رواية ما بعد العداوة (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم زينب محروس
رواية ما بعد العداوة الفصل الثامن 8 والأخير
#ما_بعد_العداوة
Part8
-انا هوصلك البلد و هرجع يا أمي، إنما مش حاضر الفرح.
دا كان رد إبراهيم على مامته اللي بتحاول تقنعه يحضر فرح ابن خاله،و لما رفض مامته قالت بزعل:
- يعني أختك مجتش عشان أحمد رافض، و أنت مش عايز تحضر و أنا مش عارفة ايه السبب، و كدا خالك هيزعل، أنا بجد مش عارفة ايه اللي حصلك بقيت كئيب أوي و مش طبيعي في الفترة الأخيرة.
إبراهيم سكت و هو بيفتكر ازاي فات سبع شهور و هو مش عارف يتواصل مع حبيبة، كأنها مشيت و أخدت معاها حياته و سعادته، سابت له الحزن، و تأنيب الضمير، مش قادر يحدد مين فيهم اللي تخلي عن التاني، و هو بيحاول يمنع فايز من تدمير حياته المهنية مأخدش باله إن حياته الشخصية هي اللي تدمرت، كل لحظة عدت عليه في الست شهور كان بيتمني لو يرجع بيه الزمن و ساعتها كان هيقرب منها عشانها هي مش عشان يستغلها، تمنى لو كان خسر المشاريع بس هي فضلت معاه، اتنهد بتثاقل و كأنه بيحط حد لتفكيره المستمر، أو كأنه بيقنع نفسه إن دي كلها أمنيات و الزمن عمره ما هيرجع لورا.
العربية وقفت قدام بيت كبير بخمسة أدوار، و أول ما ابراهيم و مامته خرجوا من العربية كانت عيلة مامته في انتظارهم، و بعد ترحيب شديد، كان إبراهيم هيمشي بحجة إن عنده شغل ضروري، لكن خاله أصر إنه على الأقل يدخل يسلم على العريس و يتفرج على شقته.
وافق إبراهيم على مضض إنه يطلع مع خاله و معاهم مامته اللي بتتكلم مع اخوها و بتسأله عن أحوالهم، و إبراهيم وراهم على السلم مستمع و مش بيتكلم، لحد ما وصلوا لباب الشقة اللي كانت مفتوحة، ف خاله خبط على الباب عشان يلفت انتباه الموجودين، و قال باستغراب:
- هما اختفوا فين، فارس و حبيبة كانوا هنا!
مجرد النطق بإسمها، خلى قلبه ينبض بعنف، و تلقائيًا أقدامه اتحركت، و عيونه بتتفقد المكان، كان عايز يتأكد هل دي حبيبة اللي قلبت كيانه و لا مجرد تشابه أسماء، كان بيتحرك بين الأجهزة المغلفة اللي في الصالة، و نظراته بتتمعن في الأوض اللي منورة بفعل أشعة الشمس.
و أخيرًا اتجمد في مكانه لما وصل لنهاية الصالة المفتوحة على صالون جانبي، في الوقت ده تضاعفت دقات قلبه و كأنها بتنادي عليها، كان نظره مثبت على حبيبة اللي بتتكلم و تضحك مع فارس و هما بيعلقوا تابلوه على الحيطة.
خرج من شروده على صوت خاله اللي نده على فارس، فالتفتت حبيبة قبله، و الغريب في الموضوع إنها قربت منهم و هي بتشتكي لوالد فارس و بتقول:
- كويس إنك جيت يا عمي، فارس مغلبني و مش عايز يعمل الديكور زي ما أنا عايزة.
رد عليها فارس بمشاكسة:
- يا بنتي شقتي و أنا حر فيها.
نطق كلامه و هو بيسلم على إبراهيم اللي ابتسم له بتكلف، و بعدين سلم على عمته اللي باركت له بحبور، و بعدين شاور على حبيبة و قال:
- دي حبيبة يا عمتي، مشاكسة جدًا بس هتحبيها، بابا بيقول إن طباعها شبهك.
الاتنين سلموا على بعض بود، و لما جه الدور على إبراهيم، حبيبة مدت إيدها تسلم عليه و كأنها أول مرة تشوفه، و هنا كانت صدمة إبراهيم لما شاف في إيدها خاتم خطوبة سوليتير.
فارس حط ايده على كتف إبراهيم و هو بيقول:
- بصي دا إبراهيم ابن عمتي و قدوتي في الحياة، فإحنا دلوقت هناخد رأيه في الشكل اللي هنعلق بيه التابلوه، و اللي هيقول عليه أنا هعمله، عشان لا أنتي تزعلي و لا أنا أزعل.
حركت دماغها بموافقة، ف فارس اتحرك تجاه التابلوه و هو بيشرح لإبراهيم الاختلاف اللي بين رأيهم، فحبيبة استغلت الوضع و وقفت جنب إبراهيم و من غير ما حد ياخد باله، اتكلمت بهمس:
- اختار الفكرة الأولى عشان خاطري.
كان في حالة من التوهان، و مش قادر يفكر، لكن بالنسبة له طلبها مينفعش يترفض، و فعلًا اختار فكرتها، فهي ضحكت بانتصار و قالت:
- عيب عليك يا معلم، اهو حتى ابن عمتك أخد صفي.
والدة إبراهيم تدخلت في الحوار و قالت:
- واضح إن العروسة فعلًا مشاكسة.
حبيبة ضحكت:
- عروسة ايه بس يا طنط، حضرتك فاهمة غلط، أنا أيوه قلبي طيب بس مش أنا اللي هتجوزه، أختي هي اللي هتجبر بخاطري و تتجوزه.
بردها على والدته، شالت عن صدره حجر كبير كان بيعترض طريق أنفاسه، و كأنه كان بيتخنق على البطيء استكانت ضربات قلبه، و ارتخت ملامح وشه المشدودة، و اتبدلت ابتسامته المتصنعة لابتسامة مشرقة، حتى والدته أخدت بالها إنه فعلًا مبسوط، و استغربت جدًا لما فارس قال بتأكيد:
- اعمل حسابك تقعد كام يوم بعد الفرح كمان.
ساعتها كان رد إبراهيم:
- طبعًا قاعد متقلقش.
والدته سألته بترقب:
- بجد هتقعد؟
حرك دماغه بتأكيد و قال:
- أيوه هقعد.
فارس أخد عمته يفرجها على الشقة و معاهم والده، و بالرغم من إنه نده على إبراهيم عشان يروح معاهم، لكنه مهتمش و فضل واقف مكانه و هو بيتابع حبيبة اللي رجعت تكمل اللي كانت بتعمله، فقرب منها و وقف قصادها و اتكلم بحب:
- ازيك يا حبيبة.
بصتله و ضحكت باستغراب:
- ازيك يا إبراهيم.
سألها بفضول:
- ايه الخاتم اللي في ايدك ده؟
بصت على الخاتم في إيدها، و قالت بابتسامة دافية:
- دا خاتم من ضمن طقم سوليتير جالي هدية من ماما شاهندة.
- مشيتي ليه؟
ردت بجدية:
- بلاش نتكلم في اللي فات.
إبراهيم بإصرار:
- لاء لازم، عندي علامات استفهام عايز لها إجابة، و أعتقد أنتي كمان عندك نفس علامات الاستفهام!
حركت دماغها برفض و سابت اللي في إيدها و قالت:
- إطلاقًا، الحقيقة كان عندي علامات استفهام من حوالي ست شهور، لكن لما قعدت مع نفسي و فكرت اختفت كل علامات الاستفهام اللي تخصك.
- بس أنا لحد دلوقت ملقتش و لا إجابة، فممكن تجاوبيني؟
- طبعًا ممكن، تحب تعرف ايه؟؟
- ليه يوم المستشفى اخترتي ترجعي مع فايز و أنا لاء؟ ليه لما عرفتي إني حاولت استغلك مجتيش و اتكلمتي معايا؟ مشيتي ليه؟ ليه اتكلمتي مع استيڤ و رجعتيلي المشروع تاني؟ و عايز أعرف كل اللي حصل معاكي في الست شهور اللي فاتوا؟
منحته ابتسامة بسيطة و قالت:
- أخترت فايز عشان لو كنت فضلت معاك كنت هموت بسبب شعور الذنب، أنا مكنتش عايزة أسرق منك المشروع أصلا بس تقدر تقول كنت بحاول اكسب حب امي بأي طريقة لكن طلع معاك حق و اكتشفت إني أمي عمرها ما هتحبني و دايمًا هكون عندها في المرتبة التانية تحت فايز، عشان كدا قررت اني مكونش ناكرة للجميل و عشان أنت قدمت لي مساعدة فكان لازم أحمي شغلك، عشان كدا قولت لاستيڤ كل حاجة، مدام سلوى هي اللي طلبت مني ارجع المنوفية عند بابا، ولما جيت مع الأسف عرفت من ماما شاهندة إن بابا توفى من زمان و مع ذلك هي رحبت بيا و أصرت إني اعيش معاهم و اكتشفت إن ليا أختين بنات أصغر مني، فترة الست شهور دول أنا شوفت فيهم عوض السنين اللي فاتت ربنا أكرمني بزوجة أب احن عليا من أمي الحقيقية، عارف خلال الفترة دي محسستنيش أبدًا إني مش بنتها بالعكس اخدت جزء كبير من حنانها و اهتمامها.
كان مبسوط عشانها و إنها أخيرًا بقت مرتاحة و سعيدة، لكنه سألها:
- برضو ليه مشيتي؟
حركت كتفها بقلة حيلة و قالت:
- يعني مكنش حد عايزني فكان لازم امشي، حتى أنت فكرتك بتهتم بيا عشان حابب تساعدني، لكن اكتشفت إنك عايز تسترد مشروعك عن طريقي، و الحقيقة أنا مش بلومك لأن من وجهة نظري انت كمان كنت مظلوم و بالنسبة لك أنا بنت منافسيك مش أكتر، و بالنسبة لي أنت مغدرتش بيا و لا حاجة بالعكس أنت أصلا معرفتش تستفاد مني.
نطقت جملتها الأخيرة بسخرية، فهو قال بتبرير:
- من قال مش مستفيد، بالعكس أنا بسببك أخدت المشروعين اللي اتسرقوا مني.
- أيوه عرفت من استيڤ.
سألها باندهاش:
- أنتم على تواصل؟
- أيوه اخدت رقمه يوم لما كنا في فرشه كافيه.
إبراهيم اتكلم بغيرة:
- نعم! رقمه يتمسح فورًا يا حبيبة.
لوت زاوية فمها و عقدت جبينها و قالت بإزدراء:
- و دا عشان ايه بقى! أنت مفكرني لسه موظفة عندك و هتتحكم فيا! المرة اللي فاتت لما زعقت لي قدام استيڤ سكت لك عشان كنت المدير بتاعي، لكن المرة دي مفيش صلة بينا تعطيك الحق إنك تقولي اتكلم مع مين و متكلمش مع مين!
ابتسم لها بخبث و قال:
- هيبقى في صلة متخليش حد يتحكم فيكي غيري.
ردت بضيق طفولي:
- ايه تتحكم فيا دي! شايفني روبوت قدامك! و لا تكونش هتستعبدني!
حرك دماغه بخفة و قال بنفي:
- تؤ تؤ تؤ، أنا هستتك، هتجوزك.
مأخدتش كلامه على محمل الجد، فقالت باستخفاف:
- و النعمة انت فايق و رايق.
كانت هتتحرك من قدامه لكنه شدها لعنده و اتكلم بنبرة دلال لا تليق بصوته الاجش:
- و حياة طيبة قلبك يا حبيبة حني عليا و اتجوزيني زي ما أختك حنت على فارس.
كانت بتبصله و مش مستوعبة كلامه، يعني بعد كل اللي حصل ده و ست شهور فراق، يطلب منها الجواز في أول لقاء! قطع شرودها و هو بيقول بمسكنة:
- يعني يرضيكي اكون قدوة فارس و هو اللي يتجوز قبلي! مينفعش صح؟؟
نطق سؤاله الاخير و هو بيرفع الخصلة المتمردة على عيونها، و بيبص في عيونها ببراءة، فضربته على ايده و رجعت لورا بإحراج، و قالت:
- هو احنا في ايه و لا في ايه!
- احنا في تجهيزات فرح أختك و ابن خالي، و على رأي المثل تعالى نخلي الفرحة فرحتين.
بصتله باستغراب و قالت:
مثل إيه ده؟
- معرفش، بس أنا عايز أفرح و خلاص.
و هي بتفكر في رد مناسب تقوله، هو قال:
- هو أنا لسه هاخد رايك.
مفهمتش قصده غير لما بدأ ينده على والدته، فاتحركت بسرعة و هي بتكتم صوته و بتقول:
- أوعدك افكر في الموضوع بعدين بس اسكت دلوقت.
حرك دماغه بموافقة، و هي بعدت عنه لما سمعت صوت خطوات بتقرب منهم، كانت مامته و خاله و فارس، فاتحرك تجاه والدته و هو بيقول:
- أنا قررت تكوني حماة.
بصتله باستغراب فهو حاوط كتفها بدراعه، و بالإيد التانية شد فارس و هو بيقول بصرامة:
- بعد كدا أنت ممنوع تساعد حبيبة، اي مساعدة أنا موجود، افرشي شقة أختك يا حبيبة عقبال ما تفرشي شقتنا.
قال جملته الأخيرة و هو بيغمز لها و خرج مع الباقي، و هي فضلت مكانها تبص لأثره بذهول، و بعدين قالت بحيرة:
- أنا كنت سايباه عاقل، ايه اللي حصل له؟!
جالها الرد من مامته اللي رجعت تاني:
- الحب جننه، اه و الله زي ما بقولك كدا.
كانت بتتكلم و هي بتتحرك لها، و بعدين وقفت و كملت:
- أنا دلوقت فهمت سبب تغير إبراهيم في الفترة الأخيرة، ابني اللي بيضحك و يهزر دلوقت ده، بقاله ست شهور عايش في اكتئاب و حزن و مش طايق حد يكلمه، لكن أول ما شافك اتغير ١٨٠ درجة، و بصراحة بقى أنا بعد ما شوفت الفرحة اللي في عيونه دي، أنا اللي مش هسمح إنه يتجوز واحدة غيرك.
*************
مر أسبوع الفرح و إبراهيم مش سايب و لا فرصة غير لما يشاكس حبيبة و يطلب منها توافق على جوازهم، و استمرت تلميحاته لدرجة إن كل العيلة فهمت إنه بيحبها، و في يوم كان قاعد مع ولاد أخواله و حبيبة جت عشان تزور أختها، ف حور أخت فارس أصرت عليهم يلعبوا كلهم لعبة الأغاني.
و بالفعل قعدوا كلهم في ترتيب دائري، و اتفقوا يلعبوا بالترتيب الأبجدي للحروف، و أول واحدة بدأت هي حور و من بعدها فارس و من بعده إبراهيم اللي كالعادة مش هيضيع فرصة المشاكسة من إيده، و بدأ يغني بصوته الجميل اللي تفاجأت به حبيبة، و اللي كان مفاجأة أكبر بالنسبة لها إن كان نظره مثبت عليها و بدأ يغني أغنية (باين حبيت) و كأنه بيعترف لها بمشاعره و مع تتابع كلمات الأغنية، اتنقل من مكانه لعندها، و نزل على ركبه و مسك إيدها و هو لسه مكمل في الأغنية، و أخيرًا خرج عن النص و كمل بحب:
- أنا بحبك يا حبيبة، الحقيقة إني كنت ناوي استغلك فعلاً زي ما عرفتي، لكن لما شوفتك مقدرتش اعمل كدا و كنت سايبك جنبي عشان كنت مشدود لك، لكن بمرور الوقت و المواقف اللي حصلت تأكدت فعلاً إني بحبك.
هدوء تام من الجميع و هما مستنين ردها عليه، فقالت:
- هتتعب معايا يا إبراهيم، فايز ممكن يعاند معاك بسببي و ممكن يؤذيك في شغلك.
رد عليها بصدق:
- قولتها لفايز مرة و هقولها لك تاني، لو الأذي هيجيلي بسببك يبقى يا مليون مرحب بالهلاك.
ابتسمت بخجل، ف حور قالت بحماس:
- يا بنتي ردي عليه دا بوظلنا اللعبة عشان خاطرك!
نقلت نظرها بينهم كلهم قبل ما تبصله و تتكلم بنبرة مرحة تداري خجلها:
- ما هو مفيش حل تاني يا جماعة، مضطرة أعترف إني كمان بحبه.
بعد مرور أيام في شرم الشيخ كانت في جناحها الخاص و معاها الميكاب ارتست بتجهزها على اعتقاد من حبيبة إن الخطوبة في قاعة الفندق، لكنها استغربت لما شافت تسريحة الشعر اللي المصففة عملتها، و الأغرب من كدا هو الفستان اللي أختها جابته و اللي كان مُصمم بتشابه كبير باللبس الهندي، و اول ما لبسته و شافت هيئتها اللي كانت نفس استايل الأميرة ياسمين، فستانها، شعرها اللي عبارة عن ضفيرة جاية على كتفها، دا حتي الصندل مكنش عادي، و تفاجأت بأختها بتطلب منها تسمح لها تربط قماشة على عيونها.
استغربت الحركة دي جدًا لكنها معلقتش، و من بعدها أخدها إبراهيم معاه في عربيته، و بمرور الوقت وصلوا لمكان الحفلة.
فتح لها الباب و ساعدها تنزل و أخد بإيدها لحد ما وصل للمكان اللي اتجمعت فيه العيلة و بالإضافة لعدد كبير من السياح اللي بيصوروا، و أخيرًا رفع الشاش عن عيونها عشان تلاقي نفسها واقفة في فرشة كافيه المكان اللي قالت إنها بتحبه و عايزة تتصور فيه بتريند علاء الدين، أدركت إن كل دا من تخطيته المكان اللي اختارته، و الشخص اللي حبته بلبس الحفلات الهندي، فطالما هي الأميرة ياسمين يبقى هو علاء الدين الخاص بها.
كانت بتبتسم بسعادة و عيونها بتدمع، فهو وقف قصادها و تأمل هيئتها قبل ما يفتح العلبة القطيفة اللي في إيده فظهر تاج دهب حطه على شعرها و قال كدا الأميرة جاهزة للخطوبة.
نطق كلمته الأخيرة و نزل قدامها على ركبة واحدة تحت أنظار الجميع و المرة دي قدم لها خاتم و هو بيسألها بحب:
- أميرتي الحبيبة تقبلي تتجوزيني؟؟؟
اومأت براسها في حركات متتابعة و قالت بسعادة:
- أكيد......أكيد.......
تمت بحمد الله