رواية السيدة الأولى (هاشم وطيبة) عبر روايات الخلاصة بقلم سوما العربي
رواية السيدة الأولى (هاشم وطيبة) الفصل الرابع 4
تراجعت في خطواتها وقد تيبست التفت جاي تائهة ومذعورة اتطلعت عليه وهو يشرف عليها بقامته الطويلة واضعاً في جيوب بنطاله فارداً صدره العريض يبادلها النظر بتجبر واضح وإستعلاء
نظره خبرتها مدى قزامتها ليس أمامه وحده بل أمام الدنيا كلها.
وهو بقا ينظر لها يعلم بسيطرته عليها سيطرة مزيفة وقد تلمس ذلك بنفسه.
هاشم ثابت محامي عقر يقرأ مابين السطور بلا حاجة للبوح، وطيبة كانت ستفل لولا لجوءه للتهديد.
نظراتها كانت تحاربه، كأنها تستجديه بعينها وتسأله السؤال الذي لن يجاوبه
لن يجاوبه لأنه لا يملك إجابة، فلما يصمم على وجودها حتى ولو بالتهديد ان كانت لا تفرق معه ويحب غيرها.
صوته كان جافًا يخرق عن مدى ضيقه حين قصف بأمر
– هتفضلي مبحلقه فيا كتير ؟! قدامك عشر ثواني يا تختاري تنزلي على السلم يا تدخلي جوا وتسمعي الكلام انا ما بتحايلش على حد يا قطة
قال الاخيره بتماسك وكأنه هكذا أعلن تماسكه وإستغناءه ينفي عنه ما بدر منه منذ قليل.
كمل غطرسته وجمل :
ألف واحده غيرك تتمنى تكون مكانك.
امشي انا وهاتهم.
ها هي القطة بدأت الرد، وصلها بصيص من اهمية وجودها فرد ببرود
وهو انا ماسك فيكي، يالا انزلي فضي مكان.
نظرت له منتظرة ولم يكذب حدثها فقد كمل:
بس زي ما قلت لك هتنزلي تلاقي أمين تحت واستلقي وعدك معاه برا عني.
حاولت لملمت تفكيرها وعقلها للتكفير، لم يُبعد أمين عنها سوى وجود هاشم ثابت.
عصرت عينيها وهي تفكر تبحث عن منادية عن طيبة الطبيبة التي تحصلت على مجموع عالي تفوقت به على كل زميلاتها.
قصف صوته من جديد
اخلصي انا مش هفضل مستني جنابك كتير.
عادت تفتح عيناها وردت بصوت تجلى فيه الخضوع متأثرة بطلته المتفرعنة تقول:
حاضر، دخل.
لا.
قالها يحاول إرجاع السيطرة المفقودة بعدما شعر بفقدان جزء منها حينما هددها لتعود.
رفرفت بأهدابها وتطلعت له بين أمل وخوف لتسمعه يكمل بغطرسة
– الا لو هتسمعي الكلام وتقولي حاضر.
حاضر.
ظهر خنوع القطة من جديد فارتضى وابتسم ثم أفسح لها المجال ليظهر باب الشقه وهو يردد:
– ماشي أدخلي.
قبلما انتقلت قالت:
بس انا…
ايه اخلصي.
– هوو.. كده كدة مش هينفع
تاني؟! ده انتي اتفرعنتي بقا..
مش كده والله بس… انا زي كل
البنات عندي ال…
قطبت حديثها فرفعت احدى حاجبيه من حمرة وجنتيها ونظرها أرضاً بخجل شديد، جاب بعيناه على ملامحها ثم همهم متفهماً ثم ردد:
طيب ادخلي.
دلفت بخطى حثيثة وعيناه على جسدها لم تفارقها ثم سألها:
– بتقعد أد ايه بقا ؟! أسبوع.
والله ! في حد بتقعد عنده اسبوع؟؟ اه والله هو انت يعني كنت بنت
ضيق مابين حاجبيه، ماذا تحاول ان تفعل إلى اين تريد الوصول؟! صمت … لأن أزيد من ذلك سيعد
شيء آخر غير الإستغناء أو هكذا حدث نفسه.
امسح لها الطريق كي تتقدم للداخل ثم قال
طب ادخلي .
تحرك من مكانه باتجاه الباب
فسألت:
– هتمشى ؟
فحصها بعينه، واضح على ملامحها الفرحة والإنفراجه ليرد:
مالكيش فيه، أجي امشي براحتي هو بيتي ولا بيتك انتي.
اعتدل في وقفته يُربع ذراعيه حول
صدره ثم ردد بغطرسة كالطاووس:
أمال فين الشموع والديكورات والأكل البيتي؟! أيه غيرتي يعني كل ده مش كنتي بتحاولي توقعيني
تألمت ملامحها من كلامه، هو غافل تماماً عن كونها إبنة ناس ولم تتعرض او تتعوض على جزح الكرامة.
اصابه تأنيب الضمير على الفور في صدره حين لاحظ إحمرار وجهها من شدة إحتقانه الحره تتعرض للسب والابتزاز وأشد أنواع الإحتقار وهي مسلوبة الإرادة عن الرد أو الصد.
أرق راحته و أوجعت قلبه حين رفعت عيناها الحمراء في عينه وردت بصوت مختنق متحشرج لا خلاص… عرفت حجمي ومكاني الطبيعي
قالتها والعبرة تخنق حلقها، صدم بالندم الذي تجمع داخله واعتصر قلبه.
ذم شفتيه يسأل لما يعاملها هكذا، لم يكن فظ القلب يوماً
رغم تحصله على الجواب ومعرفته له الا انه أبه على الاعتراف، أنكر تماماً.
حاول التحدث بهدوء وقال
طب ادخلي ارتاحي في سريرك.
والتف مغادراً ولم تسأله من جديد إلى أين هي ليست زوجته.
دلفت لتجلس على الفراش الوثير تفكر ما القادم؟
سمعت تعاقب صوت الرسائل على تطبيق الواتساب، فتحت الهاتف لتصدم بالخبر، وهناك امتحان عملي بالغدة وجروب الدفعة مقلوباً رأساً على عقب.
كان يضحك بحالمية وهو يتلمس تأثره بنيرة صوتها وحديثها في الهاتف.
اتسعت ضحكته وهو يسمعها تردد هو في حاجة حضرتك؟! ليه ناسيه عربيتي الي دشدشتيها؟ متصل عشان كده هكون متصل عشان ايه يعني!
ارتبك صوتها، تصليح مثل سيارته يكلف الكثير، لكنها تمسكت بالثبات وردت
وبعدين؟!
ولا قابلين يا كتكوتة هتيجي بكرة معايا لمركز الصيانة تصليحها وتدفعي.
ردت من بين أسنانها بكبر وإجراءه مصطنع:
اجي وادفع عادي بس بلاش كتكوتة دي.
لا انا اقول الي انا عايزه وشايفه صح، ولا نكلم بابا الس انتي واخده العربية من وراه وناخد رأيه في الموضوع ده؟!
لا خلاص خلاص انا كتكوتة جداً
ضحك مقهقها وقد تجلجلت ضحكاته من جديد مستمتع بمناكفته معها.
فقطع سيل ضحكاته دقات خفيفة على زجاج النافذة ترجعه للواقع ليعود بتقكيره ويعلم انه يجلس في سيارته بأريحيه على باب أحد القصور الفخمه.
نظر عبر النافذة ليري تلك السيدة صارخة الأنوثه والفخامة التي تقف على الأرض تدق على زجاج نافذته.
ليحدث كنزي في الهاتف ويقول: خلاص يا كتكوتة هبعتلك على الواتساب دولي الوقتي الميعاد والمكان … يالا باي.
اغلقت معه الهاتف وهي تردد مصيبة تاخدك يا بعيد، انت طلعت لي منين بس هو انا ناقصة كورارث.
تلهفت ملامحها وهي تتصفح الهاتف بعدما وصلها إشعار بنزل منشور جديد على صفحة صديق هي مهتمة بأخباره وهوية الصديق بالطبع
افتح التطبيق سريعًا لتهيم ملامحها وهي ترى صور جديدة لتيم نشرت
للتو، تعليقات وإعجاب وردود … الفتيات معجبه واصحابه يزكونه.
الهوس تملك منها، بات متيمة تيم مقارنة تولدت داخلها وصنعت وحشاً ينهش أحشائها وهي تدخل على صفحة صفحه من كل تسجيل إعجاب من فتاة.
صرخ عقلها بجنون ، كلهن جميلاتاات … جميلات جداً كيف سيلاحظها وسط كل هذا السباق.
فكرت ملياً هل تضغط له بالإعجاب ربما لاحظها ولو لاحظها قد يدخل لملفها الشخصي ويرى البومات الصور الجميلة جداً التي غزت بها صفحتها لأجله فقط.
هزت رأسها رافضه تردد :
كفاية كده.. ده اسمه رخص.. مش كفايه انك انتي الي بعتي له انه كان مقرر الولد الي ياخد الخطوة.
فكرت لثواني ثم عادت ما فكرت فيه مسبقاً وعلى أساسه اتخذت الخطوة:
بس لو ماكنتش المصباح كده ولا كان هيخد باله مني، هو مش عارف اني عایشه اصلا، بس لا مش هعمل لايك … لا .
هزت رأسها بجنون تتذكر:
انتي في ايه ولا في ايه، فكري هتعملي ايه في المصيبة بتاعت بكرة وهصلح العربية ازاي ومنين؟
جلست تفكر وتفكر غارقه ….
بينما على الصعيد الآخر، رجل عمر من سيارته الفارهة وهو يضع هاتفه في جيب معطفه ينظر ببرود لتلك الشقراء التي تقف أمامه تأكله بعينها أكلاً وهي تقول:
هاي عمر
ازيك يا بيري.
– كويسه، وحشتني.
تنهد فها هي قد بدأت من جديد دون أن يؤس ليرد بجفاء:
– شكراً.
زمت شفتيها بضيق وسألت
ايه ماوحشتكش؟!
لا يا بيري وحكايتنا خلصت خلاص.
بالنسبه لك، انا مش قادر انساك ومش قادر أكون مع راجل غيرك.
لا أدي نفسك فرصه وجربي.
جربت، ماحدش فيهم ملي عيني زيك، ومافيش حد كان في قوتك ورجولتك … مش قادر أنساك
نظر لها بجانب عيناه بغرور تغلغل داخله حتى بات جزء من شخصيته ثم ردد:
بس انا خلاص نسيتك.. خلينا صحاب افضل يا بيري احنا مش أخر اتنين يطلقوا .. عنئذنك لازم أدخل الحفلة.
كاد أن يتحرك لكنها أمسكت ذراعه الغليظة الصلبة لتقشعر في كل بدنها وقد فكرتها لمسته بعنفوانه معها فاهتزت من داخلها وصرحت متنازلة:
ردني وموافقة بعلاقاتك
بيري بلاش كده.
عادت تزم شفتيها من جديد فتحرك من أمامها يعطيها نظرة على جتته وقوة بنيانه، مشيته كأنه عنتر زمانه
فتهيم فيه من جديد وتقسم ألا تركه مادامت ترغب فستحصل عليه.
دلف للحفل بوقار وجلل وجد صديقه يقف في أحد الأركان وحده يحتل مشروبه بضيق وعينه على وجهه واحده، تمعن محل النظر ليفهم عليه ثم تقدم منه يضع يده على كتفه ورد
بقا شريف البطل يقف الوقفه دي بذمتك ؟!
التف له شريف وناظره بحزن وتجلت في نظرته وأسبال عيناه قلة الحيلة ليتعصب عليه عمر ويرد:
روح جيبها من شعرها قولها روكا انا بحبك من زمان ، بحبك جدا
لدرجة ان بسببك مراتي طلبت الطلاق.
اجيب مين من شعرها يا بهيم انت مش هتبطل عنف اهلك ده؟ دي روكا واقولها ايه وازاي دي بتقولي يا ابيه.
– ما هو ده من ضمن الاستهبال… بتقول لاخوها هاشم وانت ابيه؟
وانت؟؟
لا انا مش بتكلمني اصلا هما شايفني فاقد وفاسد.
كلنا والله
ماشي ياعم شكراً … بس سيبك مني وخليك في خيبتك.
!!!خيبتي؟
اه خيبه ماعرفش انا ايه الي راجل وحبيت ولا اتحبيت ده لو انا كنت…
كنت ايه؟
ماكنتش عشان ماكنش هيحصل معايا كده انا مش مرهف الحس زيك، ولو حبيت واحده وما دلتنيش الحب وازيد هسيبها فوراً ، من قلة البنات يا صاحبي ولا ايه؟
نظر له شريف بجانب عيناه ورد
ااه… ما الي على البر شاطر … عشان مش مجرب.
روح كلمها طيب هي واقفه لوحدها اهي.. يالا قبل ما هاشم ييجي.
هاشم مش جاي النهاردة.
غريبة هو مش عارف ان نور هنا … كلمه وقوله انها هنا.
أخرج هاتفه واتصل بهاشم الذي جاوب وهو يخرج من أحد الصيدليات ومعه بعض المشتريات فتح المكالمة وردد:
الو
انت فين يا ابني الحفلة بدأت وعيلتك كلها هنا.
في مشوار
طب ايه؟! مش هتيجي؟! ده نور هنا.
تحركت كل حواسه ما ان استمع لاسمها، نظر لما بيده قد اشتراه من متعلقات نسائية ثم قرر:
طيب ساعه بالظبط هخلص مشواري واجي عندكم، خلي عينك عليها لحد ما اجي.
تمام .. ماشي
كانت تبحث عن أي مراجعات مكتملة على الهاتف كي تذاكر للأمتحان متذكرة انها لم تأتي من البيت كتب درسا.
مهلة الأسبوع التي تتخذها في وجودها هنا كانت ستقضيها في التفكير في كيف ستتصرف ولأين
ستذهب، لكن ذلك الامتحان قلبها وقتها وشغل تفكيرها.
يكفي ما فاتها من من شهور في المشفى أضاعت فيها نصف الترم.
تهلت بفرحه وهي تجد أخيراً ملف مرسل على الجروب منذ أسبوع فيه ملخص عده أحد الزملاء.
فتحته وسمت بأسم الله لكن استمعت لصوت الباب يفتح ، ألم يذهب هاشم وهل عاد من جديد؟!
تقدم يدلف من باب الغرفة يحمل أكياس معه فنطرت له وبعينها تسألع في صمت فقال:
جبت لك حاجات من الصيدلية ومسكن و ينسون ونعناع وجبت لك أكل
كان يقتلها بتصرفاته، بين الجفاء والحنان المفرط، يرفعها لسابع سماء ثم يخففها لسابع أرض.
رغما عنها مس قلبها، رفرف قلبها بين أضلاعها وهي تستشعر حنانه الكبير، لما يفعل؟! هل يريد تعذيبها
ان كان مشغولاً بأخرى ولا يرى بعلاقتهم سوى الوضاعه والدنس فلما يحم عليها، ولما ينظر لها هكذا هي تكاد أن تصرخ من الجنون.
كاد أن تنطق وتسأله لما لكنه أكمل عليها يقول:
ما تتعبيش نفسك وتتحركي انا هجيب لك الأكل.
هزت رأسها بجنون لا تكاد تصدق تصرفاته، راقبته وبرج من عقلها كاد ان يطير، تراه قد فتح علب الطعام و القانون على صينية تقديم وتقدم لعندها يردد:
يالا كلي.
طالعته بصمت فصمم
يالا.
تركها مع الطعام وقد شرعت فيه ثم خرج من الغرفة دقيقة وعاد جلس أمامها ينظر عليها.
بقو يتأمل جمال ملامحها بداية من لمعة لونها الأبيض وروعة اللون الأخضر عليها، وصولاً لوجهها المستدير وعيونها الجميلة وانفها المنق تبسم بلا إرادة منه ثم بدأ ورد
همممم، كنتي هتمشي من هنا بقا هروحي فين؟!
طالعته بصمت ثم قالت:
كنت هتصرف.
والله؟ أمين؟!
– مش عارفة.
قالتها وهي تلقي المعلقة من يدها وقد سد نفسها بتلك السيرة فحسها بأمر منافي لحنانه السابق: كملي اكل.
جلبت المعلقه من جديد وبدات تكمل تناول الطعام ، عيناه تعلقت بشفاهها المصبوغه بالصلصة والمعلقه
تدخلها، كانت جميلة ولذيذة وشهية لم ير فتاة ببشاشة وبراءة طلتها.
وقف عن كرسيه بغتتة فاجأها وهو يقترب ليجلس بجوارها، اقترب منها لحد الالتصاق، كانت ترتجف غير قادرة على السؤال خصوصاً بعدما اعربت عن تقبلها اي وضع ودلفت معه من جديد، لكنها لم تستطع وسألته خائفة من رغبته في أي شيء تذكره بما قالت وبوضعها: في ايه؟!
ابتلعت رمقها بصعوبه وهي تسمعه يهمس:
شفايفك.
مسح بأنامله الحاره شفتيها بمنتهى الحنان وبصوت دافئ سخين يسلب عقل أي فتاه كمل همسه – عليها صلصه.
تعلقت عيناها بعينه، بقت تطالعه وكم كان وسيم عن قرب، تسأل لما حرمت من حق أن يصبح رجل وسيم مثله زوجته؟!
هل لأنه يحب أخرى أم لخطيئتها الكبرى ؟!
هاشم كان رجل يخطف فكر أي فتاة من طلته الوسيمة يشبه الرجال الإيطاليين، هندمة ملابسه وشعره المسرح، علاوة على أنه يملك من جمال الرجال درجه عاليه … يتصرف بفخامة ويبتسم بكياسة.
قربه منها يدغدغ قفصها الصدري دقات، ماذا لو كان لها وهي له ؟!
وهو عيونه بقت مطالعه لها، بتلك الفتاة سحر عجيب ودفئ مريب دفئ قريب من دفء البيوت، لا يستطيع تخيلها عشيقه ولا يليق بها ذلك.
ملامحها وقوانين يضعها في محل فتاه رقيقة حديثة الزواج تنتظر زوجها وقد عاد للتو من عمله بعد يوم عمل شاق وقد جهزت له الملوخية مع الأرز والشعيرية والسلطة، تحمر الدجاجة المسلوقة وترش عليها الفلفل والملح.
هي جميله ودافئة، تبهره للحق، يرى بعيناها نظرة ترضيه لدرجة تجعله يجلس لجوارها، لدرجة جعلته يهددها لتبقى، لدرجة انه اجل ذهابه للحفل لأجلها.
هو الان يرى بعيونها لمعة إعجاب ، حاولت إخفائها سريعاً متذكرة وضعها بعدما فعل مره وما عادت بحاجة للتذكير كي لا تجرح من جديد، كانت مرة وانتهى.
تراجعت هي بينما هو مازال على الوضع ينظر لها بلا حرج او تراجع فمن سيرجعه مثلاً
فتراجعت هي وحاولت حمل الطعام لتنهي ذلك الوضع السخيف الذي يقلب عليها المواجع فأوقفها حين قال:
– طيبة.
تخشب جسدها واعتصر قلبها وهي تستشعر حلاوة إسمها منه حين ناداها فتيبست في وقفتها
عاداه إحساسها خصوصاً وقد شعر هو الآخر بحلاوة حين نطق اسمها لأول مره
خليكي انتي…
كمل عليها بحنانه الفياض و وقف يحمل الاكل كي يصيبها بالجنون، لما يتصرف معها هكذا ؟! لما ؟! لما ؟! لما ؟!
تنهد بتعب وجلست على الفراش بصمت ولم تمر دقائق الا ودخلته يدلف لعندها من جديد وبيده يحمل قربة ماء دافئة فسألت مستغربه
ايه ده.
كمادات مایه سخنه
ليه؟
سألت مستغربه حقًا وزاد إستغرابها وهي تجده قد سحب منها الهاتف يضعه لجوارها ثم حسها على التمدد للنوم ونام لجوارها يحتضنها من ظهرها فتقشعر وزاد من فرصة
جنونها وهي تشعر به يضع قربة الماء الساخن على معدتها ففهمت عليه وقد نست لأنها ببساطة غير حائض وحجتها ما هي الا كذبه نستها لكنه هو لم ينس وذهب يشتري كل ذلك لأجلها.
أغمضت عينيها بسبب ملمس المياه الدافئة على معدتها.
لكن راحتها لم تكن تامه بسبب إقتراب هاشم منها ونومها في أحضانه وحاولت الاعتراض:
بس لو سمحت… ايد …
شششش… نامي.
..بس
مابش.
همس بخفوت قبلما يفاجئها بدفن رأسه في عنقها، اتسعت عيناها من فعلته ، بقت ساكن لا تتحرك بداخلها تراجع قرارها التوبة النصرحة تطلب من الله العون والثبات، لم تستطع
الرفض والا عادت معه لنقطة أخرى من جديد.
انتظرت لدقائق وبعدها وقفت عازمه على عدم النوم لجواره، واغلق بسكون جسده وانتظم انفاسه فوق مدخله من الفراش ينظر عليه من بعيد.
هزت رأسها بحزن متذكرة ضياع فرصتها بعريس جيد مثله.
لكن لم تفقد الأمل تماماً متذكرة حديث تلك السيدة الذي لازال صداه بأذنها حين قالت ناصحه ده رحمة ربنا واسعه، توبي الله على غلطتك وشوفي هيكرمك ازاي، بس أهم حاجة تبقى توبه ناصوحه ، وبعدين مش اخرة الدنيا، بس خديها نصيحه من ست اكبر منك، أكفي على الخبر ماجور، ولاحدش يعرف سرك ده ابداً، شهادتك وعلامك هما سلاحك والطب بينضف بكره لما تبقي دكتورة أد الدنيا والكل بيحترمك بس ماتيأسيش يا بنتي من رحمة ربنا
كلامها كان كالحلق بأذنها باتت تحفظه وتسمعه ولاجل ذلك صنعت لنفسها أسبوع هدنة مع هاشم ريثما تصل لحل خصوصاً في وجود شقيقتها.
ذهبت للصاله تعيد البحث عن ملف التلخيص، ظلت تعمل عليه حتى ساعات الصباح الأولى.
وقف على جانب الطريق ينتظرها إلى أن مل وهو من كان دائماً منتظر لا ينتظر، أتصل هاتفها فجاوبت متأففه:
الو
ساعه هستنى الكتكوته ولا ايه؟
انت الي مديني لوكيشن زي الزفت … مالي انا ومال شغلك جايبني عنده ليه؟!
عشان شركة الصيانه جنب شغلي أخلصي انتي فين؟!
خلاص توصل.
طب يالا يا كتكوتة انزلي.
ترجلت أمامه من سيارة أجرة أبتسم معجباً وهو يرتدي بنطلون من الجينز البسيط وقميص قطني مهندمة مصنوعة وجهها يشع نور وشعرها الغجري حدث ولا حرج.
كانت بديعه مضيئة تسلب اللب والقلب، ابتسم لها بحلاوة بعدما أنعشت قلبه بشوفتها.
توقف منه تقطع اللحظة وتأمله لها تردد
جايبني أخر بلاد المسلمين ليه؟
التجمع الخامس بقا أخر بلاد المسلمين
اه بالنسبه لسكان مدينة نصر
ومش خايف مديرك يخصم لك وانت سايب الشغل ؟؟
لا انا هنا الي بخصم يا كتكوتة.
نظرت له ثم لأسم الشركة المنقوش عليها زهران جروب
اتسعت عيناها بصدمه تسأل نفسها هل ذلك الرجل مدير تيم؟! وله كلمة عليه ؟!
ياللصدف …. انها لفرصة عظيمة كي تصل لحبها
السيدة الأولى – سوما العربي
وفي الصباح الباكر وقفت تهندم ملابسها، كانت فخمه جداً وانيقة لما لا وهي من اختيار حضرة
المحامي هاشم ثابت صاحب الذوق الرفيع.
ألقت نظرة سريعة عليه وما عادت تدع الأحلام تجرفها معها وسط بحر لا أخر له، هي لا تليق بهاشم ولا هاشم سيرضى بها، لا داعي للمزيد من الأحلام المؤلمة.
خرجت بعزم على عدم الضياع إمتحانها كان في العاشرة والساعه مازالت الثامنة والنصف
قصدت طريق مختلف عن طريق الجامعة، وصلت المشفى التي تنام فيها شقيقتها المسكينه.
دلفت على جانب الحسابات، وقفت تهتف
بلا تردد
صباح الخير.
صباح النور.
عايزه ادفع حساب فرح مهران الكاشف.
اه اتفضلي.
ممكن كريدت كارد؟
ممكن.
اعطته الكارت ثم قالت بحسم
خد ۱۰۰ الف تحت الحساب.
بس لسه حسابها ما وصلش لكده.
ما علش عشان ابقى عامله حسابي.
تمام زي ما تحبي.
سحب المبلغ، وانزاح هم علاج الصغيرة لفترة ليست قصيرة ، ولم يتبقى سواها عليها التصرف مع نفسها
بينما عند هاشم
استيقظ من نومه مصدوماً على حقيقة انه قد غفى بجوار طيبة ولم يذهب لحضور حفل نور.
هز رأسه بحنون يحاول فقط إستيعاب ما جرى، ضحك مستغرباً ومستعجباً فعلته وبدأ يسأل نفسه وكم الساعه ياترى؟
جلب هاتفه من على الطاولة ليتفاجأ بكونها الحادية عشر صباحاً.
لكن تلك لم تكن الصدمة بل الصدمة الحقيقية حين تفاجئ برسالة سحب مئة الف جنيه من حسابه عبر الكارت الذي أعطاه الطيبة
صرخ بعلو صوته يناديها لكن جن جنونه حين لم يجدها، اين ذهبت؟! خصوصاً وقد سحبت مبلغ كبير دفعه واحده كهذا؟!!
يتبع….