سيناريو نهاية محتومة عبر روايات الخلاصة بقلم ملك عبد اﷲ أحمد
سيناريو نهاية محتومة الفصل الثالث 3 والأخير
أيوة كان تسرّع لأني مكنتش لسه اتعافيت، لكن إني لسه بفكر أكيد لاء.
فريد، أنت الحاجة الوحيدة اللي كسبتها أنت فريد في حياتي من غيرك كنت ضعت توهت في عالم بشع.
أنت مؤنسي، حياة كاملة بعيشها عشانك بس والله أنا لسه بتعافي لسه بطمن إن اللي حواليّ مش هيغدروا بيا لسه بحاول أثق لسه بقول لنفسي ليه.
خايفة أخسرك، خايفة تكون مجرد وهم في حياتي، خايفة تكون شبهم.
مشوفتش منك أي حاجة وحشة تدل على إنك شبهم، بس برضه مشفتش منهم حاجة وحشة قبل كده.
مرة واحدة لقيتني ضايعة، بتمسك في حاجات وهمية، عيلة وهمية، حب كان وهم.
لكنك مكنتش في يوم قرار غلط، ولا ثانية فكرت.
أنا الوحشة، أنا اللي لسه بخبط في أحزاني وبخبط في أوجاعي، لكن حاولت أنسى وحاولت أتعالج بس فشلت.
_ أنا بوحت بكل اللي جوايا، ومفكرتش إني ممكن أضعف قدامك.
كنت عايزة أتعافى لوحدي من غير ما تكون معايا. خوفت أجرحك وخوفت تفكر غلط، بس أنا ضعفت.
_أنا معاكِ يا نور.
عارف إننا ضغطنا عليكِ في فترة الخطوبة وكتب الكتاب، وكل حاجة تمت بسرعة.
بس ده عشانك، كنت عارف إنك لسه طالعة من رحلة صعبة، بشعة.
كنت شايف إن ده الحل وإني أكون جنبك بحرية ومن غير قيود عشان أقدر أساعدك، بس شكلي فشلت.
_فشلت!! فريد، أنت ساعدتني أكتر من نفسي.
وقفت جنبي ومعايا، خلتني أتعالج نفسيًا وروحت لدكتور.
مشيت معايا كل الخطوات رغم إنها كانت بطيئة.
أنت مكنتش مضطر تستحملني.
كل اللي حواليّ قالولي إني بأفور، وإن اللي أنا فيه مجرد إحساس تافه وإني بدي الموضوع أكتر من حجمه، إلا أنت. قدرت تحتويني، تنتشلني من حجم الفراغ اللي كان حواليا.
أنت احتويتني واحتويت قلبي اللي انكسر مرة بسبب طرق غلط، لكن المرة دي أنا واثقة فيك، بس مش واثقة فيّا.
_هي البنت ريم دي طلعت دكتورة اسم بس ولا إيه؟
طريقة مرحة كانت تغيّر الجو والتوتر والحزن اللي أصابنا، بس ياريت لو كان كل حاجة زمان كانت مختلفة، وكنت عشت بشكل سوي وقادرة أثق في حياتي.
أنا لسه بعاني، بعاني من نفسي مش منهم. لسه حاسة إني أنا المؤذية وإني الشريرة في كل رواياتهم.
_ريم كانت سبب كبير بعد ربنا وبعدك إني أرجع نور.
أنا اتعافيت من كله يا فريد، بس لسه ما تعافيتش من نفسي.
_أنا شايف العكس يا عيون فريد، شايف إنك نور، البنت اللي كنت بشكل صفاتها وشخصياتها في ذهني من زمان.
فيكِ اللي اتمنيته هو أنت الحلم يا نور، أنت نوري.
_روادني الحب مرة، وأناء قلبي بالهوى. تمسكت بثناياه ليكفيني حبيبي القرب. يلهف روحي بغربته، فمن يسكن الروح غيره؟ دواء لعلّة أصابتني زمنًا، لكنه امتلكني بكل روحانية، فصار قلبي له وطنًا.
_مش أنتِ بس اللي بتقولي كلام حلو، محسوبك شاطر جدًا وناوي يخطف قلبك من جديد.
_هو ياريت بس خطفته، أنت حاكم عليه حكم مؤبد والله.
„أحيانًا بنكون فاهمين تفكيرنا غلط. بنسير مع التيار ونتشاكل مع أوهامنا. بنوهم البعد وعدم الأمان في ظل وجود حياة كاملة حوالينا. مش شرط يكون العالم بأكمله، يكفي واحد، يكفي هو.„
_ليه رفضتي؟!
_معنديش فكرة أو خوفت، أفكار داهمتني وسواس، أنا لسه بعاني من نفسي يا ريم. لسه فاكرة سنين من حياتي وهي بتضيع. الكل ضحك عليّا.
كانوا شايفيني بعاني وأتعذب ومحدش اهتم.
ويوم ما فوقت لنفسي وبدأت أنسى، رجعوا يتهموني إني أنانية.
وفيها إيه لما أتجوز واحد متجوز قبلك؟ ملكيش دعوة بالأسباب اللي اضطرته إنه يتجوز قبلك، المهم إنه كان بيحبك أول واحدة.
ده مش مبرر لا عايزة حبه ولا عايزة.
أنا عايزة أعيش براحة وحرية من غير ما أشوف نظرة الاشمئزاز أو الهجوم منهم.
أنا مش فاهمة ليه لسه بعاني.
كل يوم بحمد ربنا إنه كشف لي حقيقته وإنه الشخص السيئ.
مش فاهمة إزاي لو كنت لسه ساذجة وسمعت كلامهم حياتي كانت هتبقى إزاي.
فريد انتشلني منهم ومن وجع وكسرة قلب ومن أوهام.
لو مكنش فيه فريد كان إيه حصلي. حياتي كانت هتبقى إزاي.
كنت هستسلم ولا هحارب في حرب ملهاش نهاية.
كنت هخسر كانت انتهت حياتي.
_أنتِ بتحبي فريد؟
_أكيد.
_بتحبي فريد عشان زوجك ولا حبيتي الشخص اللي انتشلك من المعاناة اللي كانت محوطاكي؟ اللي قدر ينقذك من اللي حواليك ومن نفسك؟ حبيتي اللي واثقة إنه هيحميكي؟
_يعني إيه؟ مش فاهمة.
فريد كل حياتي الإنسان اللي أمنتُه عليها. حكت له وفهمني، لا عاتب ولا أرهق قلبي بحزن.
لو فاكرة إني حبه ليه عشان بس كان المنقذ في حياتي وبس دوره بالنسبالي كده يبقى لاء.
يمكن أنا غلط في تعبيري وأسلوبي وإني دايمًا بفكر في حياتي.
بس أنا بحب فريد ومش عشان كده
هو فاكر إني حبه ليه بس مصلحة ليّ؟!
_نور، أنا كدكتورة هقولك إن مشكلتك اتحلت من زمان وإنك خلاص بدأتي تتعايشي حياتك بحرية وثقة بنفسك. مشكلتك مع نفسك مش ماضيكي.
وحلك مع فريد. أنتِ وهو اللي بتحاربوا، ومحدش تاني معاكوا.
ببساطة ارجعي لفريد وشوفي ليه الحساسية بينكوا، وليه الخوف المجهول، وليه عدم الثقة.
وليه هو لحد الآن شريكِك وعايزك.
بس قبل ده كله أنتِ محتاجة ترجعي لنفسك من جديد وتبدأي تشوفي اللي انتهى وتتخلصي منه عشان تقدري تعيشي الجديد.
عارفين إحساس الضياع، الخوف، الفقد المحتم؟ رجع اتشكل من جديد جوايا.
هل ممكن أكون أنا الشريرة وأنا المؤذية؟ الذنب عليّا؟ أنا عملت زيه؟ ضحكت على نفسي؟ بس لاء، لسه جوايا بيقولي لاء. أنتِ مش كده.
هو بس الوقت اللي مكنش ملكي، ولا قدرت أفهم، ولا حاولت النسيان.
„ تائهة وأتمنى أن أعود كما كنت.
أن تعود تلك اللحظات مثلما كانت.
فقط أريد العودة ولا ألتفت للوراء.
أن يبقى قلبي حاضرًا معه بدون هلك.
أن يعي حضوره رونقًا لقلبي. „
_فريد، ممكن تجيلي عند الحديقة اللي قصاد بيتك؟
مِسج بعتها له، وبعدين قفلت التليفون. الحقيقة إني ما حاولتش أختفي وأعتكف في بيتي من غير تواصل.
فهمت إني كنت بعذب اللي حواليّ فقط من غير ما أفهم ليه.
وإزاي قدرت أقسى على حبايبي.
المرة دي تختلف. أنا عايزة أواجه نفسي أولًا وأفهم ليه بحارب ومع مين.
‟ ليتك تُفصح عما داخلي، تعلم، وترغب في تمسكي إليك. أنا الليل الحالك وأنتَ النهار الساطع. تقرّب لتنيرني، وتعلم بأن الليل يُضاء أيضًا. فقط أحبني، واهوني.
_ليه قاعدة لوحدك؟ وليه أنتِ هنا؟ مجتيش عندي ليه أو طلعتي فوق؟
_المكان حلو جدًا.
قولت تشاركني القعدة، وكمان يعني أبغي أحكيلك كم موضوع.
ابتسم بهدوء وشاركني الجلوس. الصمت طال لدقايق، وبعدين قررت أبدأ الحديث. رغم صعوبته لكني بادرت وأنا بهلك نفسي من جديد.
_ أنا كنت مجرد بنت مستنية وعد شخص. استنيته على ذكريات مبنية غلط، وحرام ذكريات مهلكة ومدمرة.
ما حاولتش أنسى ولا أكمل حياتي، فضلت مستنية وبس.
وآخرة المطاف رجع وهو منتهك الوعد، منتهك حياة كاملة بنيتها لوحدي مع شوية ذكريات مؤذية.
أخدت وقتي الكافي في الحزن والخنقة. وسبحان الله، كان الوقت قليل رغم حدة الأمر عليّا. إلا إن ربنا نزع كل شعوري تجاهه.
رغم إني فضلت سنين أدعي ربنا إنه يمحي حبه من قلبي، إلا إنه لم يستجب. وفهمت إني كنت بدعي وأنا من جوايا بقول لاء يا رب. وأنا لسه بفكر فيه وهو مش حقي. وأنا لسه ما تبتش عن أغلاطي ومازلت أعصي الله.
مكنتش قريبة منه ولا كنت مسؤولة عن نفسي بسبب أوهامي الغلط.
لكن لما فهمت وعرفت إن كل الهلاك والعذاب اتمسك بيا، وقتها فهمت إني غلط، إني بذنب.
قربت من ربنا ودعيت، والحمد لله كان طريقي للتقرب منه استجابة لدعائي.
أنت ظهرت في حياتي بعد ما شفيت من كل اللي حواليّ إلا نفسي، كنت لسه بعاني مني.
سمعتني بحب وتفاهم من غير ما تعاتب أو تشتكي.
فبدأت أبوح وأعذبك بكلامي وعصبيتي ونرفزتي. أنت صبرت عليّا كتير وبدون مقابل.
حط إيده على خدي وقال بهدوء:
_ليه بتقولي كل ده؟
_فريد، أنا بحبك عشان أنت الشخص اللي عايزة أكمل معاه حياتي.
مش عشان أنت المنقذ، ولا واخدك عشان تحميني، ولا عشان يكون معايا شخص أرمي حملي عليه.
بثق فيك، بأمّن لك حياتي، وبرمي حمولي عليك وبستنى أنك تسندني.
عشان أنا بحبك مش عشان مصلحة ليّ. أنا عرفتك في وقت قليل، اتخطبنا في وقت قليل، كمان اتجوزنا في وقت قليل. المحصلة إني عارفاك من خمس شهور بس، فكل اللي حواليا متسربع، متلغبط. خايفة أخسرك بعد ده كله. أنا عشت معاك حياة كانت بسنين قبل كده.
أنت فاهمني؟!
_مش فاهم مين وصلك إني بشك في حبك أو إني خايف إنك ما تحبنيش.
أنا ضغطت فعلاً عليكي آخر فترة لأني كنت بعاملك بنفس معاملتك.
كنت غلط، بس مكنتش عايز أثر عليكي. مكنتش حابب تعيشي نفس اللحظات.
أنا بخاف عليكي أكتر من حبي ليك.
أنا عايزك تثقي في نفسك وفيّا، ولو وثقتي فيّا أوعدك إنك هتعيشي زي ما أنتِ عايزة، وبالشكل اللي عايزاه، وعمر شعور الخوف ما هيتمكن منك.
رديت بصدق:
_ أنا بثق فيك من أول مرة شوفتك يا فريد.
المشكلة عندي إني مش بثق في نفسي، لكني معاك بدأت أثق.
معاك أنا حاولت أنجح في حياتي
وأنا حقيقي فهمت إن ثقة شخص واحد فيك قادرة تخليك تثق في نفسك العمر كله. فثقتك فيّا خلتني أثق في نفسي.
_وأنا يهمني إنك تكوني قادرة تسعدي نفسك قبل أي حد، وإن ثقتك فيّا كفيلة تقولك إني الشخص الوحيد اللي قدرت أسعدك قبلك.
_أقر بذلك.
_طب بالمناسبة دي، موافقة نتجوز آخر الشهر؟
رديت بتلقائية وسرعة غريبة: موافقة جدًا.
هُنا نُسِبَت الحقيقةُ والهوى،
فالقلبُ جاوَرَ رفيقًا في المدى.
والعينُ إذ لمحبوبِها نَظَرَتْ،
هنيئًا لعُمرٍ سويٍّا قد بدا.
نسيرُ بخيطِ الغرامِ معًا،
ونرمزُ حُبًّا بأيدٍ اشتبَكَتْ.
وبالنصيبِ تجلَّتْ جوهرةُ الهوى،
وفي العهودِ تَعاقَدَ الحُبُّ سَدى.
- ملك عبدﷲ أحمد
#سيناريو_نهاية_محتومة
#تمت
