📁 أحدث الفصول

سيناريو حين يعود الحلم الفصل الثاني 2 بقلم ملك عبدالله أحمد

سيناريو حين يعود الحلم عبر روايات الخلاصة بقلم ملك عبدالله أحمد

سيناريو حين يعود الحلم الفصل الثاني 2 بقلم ملك عبدالله أحمد

سيناريو حين يعود الحلم الفصل الثاني 2

رفعت عيني بسرعة، وضربات قلبي بتعلى أكتر، وبرجع للورا بخطوات بطيئة: أمير.

لوهلة حسيت إني دخلت بيتنا، مش مدرج جامعتي.

أصل مش فاهمة هو هنا بيعمل إيه؟!

أخدت الصدمة داخليًا، هو سافر عشان يحضر الدكتوراه وتخيلت إنه هيكمل هناك.

متوقعتش ينزل ويستقر هنا، كنت فاكرة إن وجوده مؤقت… بس باين هفضل أتعذب لعُمري كله.


_هتفضلي واقفة هنا كتير؟ وقت المحاضرة بيخلص، وأنتِ أصلًا جاية متأخرة.


مستفز، آه والله!

ياه لو كان حبيبي دلوقتي وأقدر أتحداه… ما هو حبيبي عادي.


دخلت بهدوء، وللأسف لقيت مكان في أول صف.

اضطريت أقعد، وأنا كنت أبغي والله أقعد في الآخر.


_طبعًا من البداية أنا ملتزم جدًا في مواعيدي ومش بتأخر عن موعد ليّ. وإنتو كمان تتعلموا متتأخروش على ميعادكم، لأن ببساطة زي ما بعاملكم عاملوني. فتأخير عن المحاضرات ممنوع يا شباب.


مغرور والله.

بس مركزتش في مضمون كلامه أكتر من تركيزي على لغة كلامه.

ملتزم في مواعيده؟! طب ليه ملتزمش في وعوده؟!


خلصت المحاضرة أخيرًا.

مش هنكر إن شرحه ممتاز… عالي.

طبيعي هو مُدرسي الأول، أول شخص يذاكر معايا من صغري.

عدى معايا كل مراحلي الدراسية وأصعابها.

بس سابني في أول وأصعب طريق… بس كملت من غيره.


فوقت على كلامه:


_معاد المحاضرة خلص، وأتوقع مفيش محاضرات تاني بعدي بما إن ده أول يوم. فهندردش مع بعض شوية نعرف فيها الأساسيات بما إن خلاص دي آخر سنة دراسية ليكم.


أولًا هعرفكم بيا أنا دكتور "أمير مجدي الحُسني". كنت طالب زيكم وسافرت أحضر الدكتوراه. كان وقت شاق، لكن "لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها" نزلت مصر من فترة واتعينت هنا مكنتش دي السنة اللي هدرسها كان تالتة وتانية، بس دكتور مادتكم عمل للأسف حادثة واعتذر عن السنة دي، فهكمل معاكم.


زي ما بقولكم كده هو قعد يتكلم ويتكلم…

وأنا مش هنا خالص، باصة في نقطة فراغ وعمالة أتخيل سيناريوهات

منها حزين… وحزين… وحزين… وبعضها سعيد برضه.


أصل تفكيري مختل، لسه بيحب يفكر في الذكريات الكدابة بينا.

آه ياريت لو كنا كملنا، وكان قلبي دلوقتي بيرفرف في الحب، مش زعل وخنقة وأنا شايفاه قصادي.


اتنهدت بحزن.

شكلي هفضل دايمًا كده.

هيفضل قصاد عيني حتى لو فضلت الهروب.

دلوقتي لما عايزة يبعد بيقرب أكتر، ووقت ما كنت محتاجة يقرب كان بيبعد… لغاية ما بقيت لوحدي حتى وهو قريب.


خلصت وخرجت بسرعة من غير ما يلاحظني.

معنديش فكرة هيكلمني ولا لأ.

هيتعامل معايا كأننا منعرفش بعض؟ ولا عادي؟


أرهقني التفكير، فقولت أروح أقعد في كافتيريا الجامعة.

لكن لقيت بعض من صحابي من سنة تالتة قاعدين.

روحت أسلم عليهم، وبالمرة أقعد شوية أفك عن نفسي.

كان الوقت لطيف معاهم، ونسيت كل العواصف اللي جوايا.


بس هل يا ترى هتكمل؟


لاحظت دخول أمير في المكان، بس مش لوحده.

كانت هي معاه… هي.

مكانها معاه كان المفروض مكاني.


نبضات قلبي زادت وتوتري ظهر.

جوايا كنت ببكي وبصرخ، بس ظاهريًا كنت صامتة… وكأني بحاول أعتاد على المشهد.


– مش دي دكتورة "مريم" يا بنات؟


بصتلها بصدمة:

– دكتورة؟!


ردت بعفوية عليّا:

– أيوة يا نور، دخلت علينا النهاردة. كانت مسافرة أصلًا ورجعت هنا، كانت بتحضر دكتوراه. بس للأمانة شرحها ممتاز أوي، حبيتها جدًا، وأسلوبها معانا لطيف.


طلعت دكتورة؟!

كانت معاه وبيدرسوا مع بعض… يعني حبها!


مقدرتش أكمل، واخدت بعضي ومشيت بدون كلام.

يمكن أحاول أستوعب.


مشيت من هناك وأنا تايهة.

خلّتني ماشية مسافة طويلة.

معرفش إيه الطرق دي، بس من كتر توهاني محسّتش بأي حاجة حواليّ.


كنت تعبانة من المشي، قعدت على أقرب استراحة قدامي.


في الوقت ده كان فيه هوا كتير.

الأشجار عمالة تتحرك، صوت العربيات وهي معدّية، الناس وهي ماشية.

ده كله كان شاغل عيوني.


بس بعدها بدقايق كل ده اختفى.

الهوا بطل، والعربيات مشيت، الناس اختفت.

اختفى كل ده… واتبقى الهدوء.


كل اللي حواليّ بس هدوء.

بدأت أجمع كل اللي حصل الفترة اللي عدّت كلها تاني.


ساعتها سمحت لدموعي تنزل.

بدأت أعيط بانهيار.

يمكن دي المرة الوحيدة اللي انهرت فيها بالشكل ده.


بس أنا ليه حبيته؟ ليه عملت كده في نفسي؟

ليه انجرفت ورا مشاعري الغبية؟

ليه محافظتش على قلبي بدل ما أنا بهدلته بالشكل ده؟

كان هيحصل إيه لو كنا بُعاد من الأول؟

بس أنا مشيت وراه غصب عني، حبيته غصب.

هو كان معايا في كل خطوة في حياتي، كان ملازماني، كان رفيق، وسند، وحبيب.

بس شكلي أنا اللي انغرست في الحب لوحدي.


طب وهو محبنيش؟ يعني مشاعري دي كانت لوحدي؟

كل التفاصيل والذكريات كانت بالنسباله سيّان؟

أنا السبب.

يمكن كان لازم أبعد من زمان… بس وثقت فيه، وعدني.


يا عيني، كُفّي الدمعَ،

فدمعي لا يسَعُ غدرًا بهذا الحجم.

أنتَ خائنُ اليمين،

لكن بقهرٍ أُقِرُّ: كنتَ لقلبي شفاءً،

فكيفَ أبصرتُ فيك العِلّة؟


رجعت البيت وأنا ضايعة، بس جوايا بدأت أفوق.

دخلت البيت وقابلت ماما، بصتلها كتير لدرجة إنها قلقت عليّا.

قربت مني وحضنتني، فبكيت من تاني وكأن البُكا بقى ملازمني.


– إيه يا نور، فيكِ إيه يا حبيبتي؟!


فضلت تتكلم معايا وأنا تايهة في حزني لغاية ما وقفت مرة واحدة وبصتلها بخذلان:

– إنتو ليه عملتوا فيّا كده؟!


ردت بصدمة:

– عملنا إيه فيكِ؟


– ليه سبتوني مع أمير؟


_يعني إيه بتقولي إيه؟!

_سبتوني يا ماما مع شخص أعيش معاه كل تفاصيل حياتي، ألعب وأكل وأخرج وأذاكر، سبتيني مع واحد أحبه.

_تحبيه كأخ.

_أخ!! أنتِ متخيلة كده بجد؟! يعني بعد ده كله تقوليلي أخ؟! يعني إيه؟!


ردت بتبرير:

_أنتِ وحيدة وهو كمان وحيد، فطبيعي حياتكم تكون مع بعض. وكنتِ دايمًا هناك في بيت عمك، مش بتنزلي من هناك غير على النوم. كنتِ عايزاني أعمل إيه؟ أمنعك إزاي وأنتِ روحك كانت معاه، بس على أساس أخوات.


ضحكت بسخرية:

_برضه بتقولي أخ.


اتكلمت بتريّث خفي:

_أومال إيه يا نور، هو أخوكي.


انفعلت بعصبية، ونبرة صوتي عليت:

_أنتِ مستوعبة كلامك بجد؟! عايزاني أقولك أيوة فعلًا هو أخ؟! إزاي ها؟! إزاي؟! أنتِ لسه بتقولي أهو روحك كانت فيه، عايزاني أعمل وأفكّر إزاي؟! قضيت طفولتي ومراهقتي معاه، يعني طبيعي أحبه، فيه كل الصفات اللي تخليني أحبه وأتعلق بيه. فهميني كنتِ عايزاني أتعامل إزاي معاه؟! أدفن مشاعري وحبه عشان هو أخ؟! طب والذكريات الحلوة، والكلام، والتفاصيل اللي بينا، المواقف، والحب، كنتِ عايزاني بعد ده كله أتعامل إزاي؟! أنتِ دمرتيني وهو... كلكم دمرتوني.


قالت باستنكار:

_أنتِ بتحبي أمير كحبيب مش كأخ؟!

_برضه بتقولي أخ، افهمي بقى. يعني إيه؟! دي مشاعري كانت واضحة لكل الناس__تمتمت بحسرة _معادا إنتو.


قربت منها أكتر:

_عرفتي ليه حرام، وليه ربنا مانع كده؟! ليه معملتيش بكلام ربنا وبعدتني؟! وعرفتني إنه مش محرّم عليا؟! ليه خلتيني أنسى إزاي أتعامل مع الغريب عني؟! تعالي شوفي، مفيش غيري اللي اتوجع في الحكاية كلها، أنا وبس. فهمتي ليه ربنا نهى عن التقرب بين ولاد العم أو غيره؟! أهو ده الوجع اللي صابني لوحدي.


_مكنتش أعرف إن ده كله هيحصل. كنت بحاول أعوّضك عن غياب باباكي، والله مكنتش أعرف إن الطريق هيكون كده، ولا أعرف إنك ممكن تحبي أمير. فكرته هيكون أخ ليكِ. أنا آسفة، والله آسفة، مكنتش أعرف إنك بتتعذبي بسببي.

_مينفعش الاعتذار دلوقتي، بقاش مهم حاليًا.


قطع كلامنا خبطات على الباب، قلبي عليت نبضاته، هو.

ماما فتحت الباب، وكان هو. إحساسي... مستحيل أنسى طريقة طرقه على الباب.


عيوني اتلاقت بعيونه، وكان بينا نظرات... لا أنا فاهمة نظرته ولا هو فاهم نظرتي. كانت لأول مرة محدش فينا يفهم التاني. بس كان فيه شيء مشترك بينا... حب خفي كنا بنحاول ندارِيه في نظراتنا. بس... هل هو حب؟!


نصفُ اعتراف، يا حبيبي...


أنتَ

نزيفٌ دائمٌ في قلبي،

وجُرحٌ غائر،

وأثرُ دمٍ

ما زال يبحث عن ارتواء.


أنتَ

دَمعٌ قاسٍ،

وانكسارٌ

يُؤلم... ولا يُشفى.


لكنّك،

وبالرغمِ من كُلّ ذاك،

حبيب.

يتبع...

سيناريو حين يعود الحلم الفصل الثالث 3 من هنا

سيناريو حين يعود الحلم كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات