رواية خداع العشق عبر روايات الخلاصة بقلم نور رمضان
رواية خداع العشق الفصل الأول 1
رحمة انهارت والدموع ماليه وشها، صوتها متقطع وهي بتصرخ:
ـ "ولما إنت مش قادر كدا يا عيسى... كملت ليه؟! أنا كنت بدأت أحبك..."
عيسى غمض عينه، صوته مكسور:
ـ "مش قادر يا رحمة... تعبت. كل يوم دكاترة وعلاج وعياط. أنا محتاج واحدة تستحملني، مش العكس..."
رحمة شهقت وهي بتمسح دموعها بإيد مرتعشة:
ـ "امشي يا عيسى... امشي ومتجيش تاني. أنا خلصت خلاص."
وقف ساكت لحظة، عينه بتلمع بالحزن:
ـ "رحمة... أنا آسف."
خطا خطوتين بعيد، وسابها واقفة لوحدها. في اللحظة دي حسّت رحمة بكسر نفس ما يتوصفش. وجع ست بيقولوا عليها "ناقصة"... كلمة باردة قاسية اسمها "عقم". حمدت ربنا جواها، لكن قلبها كان بينزف.
"عيسى... حب حياتي... كنا سوا في كل حاجة... مستحملش للآخر ونكر كل الحلو اللي بينا علشان حاجة مش بإيدي."
مشيت رحمة وهي مش شايفة قدامها، دموعها مغيمة عينيها.
دخلت البيت ،
صوت امها _
اتصدمت وشها اتغير:
ـ "رحمة!! مالك يا بنتي؟ يقلب أمك مالك في أي... ردي عليا."
رحمة انهارت في حضنها:
ـ "عيسى... سابني يا ماما. قولتلك من الأول... مش هيقدر يكمل."
سعاد شدّت بنتها في حضنها بقوة، وهي بتحاول تخبي دموعها:
ـ "اهدي يا قلب أمك... كل حاجة بتتصلح، وربك كبير."
رحمة كانت بترتعش من كتر البكا:
ـ "هو كان أملي يا ماما... كنت شايفاه سندي وضهري. فجأة لقيته بيبعد كأني تقيلة عليه..."
سعاد مسحت على شعرها:
ـ "يا بنتي اللي ما يستحملكيش في ضعفك ما يستاهلش فرحتك. عيسى مش آخر الدنيا."
رحمة رفعت عينيها بنظرة مليانة وجع:
ـ "بس هو كان دنيتي كلها... كنت بخطط معاه لكل حاجة، فجأة لقيت نفسي لوحدي."
سكتت لحظة، قلبها بيتخبط وهي تقول:
ـ "مفيش حاجة بتوجع قَلب الست قد إنها تتحاسب على حاجة مش في إيدها. العقم ابتلاء من ربنا، مش وصمة... بس هو خلاني أحس إني ناقصة."
سعاد حضنتها أكتر:
ـ "لا يا رحمة... إنتي كاملة بنورك، كاملة بإيمانك. اللي ربنا كتبهولك أحلى بكتير من اللي ضاع."
رحمة بصت للفراغ، دموعها بتنزل بهدوء، وفي قلبها نار:
ـ "يمكن عندك حق يا ماما... بس الوجع صعب... صعب أوي."
قامت بهدوء، دخلت أوضتها، قفلت الباب ووقفت قدام المراية. شافت وشها الشاحب ودموعها السايحة، وقالت لنفسها بصوت واطي:
ـ "لازم أوقف على رجلي... مش عشان عيسى، عشان نفسي."
لكنها ما قدرتش.
فضلت واقفة قدام المراية، كل ثانية بتحس إنها بتنهار أكتر. صوت دقات قلبها عالي، ودموعها مش بتقف. قربت من السرير، وقعت عليه كأنها فقدت قوتها.
مسكت تليفونها، فتحته تلقائيًا، لقت صورها مع عيسى... صور ضحكهم سوا، خروجاتهم، حتى تفاصيل بسيطة زي كوباية قهوة كانوا بيشربوها مع بعض. قلبها اتعصر وهي بتتمتم:
ـ "إزاي قدرت تمشي وتسيبني كدا؟ إزاي؟"
دموعها نزلت على الشاشة، وبتكمل بكلام متقطع:
ـ "كنت فاكرة نفسي كافية... كنت فاكرة حبي ليك هيخليك جنبي... بس طلعت غلطانة."
قامت من السرير، مشيت في أوضتها زي التايهة، رجليها تقيلة وكأنها مش شايلة نفسها. فتحت الدولاب، وقعدت تبص على الهدوم اللي لبستها في مناسبات معاها. لمست فستان كانت لبساه في عيد ميلاده، وشهقت:
ـ "حتى الذكريات بتوجع."
سقطت على الأرض، حضنت الفستان وكأنه بيحضنها.
بره الأوضة، سعاد كانت واقفة على الباب سامعة بكا بنتها، بس مش عارفة تدخل أو تسيبها. دموع أمها نزلت بحزن وهي بتقول جواها:
ـ "يا رب قوّي قلبها... يا رب ما تسيبهاش تنكسر."
في نص الليل، طلعت رحمة للبلكونة، الهوا كان بارد بس قلبها مولّع. بصّت للسما، كأنها بتسأل ربنا بصوت مبحوح:
ـ "ليه يا رب؟ ليه حرمتني من نعمة الأمومة؟ وليه خدت مني عيسى اللي كنت شايفاه عمري كله؟"
إيدها كانت مرتعشة، وعينيها حمرا من كتر البكا. وقفت ساكتة دقيقة، وبعدين فجأة حسّت جسمها بيقع. تعبت. دماغها دخت ورجليها ما شالتهاش، وقعت على الأرض مغميّة.
سعاد جريت من جوه وهي تصرخ:
ـ "رحمة!! يا بنتي قومي... بالله عليكي افتحي عينك!"
الدنيا اتلخبطت، وجارتهم جريت على الصوت. دقايق ووصل جارهم "الدكتور كريم"، شاب في أواخر العشرينات، معروف في العمارة بهدوئه وأخلاقه. دخل بسرعة، عينه فيها قلق واضح:
ـ "إيه اللي حصل يا طنط؟"
سعاد بعياط وخوف:
ـ "وقعت فجأة... مش عارفه في إيه."
كريم ركع جنب رحمة، لمس نبضها بسرعة:
ـ "الحمد لله، خير أهدي... بس ضغطها واطي جدًا، جسمها تلج."
حط إيده على كتفها بحنان وهو يحاول يفوقها:
ـ "رحمة... اسمعيني... افتحي عينك، أنا هنا."
رحمة بدأت تتحرك بصعوبة، شفايفها بتنطق بكلمات مكسورة:
ـ "سيبني... سيبني أنا كويسه ..."
كريم بصّ لها بجدية وحزن:
ـ "لا يا رحمة، جسمك تعبان .. ضغطك واطي جدا ."
سعاد كانت واقفة ودموعها مبتقفش:
ـ "يا دكتور، دي اتكسرت بعد ما خطيبها سابها... مش عارفه أعمل معاها إيه.".
كريم بصّ لها بابتسامة صغيرة، وقال بهدوء:
ـ "أنا هنا علشان أساعدك... حتى لو إنتي مش قادرة تساعدي نفسك دلوقتي."
رحمة قفلت عينيها تاني، دموعها نزلت.
لكن مع الصبح... رجعت ترفض.
كريم طلع يطمن عليها، دق الباب بخفة.
سعاد فتحت وهي مبتسمة بامتنان:
ـ "أهلاً يا دكتور كريم... تعبتك معانا."
كريم بابتسامة هادية:
ـ "ولا تعب ولا حاجة، أنا بس جيت أطمن."
سعاد نادت:
ـ "رحمةاا، تعالي يا بنتي... الدكتور كريم جه يزورك."
رحمة طلعت من أوضتها ببطء، عينيها مورمة من كتر البكا. أول ما شافت كريم واقف، قلبها اتقبض. شدّت نفسها وقالت ببرود:
ـ "مفيش داعي تقلق... أنا كويسة."
كريم حاول يحافظ على هدوئه:
ـ "أنا عارف إنك مش كويسة... ولسه محتاجة وقت. جاي أطمن بس."
رحمة رفعت راسها بنبرة حادة:
ـ "أنا مش عايزة حد يطمن عليّ. أنا كويسه."
سعاد اتوترت وقالت بسرعة:
ـ "رحمة! إيه الأسلوب ده؟ الراجل واقف يسأل عليك عيب كدا ."
رحمة دموعها لمعت وهي بتبص له:
ـ "أنا مش محتاجة منقذ. أنا مش عايزة منك حاجة، ولا من أي حد."
كريم حسّ بالوجع اللي ورا كلامها، لكنه رد بهدوء:
ـ "أنا مش منقذ يا رحمة... أنا مجرد جار. وجودي مش تدخل، بس لو احتجتِ حاجة هتلاقيني."
رحمة استدارت من غير ما ترد، ومشيت لأوضتها بسرعة، قفلت الباب ووراها تنهيدة تقيلة.
كريم بص لسعاد بابتسامة صغيرة وقال:
ـ "سيبيها براحتها... هي مش رافضاني أنا، هي رافضة أي حد يمد إيده لها دلوقتي."
سعاد مسحت دموعها وقالت:
ـ "الله يجازيك خير يا ابني... يمكن وجودك ده رحمة من ربنا، بس هي مش شايفة دلوقتي."
كريم سابهم وخرج، وفي قلبه إحساس غريب... تعاطف أكبر من اللي المفروض يكون بس "جار".
أما رحمة، قعدت على سريرها، دموعها سايبة، وقالت لنفسها بصوت واطي:
ـ "مش عايزة أعيش محتاجة حد... مش عايزة أدي فرصة
تلفونها رن ..
عيسي!ماله
ايييي
يتبع...