رواية أغوار عزيز (عزيز ونادين) عبر روايات الخلاصة بقلم سارة الحلفاوي
رواية أغوار عزيز (عزيز ونادين) الفصل العشرون 20
خطت معه داخل الفيلا اللي زي ما عاشت فيها لحظات جميلة رغم قِلتها .. لكن عاشت فيها الحظات أسوأ ما يكون، شددت على كفُه من دون شعور لما إفتكرت اللي حصلها، في الرُكن ده بالظبط شدها عشان يدخلها المخزن، حَس بيها فـ وِقف .. لفِلها و حاوط وجنتيها بيميل على عينيها المغمضة بيُقبلها بحنان، مُثبتًا جبينه على جبينها بيهمس بحُزن:
– حقك عليا يا حبيبتي .. حقك عليا!!
ملئت رئتيها بالهواء و زفرته بتبتسم و بتفتح عينيها، بتربت على كفيه قائلة بهدوء:
– مافيش حاجة!
بصلها و لازال الحزن و الندم ساكن بعيناه، مسح بإبهامُه فوق وجنتبها و رجع مسك إيديها و دلفوا لبهو الفيلا، أخد دنفس عميق و نادى بصوته الجهوري لدرجة جعلت الأخيرة تُفزع:
– أمـــي!
خرجت ثُرية من جناحها بإبتسامة. و لكن فور إقترابها من الدرج و عينيها اللي وقعت على نادين اللي زينت ثغرها بإبتسامة شامتة .. هرب الد*م من وشها، شُحب و كأنها هتمو*ت، بتردد و كإن للتو أُلقي عليها سطل من المياه المثلجة في ليالي شديدة البرودة:
– إيه ده .. يا عزيز يابني؟!!!
هتف عزيز بهدوء:
– تعالي يا أمي إنزلي نتكلم!!
هتفت ثُرية بحدة و هي بتنزل السلم:
– نتحدت في إيه يا ولَدي .. بتعمل إيه إهنه دي!!!
وقفت ثُرية أمامهم، فـ رفعت نادين كفها اللي عزيز مش ماسكُه بتمشي على دراعه العضلي و هو بيقول:
– أنا إتجوزت نادين تاني يا أُمي، نادين مالهاش علاقة بمو*ت شريف و إنت عارفة كويس. الكلام ده .. بأمارة الواد اللي دفعتيلُه عشان يقول إن هي اللي كانت بتتابع معاه، و ده محصلش!!
إتنهد بيستعيد تلك الذكريات السيئة و بيقول و هو شايف وشها بيُمتعض:
– أنا مش هقولك تعامليها كويس .. أنا مش عايز بينكوا تعامُل خالص!!
مقدرتش ثُرية تسكت و هدرت بحدة:
– يعني إنت متجوز بنت اللي \ أخوك و جايبها هنا تقعدها في نص بيتي و أنا المفروض أحُط جز*مة في بؤي!!!
هتف عزيز بهدوء:
– لاء خالص يا أمي، لو تحبي أنا ممكن آخدها و أمشي دلوقتي و أوعدك هجيلك كل يوم أطمن عليكي!!
صمتت للحظات قبل ما تقول مُقطبة حاجبيها:
– لاء يا عزيز .. مجدرش أقعد من غيرك يا ولَدي!
ظل مُحتفظًا بكفها داخل أح*ضان كفه ليمد الآخر خلف عن*ق والدته يُقبل جبينها قائلًا بإبتسامة هادئة:
– و لا أنا يا ست الكُل!!
إغتاظت نادين من فعلتُه لكن صمتت، و بعد لحظات ودّعها و صعد مع نادين لجناحهما، إبتسمت عندما دلفت له و تركت كفه مرتمية على الفراش، فـ قال هو مُحررًا أزرار قميصُه:
– هاخدد شاور و أروح الشركة يا نادين!!
– هتتأخر؟
سألتُه بلهفة فـ إبتسم مُجيبًا:
– لاء يا حبيبتي!
أومأت له بإبتسامة، و نهضت تُبدل ثيابها في غرفة تبديل الملابس، خرجت بـ كنزة شتوية فضفاضة بـ رقبة على سروال قصيرة و في قدميها حذاء قطيفة، رفعت خصلاتها لأعلى و خرجت له، فوجدته لازال في المرحاض لكنه فاتح بابه يقف أمام المرآة مُمسكًا بـ ماكينة الحلاقة خاصته، شهقت و أسرعت تدلف للمرحاض واقفة جوارُه بتقول بأعين متوسعة:
– إنت بتحلق دقنك!!! متحلقهاش يا عزيز سيبها!!
بصلها و قال بإبتسامة:
– بحددها مش بحلقها متقلقيش!
صعدت على الرُخام أمامه بتبص للي بيعملُه بتركيز، حتى قالت بإبتسامة:
– م تديني أجرب أحلقلك كدا!!
قال بهدوء:
-مش هتعرفي و هتعوّ*ريني!!
شهقت و كإنه سبها، بتقول بفخر:
– أنا أعوّرك!! طب ده أنا كُنت بحلق لـ بابا و أخليه فُلة شمع منورة!!
نسي كُل حاجة، نزل الماكينة و بصلها و عينيه ظهر فيها الإنزعاج .. ظنت إنه بسبب ذكر سيرةأبيها، لكنها تفاجأت بيه بيسند. كفيه جوار ركبتيها بيقول بضيق ظهر على وشُه:
– بتحلقي لأبوكِ؟! مش شايفة إنك كُنتِ واخدة عليه شوية!!
لمحت الغيرة في عيناه، فـ إبتسمت بمكر لم يلاحظُه، و حاوطت عنقه بتقول ببراءة زائفة:
– لازم أخُد عليه مش بابا .. و بعدين دي أقل حاجة، ده أنا ساعات كتير كنت بنام جنبُه على السرير!!!
إنت*فخت أوداجُه أكتر و قال بحدة:
– إزاي تبقي كبيرة و شحطة كدا و تنامي جنب أبوكي على سرير واحد!!!
قالت بهدوء:
– عشان مكانش ليا غيرُه، كان كُل حياتي الله يرحمُه!!
نزل برأسه بيغمض عينيه بيحاول يتحكم في الن\ار اللي إشتعلت في جسمُه، و هي الوحيدة اللي قادرة تطفي نا*ر غيرتُه، رفع كفيه بيحاوط وجنتيها مُغمغمًا و وجهه قريب منها بيردد بغيرة جنونية:
– بس إنتِ دلوقتي مالكيش غيري صح؟
هتفت نادين بحُب بتحط كفيها على كفيه المثبتان على وجنتيها:
– صح يا حبيبي!!
كإنه عايز تأكيد منها أكتر، فـ قال و عينيه بتمشي على ملامح وشها:
– أنا كُل حياتك صح؟
حسِت إنها قُدام طفل صُغير، سكتت للحظات تُشعل نيران قلبُه أكتر من دون قصد، فـ شدد على وجنتيها بيقول و كإنه بيرجوها تنطق:
– ناديـن!
– آه يا عزيز!!
هتفت بها بهدوء و جانب منها يتراقص فرحًا على تلك الغيرة، فـ قال بضيق:
-آه إيه بالظبط .. قوليها على بعضها!!
إبتسمت و قرّبت نفسها منُه أكتر بتقول بحُب:
-إنت كُل حياتي يا عزيز!!
تنهد و كإنه بذلك إرتاح قلبُه، أسند جبينه على كتفها فـ ربتت على ظهرُه العا*ري بإبتسامة شقت ثغرها، و رجعت تقول بحماس:
-يلا تعالى أحلقلك!!!
رفع وشُه ليها و ناولها الماكينة و إلتقطتها و بدأت في تهذيب ذقنه بإنتباه شديد، و هو ينظر لها بيقول مبتسمًا:
-عايز أجيب بنوتة شبهك كدا و أفضل أدلع فيها ليل و نهار!!
هتفت هي بحنق زائف:
– و أنا اتركن على الرف بقى خلاص!!
– لاء إنتِ الأساس!!
قال بحُب يعبث بـ تلك الغرة الساقطة على وجهها، إبتسمت و لما خلّصت بصتلُه ممسكة بطرف ذقنه تدير روجهه لكي تنظر له عن كثب، و رجعت قالت بإبتسامة:
– تسلم إيديا!
إبتسم و بص لنفسُه في المراية للحظات قبل ما يقول:
– إيدك حلوة .. هجيبك إتنين و خميس تحلقيلي!!
ض*ربتُه فوق كتفه بخفة، فـ حملها من خ*صرها لتلف قدميها حول خ*صرُه تُريح رأسها فوق كتفُه قائلة بحُزن:
– خليك معايا .. مش عاوزاك تمشي يا عزيز!
خرج بها من المرحاض و أنزلها على الفراش برفق فـ ظلت محاو*طة عن*قه، لحد ما قال بحنان:
– مش هتأخر يا روح عزيز!!
هتفت بهدوء محاوطة وجهه:
– طب أنا عايزة أنزل شركة بابت بردو!
إتنهد و قال:
– شوفي حابة تنزلي إمتى و إنزلي!!!
توسعت عينيها بصد*مة، بتقول بعدم تصديق:
– بجد؟ يعني هتسيبني أكمل شُغلي!!
قال بحُب:
-أي حاجة هتبسطك هسيبك تعمليها!
لمعت عيناها بحُب و حاوطت عن*قه ترفع جسدها له تح*تضنه، مسح على ظهرها بع\شقٍ حتى إبتعدت عندما تابع:
– بس على شرط!!
قالها بتحذير فأسرعت تقول بلهفة:
– قول يا حبيبي!!
قال بيمّشي إبهامه على وجنتها:
– أرجع ألاقيكي، مش عايز أرجع ملاقيش مراتي و أقعد أكلم الحيطان
أسرعت تقول بإبتسامة:
– لاء يا حبيبي مش هيحصل، متقلقش!!
إنهالت على وجهه بالقُ*بلات فـ تعالت ضحكاته الرجولية، حتى نهض من عليها بيقول:
– أنا همشي بقى عشان دقيقتين معاكي كمان و هحلف م هروح!!
********
ودّعت عزيز بع*ناق قبل ما تنزل على الدرج و هي بتمتم بمكر:
-كدا بقى نبتدي الشُغل!
و زي ما توقعت لقِت أمه قاعدة قُدام التليفزيون بتتابع مسلسل قديم مُفضل. ليها، جريت على المطبخ و قالت لأم حمادة اللي إستقبلتها بالأحضان:
– عايزاكِ تعمليلي أكبر طبق فشار يا أم حمادة!
و بالفعل في دقائق كانت ممسكة بـ علبة الفشار المخصصة له و هي تسير بتغنج جوار ثُرية اللي صبت كامل إهتمامها فوق شششاششة التليفزيون، قعدت جنبها و ببرود خدت ريم\\وت التليفزيون و غيّرت القناة، إنتفضت ثُرية من شدة غضبها بتهدر فيها لعنف:
– مين سمحلك تجلبي القناة يا بت إنتِ!!!
يتبع...
رواية أغوار عزيز (عزيز ونادين) الفصل الحادي والعشرون 21 من هنا