سيناريو نهاية محتومة عبر روايات الخلاصة بقلم ملك عبد اﷲ أحمد
سيناريو نهاية محتومة الفصل الثاني 2
_أسود!!
_أه والله يا بنتي بيحب بس يحرق دمي، يعصبني، يخنقني، الرجالة ليه!!!
_ضحكت والله، المهم ناوية تلبسي إيه النهاردة؟!
_أسود طبعًا، أنا أقدر أرفض طلب لحبيب عيوني.
_بالظبط نور كده بدأتِ تمشي على الخط الصح.
_ساعات بحس إنك مش أخته والله!
_يا ست والله أخته، أحلف من كده إيه.
_صدقت خلاص.
_بس بجد متلبسيش اللون ده، هو مش بيحبه باتاتًا وأنتِ عارفة، هو بس كان بيرخم عليكِ مش أكتر ومعنى إنه يرغمك على لبس ولون معين يبقى كان بيناغشك بس أي نعم معرفش اللي حصل بينكو بس أكيد عارفة فريد.
_مين قالك إني عارفة فريد!
_لاء، بكرة ميعادنا بإذن الله دلوقتي أنا بكلمك كأخت زوجك ها.
_ماشي يا ست ريم. صح بقولك عارفة شروق صحبتي اللي اتعرفت عليها سوشيال وحكيتلك عنها يوم الجمعة خطوبتها، بس مش هعرف أروح لإحكام قهرية بس عايزة أبعتلها هدية لطيفة ومش عارفة ممكن أختار وأبعت إيه.
_إحكام قهرية اممم، ويا ترى الأستاذ فريد هو الإحكام القهرية؟!
_ غيرة مثلاً، عايزني أعيط طب بجد كان نفسي أروح، بس ربنا على الظالم.
_حبيبتي، بجد لو فريد كان فاضي كان هيرضى ويروح معاكي، بس في مشاكل في شغله.
_كان ممكن أروح لوحدي عادي، مش أول مرة أسافر لوحدي.
_فعلاً، بس أنتِ دلوقتي خلاص حياتك مش مسؤوليتك بس، بقى في شخص تاني مسؤول عنك. ومش أي قرار ناخده بتهور.
_بس دي صحبتي!
_لو مكانك هيكون ده رد فعلي وهحارب عشان أروح، لأنها ببساطة صحبتي لكن هكلمك بمنطق تاني يمكن مش في بالك.
أنتِ من محافظة وهي من محافظة تانية والمسافة كبيرة ومينفعش تروحي لوحدك ده أولًا.
ثانيًا لازم حد يروح معاكي والمفروض زوجك، لكن شغله مش سامح.
ثالثًا أكيد صحبتك هتتفهم الموضوع، لأن برضه الظروف أقوى أنتِ لغاية دلوقتي غير إنها خطوبة بسيطة، لكن الزواج شئ تاني وقتها فعلاً أدعمك تروحي وفريد كمان لو وراه شغل هيحاول بقدر كبير يسافر معاكي. فخلي المحاربة لمناسبة كبيرة.
_أخته أخته مفيش كلام، ربنا يسهل. هروح ألبس عشان زمانه جاي.
" *اليوم أُوعد ذاك القلب بعقدةٍ تُحرَّم فكها يومًا، مُلبيةً نداءً من ثغرٍ يُشفىٰ، تُسلسل الهوى لمجرى الروح "*
_يا سلام على الأبيض لما يزهر حياتي!
أه والله لبست أبيض، أصل أنا مش بحب الأبيض وهو بيعشق الأبيض، بيكره الأسود وأنا بحب الأسود تناقض غريب، عجيب، لكنه تضاد والله، وهبل وعبث بمعنى الكلمة.
_لابس أسود ليه؟!
_وأنتِ لابسة أبيض ليه؟!
بحبه جدًا وهو لابس أسود، بيرفرف قلبي والله، بس قليل لما يلبسه.
_البريئة والشيطان.
_ظريفة يا حبيبتي، ظريفة.
_ظريفة ولا زرافة.
_حاسّة إنك بقيتي ترخمي أوفر، أوفر رخامة حقيقي.
_أنتِ بتقولي يا رخمة!!
نهارك فل بقى، إزاي جاحد كده لاء وكمان قاسي، مغرور، متحكم، دكتاتوري.
_ناقص حاجة في الباكدج محتاجة تزوديها يا فندم؟!
_آه أهم حاجة سلبي في المشاعر والأحاسيس.
_حلو أوي كده، ممكن نمشي بقىٰ.
_ليه ممكن مش أكيد؟
_أصل ثانية والله وهجيب آخري معاكي. ومتلوميش غير نفسك.
سكت، بس مش خوف. تؤ، لكن هو فعلًا مش بيحب الهزار من حد، لكن يهزر هو عادي فين المشكلة بس أنا مكنتش بهزر. هو ده كلامي، أسلوبي عجبك اتدبست، مش عجبك برضه اتدبست.
_ليكون المشكلة مني أنا ولا إيه؟! رد عليّا وواجهني يا أستاذ.
_هو أنا اتكلمت يا بنت الناس؟! مانا ساكت أهو وبسوق العربية بصمت، وأنتِ اللي فاتحة كلام من ساعة ما ركبنا بس خلاص، راديو شغال مش بيفصل.
_أنتَ بتزعق عادي كده وبتعلي صوتك. اشمعنا أنا لو عملت كده تقتلني! لاء كفاية نظراتك أصلًا.
رد باستفزاز: عشان أنا الراجل.
_أه، وكل الصلاحيات في إيدك يعني؟!
طب بص بقى، أنتَ عارف هعمل إيه هَـ...
_بس بس، محصلش التعامل لازم يكون متساوي. الأسلوب، والطريقة. مفيش حاجة اسمها "عشان أنتَ الراجل" أه أوقات بنقول كده، لكن في حاجات غير خارجة عنكم مسؤوليات تانية واستقلال بعيد عنكم لكن حاليًا كـ احترام وأسلوب لازم يكون متبادل بين الطرفين.
_من الأول بلاش التلاعب بمشاعري لإنها ثمينة.
_عيوني حبيبتي، إلا قوليلي كنتي هتعمل إيه؟
_هعمل إيه؟
_مش يا بنتي كنتي بتخبطي في الكلام دلوقتي وبتقولي "أنتَ عارف هعمل إيه لو فعلاً كل الصلاحيات في إيدك"
رغم إنها في إيدي فعلًا.
رديت بهدوء ولا مبالاة: عادي، كنت هعمل بوست وأشيره على الفيس وكل جروبات الفيمينست، مع شير للأكونت بتاعك وأكتب إن هذا المهندس ضد مبدأ المساواة وفاكر إن الست أقل منه في كل حاجة، وإن كل الصلاحيات معاه وبس. وأنتَ عارف أكتر حاجتين إحنا كستات بنكرهم العنصرية اللي بيعملها الراجل بينه وبيننا، والمهندسين. وأنتَ اسم الله عليك الاتنين.
_اتعلمتي الشر ده منين!!
_مش شر، ده عبث والله.
_قادرة تنتشليني من الهموم وتموتيني ناقص عمر نفسي مرة تكوني قد كلامك.
_يا عم قد مين! أنتَ عشان تراضي حد يبقى بتكتب نهايتك والله في العالم ده.
_طب اسكتي، صدعت.
سألته بفضول، وبأتغاضى عادي عن كلامه إحنا رايحين فين كده؟ مقولتليش.
_نجيب هدية لصحبتك بمناسبة خطوبتها، وكاعتذار عن عدم حضورك.
_وتفتكر كده الموضوع هيتحل عادي، وإن الهدية كانت هي المعضلة؟
_لاء، بس حاليًا هتكون الحل الأنسب وعدم مرواحك ليها أنتِ عارفة سببه. وأنا ماليش دخل إن سفرك زمان كان مباح وعادي حتى لو جوه بلدك. لكن أنتِ مسؤوليتي كلك على بعضك، و إني أسيبك ولو دقيقة في مكان أنتِ بعيدة عني فيه مرفوض.
والله كنت أبغي أقوله روحني يا فريد روحني.
بس سكت، أه والله أصل يعني مش هلبس وأخرج من بيتي ببلاش، كله بحساب هو خروج المرأة سهل كده!
_ما تختاري يا نور يلا وبلاش مناهدة.
_إحنا جاين عشان نختار لصحبتي واخترنا الحمد لله، يبقى يلا.
_وأنا بقولك اختاري ليكِ كمان.
_لاء يا فريد، لاء.
_هو أنا بعزم عليكِ، أنا بأمرك.
_وأنا رفضت، وبلاش مناهدة أنتَ كمان. مش حلو ليك، ووحش ليّ.
_يا ست، سيبك من مين حلو ومين وحش، واختاري عشان نمشي.
_لاء.
_طب تمام، اخرجي وروحي على العربية وأنا شوية وأجيلك.
_ماشي، هسبقك.
الحقيقة معنديش سبب لرفضي، أو كلها أسباب عادية، مش لمجرد العناد فيها بس ليه بعاند وليه بجادل؟ هو زوجي، مش شخص غريب عني بس هل ممكن ثقتي فيه معدومة؟
_جاءت خطواتي متعثّرة هذه المرّة.
لم يكن الطريق طويلًا، لكنه كان أشبه بحقلٍ من الأشواك، تنغرس في روحي فتدفعها نحو الرحيل المتسارع.
هل سننجو؟ أم أننا راحلون لا محالة؟
إلى متى سيطول بنا هذا العناء؟
_اتأخرت ده كله ليه يا فريد؟ الوقت بيتأخر.
_خارجين بميعاد مثلًا، ورانا حضانة!
_مش القصد، بس ورايا مشاغل محتاجة تخلص.
تنهد بعصبية، وكان باين على شكله إنه اتعصب بشكل أوفر، لكني تجاهلت، وفتحت تليفوني بهدوء وبدأت أصب تركيزي فيه وكأن ماحدش معايا لكن من جوايا صراعات كتير، منها أبشع الشعور، وكأن حياة جديدة بتتشكل داخلي.
_وصلنا.
كان المكان رقيقًا، وأشبه بما يحب قلبي. لا يفشل أبدًا في أنه يبهرني باختياراته الرقيقة، مثلي تمامًا.
نزلنا وقعدنا، وما زلنا محافظين على الصمت، وكأنه مشهد معتاد. رغم كلامنا الكثير وعبثنا الدائم، إلا أنّ هذه المرّة تختلف؛ الجو مشحون، توتر، عصبية.
_بكرة بإذن الله هاجي عشان أحدد الفرح.
انهيار داخلي تمسّك بيّ، وكل اللي في بالي إزاي هرفض؟
_ليه، لسه بدري جدًا! وبعدين يعني... أنا مش جاهزة لسه.
_من ناحية إيه؟ إحنا اتفقنا إن بعد كتب الكتاب هنتجوز على طول، وعدّى شهر، وعلى اعتقادي إنك جاهزة من كل الجوانب، يبقى ليه لأ؟
_مقولتش لأ.
_بس مضمون كلامك كده.
_ماشي... بس أنا نفسيًا لأ، مش جاهزة.
_نفسيًا!!
_فريد أنا...
_لسه بتفكري فعلًا، وجوازك مني كان تسرّع.
_أيوه.
- أصبحتُ الغريبَ في الديار،
لا أعرفني كما كنتُ من قبل.
كنتُ نقيضَ هذا يا صاحٍ،
لكنّ ما بي أرى تجسيدَ الحروف
يُملكني، يُعثر خطاي، يأسر روحي،
ويحتوي جوفي بحزنٍ ثمين.
غير أنّي أُقسم… إنّي لم أعُد كما كنت،
فالندبةُ تعمّقت،
وفعلت ما يحلو بكَسري،
مُتمِّمةً جرحًا يغمره السفكُ والدماء.
لا أنا ضمادة، ولا أُمتلك…
إنّما هلاكٌ، وعذابٌ، ونار،
ومنذ زمنٍ بعيدٍ
تغويني، وتنهشني،
وتقودني نحو السقوط مرّةً أخرى.
يتبع...
نَـهْــر 'ر