📁

رواية أغوار عزيز الفصل الثالث عشر 13 بقلم سارة الحلفاوي

رواية أغوار عزيز (عزيز ونادين) عبر روايات الخلاصة بقلم سارة الحلفاوي

رواية أغوار عزيز الفصل الثالث عشر 13 بقلم سارة الحلفاوي

رواية أغوار عزيز (عزيز ونادين) الفصل الثالث عشر 13

- نادين .. كفاية!!!

كتمت صدمتها لما حسِت بدموع على كتفها، عزيز القناوي اللي نافِش ريشه على كل الناس بيعيط في حضنها، شعور دموعه اللي بقت تجري على رقبتها كإنها مابة نزلت على نار موقودة، شعور بلذة و إنتصار غريب، إبتسمت غصب عنها من فرحتها، و ربتت على ضهره بتقول قاصدة تدوس على ألمُه أكتر:

- خلاص يا عزيز .. صدقني موضوعنا خلص، شوف حياتك و سيبني أنا كمان أشوف حياتي مع راجل يقدرني و آآ


بتر عبارتها لما شدد على كتفيها و هو لسه في حضنها بيقول برجاء:

- كفاية يا نادين و رحمة أبوكِ أنا ملصَّم نفسي بالعافية!!


صكت على أسنانها بحدة و قالت:

- بتحلفني برحمة أبويا يا عزيز؟ مش أبويا ده اللي كنت عايز تنتقم منه فيا؟ مش ده بردو اللي إستأمنك عليا و في الآخر بهدلتني و ذلتني و فرحت أمك العقربة فيا!!


سكت .. مش عارف ينطق، مبيعملش حاجة غير إنه بيشدد على قُربها، و كإنه خايف يكون بيحلم .. تكون دي اللحظات الأخيرة اللي مؤخرًا بقى بيحلم بيها و هي في حضنه قبل ما يقوم على صوت المنبه و يكتشف إنه كان بيحلم، و إنه لسه في واقعُه اللي مبقتش هي موجودة فيه، دفن أنفه أكتر في رقبتها بيهمس بألم:

- متسيبينيش يا نادين .. مش بعد كُل ده .. خليكِ معايا!!!


- مُستحيل .. لو حطيت سكينة على رقبتي مش هفضل معاك أبدًا تاني!!!

قالت بقلب مُتبلد، دموعه .. رجاؤه و همسه الضعيف مأثروش فيها، بعدتُه من كتفيه بتزيحه عنها فـ إهتزت عينيها لما شافت مقلتيه اللي بقوا كُتلتين من الدم، وشُه الأحمر و المشدود بعروق نافرة، منظر لأول مرة تشوفه عليه، لطالما إعتادت قسوة محياه .. تبلُده و جموده، دي أول مرة تشوفه بالضعف ده، بعدت عنه بتوليه ضهرها وهي ضامة ذراعيها قدام صدرها، بتحاول تجمع كلمات عشان تقولها بعد منظرُه اللي بعثرها، لحد ما قالت بصرامة:

- إطلع برا يا عزيز .. قولتلك وجودك مش مُرحب بيه، مش عايزة أشوفك تاني غير في المحكمة بعد ما أكسب قضيتي و أخلعك، و أوعدك  هعمل كل اللي في طاقتي عشان أكسبها و أنهي الرُباط اللي ما بينا .. للأبد!!!


وقف بيبصلها و مكانش كفُه بس اللي بينزف، قلبُه بينزف أضعاف، حتى الظاهر من نزيفه مهتمتش بيه عكس لهفتها عليه و شخصيتها في الأول، مشي فعلًا و هو حاسس بكسرة أول مرة يحسها .. أول مرة دموعه تنزل من لما كان عيّل، حتى بعد وفاة أبوه و أخوه لم يرف له جفن، لكن خسارتها كانت أكبر من تحملُه و إدراكه، طلع لعربيته في الجراچ و فضل قاعد فيها، لا هو قادر يبعد عنها تاني و يرجع القاهرة من غيرها، ولا قادر يفضل معاها في نفس المكان و يظهرهلها ضعفُه .. و يعري روحه ليها بالشكل ده، فضل قاعد في العربية طول الليل، مرجّع راسُه لـ ورا و عينيه مغمضة و كإنه بين الوعي و اللاوعي، أفراد الأمن لاحظوا وجوده، فـ هاتف أحدهم نادين بيقول بهدوء:

- نادين هانم .. في واحد لسه خارج من عند حضرتك من حوالي ٥ ساعات، و لحد دلوقتي لسه قاعد في عربيتُه!!!


وقفت نادين تستمع له بصدمة، لكنها تنهدت و قالت بهدوء:

- سيبُه يا محمد!!


أغلقت معه الخط، و قعدت بـ عقل مشوش، مش هتنكر إن دموعه صدمتها، و على الرغم من فرحتها في ضعفُه إلا أن الموقف أهابها، حاولت تبعد الأفكار دي عنها و قامت تطبخ حاجة تاكُلها مُرددة بضيق:

- يتفلق!!!


**********


أربعة و عشرين ساعة في العربية .. يوم كامل من غير أكل ولا شُرب و كإنه قاصد يعاقب نفسُه، يمكن ربنا يغفرله و يرجعها تاني لحياته، تملكت الدوخة منه، هو دلوقتي مجبور يفضل في العربيه لإنه مش هيقدر يسوق بحالتُه دي، كإن الدم كلُه بيتسحب من جسمُه، رجّع الكُرسي لـ ورا، و بإنمليه ضغط على جفنيه بتعب، لكن إنتفض لما إلتقطت أذنيه طرقات على إزاز عربيته، فتح عينيه بلهفة و زي ما توقع .. هي! بسُرعة غريبة و كإنه للتو بس مُد بـ كم لا بأس بيه من الطاقة فتح الإزاز، و كان هيفتح الباب ينزلها لكنها دفعت الباب تاني بتقول بضيق:

- متنزلش .. خُد بعضك و إمشي و كفاية فضايح بقى لحد كدا!!


صوتُه خرج بالعافية بيقول بإرهاق:

- مش همشي غير و إنتِ معايا!!


ضربت فوق باب سيارته بكفها بغيظ و هتفت بعنف و لكن بصوت هامس عشان الأمن ميسمعوش:

- إنت كدا هتفضل هنا طول عمرك عشان أنا مش هرجع معاك!! إمشي يا عزيز و بلاش شغل عيال!!!


عزيز القناوي بيتقاله هشغل عيال! إبتسم ساخرًا من الحال اللي وصلُه، مسح على وشه و قال بأعين مُسبلة من الإرهاق:

- أنا مش هعرف أسوق بـ حالتي دي .. لو سوقت العربية دلوقتي هتقلب بيها!!!


إعتدلت في وقفتها بتزدرد ريقها بتوجس .. تأملت التعب اللي بادي على وشُه، و جسمه اللي رغم ضخامته لكنها حاسه إنه هزيل و كإنه مش قادر يصلب طولُه، طرقت بقدمها اليمنى الأرض عدة مرات بتقول و هي مكتفة ذراعيها بتبص بعيد عنه:

- و المطلوب مني إيه دلوقتي؟!!


هتف عزيز و قد بدأ الدوار يتملك منه:

- مش .. عارف!!


قطبت حاجبيها عايزة تضرب كف بكف على الحالة اللي هو فيها، تنهدت و فتحت الباب، مسكت دراعه و قالت بهدوء:

- حاول تنزل معايا!!


لمستها لدراعه أعادته لوعيُه، فـ بص لـ كفها بإشتياق شديد و هو قابض على صلابة ذراعه، و حاول فعلًا يقوم لكن مقدرش، سند رجليه على الأرض و حط راسه بين إيديه ساند مرفقيه على ركبته بيغمغم:

- مش قادر .. راسي تقيلة!!


داعب القلق قلبها أكتر، فضلت ماسك دراعُه بتلقائية و بصِت وراها، شاورت لـ محمد أحد أفراد الأمن بتطلب منه:

- محمد معلش تعالى إسندُه معايا .. عشان زي مـ إنت شايف ما شاء الله يعني هولاكو!


إبتسم محمد و قال بهدوء:

- حاضر يا مدام نادين!


كان محمد بِـ بنية قوية لكن لا تماثل عزيز، حاول إسناده بمساعدة نادين و إستطاعوا السير بيه لـ جوا الشاليه، قعدوه على الكنبة فـ وقفت نادين تلتقط أنفاسها بتربت على قلبها و هي بتقول:

- يا خرابي .. نفَسي إتقطع!! هُما بيأكلوك إيه!!!


غادر محمد بعدما إستأذن منها، بينما هي مالت على عزيز اللي غمض عينيه بتعب، بصتلُه بحيرة و قالت:

- بقولك إيه .. فوّق كدا معايا!!


- مايه .. عايز .. مايه!!

قال و هو بيبلل شفتيه بعطش رهيب، فـ أسرعت هي للمطبخ بتجيب إزازة مايه من التلاجة، و رجعت تديهالُه، خطفها منها و شربها كلها في نفس واحد، وقفت مذهولة و للحظة أشفقت عليه، فـ غمغمت و قد غلبتها عاطفتها الأنثوية:

- جعان؟


فتح عينيه نصف فتحه، و رجع غمضهم تاني و هو بيومئ بتعب شديد، فـ غرزت أسنانها بشفتيها و عينيها بتدور بحيرة، و رجعت قعدت جنبه بتطلع تليفونها من جيب بنطلونها:

- طيب دقيقة هعمل أوردر!!


و بالفعل أجرت إتصال لمطعم قُريب منها، و تلقائيًا أثناء كلامها في التليفون حطت كفها على فخذُه و كإنها بتدعمُه، أنعشت حركتها قلبُه، و مسك كفها بشوق بيحتفظ بيه في حُضن كفه، تنحنحت هي بحرج مُدركة فعلتها، و حاولت جذب كفها من باطن راحته لكنُه أبَى، بيقول بإرتجاف:

- حاسس إني سُخن!!


و رفع كفها لـ وشُه و جبينُه فـ شهقت بتقول بخضة:

- ده إنت مولّع!!!


حطت كفها على جبينه و وجنته و رقبته و بداية صدرُه بتتأكد لو الحرارة شاملة جسمه كلُه، و كان هو في أشد اللحظات إستمتاعًا بـ ملمس كفها على بشرته، و بالقلق اللي شافه في عينيها، تمتمت هي بتبص حواليها مش عارفة تعمل إيه:

- أعمل إيه طيب دلوقتي!!


- قلّعيني القميص، مش مستحمل على جسمي حاجة!!

قالها بصدق، فِ قماش القميص كإنه معمول من نار مزود حرارة جسمه أكتر، حررت هي أزرار قميصه و نزعته من فوق جسمُه،و قامت بسُرعة من جنبه بتجري على المطبخ مش بتقول غير:

- هيموت .. هيموت بسببي!!


خدت قالب التلج و خرّجت منه المكعبات و صبت عليه مايه ساقعة، خدت بندانة ليها و راحتلُه، حطت الطبق و البندانة على الطاولة الصغيرة، و مسكت ذراعيه بتقول بلهفة:

- بُص حرّك جسمك معايا شوية و نام على ضهرك!!


- مش قادر يا نادين!

قال بكذب المرة دي، هو يقدر يحرك نفسه و يستلقي لكنه كان مُنعم .. مُتلذذ بقُربها، زفرت هي بحيرة حقيقية و ميلت عليه و قربت منه، شبه خدته في حضنها بتحاوط أكتافه العريض و بتزقها برفق عشان ينام، غمض عينيه بيستمتع بقُرب أنفاسها منُه، و ريحتها اللي إفتقدها جدًا، حاول يخشب جسمه عشان يستمتع بقُربها أكتر و هدير أنفاسها المتعبة من المجهود اللي بتعملُه، لكنه أشفق عليها وساعدها و نام بالفعل على ضهره، حطت مخدة تحت راسُه و قعدت على الكنبة جنبُه بتحمد ربها إن كنبتها كبير و تسعهم، بصتله بقلق و خدت الطبق حطته على حجرها، غمست البندانة في الماية المتلجة و رجعت حطتها على جبينه، قطب هو حاجبيه من البرودة اللي إتحطت فجأة على جمر بيشتعل، تمتمت هي بشفقة بتقول و هي بتبصله:

- معلش .. دلوقتي جسمك بتعود على برودتها!!


إبتسم .. لسه حبيبته حنينة زي ما هي، لسه قلبها رقيق و نضيف، أد إيه لام نفسُه على ظنه فيها، لو كان يقدر ينتقم من نفسه على كل وجع خلاها تحسُه كان عمل كدا، جلوسها جواره و إهتمامها بيه زود تأنيب ضميرُه أكتر، خلاه عايز يقعد تحت رجلها و يعتذرلها الباقي من عُمره، فاق على لمسات من باطن كفها على وشُه كله بتمسح بالماية على أنحاء وشُه و رقبتُه، فتح عينيه و فضل يبُص لـ معالم وشها اللي بتتغير ما بين قلق و حيرة و خوف، خدت البندانة اللي إتنقلتلها حرارته و غمرتها في المايه تاني و مشت بيها على صدره العاري، قاطع تأمله إياها صوت تليفونها، حطت الطبق على الطاولة و قامت بترد مُسرعة:

- أيوا يا محمد .. ماشي تعالى خُد الفلوس و حاسبه و هات منه الأوردر!


طلّع عزيز من جيبه محفظته و مدها ليها بيقول بصوت متقطع:

- خُدي .. حاسيبه!!


بصتله بضيق و هتفت بحدة:

- خليهُملك!!


و راحت على أوضتها تجيب الفلوس فـ إتنهد و حط المحفظة على الطاولة، طرق محمد على الباب فـ شاورلُه عزيز عشان يدخل بيقول و هو بيشاور على المحفظة بعينيه:

- خد الفلوس يا محمد و حاسبُه .. بس بسرعة!!


أومأ محمد و فتح المحفظة بحرج و أخد المبلغ و رجع حطها مغادرًا، خرجت نادين بعد بُرهة و في إيديها الفلوس بتقول بإستغراب:

- محمد لسه مجاش؟!


هتف عزيز بتعب و قد ظهر الضيق على وشه:

- متسوقيش فيها بقى مش كُل شوية محمد محمد .. قولي سيكيورتي ولا زفت!!


بصتله شزرًا و قالت ساخرة:

- بالله عليك خليك في اللي إنت فيه! 


جه محمد بعد ثواني بيديها الكيس، فـ ناولته المال لكنه قال بهدوء:

- خلاص يا مدام البيه حاسبني!!


بصتله بصدمة و قالت:

- حاسبك؟ حاسبك إمتى؟!


قال الأخير بهدوء:

- من شوية .. عن إذنكوا!


و غادر، بصتلُه بضيق و قالت بحدة بتحط الكيس على الطاولة بعنف:

- إنت هتبأشش عليا ولا إيه؟!!!


غمض عينيه بقلة حيلة منها، و قال بهدوء:

- في واحدة تقول لجوزها هتبأشش عليا!!


- كُنت جوزي .. خلاص مبقتش أعتبرك كدا فاهم؟!!

قالت و هي بتشهر بـ سبابتها في وجهه، فـ طالعها للحظات قبل ما يقول:

- لولا إني مش قادر كُنت قومت و أثبتلك إنك مراتي و خليتك تعتبريني جوزك!!


قعدت جنبه و قالت و هي بتفتح الأطباق المغلفة بعناية:

- آدي أخرة الجبروت يا ابن القناوي!!! مش قادر تحرك إيد و لا رِجل!!!


إبتسم غصب عنه، مُستعد يتحمل أي كلمة منها تجرحُه مقابل إنها قاعدة قُدامه كدا و عارف يملى عينه منها، قال و خصلاتها المفرودة على ضهرها بيتمنى لو يقدر يغلغل أنامله فيهم:

- فرحانة فيا؟!


أخدت قطعة من اللحمة المشوية، و أطعمته قائلة بحدة:

- فوق ما تتخيل!!


إبتسم و هو بيمضغ الطعام اللي يكاد يجزم إنه إزداد حلاوة بعد ما لمسته، حاول يعتدل في جلسته و يسند ضهره عشان يعرف ياكل، لكنه قطب حاجبيه بألم لما أسند كامل جسدُه على كفه المجروح، لاحظت هي فعلتُه فـ أطعمته بضيق غير مبالية، بينما قال هو بهدوء:

- مكُنتيش عملتي كدا!!


قال و هو بيشاورلها بعينيه على إطعامُه، فـ إبتسمت ساخرة بتقول و هي بصاله في عينيه بقوة معتدلة في جلستها عشان تبقى في مواجهته:

- إنت فاهم غلط خالص، أنا طبيعي أعمل كدا مع أي حد مش معاك بس .. و لو كان أي حد مكانك كُنت عملت نفس الحاجة، إعتبر نفسك غلبان و بعطف عليك!!


ضحك بضعف بيقول و هو يكاد ياكُلها بعينيه:

- أنا غلبان؟! عزيز القناوي غلبان؟


قالت قاصدة إغاظتُه:

- و مسكين كمان!!!


تنهد و مسك كفها بيقول بحنان ظهر منه فجأة:

- أنا فعلًا غلبان و مسكين و بحبك!!


نزعت كفها عنه بعنف و قامت من جنبُه بتشاوله بصباعها بحدة و بتهدر فيه بعنف:

- إسمع بقى .. أنا مش هفضل أمرَّضك كدا!! إنت خلاص بقيت زي القرد أهو، هجيبلك حاجة تتغطى بيها و هكسب فيك ثواب، بس أول م الصبح يطلع مش عايزة أشوفك سامعني ولا لاء!!!


إهتاج صدرها من شدة غضبها، رجّع راسُه لـ ورا بتعب بيغمغم:

- ماشي!!!


راحت لأوضتها و خدت غطا، كانت هترميه عليه لكن حالته خلتها تشفق عليه، حطت الغطا عليه و حاجبيها منكمشين بضيق شديد، بصلها و قال:

- طب ممكن شوية ماية؟

- طيب!

قالت بعدما تأففت، و خدت إزازة تانية و رجعتله، مدتها ليه بنفاذ صبر، فـ تعالت أنفاسه بيقول بتعب:

- مش قادر و الله أحرك شبر فيا، جسمي همدان أوي! شربيني إنتِ!!!


- الصبر من عندك يارب!!!

قالت و هي بتفتح غطا الإزازة، و بتقعد جنبه، و بتلقائية شديدة حطت باطن كفها أسفل ذقنه خشية أن تتساقط القطرات على جسدُه، إرتشف هو من الإزازة، يتمنى لو كان بإستطاعته تقبيل كفها المثبت أسفل ذقنه و لا يترك به إنشًا سوى بعد أن يشبعه قبلات، رفع رأسه علامة على إنه إنتهى من الشرب، فـ أبعدت فوهة الزجاجة و غطتها بالغطا و تركتها جواره، قامت و كتفت ذراعيها قائلة بإستنكار:

- الباشا يؤمر بحاجة تانية؟!


- لاء يا قلب الباشا!

قالها بإبتسامة عذبة، فـ طالعته بضيق و سابته و مشيت، قفلت الباب بالمفتاح عليها كويس مغمغمة:

- هعمل إحتياطاتي عشان ميفكرش يعمل حركاته الزبالة دي معايا!!!


أسرعت للمرحاض تستحم و تبدل ثيابها لـ قميص للنوم من الحرير باللون البنفسجي الفاتح، قصير يصل لِما قبل ركبتيها، تهدل على جسدها فأظهر قوامها الممشوق، حررت خصلاتها و خلدت إلى النوم بإرهاق


*******


بالكاد عِرف يغمض عينيه، من شدة تعبُه نام لكن بعد مُعاناه، و صحي على الشمس اللي تسللت من أبواب الشاليه الزجاجية،  حاول يقوم و حمد ربُه على التحسُن اللي بقى عليه، شال الغطا و أخد الإزازة من على الطاولة عشان يشرب، خرج من الشاليه بيشعل سيجارتُه و هو بيتأمل البحر و ألف سؤال و سؤال في دماغُه، لحد ما خلص سيجارتُه و رمى بقيتها على الرملة، دخل الشاليه و إتوجه للأوضة اللي هي نايمة فيها، حاول يفتح الباب لكنُه كان مقفول بالمفتاح، تمتم بضيق:

- قافلة على نفسك يا نادين!!!


طلع برا الشاليه بغضب و لف حواليه لقى باب إزاز بعرض الحائط عليه ستارة عشان تمنع وصول الشمس ليها، حاول يفتحُه فـ إتفتح، إعتلت الإبتسامه وجهه و توسعت عينيه بلهفة لما بقى قُدامها فعلًا، كانت نايمة على السرير بقميص نوم لم يخفي قدميها الرشيقتان، حبس أنفاسه و عينيه بتمشي عليها بإشتياق حقيقي، من أول خصلات المفترشة الوسادة خلفها، وشها اللي بتزداد براءتُه و هي نايمة، ذراعيها .. و آه من ذراعيها اللذان يحتضنا وسادة صغيرة و رأسها عليها، تمنى لو كان هو بدل تلك الوسادة اللعينة، تمنى لو بإستطاعته الشعور بذراعيها يلتفا حول خصره مجددًا .. و تغمر رأسها في صدرُه مرةً أخرى، كيف له أن يُحرَم من أشياء كانت تبقيه على قيد الحياة؟ .. كيف يُحرم منها؟ 


سار بخطوات بطيئة لها، عيناه تتشرب كل إنش منها علُّه يشبع و يكتفي، جلس بجوارها و مال عليها مستندًا بكف فوق الفراش جوار صدرها و بكفُه الآخر أخذ يُغلغل أنامله في خصلاتها، يجذبهم على كفُه و يميل أكثر لكي يستنشق رائحتهم التي إشتاقها، تركهم على ظهرها، يُبعد خصلة ثائرة من فوق مٍحياها و يتركها خلف أذنها هامسًا و قد لمعت عيناه بالدموع:

- وحشتيني .. أوي و الله!

يُتبع♥️

رأيكوا مهم جدًا عندي .. شايفين إن نادين مزوداها؟ 

تسامح عزيز و لا لسه شوية؟ 

عزيز صعبان عليكوا ولا لاء؟

قولولي رأيكوا في الكومنتس♥️

#أغوار_عزيز ♥️

رواية أغوار عزيز (عزيز ونادين) الفصل الرابع عشر 14 من هنا

رواية أغوار عزيز كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات