حواديت تميم ووتين عبر روايات الخلاصة بقلم نادية الرشيدي
حواديت تميم ووتين الفصل الثاني 2
قلت برجاء:
_ ممكن الرفض ييجي منك إنت؟ أول ما تخرج، ارفض.
_ لأ.
قالها بهدوء وهو بيبص لي.
خوفت، حسيت إن أحلامي هتنهار من جديد، فقلت وأنا بمنع دموعي تنزل:
_ ليه؟
ملحقش يرد، كان كله دخل من جديد، وأنا شوية وقمت، وأنا بتمنى ما ينفذش كلمته! بتمنى يرفض... يرفض ومش عايزة حاجة تاني، حقيقي.
فضلت قاعدة أيام بترقب، بخوف، وقلق، كنت بنام طول اليوم خوفًا من أي خبر يزلزلني، قلت لبابا إني مش موافقة، لكنه ما اهتمش لا بيا، ولا برأيي.
بكل بساطة قالي: أنا موافق عليه.
طب دي حياتي أنا...؟
ليه مليش حق الاختيار؟ ليه مليش فرصة أعيش زي ما أنا بحلم!
معقول الأحلام موجودة علشان نحلم بيها وبس...؟
مفيش عصافير بتطير؟ مفيش حاجة منها بتبقى حقيقة؟
_ تميم جاي هو وأهله علشان نتفق.
_ تميم مين؟ يعني إيه؟؟؟
كنت برفض الواقع! بزعق، باينة قوية! لكني في قمة الهش.
مين هيتفق؟ وعلى إيه؟ مش ده كان المفروض يوسف؟
ليه خد مكانه؟ ليه كل حاجة ماشية بالعكس كده؟
اترجيت تاني، عيطت تاني، انهرت بالمعنى الحرفي، لكن يبدو إن فعلًا بابا، ما بقاش هو اللي أعرفه! اتحول لشخص متسلط، ويمكن غير مراعي للمشاعر،
وليّ خصيصًا.
_ يوسف!
_ وتين.
كنا بنبص لبعض بقلق، خوف، لهفة! اشتياق قبل أوانه.
_ يوسف، أنا ممكن أقت..ل نفسي.
قال بسرعة وهو بيهديني:
_ وتين، اهدي! أوعي تفكري كده علشان خاطري.
_ لو ما كنتش ليك، مش هكون لحد تاني.
بص لي بوجع بان بوضوح في عيونه، يوسف اللي كان دايمًا في قمة الثبات والبرود والقوة، بقى موجوع! ضعيف..!
_ هتتحل، صدقيني، أكيد في خير إحنا مش شايفينه دلوقتي، يمكن اختبار صغير، وكل ده يبوظ في ثواني، ما تخليش حاجة تضعفك بالشكل ده.
كان بيحاول يهديني، يطمني، بس إزاي وهو محتاج اللي يطمنه؟
زي ما بيقولوا: طير من غير جناح، بيواسي طير من الطير تعب.
الألم اللي فيا، موجود ضعفه في قلبه، وهو شايف إن كل حاجة بتروح منه، شغله، وحياته، وكل حاجة حاول سنين علشان يحققها، بس مجرد ما مد إيده علشان يوصلها، اتبخرت! كأنها بتقوله مش ملكك.
سكتنا مدة طويلة، العيون فيها كانت بتشكي لبعض وجعها، ندوبها، اللي مستحيل حاجة تعالجها.
اتنهد بهدوء، وقال:
_ وتين، مش عايزك تقولي تاني الكلام اللي قولتيه من شوية.
قال وهو بيبص لبعيد، كأنه بيحارب علشان يخرج كلامه:
_ إنتِ هتفضلي كويسة، سواء كان لينا نصيب مع بعض أو لأ.
نفيت بقوة وأنا بدمع من مجرد الفكرة:
_ لأ يا يوسف!! ما تضحكش عليّ، لا أنا ولا أنت هنكون كويسين.
اتهزيت، واتهز قلبي، وأنا شايفة دمعة بتنزل من عيونه، بعد وشه بسرعة وقال بغصة:
_ هنكون كويسين، في أي طريق يختاره لينا ربنا.
بصيت لظهره بصمت، وأنا عيوني حمراء، بلعن كل شيء، بتمنى لو ما كانش في حب بينا أبدًا،
على الأقل ما كُناش وصلنا لهنا، ولا اتملك قلوبنا الوجع ده.
_ أنا آسفة.
لف لي بسرعة وهو بيسألني بعيونه عن السبب، كملت:
_ آسفة عن أي وجع سببته ليك.
_ واحد يا وتين، واحد، الألم بينا مشترك.
سكت وأنا بحضن عيونه لمرة أخيرة، قبل ما هو يقول:
_ اوعديني إنكِ تكوني بخير؟ ما تحاوليش تأذي نفسك.
_ أوعدك.
سكت ثواني، وبعدين قلت:
_ أوعدني أنت كمان.
قال بابتسامة بين دموعه:
_ دي مش النهاية على فكرة!
_ يعني..؟
_ لسه ما حصلش أي حاجة، ممكن يكون مكتوب لنا نصيب مع بعض.
سكت بابتسامة باهتة، وقلبي بيدق جامد، كنت عارفة إنها النهاية، كنت عارفة إن مفيش أمل، كان نفسي أقوله بكل صراحة: بلاش أمل تاني يا يوسف.
لكن ما قدرتش، سكت، لعل في جزء جوايا صغير جدًا، بيتمنى إنها ما تكونش النهاية،
لكن بكل أسف... كانت النهاية بحد ذاتها.
يمكن ما حدش فينا بيكتب نهاية حبه،
لكن أحيانًا النصيب بيحط النقطة غصب عنّا.
_ وتين! إنتِ كويسة؟
خرجت من شرودي على صوته، اللي رجعني للواقع..
سكت، ما رديتش بسبب دموعي وصوتي المبحوح، لكنه سأل تاني بقلق:
_ وتين، سامعاني؟
هزيت راسي كأنه شايفني وقلت:
_ آه، كويسة.
سمعت تنهيدته براحة، قبل ما أسمع صوت باب الأوضة وهو بيتقفل.
لبست بسرعة وخرجت، وأنا بدرك إني سرحت في الماضي، ورجعت لوجعه من جديد.
نفضت كل الأفكار عني وأنا بنشف شعري، وثواني وكنت خرجت.
فضل باصص لي بصمت، في حين أنا روحت للسفرة بعدم اهتمام، قعدت وبدأت آكل، كنت جعانة، لكن ما عنديش شهية، باكل علشان أعيش، رغم إن المو...ت في الوقت الحالي هو أسلم حل،
لكني وعدته، وعدت يوسف إني هكون كويسة.
_ لو احتجتي حاجة قوليلي.
هزيت راسي وأنا بكمل أكل بصمت، ما كانش عندي طاقة لا للرد، ولا للنقاش، شايفاه قاسي! وهو السبب في كل حاجة.
كل ما أبص له، أفتكر وأنا بقوله يرفض الجوازة دي.
شايفاه وهو بكل قسوة بيقولي: لأ!
فاكرة طول فترة الخطوبة اللي ما كملتش شهر، وأنا بصنع خناقات وهمية، مشاكل، عيوب، أي شيء علشان أبوظ كل حاجة، لكن ما حصلش!
كأنه متبت، وكأن الحياة بتقولي: هو ده نصيبك مني، ما تحاوليش تاخدي غيره.
طول عمري برضى بنصيبي، طول عمري عندي إيمان قوي، لكن لحد النقطة دي، وأنا فقدت كل الإيمان والرضا.
_ ممكن نتكلم خمس دقايق؟
لفيت له ببرود، كنت هرفض لكن تراجعت،
وافقت وأنا بفكر بأنانية، أنا محتاجة أخرج عصبيتي، غضبي، أعاتبه وألومه، على كل حاجة..
_ ليه مش هتسامحيني؟ ليه مش عايزاني...؟
ضحكت بسخرية، وأنا عيني بتوسع، هو مش عارف..؟
طول الفترة دي ما فهمش؟
مش مدرك إنه قت...لني بالبطيء مع تمسكه بيا؟
كمل لما صمتي طال:
_ قولتيلي إنك خايفة من المسؤولية وإنك مش قدها، بس ده مش سبب لكل الكره ده.. مش سبب لدموعك والحالة دي.
سكت ثواني، وبعدين قرب وقعد على الكرسي اللي قصادي وقال:
_ كنت فاكر إني هعرف أتصرف، إني هساعدك ومع الوقت هتتخطي خوفك، كنت فاكر إنه عادي، حوار بسيط ويتحل، لكن...
بص لي بتركيز وقال:
_ الحوار غير كده..؟ إنتِ كدبتي، إنتِ مش عايزاني أنا، صح...؟
بصتله بتوتر من جملته الأخيرة، وفضلت ساكتة فترة طويلة، وهو بيبص لي مستني مني إجابة.
وأخيرًا قدرت أستجمع بعض من شتاتي، حاولت أواجه أخيرًا.
قلت:
_ الحوار مش أنت تحديدًا، أنا متمنتش غير شخص واحد من الدنيا، بس سُلبت حقي في اختياره.
استنيت منه إجابة، لكن صمته طال، قلبي كان بيدق بخوف مع كل لحظة، خايفة يكون قاسي فعلًا، وأندم على اعترافي، بما إني وبشكل رسمي... مراته.
قال بعد فترة طال فيها صمته وخوفي:
_ ده مش اختيار، ده نصيب.
افتكرت بابا وسلبه لحقي، فهزيت راسي بعنف من غير إدراك وأنا بقول:
_ يمكن نصيب، بس لأ! كان على الأقل من حقي أختار، من حقي أعيش كأي بنت، ليا حرية الموافقة أو الرفض.
رجع لسكوته تاني، وهو بيبص لي نظرات مش مفهومة، بس الأكيد إن كان فيها حزن.. وجع.
بعد فترة سأل بهدوء:
_ وليه مقلتيليش..؟
_ إيه؟
قال بنبرة مهزوزة:
_ إنك مش عايزاني، إنك عايزة حد تاني.
سكت، ملقتش إجابة، معرفش، بس كنت خايفة يقول لبابا، كنت فكراه هيعند، طول الفترة دي مكنش عندي عقل، بفكر بس إزاي هعيش من غير يوسف!
يوسف اللي سافر مجرد ما تحدد ميعاد فرحي.
قال بعد فترة:
_ أنا عمري ما هفرض نفسي عليكِ، ولا هقبل بالعيشة دي.
_ يعني..؟
بصت له باستفهام، في حين هو كمل:
_ فترة وهطلقك.
_ أحلف...؟
قولتها بفرحة وعدم تصديق! وأنا مش مصدقة إن فعلاً لسه في أمل..!
إن يوسف لسه مضاعش مني!
ماخدتش بالي من مشاعره، من حزنه، من نبرة صوته التقيلة.
_ حددي المدة اللي عايزاها، بس تكون معقولة علشان كلام الناس.
فضلت ثابتة بفكر وأنا مش قادرة أحدد، لو عليّ عايزة دلوقتي، عايزة أجري على يوسف أقوله... لكن مينفعش.
كُنت بفكر بتردد بالمنطق، بعيد عن مشاعري وقلبي.
قلت _ ست شهور.
هز راسه بصمت وهو بيبص لبعيد، لكن ثواني ورجع بص لي وقال:
_ لكن عندي شروطي..
قلت بخوف: _ إيه..؟
_ مفيش تواصل مع الشخص اللي إنتِ عايزاه طول ما إنتِ على ذمتي.
قلت بحدة: _ وأنا عمري ما كنت هعمل كده! أنا مش خاينة.
كمل: _ هنتعامل قدام الناس عادي.
هزيت راسي بهدوء، في حين هو كمل:
_ هنا على الأقل ممكن نعيش كصحاب.
قالها كإنه بيجس نبضي، بياخد رأيي، هزيت راسي بابتسامة، وأنا مش مدركة لكل شيء، ممتنة، ممتنة أوي وبس.
_ موافقة.
ابتسم بهدوء وقام دخل الأوضة وقفل على نفسه الباب، حسيت إني مش فاهماه، شخص غريب... بس طيب.
شلت الأكل بنشاط، وأنا كلي طاقة، اليوم اللي كنت فاكراه هيكون أسوأ يوم في حياتي، عدى على خير، وأفضل من توقعاتي!
دخلت الأوضة التانية بعد ما خلصت ونمت، نمت بسلام وابتسامة أمل على ملامحي.
_ وتيييين! يا بنتي بقى.
قمت مخضوضة من الخبط والصوت اللي جاي من برا الأوضة، بصيت حواليّا بدهشة وخوف!
أنا فين! وبعمل إيه هنا...؟
ثواني وبدأ شريط امبارح كله يعدي عليّ.
فتحت الباب بسرعة وأنا بسأل بخوف:
_ أيوه، في إيه!
_ إيه غيبوبة! بقالي ساعة بخبط.
_ مسمعتش والله.
_ عادي مش مشكلة، تعالي يلا أنا عملت الفطار.
بصيت له ببلاهة لكنه شدني من إيدي بسرعة وهو بياخدني للسُفرة:
_ كلي بسرعة بقى علشان عندنا يوم شاق.
ماكنتش فاهمة حاجة ولا مستوعبة، هو بشكل أو بآخر غريب عليّا.. معرفوش!
ابتسمت بهدوء وبدأت آكل بصمت، لكن مقدرتش أسكت لفترة، قلت:
_ شكرًا.
ابتسم، في حين أنا كملت بتساؤل:
_ ليه يوم شاق؟ هنعمل إيه؟
_ هنسافر.
سبت الأكل وأنا بقول بعين مفتوحة: _ نعم؟
_ كان المفروض شهر عسل.. وكان المفروض برضو مفاجأة ليكِ، بس يعني ممكن نروحه كمصيف عادي.
كان في جزء جوايا عايز يرفض، وجزء تاني ضده، مش عايز يكون منعدم المشاعر أكتر من كده، أما الأخير بقى كان متحمس، عايز يخرج، يعيش!
سألت بفضول:
_ فين؟
_ شرم.
_ بجد..؟
ابتسم وهو بيهز راسه بابتسامة، خلصنا أكل وسألته:
_ أعملك شاي؟
_ ياريت.
_ بالنعناع؟
_ ده يبقى فل جدًا.
رحت بهدوء للمطبخ وأنا بستكشفه، كان هادي جدًا، كل شيء فيه مُريح للعين، وعلى ذوقي فعلًا زي ما قال!
استغربت معرفته للألوان اللي بحبها، والديزاين اللي بيأسرني، لكن مهتمتش، ابتسمت بس وأنا بعد الأيام، علشان أرجع ليوسف.
_ حلو؟
قولتها بترقب وأنا شايفاه بياخد أول بُق من الشاي.
_ بعد كده مش هشربه غير من إيدك، ده تحفة!
ابتسمت برضا وأنا بشرب كوبيتي، ثواني وبدأت أتأمل تفاصيل البلكونة، لأ بجد أنا مبهورة، إزاي تاني عارف بذوقي بالشكل ده!
بلكونة فيها ورد، صغيرة، فيها كرسيين وقعدة عربي صغيرة، حسيت اللي هو دي الواو...!
دي زي ما رسمتها في خيالي بالظبط، دي شبه اللي كنت نفسي أسهر فيها للصبح مع يوسف، بس النصيب..
_ ممكن ما نتعاملش مع بعض بجفاء كده..؟
_ إزاي..؟
قال بهدوء:
_ خلينا نتعرف على بعض، إحنا هنعيش مدة مش قليلة سوا، على الأقل نكون فيها صحاب.
قلت بإحراج: _ أنا بس مش عارفة أبدأ إزاي.
قال بابتسامة: _ يبقى سيبيها عليّ.
سكتنا، في حين هو قال بسرعة وهو بيشرب آخر شوية في الشاي:
_ يلا بسرعة بقى نجهز.
_ هنسافر دلوقتي؟
_ آه.
_ هنقعد قد إيه طيب علشان أجهز على أساس كده؟
_ شهر.
قمت بهدوء وأنا بحاول أحفز نفسي أعيش اللحظة، جهزت لبسي وكل
اللي حسيت إني هحتاجه، ورحت له.
قلت بتساؤل:
_ أجهزلك شنطتك؟
قال بإحراج: _ أنا بس مش عارف أظبطها، منفوخة على الفاضي.
ابتسمت: _ طيب سيبها لي، أنا هظبطها.
ابتسم بامتنان ووقف يساعدني، كنت بحاول أعمل واجباتي، ماكنتش عايزة أكون مُقصّرة، أكون سيئة، وإن كان كل شيء حصل غصب عني، بس ده واقع وحصل، لازم لحد ما يتغيّر، أتقبله، وأتعايش معاه برضا، كلامه وطيبته، وتفهمه لمشاعري، كل ده خلاني أفوق، أتقبل جزء صغير من الواقع، أتعايش معاه، لحد ما يتغيّر.
معرفش حقيقي إيه السكينة اللي نزلت عليّا بعد كلامنا امبارح، بس مجرد اطمئناني، غيّر كل شيء، حتى نفسي اللي ماكنتش راضية.
_ ها كده تمام ولا هتاخد حاجة تاني؟
_ لأ، فل، تسلم إيدك.
ابتسمت بإحراج وسكت، الحقيقة إن عمري ما عرفت أرد على جمل الشكر وغيره، ابتسامة بلهاء كانت بتكفي.
_ إلبسي بقى علشان ميعاد الطيارة قرب.
_ طيارة...؟
_ آه، أنا مجهز ورقك وكل حاجة، متقلقيش.
_ لأ مش قصدي..
_ أمال..؟
_ لأ، مفيش.
سكت بتوتر، عمري ما ركبت طيارة، وعندي خوف منها، أو بالأصح خوف من تجربة أي شيء جديد بالنسبة ليّ.
_ تميم، هو كان لازم يعني طيارة..؟
قولتها بتوتر وأنا قاعدة جوا الطيارة فعلًا!
بص لي بتركيز: _ بتخافي؟
هزيت راسي بشحوب وأنا خايفة تطلع في أي لحظة.
_ إهدي، أنا معاكِ، مش هيحصل حاجة.
بصيت له باستفهام، كانت كلمات مطمئنة، بس يعني إيه أنا معاكِ متخافيش..؟
يا عم لسه خايفة والله.
قلت بسرعة بخوف وأنا سامعة إن الطيارة على وشك الإقلاع:
_ طب اتصرف بقى.
_ أعمل إيه...؟
_ أنا عايزة أنزل، أنا خايفة.
_ قولتلك والله متخافيش، أنا جنبك أهو.
_ هعيط والله، هعيط، نزلني.
_ ده تهديد يعني...؟
هزيت راسي بشحوب وأنا بحاول أستعطفه، لكن كل اللي عمله، ضم كف إيدي لإيده!
بصيت له برعشة وأنا بحاول أبعد إيده، لكنه بص لي وهو بيطمني بنظرات غريبة!
أول ما الطيارة بدأت تطلع، حبست نفسي بخوف وأنا بغمض عيني، قلبي بينبض بسرعة مع كل ثانية، في حين تميم بيشدد من إيده على إيدي،
دقايق ولقيته قال:
_ افتحي عينك.
_ لأ!
_ يا بنتي ثقي فيّا بقى.
فتحت عيني بترقب، لكن قابلتني عيونه،
كانت أقرب من المعتاد، نظراته كان فيها لمعة غريبة عليّا، مش قادرة أفهمها..
بعدت عيني بتوتر، في حين هو حمحم بإحراج، وهو بيقول:
_ بصي جنبك.
لفيت للشباك بسرعة، لقيتنا في الجو!، وقبل ما يتسلل الخوف لقلبي مرة تانية،
كان اتخطف!
اتخطف من المنظر، السما، والسحاب، لون السما كان قالب على أُرجواني!
كانت تحفة! وقت الغروب هو المفضل بالنسبة ليّ،
بس دلوقتي! حبيته أكتر! وقعت في غرامه.
نزلنا من الطيارة للأسف،
رغم إني مكنتش عايزة أنزل!
تناقض رهيب حقيقي بين وأنا بركب وأنا نازلة.
دقايق بسيطة وكنا وصلنا الفندق اللي هنعُقد فيه.
مجرد ما دخلت الأوضة، اتنهدت براحة وأنا حاسة فعلًا بنعمة السرير والنوم.
ظبطنا حاجتنا بتعب واتفقنا نصحى بدري نخرج.
_ وتييييين.
قمت مخضوضة: _ إيه؟ مين؟
_ نفسي تفوقي من الغيبوبة اللي بتدخلي فيها دي.
ابتسمت وأنا بقوم بتعب، قال بهدوء:
_ يلا ننزل نفطر علشان نخرج.
قلت بحماس: _ هنروح البحر..؟
_ متتحمسيش أوي.
_ ليه؟
_ علشان مش هتنزليه.
_ يعني إيه؟
_ علشان اللبس وغيره، والناس هتكون حواليكِ من كل حتة.
_ دي إيه وجهة النظر دي!
_ أنا حاجز في الفندق لحد ما أظبط مع شاليه معين، ويبقى انزلي وقتها براحتك.
قلت باستغراب: _ مش فاهماك بصراحة.
_ ما هي دي المشكلة، إنك مش فاهماني!
يتبع...