رواية مأساة حنين (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱية الفرجاني
أنا اسمي حنين...
عندي ١٧ سنة، بس لو شفت شكلي هتفتكرني عديت التلاتين يمكن من كتر التعب أو يمكن من كتر الوجع اللي شيلته على كتافي وانا في السن ده...
أنا مش زي البنات اللي عندها حنية أم، ولا حضن أب ولا حتى إخوات يسندونها و يخبّوها من البرد
أنا بنت طردوها بعد موت اهلها
قالولي امشي برا البيت ملكيش حاجه
من غير لا سند، ولا ضهر، ولا حتى رغيف عيش ناشف آخده في طريقي
يومها ماكنش عادي...
كان يوم حر جدًا، الشمس كأنها ناوية تحرقني وأنا ماشية بشنطتي الصغيرة اللي فيها هدومي الي عرفت المها قبل ما امشي
مكنتش مصدقة إن دي آخر مرة هشوف فيها أوضتي، سريري، ذكرياتي بابا وهو بيشرب شاي وبيكلمني ماما وهي بتزعقلي كل شوية…
مكنتش عارفة إني لما هخرج، مش هرجع تاني
خرجت…
وأنا ماشية كنت بعيط، بس مش بصوت كنت بعيط من جوه... قلبي بيصرخ، بس صوتي مكسور
فضلت أمشي، وأمشي، لحد ما رجليا وجعتني وقعدت ع الرصيف
والناس ماشية، تبص وتعدّي، ولا حد سألني مالك؟ ولا حد حتى وقف جنبي مليش حد ارحله الي المفروض مني رموني عشان مش عاوزين يصرفوا عليا
أول ليلة نمت فيها في الشارع، كانت أكتر ليلة حسيت فيها إني ولا حاجة اتمنيت لو اني مت مع اهلي يومها بس يمكن ربنا ليه اراده في الي بيحصلي
برد، خوف، أصوات العربيات بتكلبيش في قلبي والدموع نشفت من كتر ما نزلت
كنت جعانة… وجعانة أوي…
بس أكتر من الجوع كنت عاوزة حضن… حضن بس
يطمني، يقوللي "أنا معاكي يا حُنين"
حسيت اني عاوزه بابا وماما اترمي في حضنهم وانسى العالم كله.
عدّى أول يوم ورا التاني، ورا التالت…
كنت بصحى الصبح على صوت الزعيق والشتايم في الشارع، والبرد لسه لافف جسمي زي التلج، والناس حواليا ماشية بسرعة، وأنا واقفة متسمّرة، مش عارفة رايحة فين…
كنت كل ما أبص في المرايا المكسورة اللي على جنب محل قافل ألاقي عيني مش أنا…
انا.عمري ما كنت كده
عيني فيها خوف، وذل، وانكسار…
أنا اللي كنت لما حد يزعقلي أعيط، بقيت ما بدمّعش…
من كتر ما اتوجعت، مبقتش بحس!
في يوم وأنا قاعدة على رصيف تحت كوبرى شبرا كنت جعانة أوي…
معدتي بتقرّصني كأنها بتقطع فيا
قعدت ألف حوالين العربيات اللي بتبيع سندويتشات على أمل حد يديني لقمة…
الكل بيبصلي بريبة، كأني حرامية أو مجنونة!
وفجأة… شفت شخص ساند علي عربيه وبياكل
كان
شاب في أواخر العشرينات، شكله شيك ولبسه نضيف، وكان شايل كيس فيه أكل وشاي سخن
كنت ببصله وهو اخد باله مني فجأة
قرب مني وقال بابتسامة وهو بيقرب الكيس مني:
= انتي جعانة؟
أنا ما رديتش… خفت…
بس جسمي هو اللي جاوب، عيني اللي دمعت، ويدي اللي خدت الأكل بسرعة… كنت باكل وانا ببصله بخوف
قاللي باستغراب من حالتي :
= كلي واطمني… أنا مش هأذيكي
أكلت…
وكان أول لقمة سخنة تدخل بطني من أيام…
كنت بأكل وأنا بعيط… عياط مكتوم من غير صوت
يتبع...
فصول رواية مأساة حنين بقلم ٱية الفرجاني
اضغط على الفصل الذي تريد قراءته:
- رواية مأساة حنين الفصل الأول
- رواية مأساة حنين الفصل الثاني
- رواية مأساة حنين الفصل الثالث
- رواية مأساة حنين الفصل الرابع
- رواية مأساة حنين الفصل الخامس
- رواية مأساة حنين الفصل السادس
- رواية مأساة حنين الفصل السابع
- رواية مأساة حنين الفصل الثامن
- رواية مأساة حنين الفصل التاسع
- رواية مأساة حنين الفصل العاشر
- رواية مأساة حنين الفصل الحادي عشر
- رواية مأساة حنين الفصل الثاني عشر
- رواية مأساة حنين الفصل الثالث عشر
- رواية مأساة حنين الفصل الرابع عشر
جاري كتابة باقي فصول الرواية .. عاود زيارتنا ..