رواية مأساة حنين الفصل الثامن عشر 18 بقلم ٱية الفرجاني
رواية مأساة حنين الفصل الثامن عشر 18
أشعة الشمس اتسللت من الشباك، لمست أطراف الكنبة اللي نايم عليها كريم وإسلام
إسلام كان قاعد نص نايم، ظهره للكنبة، رجله ممدودة بحيث لو كريم حاول يتحرك، لازم يعدي من عليها إيده اليمين مستندة خفيف على جراب المسدس في وسطه… حتى وهو في عز النوم عامل حسابه اي خطوه هتكون بالسلاح
كريم كان نايم على طرف الكنبة التانيه، ملامحه هادية بس عينه اتفتحت فجأة قعد بهدوء كان حاسس بوجع في ظهرة، وحاول يقوم من غير ما يعمل صوت وهو شايف رجل اسلام …
ابتسم بسخريه
و أول ما حرك رجله عشان يقوم إسلام حسّ، وفتّح عينه نص فتحة من غير ما يغير وضعيته
بص له بنبرة رخيمة وهو لسه عامل نفسه بيصحى:
– رايح فين يا أستاذ بدري كده؟
كريم ابتسم ابتسامة جانبية:
– هقوم أشرب مية… ولا لازم أستأذن برضه؟
إسلام مد رجله أكتر كأنه بيعمل حاجز:
– هجيب لك أنا… أنت أقعد
كريم هز راسه بابتسامة استفزازية:
– مش ناوي تديني فرصة أتحرك من غير ما تحط عينك عليا… شكلك كنت بتحلم بيا طول الليل
إسلام، وهو بيقوم من الكنبة:
– أنا ما بحلمش… أنا بصحى قبل ما الكوابيس تبدأ
كريم بحزم:
مش هتعب حضرتك تجبلي مايه احنا اصلا الصبح مش ليل لسه، عن اذنك
ما أخدش رد لكن حس إن عين إسلام بتتابعه لحد ما مشي
دخل المطبخ والابتسامه اترسمت على وشه تلقائي
وهو شايف حنين قدامه كانت لابسة إسدال وشعرها مرفوع وهي بتجهز الفطار
كريم وقف على الباب لحظة يتفرج عليها، وبعدين دخل بخطوتين ووشه عليه ابتسامة حقيقية:
– صباح الخير… اي الجمال ده على الصبح،شكلك صاحيه بدري
حنين ابتسمت بخجل وهي بتحط كوبايه اللبن على الرخامة:
– صاحيه من بدري… كنت بعمل فطار لمحمد
قرب منها، لمس كتفها بخفة وهو بيمد إيده للكوباية:
– أنا هعمله… إنتِ ارتاحي
نظرتهم لبعض كانت طويلة أكتر من اللازم، فيها دفء… لكن جوّاهم إحساسيس متوتره، زي اتنين عارفين إنهم مش لوحدهم.
كريم حاول يطمنها بابتسامة
وحنين كانت واقفة جنبه قريبة، كتفها يلمس دراعه صوتهم هادي وكأنهم بيستمتعوا بدقيقة عادية وسط الفوضى
في الصالة، إسلام حس إن كريم اتأخر أكتر من اللازم قام.....
وفي المطبخ كريم كان قريب جدا من حنين واقف وراها
– تحبي أساعدك؟ أنا شاطر في المطبخ على فكرة
مد إيده اخد منها السكينة، أصابعه لمست أصابعها، اللحظة كانت أقصر من ثانية لكنها كافية تخليها تاخد نفس قصير.
قال وهو بيبدأ يقطع معاها:
– شوفي… حتى بايدي الشمال بعرف اشتغل، ولا جرح ولا نقطة دم…
في الصالة، إسلام حس إن الدقيقة بقت دقيقتين… والدقيقتين بقوا خمسة
رفع راسه ببطء، ملامحه اتشدت وبص ناحية المطبخ:
– إيه اللي معطلك ؟
قبل ما يتحرك، صوت عياط محمد جه من الأوضة
استغرب وفتح الباب
ودخل، شاله من سريره بحنية غريبة على ملامحه المشدودة:
– هشش… بس ي بطل خلاص مالك
هيا ماما فين!؟
عينه بتلف في الاوضه حنين مش موجوده
دماغه اشتغلت: "حنين مش هنا… كريم مرجعش … أكيد سوا
راح للمطبخ، دفع الباب برجله…
كريم كان واقف ورا حنين ماسك إيدها عشان يوريها "إزاي تمسك السكينة"
صوتهم واطي، وضحكتها مرتبكة
إسلام وقف على العتبة، نظرته متسمّرة عليهم، صوته طلع بارد لكنه مسموم:
– إيه الجو العائلي الحلو ده… أنا جيت في وقت غلط ولا إيه؟
حنين شهقت وسحبت إيدها فورًا، كريم بعد عنها ولف لسه مبتسم وهو يسيب السكينة:
– إحنا بس بنقطع فاكهة… تحب تشارك؟
إسلام حط محمد على الكاونتر بهدوء مبالغ فيه عينه ما فارقتش كريم لحظة
– آه… هشارك بس بطريقتي
المطبخ اتملأ برائحة الفطار الي اتحضر حرفياً وسط جو مشحون بنظرات متبادله من كريم واسلام
حنين كانت قاعدة على الكرسي، بتحاول تركز في الأكل وتتجاهل الي حواليها، كريم كان قاعد جنبها وإسلام قدامهم
من أول ما بدأوا كريم كان بيحاول بأي طريقة يكسر حاجز الهدوء مع حنين…
مرة يناولها طبق، مرة يمد إيده عشان يقطع لها العيش، مرة يضحك على حاجة تافهة عشان يخليها تبص له
حنين كانت بترد بابتسامة خفيفة أو كلمة مقتضبة وعينيها بتروح لإسلام بحذر
إسلام كان كل ما كريم يقرب، إيده ياخد الحاجة قبل ما توصل لحنين او يتكلم معها ، كان اسلام يقطع كلامه بجملة قصيرة وحادة:
– سيبها… هي بتعرف تعمل ده لوحدها
– كل وخليك في نفسك
التوتر بيزيد، حنين تحاول تهدي:
– خلاص يا إسلام… مفيش داعي
كريم، بابتسامة مصطنعة:
– هو عنده حق… أنا اللي يمكن متعود أشارك مراتي في كل حاجة هو عشان كده متغاظ بس مش متوعدعلينا كده معلش بكرة تتعود
إسلام رفع عينه عليه، نبرة صوته منخفضة لكنها قاطعة:
– مرّاتك؟ إنت نسيت إنت فين ولا إيه؟ شكل الورم الي في وشك خف وعاوزه يرجع تاني
كريم بصله بخنقه وحنين بصتله عشان ميتكلمش
وفعلا سكت
لحظات صمت خانقة…
إسلام فجأة يحاول يغير الجو، يمسح بيده على وشه ويقول وكأنه بيتذكر حاجة:
– على فكرة… أنا عندي شغل مهم دلوقتي ولازم أنزل
كريم يرفع حاجبه:
– يعني هتسيبنا لوحدنا طب والله تبقي عملت فيا واجب؟
إسلام ابتسم ابتسامة صغيرة، لكنها مريبة:
– أسيبكوا؟… آه… لأ طبعًا
قام من على الكرسي وهو بيجمع مفاتيحه:
– الكل هينزل معايا هنغير جو شوية… وننجز مشاوير
حنين استغربت:
– طب وإحنا هنعمل إيه معاك في الشغل؟
إسلام بنبرة عملية:
– هتستني في المكتب تستني في العربيه مفيش مشكلة اهم حاجه تبقي قريبه مني
الحقيقة إنه كان بيلعبها صح… ما يسيبش كريم مع حنين لحظة، وفي نفس الوقت يلتزم بكلام اللواء إنه يحميهم
كريم فهم الخطة وانو مش عاوز يسبهم مع بعض لكن ما قدرش يفتح بقه هو كمان ممكن ينزل في اي وقت، اكتفى بابتسامة جانبية
بعد دقايق
إسلام واقف عند الباب ماسك المفاتيح، عينه على كريم اللي واقف جنب حنين وهيا بتلبس الشوز وكأنه بيتعمد ما يسيبهاش لحظة
محمد في حضنه
إسلام مد إيده:
– هات الولد… أنا هاخده.
كريم ابتسم ابتسامة باردة وهو بيرجع خطوة:
– لأ… ابني في حضني أحسن
إسلام شد محمد ناحيته بقوة محسوبة:
– أنا المسؤول عن حمايته لاني خاله
كريم بص له بثبات:
– لا المسؤول عن عيلتي لاني ابوة
حنين مش مصدقه الي بيحصل اتسمرت بين الاتنين، كل واحد بيشد من ناحية
– كفاية بقى انت وهو بهدلتو الولد بنكم … هتعملوا مشكلة قدام الجيران كمان
هات الولد ده انا الي هشيله
خدته من كريم
إسلام قرب من الباب يفتحه لمح بطرف عينه من الشباك الجانبي … عربية سودا واقفة على بعد، زجاجها الأمامي معتم، مش باين فيها أي حركة، لكن إحساسه كان بيقول إن فيه حد بيراقب البيت
فتح الباب ونزلوا أول ما وصلوا قدام العمارة، الجو بقى أهدى ظاهريًا، لكن إحساسه انهم متراقبين لسه موجود
أول ما نزلوا قدام العماره
محمد كان في حضن حنين، ماسك فيها بقوة
إسلام مد إيده لياخد محمد من حضنها:
– هاتي الولد… هيكون معايا افضل ليه
كريم شد ذراعها بلطف لكن بنبرة متعمدة:
– لأ… أنا اللي هاخده إحنا أهله برضه، مش كده يا حنين؟
حنين اتفاجئت، تبص لده وتبص لده… كل واحد ماسك من ناحية
إسلام شد حنين ناحية صدره:
– هيركبوا معايا
كريم يرد وهو بيقرب أكتر من حنين:
– وأنا زوجها وأبو ابنها… لو هيركبوا مع حد يبقى أنا
حنين وسطهم عينيها بتتحرك بينهم بسرعة:
– تاني!!! كفاية! الناس بتبص علينا متوجعوش دماغي انتوا الاتنين زهقتوني
كريم مد إيده ناحية حنين:
– تعالي نروح إحنا سوا
إسلام قطع عليه بسرعة:
– الكل هيركب معايا… مفيش حد هيتفرق
كريم رفع حاجبه بسخرية:
– خايف أوي كده؟
إسلام بص له بحدة:
– احتياط… عشان ما حدش يضيع من إيدي
إسلام سايق،كريم جنبه
حنين ورا
في المراية، إسلام لمح العربية السودا بتتحرك وراهم ببطء… اتنفس بعمق ومشي
عينه كل شوية تروح على المراية بيشوف العربية السودا اللي وراهم كانت لسه زي ما هيا
جوا العربية السودا… راجل بملامح قاسية بيتكلم في موبايله بصوت واطي لكنه حاد:
– نزلوا… كريم، مراته، وابنه… وفي واحد معاهم
معرفهوش
صوت خشن جاله من السماعة:
– امشي وراهم… بس من بعيد متخلّيش حد يحس بيك عاوز اعرف هيرحوا فين لازم نحط رقبة كريم تحت ايدنا باي طريقه
الراجل ابتسم بخبث:
– متقلقش… هعرف كل خطوة بيروحوها
قفل المكالمة، وحرك العربية بهدوء، محافظ على مسافة ثابتة ورا عربية إسلام
جوه العربية حنين كانت مشغولة ترد على كريم اللي بيحاول يخفف توتر الجو بكلام ناعم، بينما إسلام بيبصلهم بخنقه و مركز أكتر على الطريق… أو بالأصح، على اللي ماشي وراهم
بهدوء، حرّك المراية الجانبية شوية، وعينه بقت تراقب كل انعطاف بيعملوه
كريم لاحظ تركيزه وقال بسخرية:
– إيه ؟ بتراجع الطريق ولا بتفتّش عن حد؟
إسلام رد من غير ما يبصله:
– عيني دايمًا على الطريق… بس برضوا ميمنعش انو فيه ناس ما ينفعش تثق فيهم.....
ابتسم ابتسامة باردة، وضغط على البنزين فجأة دخل في شارع جانبي ضيق، بعدها لف بسرعة دخل في حارة صغيرة، وبعدين خرج لطريق تاني موازي
حنين مسكت يد محمد بقوة من المفاجأة:
– في إيه يا إسلام؟
إسلام وهو بيركز في المرايات:
– بنزوغ من ضيف مش مرغوب فيه بس
العربية السودا حاولت تلحقهم لكنها اتأخرت لحظة عند تقاطع مزدحم، ولما وصلت كانت عربية إسلام اختفت وسط الشوارع.
بعد حوالي عشر دقايق، إسلام هدّى السرعة، ودخل من طريق ترابي يوصل لفيلته اللي بعيدة
كريم بص حواليه باستغراب:
– إيه المكان ده؟
إسلام وهو بيركن العربية قدام البوابة الكبيرة:
– هنا هنكون بعيد عن كل العيون… أو على الأقل عن بعضها
كريم باستغراب:
مش فاهم قصدك اي،طول الطريق بتقول الغاز وانا ساكت بس عاوز افهم
اسلام بجديه:
هتفهم كل حاجه متستعجلش
دخلوا الفيلا… المكان واسع تصميمه أنيق
إسلام كان ماسك شنطته مشى قدامهم بخطوات ثابتة، فتح باب الصالون وقال:
– من النهارده… هتعيشوا هنا البيت ده بتاعي.
حنين رفعت عينيها عليه بدهشة:
– يعني إيه؟ هنسيب الشقة؟
إسلام رد بهدوء لكنه حاسم:
– هنا أمان أكتر… مفيش حد يعرف العنوان ده غيري
كريم واقف، ملامحه كلها استغراب:
– أمان إيه؟ وبعدين… إنت أصلاً بتشتغل إيه؟
إسلام ما ردش، عينه اتثبتت عليه لحظة، وبعدين اتحرك من غير ما يجاوب
كريم حس بالفضول والريبة في نفس الوقت، لكن قبل ما يلحق يسأل تاني، إسلام فتح باب أوضة في آخر الممر وبص له:
– كريم… تعالى لازم نتكلم شويه
كريم كان واقف مكانه، قلبه بيقول إن الموضوع مش طبيعي، خصوصًا لما شاف إسلام ماسك مقبض الباب
حنين اللي كانت واقفه اتجمدت مكانها قلبها بيدق بسرعة:
– إسلام! في إيه؟
إسلام بص لها من بعيد وقال:
– مفيش… هنتكلم راجل لرجل متخافيش انت
الباب اتقفل والهدوء اللي بعده كان غريب لدرجة إن حنين فضلت واقفة قدام الأوضة، مش قادرة تبعد ولا تعرف إيه اللي بيحصل جوا
إسلام قعد على الكرسي ، أشار بإيده على الكرسي المقابل:
– اقعد يا كريم عشان نتكلم شويه
كريم اتردد لحظة، عينه بتتحرك بين الباب وإسلام
لكنه في الآخر قعد، مستني يعرف هو عايز إيه
إسلام بدأ بصوت هادي لكن تقيل:
– إنت بتشتغل إيه بالظبط يا كريم؟
كريم ضحك ضحكة قصيرة:
– إيه ده؟ تحقيق رسمي ولا إيه؟
=جاوب
– استيراد وتصدير… عندي مكتب، وشغل معروف، إيه الجديد؟
إسلام ميل بجسمه لقدام:
– والشغل ده… بيخليك تتعامل مع ناس كتير صح؟
كريم بهدوء حذر:
– أكيد… العملاء والموردين
اسلام:
شغلك كله ماشي تمام بدون مشاكل
كريم باستغراب:
ايوا كله تمام والشغل كويس جدا
إسلام عينه ضاقت:
– والناس اللي بتهددك… من أي نوع؟
كريم جسمه اتشد فجأة، نبرته عليت:
– إنت عرفت منين الكلام ده؟
إسلام بثبات:
– قلت لك جاوب… من غير ما تسأل
كريم اتنفس ببطء، عيناه ما فارقتش إسلام:
– وأنا قلت لك… مش هجاوب قبل ما أعرف إنت مين… وإيه اللي جابك في حياتنا أصلاً
إسلام:
– أنا هنا عشان أحمي حنين ومحمد… حتى منك لو اضطر الأمر
كريم بسخرية مريرة:
– مني؟! إنت حتى ما تعرفش قصتنا كاملة…
إسلام بصوت حاد:
– أنا عارف أكتر مما تتصور… وأعرف كمان إنك مش بس عندك مشاكل في الشغل… في ناس بره مستنياك، ومستنية أي فرصة توصلك… أو توصل لحنين
كريم اتجمد مكانه، وصوته نزل:
– إنت بتراقبني؟
إسلام بابتسامة باردة:
– قولت لك… جاوب على أسئلتي
كريم بحده:
– مش قبل ما أعرف… إنت تبع مين بالظبط
الجو في الأوضة بقى تقيل، وصوت النفس بقى هو اللي مالي المكان الباب مقفول، والعيون متشابكة… كل واحد مستني التاني يتكلم
إسلام قاعد على الكرسي، جسمه متصلب، عينه ما بتفارقش كريم
كريم واقف، إيده على مسند الكرسي كأنه مستعد يقوم أو يهاجم في أي لحظة
كريم بنبرة مليانة شك:
– لحظة… إنت بالظبط مين؟! كل ده وبتسألني أسئلة كإنك بتحقق معايا… مش مجرد واحد بيغير على أخته او عاوز ياخد حقها مني
عيونه ضاقت، ابتسامة صغيرة طلعت منه:
– أو يمكن… إنت أصلًا مش أخوها وبتشتغلها؟
إسلام عينه لمعت، قام فجأة، خطواته تقيلة وهو بيقرب منه:
– إيه اللي بتقوله ده ؟!
كريم اتراجع خطوة لكن ما فقدش نبرته الحادة:
– بقول إني مش فاهم… إنت عارف حاجات عن شغلي ما يعرفهاش حد، وعارف إن في تهديدات، وبتسألني كإني في قسم شرطة… إنت تبع مين؟
إسلام انفجر بصوت عالي، ضارب الطاولة بكفه:
– أنا رائد سري في الأمن
وأنا طول عمري بشتغل في مهام بره البلد… وبسبب غيابي ده، أختي اتبهدلت واتجوزتك غصب عنها! فاهم دلوقتي ليه مش طايقك؟!
كريم اتجمد، كلام إسلام نزل عليه زي الصاعقة، خد نفس عميق وقعد بهدوء على الكرسي، ملامحه فيها خليط من الصدمة والتفكير
إسلام اتنفس بعمق عشان يهدي أعصابه، قعد قدامه مرة تانية:
– دلوقتي تسمع كويس… أنا مش هنا عشان أءذيك، أنا هنا عشان أحمي أختي وابنها… وأنت كمان للاسف، بس ده مش هيحصل إلا لو قلت لي كل حاجة
كريم لسه مذهول:
– تحميني… من مين؟
إسلام بثبات:
– من الناس اللي بتهددك والناس دي أنا محتاج أعرف أسمائها، شغلها، كل تحركاتها
ميل بجسمه لقدام
– من النهاردة، أي معلومة توصل لك… هتيجي تقولها لي علي طول حد بيحاول يقرب منك أو من حنين… أنا اللي هتعامل معاه
كريم، بعد لحظة صمت، بيزفر ويهز رأسه:
– ماشي… بس إنت كده بتدخل في حرب مش سهلة
إسلام بابتسامة جانبية:
– أنا عمري ما كنت بحب السهل
بعد الحوار الحاد
الجو كان هادي لكن تقيل في نفس الوقت … إسلام وكريم قاعدين بيكملوا كلامهم
كريم :
– أنا شايف انناه لازم نحط حراسة على البيت عشان حنين ومحمد انا مش هجازف بحياة حد فيهم
إسلام رفع عينه، بيدقق في ملامح كريم… ملاحظ الصدق والخوف اللي في صوته
ابتسامة صغيرة جداً ظهرت على وش إسلام، كأنه لأول مرة يحس إن كريم فعلا بيخاف عليهم
عند الباب
حنين واقفة، شايلة محمد، رايحة جاية قدام الباب قلبها بيدق بسرعة، عينها كل شوية تروح ناحية الباب
في عقلها: ليه اتأخروا كده؟ أكيد بيتخانقوا…
خطواتها بقت أبطأ وهي بتقرب من الباب، مدّت إيدها بحذر عشان تفتحه… فجأة الباب اتفتح من جوه
كريم ظهر الأول، نظرته مباشرة ليها، ابتسامة صغيرة:
– إحنا تمام… ما تقلقيش
مد إيده بهدوء، خد محمد من حضنها، كأنه بيطمنها بطريقة عملية، ومشي بيه لبره الأوضة
حنين واقفة مكانها، مستغربة هدوءه بعد اللي حصل
إسلام خرج بعدها، عينه لقطت التوتر اللي في ملامحها:
– ما تقلقيش… أنا هحاول أتقبل وجوده لحد ما أتأكد بنفسى إنه يستاهلك واربيه شويه
ابتسامة فرحة ظهرت على وشها:
– بجد يا إسلام؟
إسلام وهو بيطالعها بثبات:
– قوليلي بس …انت بتحبيه؟
حنين بصت على الأرض، وصوتها واطي:
– مش عارفة… بس أنا ببقى مبسوطة وهو معايا وهواتغير كتير… بس لسه بحس بالرهبة منه أحيانًا
إسلام هز رأسه بهدوء، وعينه فيها مزيج من الحماية والحذر:
– هنشوف… الوقت هيكشف كل حاجة و معاك وقت كافي تديني ردك في،سواء متقبلاه في حياتك او لا
واعرفي في الحالتين ابنك هيكون معاك.
يتبع...