اسكريبت بين نارين عبر روايات الخلاصة بقلم هاجر نورالدين
اسكريبت بين نارين الفصل الثاني 2
_ معقولة يكون مازن اللي نقل من فترة في نفس الشارع بتاعي!
جات في بالي الفكرة دي مش عارفة ليه،
مازن كان خطيبي الأول وسيبتهُ عشان خاين.
كنت بحبهُ أيوا بس بعد ما عرفت خيانتهُ قررت إني لازم أبعد.
موضوع مازن دا بقالهُ سنتين أنا نسيتهُ أصلًا،
ولكن من فترة متتخطا شهرين شوفتهُ بالصدفة في الشارع.
إفتكرت يومها الحوار اللي دار بيننا لما قال بإستغراب وإبتسامة:
_ روميساء!
عاملة إي عاش من شافك؟
كنت شايلة شنط طلبات البيت ورديت عليه بلا مبالاة وقولت في عجالة:
= الحمدلله عن إذنك.
كنت همشي بس منعني من إني أمشي ووقف قدامي وقال بإبتسامة واسعة:
_ إستني بس مستعجلة ليه أنا ما صدقت شوفتك تاني.
رديت عليه بإنفعال طفيف وقولت بحدة:
= وليه أصلًا؟
أنا متجوزة دلوقتي وبحب جوزي وبحترمهُ عن إذنك بقى عشان وقفتنا دي مالهاش لازمة غير تتفهم غلط بس.
إبتسامتهُ إختفت وفضل واقف مصدوم،
سيبتهُ ومشيت بعد ما خلصت كلامي.
من يومها مشوفتهوش تاني أو مهتمتش أشوفهُ تاني.
خلاص مبقاش يفرق معايا ولا حتى بقى ينفع أبصلهُ مجرد نظرة،
أنا مادام معايا شخص يبقى واجب عليا أحترمهُ.
رجعت من الفلاش باك القصير دا وكنت رجعت تاني للسرير،
نمت من كتر التفكير.
تاني يوم لما صحيت كان إبراهيم قاعد جنبي وباصصلي وساكت،
قلقت من نظراتهُ يمكن شاف الورقة وقولت وأنا بتعدل:
_ في إي؟
إتكلم ببرود وقال:
= لسة نايمة لحد دلوقتي ليه يا هانم، فاضل ساعة وأروح شغلي، مش المفروض تقومي من قبل كدا ولا إي، كان قدامك خمس دقايق لو مكنتيش صحيتي كنت هصحيكي بطريقتي.
بصيتلهُ وأنا بحمد ربنا جوايا إنهُ مشافش الورقة وقولت وأنا بقوم بقرف ونبرة باردة:
_ هحضرلك الفطار، إن شاء الله بالسم الهاري.
وطيت صوتي شوية في أخر جملة وهو رد وقال بهدوء:
= مش هسألك قولتي إي عشان مش فاضيلك دلوقتي،
بس لما أرجعلك بالليل هنشوف.
روحت فعلًا حضرت الفطار من غير نفس،
حطيتهُ على السفرة قدامهُ وفي الوقت دا كانت هند صحيت.
خرجت من الأوضة وهي بتتمطع وقالت بنبرة مستفزة:
_ صباح الخير يا حبيبي، كويس إن الفطار جاهز أنا جعانة موت.
رد عليها بإبتسامة وقال:
= صباح النور يا عروستي تعالي.
قعدت فعلًا جنبهُ في منظر مستفز وحرق دمي،
قعدت وقولت بتساؤل لـ إبراهيم:
_ إبراهيم إنت إمبارح قولت لـ بابا إنك متجوزها الكلام دا حقيقي؟
رد عليا وهو بياكل وقال ببرود:
= هكدب يعني خايف منهُ؟
ردبت عليه وأنا حاسة بغصة وقولت:
_ بس إنت مقولتليش كدا، وليه أصلًا تعمل فيا كدا يعني مكنتش بتحبني زي ما بتقول عندك دافع تاني معرفهوش طيب للي بتعملهُ فيا دا؟
ضحك بسخرية وصوت عالي وبعدين قال:
= ضحكتيني والله، المسلسلات شكلها واكلة دماغك وأبقى متجوزك عشان أنتقم منك وكدا؟
لأ يا حبيبتي مفيش الكلام دا، أنا متجوزك عشان عجبتيني عادي زي ما إتجوزت هند عشان عجبتني برضوا، وبالنسبة لبعمل كدا ليه فيكي فـ أنا معملتش فيكي حاجة أصلًا، لميتكم من الشوارع وخليتك هانم عندك ڤيلا يعتبر وزوجة رجل أعمال غني، عايزة إي تاني؟
بصيتلهُ بإشمئزاز والدموع إتكونت في عيني،
قبل ما تخونني وتنزل قومت ودخلت الأوضة بتاعتي.
كنت بعيط بحُرقة وأنا مش عارفة أعمل إي،
حاولت أديلهُ فرصة يقنعني بيها إنهُ شخص كويس بس مفيش فايدة
حاولت أستخدم أسلوب العتاب معاه ولكن مفيش فايدة،
هو اللي شخص مش كويس وهو اللي شخص غير سوي نفسيًا.
قررت إن آيًا كان مين اللي هيسيب الحاجات دي،
وآيًا كان اللي هيسيبهُ أصلًا أنا هستخدمها عشان أهرب.
لازم أهرب من الجحيم دا في أسرع وقت،
ومش ههرب خسرانة أكيد.
فضلت قاعدة في الأوضة لحد ما سمعت صوت الباب بيتقفل،
قومت طلعت بسرعة وهند كانت بتاخد شاور.
إستنيت شوية وسمعت صوت خبطة خفيفة على باب الشقة وبعدها سكتت خالص.
قومت وبصيت من العين السحرية مفيش حد،
فتحت الباب فتحة خفيفة ولقيت فعلًا في شنطة صيدلية قدام الباب.
خدتها ودخلت وقفلت الباب فورًا،
فتحتها بعد ما دخلت الأوضة وقفلت عليا.
كان فيها شريط برشام وورقة مكتوب فيها كلام.
ودي الورقة اللي أكدتلي إن دا مازن،
لإن دا خط مازن وكان كاتب كالآتي:
_ هتاخدي البرشام دا منوم حطيه في الأكل ليهم وبعد ما يناموا إعملي اللي تعمليه وإنزلي.
إبتسمت للفكرة، دخلت بحماس أعمل الأكل للغدا،
عكس كل يوم ولكن المرة دي بهدف طبعًا.
طحنت المنوم وحطيته في الحلة بتاعت الطبيخ كلهُ.
بعد ما خلصت فضلت قاعدة مكاني مستنية لما ييجي من الشغل.
كانت هند قاعدالي زي الكلب الحارس بتراقبني.
جه بالليل أخيرًا ودخلت سخنت الأكل وحاولت أبان طبيعية،
حضرت الأكل وسيبتهُ على السفرة وأنا داخلة أوضتي إتكلم بتساؤل وقال بعد ما بدأ أكل:
_ مش هتاكلي ولا إي؟
ردبت عليه بهدوء وقولت:
= ماليش نفس.
دخلت الأوضة وقفلت الباب عليا،
بعد حوالي نص ساعة خرجت من الأوضة لقيتهم نايمين على الكنب.
والأكل والمواعين لسة على السفرة،
دخلت الأوضة بتاعت النوم وكانت دي اللي بيشيل فيها كل حاجة.
كنت عارفة باسوورد الخزنة، فتحتها وجيبت شنطة الضهر بتاعتي اللي حضرتها من شنطة اليد اللي حطيت فيها شوية هدوم وحاجات ليا.
خدت كل الفلوس اللي قدامي والدهب،
قفلت الخزنة وخدت الباسبور بتاعي ونزلت بسرعة.
كنت مقررة وجهتي وهي إسكندرية،
محدش يعرفني هناك ولا أعرف حد ولا ليا قرايب عشان يشك في إني روحت هناك.
حجزت أول قطر جاي عشان أمشي وكان بعد ساعة إلا ربع من دلوقتي.
فضلت قاعدة مستنية لحد ما جه،
كنت قاعدة بتلفت يمين وشمال وخايفة حد يشوفني.
رميت الشريحة بتاعتي وإشتريت واحدة جديدة أثناء إنتظاري للقطر.
ركبت بعدها القطر بعد ما وصلت وماصدقت إتحرك،
خدت نفسي وإرتاحت نوعًا ما.
بعد حوالي ساعتين وصلت إسكندرية،
كعادة إسكندرية خصوصًا في الصيف السماسرة كانوا كتير جدًا وقاعدين في كل مكان.
طلبت منهُ شقة صغيرة وقولتلهُ المواصفات اللي عايزاها وجبهالي فعلًا لما زوحت معاه أتفرج عليها كانت كويسة.
محتاجة شوية تشطيبات بس سهلة تخلص بسرعة،
دفعتلهُ إيجار 3 شهور قدام وقولت الصبح هظبط اللي ناقص.
بعدها غيرت فرش السرير ونضفت الشقة،
تعبت جدًا فيها وقفلت الباب عليا كويس وحطيت الشريحة في الموبايل.
قررت إني هتطلق من إبراهيم غيابي لإن دا مستحيل يوافق يطلقني.
نمت من كتر التعب ومن الطريق ومن التفكير.
تاني يوم لما صحيت لقيت رسالة جيالي من مازن على فيسبوك:
_ أنا عارف إنك سافرتي إسكندرية، خلي بالك من نفسك وأنا قريب هبقى معاكي برضوا ومش هسيبك لحد ما تخلصي من كل مشاكلك.
فضلت باصة للرسالة بإستغراب وأنا مش عارفة هو عرف منين ولا دا منهُ ضرر وأكيد هتفهم غلط لو جه هنا وحد شافني معاه بالصدفة كدا الموضوع هيتحور خالص.
#يتبع