت شكلك عبيط بقى!!!
إيهاب بتكشيرة:
_ و الله محدش عبيط غيرك، هو دا منظر حرامي؟؟
بصت له بنظرة تقيمية، كان لابس جاكت جلد على بنطالون جينز، و نضارته الشمسية مشبوكة في طوق قميصه القطني الأسود، واضح على اللبس أنه غالي، و باين من ملامح وشه إنه صاحب كاريزما شديدة، سواء كانت من عيونه الواسعة، رموشه شبه منعدمة، حواجب كثيفة، و بشرة بيضا، دقن حادة في نصها دقة الحسن، و شعره الأسود اللامع.
بالرغم من إن شكله ميدلش على أنه حرامي، إلا إن مروة مهتمتش و قالت بإصرار:
_ ما انت لازم تتشيك كدا، عشان تعرف تسرق في نص النهار.
ابتسم إيهاب بعته عشان يداري غضبه و قال:
_ تصدقي بالله، لولا إني واعد «سما» مش هتخانق معاكي، كنت فتحت دماغك نصين دلوقت.
سألته مروة بانتباه:
_ قولت ايه؟
_ كنت هفتح دماغك.
حركت دماغها برفض، وقالت:
_ أقصد «سما» هو أنت تبع «سما عبد الجواد»؟
إيهاب تكلف في ابتسامته و قال بأريحية:
_ ايوه كدا شطورة، هاتي بقى المحفظة.
_ أولًا أنا مش معايا محفظة سما، أنا معايا البوك بتاعها.
إيهاب بزهق:
_ هو يعني في فرق بينهم؟ الاتنين نفس الشيء!
مروة بضيق:
_ لاء طبعًا مش نفسه، دا غير إن أنا مسرقتش حاجة، بالعكس أنا بقدم المساعدة لواحدة نسيت البوك بتاعها في مطعمنا.
إيهاب باختصار:
_ طيب يا ستي شكرًا، هاتيه بقي، لو مفيش مانع عندك حضرتك.
_ لاء في مانع، أتأكد إزاي إنك تقرب لها مش واحد عايز يسرقها.
كان بيستغفر في سره، و بعدين طلع لها كارنيه الشغل بتاعه، و نطق و هو بيضغط على مخارج الحروف:
_ أهو.... إيهاب عبد الجواد، ظابط يا أستاذة.
_ ظابط على نفسك، أمسك.
أنهت مروة كلامها و هي بتعطيه البوك، فهو قال بضيق:
_ اتكلمي كويس.
_ مش معنى إنك ظابط يبقى تمشي تزعق للناس، أيًا كانت رتبتك دا ينفعك في شغلك بس، كونك ظابط دا مش معناه إن اللي يلاقي حاجة يبقى حرامي، كونك ظابط دا مش معناه إنك مش إنسان عادي زينا، و ملكش سلطة عليا طالما أنا مش متهمة أو بخالف القانون.
سابته و مشيت، و هو متكلمش و لا علق على كلامها، عشان عارف إنها على حق، بس مع الأسف الإنسان وهو متعصب بيفرغ غضبه على أول حد يقابله و دا كان أول نصيب ل «مروة» من غضبه.
يتبع...
فصول رواية الحب في الوقت المناسب بقلم زينب محروس
اضغط على الفصل الذي تريد قراءته:
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الأول
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الثاني
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الثالث
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الرابع
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الخامس
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل السادس
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل السابع
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الثامن
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل التاسع
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل العاشر
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الحادي عشر
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الثاني عشر
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الثالث عشر
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الرابع عشر
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الخامس عشر
- رواية الحب في الوقت المناسب الفصل السادس عشر والأخير
