📁 أحدث الفصول

سيناريو حين يعود الحلم الفصل الثالث 3 بقلم ملك عبدالله أحمد

سيناريو حين يعود الحلم عبر روايات الخلاصة بقلم ملك عبدالله أحمد

سيناريو حين يعود الحلم الفصل الثالث 3 بقلم ملك عبدالله أحمد

سيناريو حين يعود الحلم الفصل الثالث 3

_إزيك يا مرات عمي؟

_بخير يا حبيبي، تعالَ اتفضل.


بصّيتلهم بنظرة عابرة وقررت أدخل أوضتي وأنا بجفّف دموعي اللي كان باين جدًا عليّا آثار البُكا.

_استني يا نور، عايزاك.


وقفت ثواني أحاول أجمع صوتي وبصّتلُه:

_نعم يا دكتور؟!


كان باين عليه الإرهاق والتعب وإنه محافظ على هدوؤه، حافظاه أكتر من نفسي وفاهمة كل حركاته.

اتنهّد وهو بيدخل البيت، بيقرّب مني، وأنا كان هاين عليّا أعيط تاني، بس مسكت نفسي.


_ممكن تيجي نتكلم أنا وإنتِ شوية؟

مكنش طلب أو أمر، كان تَمنّي، ترجي منه.


_اتفضل يا أمير.

_مش هنا، أنا وإنتِ بس.

_مش هينفع.


انصدم! آه والله، أصل كلمتي دي يعني جريمة، فردّد بصدمة:

_مش هينفع؟! ده اللي هو إزاي؟ مش فاهم!


ردّيت وأنا صبري انتهى، أصل سبب عذابي قدامي، وجعي وخنقتي ودماري واقف قدامي. المفروض أصبر لإمتى؟ وأنا هاين عليّا أترمي في حضنه وأشتكيله:

_عادي، شكل غُربتك بتنسيك، أنا وإنتَ ولاد عم مش إخوات، فـ كلامنا ووقفتنا مع بعض غلط، فلو حضرتك عايز حاجة مهمة مني قول قدام ماما، مينفعش لوحدنا.


فكّرته هيثور، هيتعصب ويهدّ الدنيا، بس للمرة الألف توقّعي خاب. لمحت نظرة في عيونه غريبة، غير الابتسامة اللي ظهرت عليه وكأن كلامي مجرد كلام اتقال:

_ماشي يا بنت عمي، هبقى أجيلِك في وقت تاني نتكلم مع بعض بوجود حد تالتنا.


ردّيت بتهوّر:

_تبقى مراتك ها، أصل عايزة أتعرف عليها أوي.


كملت بقهر خفي بس الأكيد إنه لحظة:

_عرفت إنها دكتورة في جامعتي زيك يعني، كنتوا بتدرسوا مع بعض وحبّيتها أكيد. مُبارك، جاية متأخر، بس الأكيد إنك عارف إني فرحانة جدًا بخبر زي ده.


اتحرّك خطوتين لورا ورفع إيديه كـ علامة استسلام:

_حاضر يا نور، الله يبارك فيكِ.

_مش هتقولي عقبالك؟


وقف لثواني، وعيونه جادة وكأنها ولّعت في البنزين. مبقتش فاهمة هو عايز إيه، نظراته، مرواغته، كلامه المُلغّم.

_معتقدش.


سابني ومشي، وأنا ضربات قلبي عليت، باصة لطيفة، وعيوني بدأت تلمع بالدموع.

بصّيت لماما وكانت نظراتي اتهام ليها.

سبتها ودخلت وبرجع أنهار من تاني.

الحال بيَّ كان ماشي يوحي ليهم إني نسيت وبتعايش،

بس جوايا كان وجع كبير مش قادرة ألِمّه... كسر وخذلان.


بس بعدت بالفعل، عن أهلي وصحابي وقرايبي وحبايبي، وحتى هو!

معرفش إذا كان ده صح ولا بقسّي على نفسي...

طريقي ماشي ولا واقف؟

بس بمشي مع التيار.


صحيت بدري جدًا عشان ألحق أول محاضراتي،

جهزت وخلصت ونزلت.

عيني لمحته وهو بيفتح باب العربية ليها،

قلبي اتقبض... وكسر جديد اتفتح جوايا.

لكني هربت بسرعة، معنديش الاستعداد أواجههم مع بعض.


فاكرني رُحت الجامعة عشان ألحق المحاضرة؟

بالعكس... رُحت قعدت في الشوارع في استراحة قصاد النيل،

المكان اللي شهد على انهياري طوال الفترة دي.


سكت على كده، ابسلوتلي،

كملت في قهرتي عشان الحزن يكون شامل.

وطلعت دفتري، وبدأت أكتب أتعس نص لحبيب عيوني الكذّاب:


"إلى حبيبي... الذي دَفن قلبي حيًّا"


حبيبي،

يغمرني الآن شعورٌ بالصمت...

كفى صدامًا بين خلاياي،

لكنّي سأخبرك فقط: كيف خُذِلت.


أنتَ تعلم كم عشقتُ قلبك،

هواك،

رِمشَك...

وتعلم كم من العمر مرّ قبل أن أدخل عالمك،

وكيف نُحر قلبي باتجاه هواك.

لكن — ببساطة — خُذِلت.


مِن مَن؟

حبيبُ عيني...


منذ لقائك توقّف السير،

وتحوّلتُ من فتاةٍ سائرةٍ في بلاطٍ أجوف

إلى أخرى مالكةٍ ونَفَس... ثم لم يلبث أن انهار كل شيء، فعُدتُ غريبةً مكسورة. 


لكن... توقّف السير من جديد،

نُهِرَت منزلتي،

وأُلقيت بعيدًا.


وأنتَ تعلم كم نُزِفت،

لكنّك — يا حبيبي...

كنتَ الخنجرَ، والجرحَ، والنزيف.

كنتَ الخذلان كلّه.


عياط والله عياط، بس اللي كنت بعمله كان جلد ذاتي، وكأني عدوة لنفسي.

قعدت أتخيل سيناريو لحظي:

أمير يرجع من السفر وهو لسه متلهف عليّا، بيحبني، ولسه فاكر أنا مين. وأنا أرجع أعيش وأتنفس من جديد، أصل حبيب عيوني راجع، وأنا واثقة فيه، واثقة في حبه ووعده. أستقبله بحنان، ويبادلني بشوق وحنية. الكيكة أقدمهاله بحب، وأقعد أسمع حكاويه من وقت بُعده عني، وأشتكيله وأعاتبه على هجرانه مني. وبعدها نتصالح ونرجع أنا وهو. 

شوفتوا إزاي السيناريو جميل، عسول؟ كان يستاهل يتحقق وياخد مليون ونص نجمة، صح؟

بس الإنسان مش بياخد كل حاجة في حياته، وخاصة الحاجة اللي بيحبها.


هديت وبطلت عياط، مسكت تليفوني، ويانهار أبيض! المحاضرة الأولى خلصت والتانية بدأت. قعدت أعيط تاني، بس المرة دي على اللبن المسكوب والله.

ليه الإنسان كده؟!


أخدت حاجتي وشبه جريت عشان ألحق أوصل، والحمد لله المسافة مش كبيرة.

طلعت السلالم بتوتر وخوف، ووصلت أخيرًا واقفة قدام المدرج. مستنية حد يخبط بدالي والله، لإن عدى نص ساعة.


أقدم خطوتين عشان أخبط أرجعهم عشرة! لكن قولت: يلا، اعملي فيها إندبندنت وومن.

ومش فاهمة فين الـ "إندبندنت" في اللي أنا فيه، بس طمنت نفسي إن التهزيق هيجي من ابن عمي، وهحاول أبلع الكلام منه.

بهزر، ده كلمة منه هتخلّيني أبكي لسنين قدّام والله.

قرأت آية الكرسي وأخدت كم نفس أهدى، وخبطت كم مرّة، وسمعت صوته وهو بيقول: "ادخلي".


كنت ههرب، في إيه يعني لو ما حضرتش؟ جت على المحاضرة دي؟ لكن خلاص فات الأوان ودخلت.

لحظة صمت حواليّ، واقف ونظراته مصوّباها عليّا، وكل المدرج كذلك، لكن أنا ركّزت عليه.


فجأة وبدون تمهيد:

_ أفهم جاية تعملي إيه حضرتك ونص معاد المحاضرة خلص؟ من أول يوم وأنا منبّه على عدم التأخير، ولا الكلام مش بيتسمع؟! التساهل معاكوا مش نافع، يبقى الطرد هو اللي نافع معاكوا."


خطوتين رجّعتهم وأنا بحاول أجمع صوتي، ناهيِك عن الدموع اللي ملَت عيني، وأنا واقفة وكل الأنظار عليّا ونبرة صوته وعصبيّته وكلامه.

عيني هربت لمكان ما، وهنا انكمشت مكاني وأنا شايفاها، هي… قاعدة في أول صف في المدرج وبتبصلي بشفقة.

أنا…


رجّعت أثبّت عيني عليه من تاني، وكان لأول مرة أكرهه! كنت فاكرة إني هفضل أحبّه لآخر عمري مهما عمل، بس غلطت.

 دلوقتي حسّيت بشعور النفور والكره منه.


خرجت بسرعة من غير ما أضيف ولا كلمة،

ألملم بقايا حزني لنفسي ودموعي،

بس كان نفسي أقوله:

"كفاية كسرة قلبي بسببك، متزوّدهاش."

بس جريت…


"منذ تلك الليلة، لم أعد أتمايل على أنغام حبك، بل قطعتُ كل ترانيم الوصول إلى قلبك. لم تكن المُحب، ولم أكن العاشقة… كنا مجرد عابرين في شوارع حب مهجورة." 


من يومها قطعتُ كل سُبل الوصول عنه.

سافرتُ لأهل ماما، بدأت أغيّر من حياتي ورتمها، بحاول أنساه وأنسى قسوته عليّ يومها، وأنسى حبه!

بس هل عرفت؟ فشلت فشل أكبر من حبي له، آه والله، أصل ده حب سنين وعُمر.

لكن بدأت أتلاشى من كل اللي حصل، واتبسط بحياتي حاليًا، بدأت أتعلم لغة جديدة، أشتغل أونلاين، وأهتم بمذكرتي. بس في المحاضرات كنت مأثرة جدًا بسبب غيابي، لكن الحمد لله معظم الدكاترة مكنوش بياخدوا غياب، وكل المحاضرات كانت بتنزل على جروب الدفعة.


تلت شهور عدّوا من غير ما ألمحه، لكن طيفه كان لسه في خيالي.

رجعت لإن امتحاناتي خلاص فاضل عليها أسبوع، كنت متوترة وخايفة، مش عارفة هل هيكون الوجع موجود زي ما هو ولا راح.


دخلت البيت، وكان الكل في انتظاري: ماما، وعمي، ومرات عمي… وهو!

جريت على ماما وأخدتها في حضني، كانت وحشاني بشكل، مهما حصل بينا هتفضل هي أحن واحدة عليّ.

وبعدها سلمت على عمي ومرات عمي بود، ووقفت عنده، أخدت كم نفس أهدى.


_حمد لله على السلامة يا نور.

_الله يسلمك يا أمير.


كلامنا كان رسمي، لكن ده الأفضل بينا.

بس عارفين؟ لسه نبضات قلبي كانت بتزيد من قُربه، وعيوني لسه فيها لمعة الغرام… لسه بحبه.


سألته ببرود مُزيَّف:

_أومال فين مراتك؟ مش شايفاها… ولا هي مش راضية تسلّم عليّ؟! آه صح، متعرّفناش قبل كده، بس الأكيد حكيتلها عني.


_فعلاً حكيتلها عنك كتير، كنتِ محور كلامنا وإحنا مسافرين.


عَلَت نبضاتي وأنا بحاول أستشف معنى كلامه، اتوترت ونظراتي اختلفت.

سألته بتردد: طب هي فين؟!

_اطلقنا.

يتبع...

سيناريو حين يعود الحلم الفصل الرابع 4 من هنا

سيناريو حين يعود الحلم كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات