حواديت تميم ووتين عبر روايات الخلاصة بقلم نادية الرشيدي
_ مُبارك يا عروسة.
بصيت له بسخرية من جملته، وأنا باخد أول خطوة جوا شقته، أو بالأدق... شقتنا.
قال بحماس وهو بيشاور على تفاصيل الشقة:
_ عجبتك؟ اخترتها كلها على ذوقك.
فضلت بصاله بصمت قبل ما أقول بوجع:
_ أنا عمري ما هسامحك.
خرجت مني بغصة، مبطن فيها كل القهر اللي حاولت أخفيه طول اليوم، وسبته ومشيت وأنا عيوني بتمنع الدموع بصعوبة.
مهتمتش ليه ولا لمشاعره، دخلت أول أوضة قابلتني، وقفلت بابها بقوة، ورغم قوة إيدي وهي بتقفله، إلا إنها نفس الإيد اللي انهارت أول ما اتقفل.
قعدت على الأرض بضعف بفستاني، دموعي المحبوسة طول اليوم نزلت، اتحررت بعد عناء وتصنع طويل، عيطت، انهارت، وعيوني جفت.
سألت كتير: ليه؟ يعني دي النهاية؟
أنا كده خلاص! مش هعيش أي من أحلامي!
كده يوسف خلاص؟ بح؟
طب وقصتنا...؟ أحلامنا...؟
حبنا اللي العالم كله شهد عليه؟
دي النهاية؟
وقفت بصيت لنفسي في المراية وأنا بكتم صوت شهقاتي.
فضلت باصة على نفسي مدة معرفش قد إيه، طلة جميلة، تخطف، زي ما كنت بحلم بالظبط، بس..!
مش معاه!
مع شخص معرفوش!
مش ده حبيب عمري اللي بنيت معاه أحلام،
معقول..؟
معقول كل ده اتهد خلاص..؟
الميكب باظ من دموعي، شكلي بقى يخوف، بس حقيقي مفيش أبشع من الوجع اللي في قلبي دلوقتي.
لأول مرة، وبقلة إيمان غريبة عليّ، تمنيت الموت...
قعدت تاني على الأرض بانهزام، عُدت من معاركِ كلها منهزمة، بس آخر معركة دي، عدت منها مقتولة، بقلب بينبض، بس من غير روح.
معرفش عدى قد إيه، كام ساعة أو كام دقيقة وأنا على نفسي الحالة، برثي نفسي، على موتها النهاردة، دايمًا الرثاء كان للميت، بس الحقيقة إني دلوقتي مختلفش كتير عنه.
مع كل ثانية، كان وجعي بيزداد، سواء كان وجع روحي وقلبي المحطمين، أو من جوعي، معرفش...
فجأة الباب خبط، قمت بفزع من وراه، طفيت النور بسرعة علشان يفتكر إني نايمة، لكنه قال بهدوء:
_ وتين، أنا عارف إنك صاحية، ممكن تفتحي؟ محتاجين نتكلم شوية.
قلت بهدوء وأنا بحاول أبين نبرة صوتي طبيعية:
_ لأ، مش قادرة.
يتبع...
فصول حواديت تميم ووتين بقلم نادية الرشيدي
اضغط على الفصل الذي تريد قراءته: