📁

رواية قلوب بتتلاقي الفصل الثاني 2 بقلم بسمة سعيد

رواية قلوب بتتلاقي عبر روايات الخلاصة بقلم بسمة سعيد

رواية قلوب بتتلاقي الفصل الثاني 2 بقلم بسمة سعيد

رواية قلوب بتتلاقي الفصل الثاني 2

مرت سنة ونص من يوم ما سيف اختفى… سنة ونص حسيتهم كأنهم عمر كامل.

قفلت على نفسي في أوضتي، بطلت أخرج، بطلت أتعامل مع الناس، حتى أهلي بعدت عنهم.

بقيت عايشة في عزلة…


كل يوم كنت أصحى وأبص في المراية، ألاقي ملامحي بتتغير… عيني حواليها سواد، وزني نزل، ضحكتي اختفت.

كنت ببص لنفسي وأقول:

"دي مش أنا… أنا مكنتش كده قبل ما يسيبني ويمشي من غير حتى كلمة سلام."


وفي يوم قررت… كفاية.

كفاية أضيّع عمري على حد اختار نفسه ومستقبله، ومرجعش حتى يبص ورا.

قررت أغير حياتي كلها.


سبت كلية الهندسة، رغم إن الكل استغرب قراري، لكن أنا كنت شايفة إن ده الطريق الصح ليا.

بدأت مشروعي اللي كان حلم صغير في قلبي… كافيه بسيط على ناصية شارع هادي، حبيت يكون ليا فيه بصمتي الخاصة.


عملت كورنر خشب صغير، وعلقت عليه لافتة كبيرة مكتوب فيها:

"اكتب كلمة… تلاقي نفسك فيها."


أي زبون يدخل الكافيه كان بيكتب كلمة أو جملة من قلبه، يفضفض بيها عن حلم، عن وجع، عن حاجة مخبيها…

وأنا آخر كل يوم كنت بقعد أقرأ الورق ده، أحس إني بلمس قلوب ناس معرفهاش، وألاقي نفسي معاهم في نفس الدائرة.


وفي يوم من الأيام…

جالي طلب غريب شوية: "قهوة باللبن". الطلب ده مش ناس كتير بتطلبه، وأنا كمان بحبه جدًا.

سألت الويتر: "مين اللي طالب القهوة دي؟"

شاورلي على شخص قاعد بعيد… أول مرة عيني تقع عليه، كان بيبصلي بنظرة غريبة… نظرة فيها هدوء بس مريّحة بشكل غريب.


عدت الأيام…

وفي ليلة، كانت الساعة قربت 11، الجو بره كان برد ومطر، والكافيه بدأ يفضى.

كالعادة روحت أقعد عند الكورنر أقرأ ورق الزباين.

لقيت ورقة مكتوب فيها:

"بعد العتمة في ضي مستنيك."


الكلمة دي خبطتني في قلبي… حسيت إنها معمولة ليا.

قلت في نفسي: هو ينفع بعد كل الجرح اللي عمله فيا سيف، يبقى فيه أمل؟ ينفع يكون فيه ضي بعد كل العتمة دي؟


ومن يومها وأنا بدور في سري… مين صاحب الورقة؟ مين الشخص اللي بيكتب جمل تلمس القلب كده؟


وفي ليلة تانية… كنت قاعدة عند الكورنر، لقيت صوت ورايا بيقول نفس الجملة:

"بعد العتمة في ضي مستنيك."


اتجمدت في مكاني… لفيت بشويش.

لقيت نفس الشخص… الشخص اللي كان بيطلب القهوة باللبن. طويل، ملامحه غريبة، وعينيه… عينيه فيها سرّ مش فاهمة.


قلت وأنا متفاجأة:

– هو ده انت؟

ابتسم وقال بهدوء:

– آه، أنا خدت بالي إنك بدوري عليا من فترة.

رديت بسرعة:

– لا… مش بدور على حد.

قالي:

– طب على العموم… كنت عايز أحط الورقة دي في الكورنر.


مد إيده بورقة صغيرة، مكتوب فيها بخط واضح:

"كل وجع بيخبي وراه بداية جديدة."


أنا اتصدمت… دي نفس الجملة اللي كنت مشيراها امبارح على الفيس بوك!

بصيتله باندهاش وقلت:

– هو انت بترقبني؟

بصلي بثبات وقال:

– وهرقبك ليه؟


وبعدين سكت لحظة، عينيه غاصت في عيني، وكأنه عايز يقول حاجة بس رجع تراجع.

قال كلمة واحدة:

– سلام.

ومشي.


أنا فضلت قاعدة في مكاني، عقلي مش قادر يركز غير فيه… مين ده؟ ليه حاساه مختلف عن أي حد؟ وليه كل مرة بيظهر فيها بيخلي قلبي يتلخبط؟


ومن الليلة دي… بدأ يحتل تفكيري، وبقى حضوره الغامض مش قادرة أتجاهله.


تاني يوم الصبح… وأنا رايحة أفتح الكافيه، لقيته واقف قدام الباب.

وقفت متفاجئة وقلت:

– إنت! … بتعمل إيه هنا؟

بصلي بابتسامة هادية وقال:

– مستني المحل يتفتح.


فتحت الباب وقلتله باندهاش:

– إيه اللي يخليك تيجي من بدري وتستنى المحل؟

رد ببساطة:

– يمكن المكان ده بيخليني أحس إني مش غريب… يمكن عشان هنا بلاقي كلامي بيتسمع حتى لو مكتوب على ورقة صغيرة.


دخل وقعد في ركنه المعتاد.

بعد شوية رفع عينه وقال:

– ممكن قهوة باللبن؟


المرة دي حسيت إني عايزة أعرف هو مين… رحت جهزت القهوة بنفسي، وقدمتها له.

قلت وأنا بحط الكوباية:

– اتفضل.


مشيت، لكنه نده عليا:

– بالمناسبة… أنا اسمي عمر.


وقفت ثواني، ابتسمت ابتسامة خفيفة، وكملت طريقي.

لكن صوته رجع يوقفني:

– بس طلع شغل الكافيه أهدى من الهندسة بكتير.


اتجمدت… إزاي عرف إني سبت الهندسة؟!

رجعت وقعدت قصاده بعين متحدية:

– وآخرتها؟ ممكن أفهم إنت بترقبني ليه وشاغل نفسك بيا ليه؟


ابتسم وقال:

– يمكن… حابب أتعرف عليكي وأعرف أكتر من اللي عرفته.


قلت بسرعة:

– وهيفيدك إيه لما تعرف؟


سكت لحظة… وبصلي البصة الغريبة الهادية المريحة وقال:

– مالك… أنا معجب بيكي، وحابب نتعرف على بعض أكتر.


اتصدمت… قلبي دق بسرعة رهيبة.

قمت بسرعة من قدامه ودخلت الحمام.


وقفت قدام المراية، وشوفت وشي المرهق…

افتكرت سيف… اللي دمرني وسابني من غير كلمة.

دموعي نزلت غصب عني.


بعد شوية غسلت وشي، أخدت نفس طويل، وخرجت.

بصيت ناحية الترابيزة اللي كان قاعد عليها…

فاضية.


قربت بخطوات مترددة، لقيت ورقة صغيرة محطوطة مكان الكوباية.

مسكتها… كان مكتوب فيها رقمه.

وتحت الرقم جملة:

"يمكن مع الوقت… نقدر نداوي الجرح."


طول اليوم بفكر فيه، وليه بيدور ورايا وعارف كل حاجة عني؟ للدرجة دي هو مهتم؟

خلصت شغل وقفلت الكافيه وروحت.


دخلت البيت وأنا تيها ودماغي بتفكر فيه وبس.

كنت رايحة ناحية أوضتي وسمعت صوت ماما من البلكونة بتنديني.

رحت ليها.


– لسه راجعة يا ملوكَه؟

رديت عليها:

– آه يا ماما، اليوم كان متعب.


فكرت أحكيلها ولا لأ، بس كنت محتاجة حد أشركه تفكيري.

حكيتلها كل حاجة، وردت عليا وقالت:

– يمكن خير يا بنتي… متوقفيش حياتك عند حد قرر يبيع من غير كلمة سلام حتى.

إنتي تستاهلي كل خير، ويمكن ده الخير.


كلامها طمّني، وأنا كنت محتاجة حاجة تطمني.

دخلت أوضتي، غيرت هدومي ونمت على سريري.

بصيت على المكتب اللي عليه الورقة، وكلام ماما بيتردد في دماغي: "يمكن خير."


أخدت الورقة وسجلت الرقم، واتصلت.

بس أول ما سمعت صوته… قفلت.

مقدرتش أكمل.

سبت التليفون… ونمت.

يتااابع!!!!

رواية قلوب بتتلاقي الفصل الثالث 3 من هنا

رواية قلوب بتتلاقي كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات