رواية صدفة العمر (رهف وكريم) عبر روايات الخلاصة بقلم رحمة طارق
رواية صدفة العمر (رهف وكريم) الفصل الثاني 2
فتحت المسدج،كان مكتوب:
_مساء الخير...عامله ايه دلوقتي؟
قعدت ابص للرساله بإستغراب.مين الرقم دا؟
_مين حضرتك؟
_انا كريم بتاع المنديل وبعت ايموجي ضحك
ضحكت وافتكرته علي طول
_اه انا الحمدلله كويسة...بس انت جبت رقمي منين يا أستاذ كريم؟
_شغلتي بقي.
_ازاي يعني..؟
_هو انتي بتسألي كتير ليه مقولتلك شغلي الله.
_طيب مش فاهمه جبت رقمي ليه؟
_انا بس لما شوفتك الصبح بتعيطي فضلتي معلقه معايا طول اليوم حسيت إني عاوز اطمن عليكي.
_تطمن عليا... شكرا لسؤال.
_عيب عليكي احنا خلاص بقي بقينا صحاب مش كدا ولا إيه
ضحكت من جرأته الزياده:
_صحاب!داحنا لسه شايفين بعض الصبح بس.
_يعني هو لازم نقعد بالسنين يعني...خلاص يستي نتعرف علي بعض اكتر كدا كدا في جامعه واحده يعني هتشوفيني كتير.
_هو مش انت قولت مش بتيجي كتير؟
_لا مانا خلاص نويت حاسس إني لقيت مستقبلي فيها خلاص.
_هو يعني مستقبلك كان فين قبل كدا ياأستاذ كريم.
_مكنش باين ولله اهو ظهر الحمدلله
فضلنا نكتب لبعض وقت طويل محستش بالوقت خالص وأنا بكلمه
كلامه خفيف وضحك حسيت إني ارتحتله رغم اني لسه معرفوش.
عدى باقي اليوم بسلام.
تاني يوم روحت ا
جامعتي كالعادة لقيت ملك وأدم واقفين مستنيني.
_ايه كل التأخير دا؟
_معلش راحت عليا نومه..في حاجه ولا اية!
_انتي نسيتي يابنتي عندنا بحث لازم نعمله.
_اه اه افتكرت.
اتكلمت ملك وهي بتغمزلي:
_دانتي شاكله مركزه مع حد تاني..بتحبي ولا إيه يابت
هي قالت الجمله دي وفجأه لقيت أدم بيشد علي اعصابة وبيتكلم:
_تحب ايه ياملك..الأحسن تركز في مذكرتها.
محاولتش أديه اي اهتمام مني خصوصا اني لسه حاسه بالوجع الرهيب دا وأنا عارفه انه مش هيروح بالساهل كدا
دخلنا المكتبه وقعدنا ولسه هنبدء في البحث لقيت في صوت بينادي عليا من بعيد:
_رااااهف...يارااهف
بصيت ورايا عشان مين؟كان كريم كما توقعتوا ابتسمت بتلقائية علي شكله وهو بينادي عليا كأنه بينادي علي واحده ساكنه في العاشر مثلا
_ايه يابني وطي صوتك بتنادي علي طرشه.
_لا انا عجبني اسمك جداااا.
كانت ملك قاعده وبصلنا بتعجب وأدم قاعد مش طايق نفسه فجأه اتكلم:
_احممم...طب ايه يا أستاذة رهف عاوزين نخلص من الفيلم العربي دا بقي ونعمل اللي ورانا.
بصيتله بعدم اهتمام وبدأت اعرف كريم:
_طب ياجماعه كريم زملنا في الكلية قرر ينضم لينا في البحث دا.
ملك رحبت جدا وسلمت عليه:
_اهلا ياكريم انا ملك
بصلها بأبتسامه هادية:
_تشرفنا
بس أدم منطقش.
_احمم..طيب اتفضل ياكريم اقعد
قعد جمبي وبدأنا نشتغل كلنا علي البحث وكنت انا وكريم عاملين احلى شغل غير إننا كنا بنهزر سوا كتير وبنضحك أكتر و دا كان مضايق أدم خلصنا وخرجنا عشان نروح.
اتكلم أدم:
_يلا يارهف عشان اروحك انتي وملك.
_لا شكرا انا هروح لوحدي.
_ازاي يعني الوقت اتأخر.
_عادي يعني انا مش صغيره.
اتكلم كريم بإبتسامه:
_متشتغلش بالك انا هروحها خلاص
بصله أدم بغيظ:
_هي متعوده تروح معايا
اتكلمت وانا ببص لكريم:
_خلاص يا أدم خد ملك وأنا هروح مع كريم.
بصلي بحده واخد ملك ومشي وأنا جيت امشي كريم وقفني:
_ايه راحه فين؟
_هامشي.
_تمشي!..انتي مش لسه قايله هتروحي معايا.
_لا انا كنت بقول كدا بس عشان أدم يمشي ويسبني
_لا لا مفيش الكلام دا انتي هتركبي وهروحك عشان الوقت اتأخر.
_مش عاوزة أتعبك
_مفيش تعب ولا حاجه
وفعلا ركبت معاه العربية وإحنا ماشيين في الطريق اتكلم كريم:
_هو انتي في بينك وبين أدم دا حاجة
بصيتله بإستغراب:
_حاجه!
_اه يعني بيحبك؟
_لا..ليه بتسأل!
_اصل انا شايف انه غيران كدا اكمني دخلت حياتك وبهزر وبتكلم معاكي عادي
_لا لا ابدا
_انا أسف لو بدخل في حاجه متخصنيش بس أنا يعني استغربت.
_لا مفيش حاجه بينا
وصلت البيت ولسه هنزل كريم وقفني:
_رهف
_نعم
_خلي بالك علي نفسك ومتخليش اي حاجه تزعلك ابدا العيون القمر دي مينفعش تزعل وابتسم في آخر كلامه
حسيت إني اتكسفت اوي من كلامه بس ابتسمتله ونزلت من العربية وطلعت البيت دخلت اوضتي وانا لسه الابتسامه علي وشي بصيت في المراية:
_لا لا رهف فوقي انتي بتفكري في ايه؟
اترميت علي السرير وانا بفتكر اللحظات اللي بتجمعني بكريم. رن تليفوني بمسدج. فتحت الموبايل لقيت كريم:
_لسه صاحيه.
_اها
_ليه كدا!
_مش جايلي نوم
_طيب تحبي نتكلم شوية
فضلت متردده لحظه،وأنا بفكر قطع تفكيري صوت مسدج تاني منه:
_انتي نمتي ولا ايه!
_لا منمتش
_اومال سكتي يعني
_لا مفيش عادي
قعد يتكلم وأنا ارد لحد احنا الاتنين نمنا خلاص
تاني يوم صحيت تعبانه اوي.
دخلت ماما:
_مالك يارهف
_تعبانه اوي ياماما دماغي هموت من الصداع
_الف سلامه عليكي طيب خليكي وأنا هروح اجبلك حاجه تاكليها انتي مصدعه عشان مكلتيش من امبارح
خرجت ماما وتليفوني رن
_الو
_ايه مجتيش الكلية ليه إنهاردة؟
_دماغي مصدعه اوي ياكريم مقدرتش اجي
_الف سلامه عليكي طيب اقفلي دلوقت وهرجع اكلمك.
قفلت وانا مش فاهمه هو قفل المره دي بسرعه اوي كدا ليه
بعد ربع ساعه لقيته بيتصل تاني.
_الو
_بصي من الشباك
_ليه
_بصي الله انتي خايفة تبصي
قومت خرجت بصيت من الشباك لقيته تحت البيت ومعاه كيس كبير مليان حاجة حلوة وكيس تاني صغير
_انت بتعمل ايه انت عاوز تعملي مشكله
_لا اكيد ولله بس نزلي السبت بسرعه وانا همشي علي طول
_انزله ليه في ايه تاني
_نزلي بس الله...متخافيش مش هاكل السبت يعني
نزلت السبت فعلا وحط الحاجه فيه وهو لسه بيكلمني طلعته واخدت الشنط
_الشنطه الكبيره دي عشان تروقي علي نفسك كدا والصغيرة هتلاقي فيها علاج للصداع حلو اوي خديه وارتاحي ونامي والمحاضرات هتبقي عندك
ابتسمتله من الشباك
_شكرا بجد انا مش عارفه اقولك ايه
_مفيش شكر بينا عيب مش خلاص بقينا صحاب ولا لسه برضو
ضحكت:
_لا خلاص بقينا صحاب
عدت الايام وانا وكريم كل يوم بنقرب من بعض اكتر من الاول وأدم كان ملاحظ دا لانه كان مركز جدا معانا
فيوم وأنا قاعده لقيت رساله منه:
_رهف انا عاوز اقابلك ضروري
بصيت للرساله ومردتش
فضل يبعت وأنا مكنتش برد عليه قومت ابص شوية من الشباك الجو كان حلو اوي مطره خفيفه وحبه هوا ساقعين يرضوا الروح اخدت نفس وانا ببص علي المنظر الجميل دا.
فجأه تليفوني رن روحت اشوف مين كان أدم،اترددت ارد ولا لا وفي الآخر رديت:
_الو
_ايوا يارهف
_نعم
_انتي مش بتردي عليا ليه؟
_مشغوله مش فاضية.
_طب انا عاوزة اقابله ضروري
_بقولك مشغولة
_يارهف بعد اذنك مش هاخد من وقتك ربع ساعه بس
اتنهدت و وافقت أنزل اقابله جهزت ونزلت وروحت المكان اللي اتفقنا نتقابل فيه.لقيته قاعد مستنيني مشيت تجاهه بخطواته واثقه وثابته:
_افندم
_اقعدي طيب عشان نتكلم
_اهو...خير بقي!
_هو انتي بتتعاملي معايا كدا ليه؟
ضحكت بسخرية:
_بتعامل ازاي يعني..بتعامل معاك زي مابتعامل مع أي حد مفيش جديد
_لا انتي مش بتتعاملي معايا زي مابتتعاملي مع كريم
_وايه دخل كريم في الحوار
_انا شايفة مقرب منك زياده عن اللزوم يارهف
_وانت بقي جايبني تعلمني الأدب
_يارهف انا خايف عليكي
_لا متخافش انا بعرف اتصرف واختار كويس اي نعم غلطت مره بس اللي يغلط مره ميغلطش تاني
_رهف انا عارف اني اللي عملته غلط بس
_مفيش بس وأنا مش جاية هنا عشان أسمع حاجه عن الي فات خلاص اللي فات دا انتهى بنسبالي كانت لحظه طيش مني مش أكتر
_يعني ايه!
_يعني تنسي اي حاجه عملتها او قولتهالك قبل كدا
_رهف انا بحبك
ضحكت وأنا بقول:
_ وأنا بحب واحد تاني
قام وقف واتكلم بعصبية:
_كريم مش كدا
_اه كريم وملكش دعوه بحياتي ولا تفكر تكلمني تاني انت فاهم ومشيت وسبته واقف زي ماهو مصدوم مني
رجعت البيت وأنا حاسه اني مرتاحه لأول مره اخيرا قدرت اريح قلبي واخد حقه وحق وجعه وتعبه طول الفتره اللي فاتت دي
عدى اليوم بهدوء وبليل كريم بعتلي مسدج:
_رهف ممكن نتقابل بكرا؟
_ليه في حاجه ولا ايه
_لا مفيش بس عاوز اتكلم معاكي في موضوع
_موضوع ايه دا!
_لما نتقابل هتعرفي
وافقت وحددنا المكان ودخلت قعدت علي السرير وانا بفكر ياترى كريم عاوز ايه فضلت افكر لحد اما النوم غلبني.
تاني يوم الصبح صحيت وانا حاسه اني جوايا سلام وهدوء رهيب من فترة كبيرة محستش بيه قبل كدا.
جهزت ونزلت على الميعاد اللي اتفقنا عليه، وصلت المكان ولقيت كريم قاعد مستنيني، أول ما شافني وقف وابتسم ابتسامة غريبة… ابتسامة فيها رهبة وفرحة في نفس الوقت.
قربت منه وقلبي بدأ يدق بسرعة، قعدت قصاده وسألته:
_خير يا كريم…عاوز تقولي إيه؟
سكت لحظة طويلة، عينيه ثابتة عليا، وبعدين قال بهدوء:
_اللي هقوله دلوقتي ممكن يغير كل حاجة بينا يا رهف.
>>>>>>
يتبع