رواية الحب في الوقت المناسب بقلم زينب محروس
رواية الحب في الوقت المناسب الفصل السادس عشر 16 والأخير
تدخل إيهاب بصدمة شديدة:
_ انتي هترجعي ألمانيا؟
ردت عليه رنا باقتضاب:
_ إن شاء الله.
اتحرك هاني و شد مراته على جنب، في الوقت اللي قرب هاني من رنا و طلب يتكلم معاها، فانسحبت شهيرة لشقتها، و سألها إيهاب بترقب:
_ ممكن اعرف بتتجاهليني ليه؟؟
رفعت كتافها بتجاهل:
_ عادي، هتجاهلك ليه يعني!!
_ طيب بلاش السؤال ده، قوليلي عايزة تسافري ليه؟
سألته بترقب و حزن:
_ و المفروض مسافرش ليه؟؟
_ عشان...عشان.....عشان جدك.
كان عندها ذرة أمل إنه يقول عايزها متسافرش، لكن مع الأسف خذل توقعها المرة دي كمان، فأظهرت ابتسامة باهتة و قالت:
_ متقلقش على جدي، هو كمان هيسافر البلد عند خالي، بعد إذنك.
كانت هتدخل عند شهيرة و لكن منعتها سمر لما قالت بحبور:
_ ايه رأيك يا قمر تيجي تخرجي معانا؟
ضيقت رنا حواجبها باستغراب، فكملت سمر:
_ أنا مرات هاني، و كنا خارجين دلوقت و إيهاب جاي معانا، ف طالما أنتي مسافرة بكرا تعالي نخرج سوا دا حتى في فيلم حلو هيتعرض في السينما و نتفسح شوية قبل ما ترجعي لضغط شغلك..... ايه رأيك؟؟
بما إنها خلاص مش هتشوف إيهاب تاني، فمكنش قدامها غير الموافقة عشان تقضي شوية وقت معاه حتي لو هي مهمشة بالنسبة له..
★★★★★★★
لما اتحركت عشان تركب مع هاني و سمر العربية، سألها إيهاب بلهفة:
_ تحبي تركبي معايا على الريس؟؟
شجعتها سمر بصوت هامس:
_ روحي يا رنا.
رنا بمشاكسة:
_ مش هلم شعري!
ابتسم لها إيهاب بحب:
_ ماشي سبيه مفرود، كدا كدا الأعمار بإيد ربنا.
ضحكت بخفة و بالفعل ركبت معاه، و دخلوا السينما سوا، و لما الفيلم خلص هاني سحب مراته و مشيوا قدامهم، و الحقيقة إن رنا محاولتش تتجاهل إيهاب في الخروجة على الأقل يكون عندها ذكريات حلوة معاه.
قطع إيهاب الصمت لما سألها:
_ تعتقدي الإنسان ممكن يلاقي حبه الحقيقي قبل فوات الأوان؟ و لا نهاية البطل بتاع الفيلم دي الواقع؟؟
رجعت خصلة شعرها لورا و قالت:
_ أكيد ناس كتير بتلاقي حبها الحقيقي، لكن في كتير اغبية زي البطل كدا، و بصراحة يستاهلوا يضيعوا حبهم طالما هو أعمي كدا و تغاضي عن حبه و حبها اللي ظاهر في كل مواقفها معاه.
كانت تقصده بكلامها لكنه مفهمش، بس تفاجأت به بيضحك جامد، فسألته باستغراب عن السبب، فكان الرد منه:
_ بصراحة البهلوان اللي كان في الفيلم بيفكرني بواحدة كدا اعرفها، بتحط روچ أحمر فاقع مش ماشي مع بشرتها.
ضيقت عيونها و كأنها بتستوعب كلامه، و بعدين شهقت بتذكر و ضحكت هي كمان قبل ما تقول:
_ دا يومها كانت واحدة صاحبتي بتتعلم عليا ازاي تحط مكياج و طبعًا انت شوفت النتيجة.
رجع إيهاب يضحك تاني، فهي ابتسمت وقالت بحب:
_ ربنا يديم ضحكتك يا كابتن.
بصلها بنظرات مماثلة:
_ أتمني دوام السبب.
دخلوا يتعشوا في مطعم سوا، و هما بيستنوا طلبهم كانوا بيتكلموا سوا، فوجهت سمر سؤالها الفضولي ل رنا:
_ حبيتي قبل كدا يا رنا؟
سكتت شوية و حست بإحراج من السؤال، نقلت نظرها بين سمر و بين إيهاب اللي بيتابع باهتمام و فضول شديد، و بعدين اتكلمت بنبرة مرحة وقالت:
_ طبعًا حبيت، عندي شخص بحبه من و أنا في الإعدادي، و لسه لحد دلوقت مش قادرة اتخطاه.
سألها هاني باهتمام:
_ ممكن نعرف اسمه.
_ اسبيدر مان.
كانت إجابة غير متوقعة خلتهم كلهم ينفجروا في الضحك، فهي قالت بغيظ طفولي:
_ بتضحكوا علي ايه؟ و الله بتكلم جد.
ربتت سمر على إيدها و قالت بتمنى:
_ كدا هتستني كتير، ربنا يعينك.
★★★★★★★
فضل طول الليل بيفكر في مشاعره و في رنا، و يادوب صلي الفجر و سحب في النوم، و لأول مرة يصحى متأخر. بسبب سهره، كانت الساعة واحدة الضهر، أول ما شاف الساعة اتفزع من مكانه و هو بيقول بصدمة:
_ طيارة رنا الساعة عشرة!
خبط دماغه بضيق، و قعد مكانه و هو متعصب إنه مقدرش يحدد مشاعره و لا حتى قدر يودعها.
و بعد مرور سنة كاملة، كان قاعد في اوضته و بيفكر فيها، خلاص بقى متأكد إنه فعلاً حبها و مكنش مجرد انبهار زي مروة، بس مع الأسف هو ميعرفش مشاعرها ايه، بس اكيد يعني مش هتبقى بتحبه و تسافر و تبعد!!!
فتح فونه يتصفح الفيس، فكانت أول استوري تظهر قدامه هي رنا، اه و الله رنا بس ثانية دي قصت شعرها!!!
بس بردو حلوة و القصة لايقة عليها!
لأول مرة ياخد باله إنها صديقة عنده! و بالصدفة كمان جاله إشعار من الفيس بذكرى صورة كان نشرها إيهاب لنفسه من سبع سنين، الصورة بقى عبارة عن ايه؟؟
الكابتن إيهاب متصور ب تي شيرت ازرق عليه لوجود اسبيدر مان!!!
لكن كالعادة دا ملفتش انتباهه، لأن طرف الخيط كانت النضارة اللي جابتها رنا هدية، لما كان بيركب الريس بتاعه عشان يروح الشغل، قرر يلبس النضارة بدل الخوذة، مسكها في ايده و هو بيبتسم بحب و بيتمني لو كانت رنا موجودة، و هنا بقى انتبه للكتابة المحفورة على النضارة، كل دراع كان مكتوب عليه اسم، واحد إيهاب، و التاني رنا .
و أخيرًا بدأ يربط الخيوط ببعضها و يفتكر كلامها يوم السينما، بالإضافة لما سألها لو متعرفش عنوان بيتهم و ساعتها هي ارتبكت و دا يأكد إنها كانت قاصدة تخليه هو يوصلها، كانت قاصدة تقول يا عمو عشان تشاكسه! و اسبيدر مان اللي قالت إنها بتحبه بجد! و لما قالت إن وجهة نظره لها قيمة كبيرة عندها!
خبط على تانك الريس و ردد بغضب:
_ دا أنا غبي، أكبر غبي!
★★★★★★
على الطرف التاني، كانت راجعة من شغلها مرهقة، رمت شنطتها بإهمال و طلبت من والدتها تجهز الغدا، لكنها تفاجأت بوالدتها اللى خرجت من الصالون و هي بتطلب منها توطي صوتها عشان عندهم ضيوف، ف ردت عليها رنا باستنكار:
_ ضيوف مين يا ماما هو احنا حد يعرفنا غير مدام كرستينا صاحبتك و دي مش بتزورنا غير في راس السنة!!!
ردت والدتها بجدية:
_ العريس اللي قولتلك عليه امبارح موجود جوا، ادخلي قابليه، والدك جوا معاه.
شهقت رنا بفزع:
_ عريس ايه! انا قولتلك مش عايزة اتجوز دلوقت!!
_ ليه بس يا رنا!!!
_ أنا لسه صغيرة!
_ صغيرة ايه يا شاحطة دا انتي هتقفلي التلاتين قريب!!!
ثانية واحدة كدا، هي ميزت الصوت صح؟ و لا دي تهيأت؟؟
غمضت عيونها و هي بتتمني متكونش بتحلم، و بالفعل اول ما التفتت و فتحت عيونها وقعت على إيهاب، ابتسمت تلقائيًا و هي بتشاور بسعادة شديدة:
_ نورت ألمانيا.
اكتفى إيهاب بابتسامة و هو بيتأملها بحب، فتدخل والدها اللي طل من ورا إيهاب:
_ ها! نقول مبروك؟
سألتهم رنا بدهشة:
_ هو إيهاب العريس؟؟
أكدت والدتها المعلومة، فقالت رنا بجدية:
_ مش موافقة.
**********
خرجوا يقعدوا في جنينة البيت، فسألها إيهاب بحزن خفيف:
_ ممكن اعرف مش موافقة ليه؟
رمت رنا ورقة الشجرة اللي في إيدها:
_ و ليه أوافق؟
_ عشان بحبك مثلًا؟
اعترافه بالحب كان صدمة بالنسبة لها، لأنه ولا مرة حسسها إنه معجب بها، لحظة إدراك إن الشخص اللي فضلت تحبه ١٨ سنة في السر، جاي دلوقت يعترف بحبه!!
قطع شرودها لما سألها:
_ مش حابة تقولي حاجة؟
_ انت قولتلي قبل كدا إنك مش حابب مراتك تشتغل، و أنا بحب اشتغل، بحب خروجات النادي، و مش بعرف اعمل حاجة في شغل البيت، و كمان محبش جوزي يكون عنده صحاب بنات، و زي ما عاملة حسابه و حاطة حدودي بيني و بين الشباب في التعامل هو كمان يكون كدا........عندك مشكلة؟
ابتسم إيهاب بحب وقال:
_ معنديش اي مشكلة في كل ده، اهم حاجة مخسركيش.
منحته نفس الابتسامة وقالت بهيام:
_ حيث كدا بقى يبقى أنا عندي كلام كتير، تحب تسمعه؟
_ عمري كله معاكي، قولي اللي تحبيه.
★★★★★★★
بمرور الوقت، كانت واقفة في المطبخ و بتجهز الغدا، بالرغم من إرهاقها الشديد بسبب الحمل، إلا إنها من لما اتجوزت هي و إيهاب و هي بتحاول تكون زوجة كويسة و ست بيت شاطرة على عكس سما تمامًا.
أول ما رجع إيهاب البيت استقبلته رنا بابتسامة وحضنته:
_ وحشتني خالص.
باسها من دماغها:
_ أنتي كمان يا حبيبتي.
لما قعدوا يتغدوا، مدح إيهاب طبخها مع اول ملعقة، و لما جت هي تدوق الأكل كان مالح اوي، فقالت بنفور:
_ دا ملحه كتير يا إيهاب، أنا شكلي زودت ملح عن وصفة النت.
ابتسم لها بحب و مسك إيدها:
_ أنا مدوقتش فيها الملح، أنا دوقت فيها طعم الحب اللي بسببه دخلتي المطبخ و بتحاولي تتعلمي الطبخ عشاني، و بصراحة تسلم إيدك.....
_ شكرًا على كلامك اللطيف، و شكرًا عشان مستحمل الأكل المتبهدل، و متكلمتش معايا لما بوظتلك تي شيرت في الغسيل، و بتستحمل تقصيري لما بكون مضغوطة في شغلي.
_ أنا اتجوزتك علشان بحبك يا رنا، مش عشان تهتمي بشغل البيت أو تطبخي، كل دي أمور ممكن تتحل بأوردر من مطعم، أو نجيب حد يساعدك في شغل البيت أو أنا أساعدك
ردت عليه رنا بنبرة امتنان و تقدير:
_ أنت بتتعب في شغلك يا حبيبي، و أنا كمان عشان بحبك، حابة اهتم بكل حاجة تخصك، من غير مساعدة من حد.
ابتسم بشرود و هو بيفتكر ازاي من سنتين، كان عايش حياة زوجية تعيسة كلها زعيق من سما و رغبة في فرض سيطرتها عليه، و في نفس الوقت إهمال الحاجة اللي تخصه!
_ على فكرة بحبك.
ردت عليه رنا بمرح:
_ مي تو يا بيبي و الله.
شهقت رنا بتذكر:
_ في رسالة من زينب محروس خلينا نقرأها.
بما إن الرواية خلصت، و النهاية تقريبًا مش مرضية بالنسبة لناس كتير، بس على الاقل ممكن اكون وصلت وجهة نظري لبعض الأشخاص، (حب الانبهار) بالنسبة لي ك زينبوو هو أخطر انواع الحب، لأن الإنسان لما بيكون مفتقد شيء بشدة و خصوصًا لو مشاعر معينة، و ظهرت الصفات دي في شخص ما، ساعتها انت بتتوهم إنك حبيته لمجرد انك لاقيت فيه اللي ناقصك، بس دا مش صح دا انبهار و مش حب، لأن الحب ملهوش أسباب، لانك لو حبيت حد لسبب و زال السبب دا بعدين أنت كمان هيزول حبك.
هو اتجوز سما و مقدرش يحبها و معتقدش إنه ضرها في حاجة و لا حتى خانها، لأنه ببساطة جدًا هو مأخدش خطوة جد تجاه مروة غير ساب البيت لسما و هو مكرر الانفصال، و لما أكتشف إن حبه لمروة مجرد إنبهار بالحاجة اللي كان بيدور عليه و مش حب، محبش يكمل معاها، أما ظهور رنا بقى فهو لفت نظر بإن نصيبك هتاخده مهما طال الوقت، و بالرغم من إن رنا عندها ميول و طباع هو مكنش متقبلها في مراته لكنه لما حب رنا بجد مهتمش بحاجة تانية و دخلها حياته زي ما هي غير ما يطلب منها إنها تبطل الحاجة اللي مش بيحبها.
و بالنسبة للاهتزاز اللي ظهر في شخصية إيهاب، فخلينا متفقين إن كل الناس بيجي عليهم وقت زعل و اكتئاب و إحساس إنك تايه و مش عارف تاخد قرار، فبالنسبة لي دا كان بطل من أرض الواقع.
و شكرًا على وقتكم اللي منحتوه للرواية.
بقلم روايات زينب محروس
#الحب_في_الوقت_المناسب
#زينب_محروس
