رواية صدفة العمر (رهف وكريم) عبر روايات الخلاصة بقلم رحمة طارق
رواية صدفة العمر (رهف وكريم) الفصل الثالث 3
_أنا بحبك.
حسيت بضربات قلبي بتعلى وكأنها مش سامعه أي صوت غير صوته.سكت مقدرتش أرد هو كان مستنى مني اي حاجه..إشارة،كلمه، حتى نظره بس أنا كنت متلخبطه
اتنهدت وأنا بقول :
_كريم...انا مش عارفه اقولك ايه أنا مكنتش متخيله إنك تحبني.
قرب إيده من ايدي وبصلي بنظره كلها حب:
_بقي يبقي قدامي القمر دا كله ومحبوش وبعدين انتي ليه شايفه نفسك متتحابيش يعني.
_يعني فيا عيوب يمكن متعجبكش
_مين قالك انا عاوز عيوبك قبل مميزاتك...انا بقولك بحبك يارهف يعني انا قابلك وعاوزك زي مانتي بالظبط
اتوترت أكتر من كلامه وحسيت بفرحه وكسوف في نفس الوقت من كلامه.
_كريم
_روحه
ابتسمت بتلقائية:
_بص خلينا ناخد وقتنا شوية تتعرف عليا أكتر اتعرف عليك أكتر يعني انا مش عاوزة إنك فيما بعد تندم انك حبتني او ارتبط بيا.
اخد نفس عميق وهو بيبصلي بتركيز:
_رهف انا هقولك تاني انا بحبك والي بيحب بيحب كل حاجه في اللي بيحبه حتى لو كانت عيوب...بس لو انتي عاوزة شوية وقت تفكري براحتك عادي انا مش هضغط عليكي.
حسيته زعل من كلامه وبدأت دموعي تتجمع فعيني من إني اخسره ازاي أخسر البني آدم اللي رجع ضحكتي وهزاري وكل حاجه حلوة فيا واللي بيشوفني احلى واحده فكل حاجه.
اخد باله مني فإبتسم إبتسامه جانبية:
_رهف انا عمري مهسيبك مهما كان قرارك...لو فضلتي تفكري لسنين فأنا مستنيكي طول العمر وعمري مهمل.
اخدت نفس وكالعاده قدر يقرأ دماغي وتفكيرها ويهديني.
رجعت البيت،والليل كله كنت قاعده علي السرير بفكر فيه وفي كلامه وإنه ازاي دخل حياتي وغيرها وحلاها أكتر من الاول.
تاني يوم روحت الكلية أول لما دخلت لقيت حد بيشدني من إيدي جامد لفيت اشوف مين لقيت آدم وقفت وأتكلمت بزعيق وعصبية:
_انا مش قولتلك ابعد عني وعن طريقي انت ايه يا أخي مبتفهمش.
اتكلم آدم والدموع في عنيه:
_رهف...رهف اسمعيني ارجوكي انا ولله كنت غبي انا اكتشفت اني مش بحب ملك انا بحبك انتي ولله كنت فاكر إني بحبها بس طلعت مش بحبها وبحبك انتي اديني فرصه طيب اصلح كل اللي فات
_اللي اتكسر مبيصلحش ياأستاذ آدم وأنا خلاص مبقتش احبك وخلاص مسحت الموضوع من دماغي انت كمان امسحه خلينا اخوات احسن ليك وليا.
كان لسه هيكمل كلامه بس قطعه صوت كريم:
_رهف في حاجه الواد دا ضايقك
لفيت وشي وأنا ببص لكريم.
_لا ياكريم محصلش حاجه يلا نمشي بعد أذنك
كريم بص لآدم بشراره غضب ولفينا عشان نمشي آدم مسك أيدي شافه كريم وفجأه قام ضربه بالبوكس فوشه وقعه علي الارض وقرب مسكه من قميصه وقال بغضب:
_إياك تقرب منها مره تانيه
قام آدم و رد البوكس لكريم كمان وفضلوا يضربوا بعض اتلم الطلبة حوالينا والأمن فضل يبعد كريم عن آدم وأنا كنت مرعوبة ومش عارفه أعمل ايه.
آدم وقف يمسح الدم اللي نازل من مناخيره نتيجه الضرب
المشرف قال لهم بغضب:
_إنتو الاتنين تعالوا معايا دلوقتي على مكتب المدير.
آدم وكريم مشوا ورا المشرف،وانا فضلت برا عماله اعيط لان كل دا حصل بسببي ودلوقتي كريم ممكن يحصله مشكله في الجامعه.
بعد شوية طلع كريم، كان باين عليه متضايق، بس مش بنفس العصبية اللي كانت فيه.
اتكلمت بخوف وأنا ببص لكريم:
_حصل حاجه..المدير عملكم حاجه
قعد جنبي وقال:
_خلاص، عملولنا محضر إنذار ومشوا آدم.
بصيتله بقلق:
_يا كريم ليه وصلتوا للدرجة دي؟ كنت ممكن تسيبه يمشي وخلاص.
رد بنبرة جادة:
_ماقدرتش.. شوفتي إزاي كان ماسك إيدك؟ إنتي متخيلة أنا حسيت بإيه؟
اتنهدت وقلت بهدوء:
_بص يا كريم أنا مقدرة إنك بتحميني بس المواقف دي بتكبر المشاكل. أنا مش عايزة حياتنا تبقى كلها توتر ومشاكل.
مسك إيدي وهو بيقول بحنان:
_متقلقيش مش هيبقي في اي مشاكل بعد كدا وآدم دا خلاص مش هتشوفي وشه تاني ولو شوفتيه مش هيقدر يبصلك حتى.
الأيام عدت بعد الموقف ده، وبقينا أنا وكريم أقرب لبعض. كنا بنقعد مع بعض في الكافيتيريا، نذاكر سوا في المكتبة، وأوقات نرجع من الكلية سوا
كنت حاسة إن وجوده جنبي بقى حاجة أساسية، لدرجة إني بقيت مستنية اليوم اللي هشوفه فيه.
في يوم وإحنا قاعدين في المكتبة، كريم كان بيراجع محاضرة وأنا سرحت فيه بإبتسامه. شفته مركز، ماسك القلم بين إيده بجدية، ووشه شكله هادي. حسيت بدفا غريب.
هو خد باله إني مش مركزة فابتسم وقال:
_إيه؟ حفظتي المحاضرة في ثانية ولا إيه؟
ضحكت بكسوف:
_لا والله، بس بفكر.
_في إيه يا رهف؟ شكلك مضايقة.
اترددت شوية، وبعدها قلت:
_بصراحة.. الناس في الكلية بقت تتكلم علينا واننا ديما سوا وأنا الموضوع بدأ يضايقني
وشه اتغير وبص لتحت، وبعدين قال بهدوء:
_كنت متوقع الكلام ده._هتفضلي تسمعي كلام كتير، بس طول ما إنتي عارفة نفسك كويس، محدش يقدر يأثر فيكي.
متقلقيش انا جمبك ومعاكي.
الكلام ده ريحني جدا، وحسيت إن وجوده في حياتي بيطمني وبيخليني مخافيش من أي حاجه
اتعودنا على إننا نواجه كلام الناس سوا. حتى آدم بطل يحاول يقرب مني، وكأنه استسلم.
بعد شهور من قربنا من بعض، بقى كريم جزء من يومي. بقيت بحس اني مقدرش اعدى يومي من غيره حتى هو كمان كان ديما بيقولي انه بيحس بكدا من اول لما شافني بقينا بنشارك بعض تفاصيل صغيرة بتفرق معانا.
لكن في يوم، كريم وقف يتكلم معايا بجدية لأول مرة:
_رهف، أنا مش عايز أضيع وقت أكتر. أنا ناوي أجيلكم البيت وأتقدم لك رسمي.
_دلوقتي؟! مش شايف إننا لسه صغيرين وإن الموضوع محتاج وقت؟
ابتسم وقال بثقة:
_أنا مش بقول نتجوز بكرة. أنا بقول نرتبط رسمي، ندي الموضوع شكله الصح. أنا عايز كل الناس تبقى عارفة إنك ليا وأنا ليكي.
فضلت ساكتة ومتوترة، بس جوايا حسيت بأمان. فكرة إن حد شايفني "اختياره الوحيد" كانت مريحة جدا.
بعد أيام قليلة، كريم فعلا جه مع أهله لبيتنا. ماما كانت متفاجئة بس فرحانة، وبابا قعد يسأله أسئلة جدية عن دراسته وشغله وأهدافه. كريم جاوب بهدوء وثقة، وده خلاهم يحترموه أكتر.
وبعد زيارات متبادلة اتفقنا نعمل خطوبة صغيرة بين العيلتين.
يوم الخطوبة كان بسيط وهادئ
لبست فستان ناعم، مش مبالغ فيه، ولما نزلت لقيت كريم واقف، لابس بدلة شيك، عينيه أول ما وقعت عليا أبتسم.
وقت تلبيس الدبل.
قرب مني وهو ماسك الدبلة، وبصلي بنظرة كلها حب وقال بصوت واطي:
_رهف… من أول يوم شفتك فيه وأنا عارف إنك هتكوني حياتي. النهاردة مش بس بلبسك دبلة، أنا بكتب بداية جديدة لينا.
مد إيده، وهو بيرعش شوية من التوتر، وكمل:
_أنا بوعدك أكون سندك وضهرك أضحك معاكي وأمسح دموعك وأكون أول حد جنبك في فرحتك قبل حزنك.
دموعي نزلت غصب عني، وأنا ببصله بابتسامة كلها كسوف وفرحة.
لبسني الدبلة، وضغط على إيدي بحنان، وبصلي وقال:
_بحبك
قلبي فضل يدق بسرعه حاسه بفرحه غريبة.
ابتسمت وأنا بقرب منه وبهمس جمب ودنه:
_وانا كمان بحبك
>>>>>>
بقلم/رحمه طارق