رواية إيلا وٱدم عبر روايات الخلاصة بقلم مريم عبدالله
رواية إيلا وٱدم الفصل الثالث 3
طبطبت عليها وأنا بحاول أواسيها ومش مستوعبة إزاي يعمل في نور كده. قلتلها بهدوء:
ـ شش خلاص، هو اللي خسرِك.. متزعليش على واحد زيه.
ردت وهي بتبكي:
ـ بس ليه؟! هو عمل فيا كده ليه؟! أنا عملتله إيه؟!
طبطبت عليها تاني وقلتلها:
ـ شش.. إنتي معملتيش حاجة، هو اللي خسر واحدة جميلة زيِك!.
سكتت لحظة وتنهدت، فسألتها:
ـ طب عرفتي إزاي إنه اتجوز؟
قالتلي:
ـ صاحبتي شافت استوري فيها صورته مع واحدة تانية.
ربت على كتفها وقلتلها:
ـ وإنتي مش هتزعلِي مني لو قلتلك تسيبيه؟ اللي زي ده متقعديش معاه ولا لحظة. أنا متأكدة إن ربنا هيعوضك.
أومأت برأسها بموافقة وقالت:
ـ أكيد، هسيبه فورًا.
قامت بسرعة على بابا وحكتله كل حاجة بحزن، وطلبت منه ما يجيبش سيرة إنها عرفت. قالتله:
ـ قول حصل نصيب وخلاص.
فعلاً، بابا كلمه وقاله:
ـ كل حاجة قسمة ونصيب.. وتعالى خد دهبك.
تاني يوم جه ولا كإنه عمل حاجة. بابا فتحله الباب وقعد معاه. وأنا كنت في المطبخ سامعة الحوار.
حمزة سأل:
ـ ليه يا عمي، هي عايزة تفشكل الخطوبة؟!.
بابا بص لإيده وقاله:
ـ إنت لابس الدبلة في الشمال ليه؟
حمزة اتلخبط ورد بتوتر:
ـ ااا نسيت، مكنتش مركز.
لكن بابا قاطعه وقال:
ـ عموماً، اهو دهبك.
حمزة استغرب وسأل:
ـ مالكم ياعمي؟! ليه قلبتوا عليا فجأة؟!
في اللحظة دي خرجت من المطبخ، لقيت نور طلعت وواجهته:
ـ أنا أقولك مالنا.. إحنا مبنحبش اللي يكدب علينا ويستغلنا!.
بص لها بصدمة:
ـ إنتي بتقولي إيه يا نور؟! كدب إيه واستغلال إيه؟!
ردت عليه بغضب:
ـ ولسه بتقاوح؟!
قال بتنهيدة:
ـ طب ممكن تفهميني؟!
صرخت فيه:
ـ أفهمك إيه؟! إنت ليه جيت أصلاً؟! مش ده أول يوم جوازك! عايز مني إيه؟! سيبني فحالي.
الصدمة وقعت عليه، رد بتوتر:
ـ فرح مين يا نور؟!
قالتله وهي بتحاول تمسك نفسها:
ـ متعملش نفسك مش عارف!.
دخلت أوضتها وطلعت بالفون وورته الصورة. كان باين عليه نسبه من الندم، بس خلاص بعد ما خزلها. حاول يتكلم، لكن بابا قطع كلامه بعصبية:
ـ لو مش عايز تهين نفسك.. اطلع بره.
وفعلاً خرج.
نور انهارت في العياط، وأنا حاولت أواسيها على قد ما أقدر. حكيت لماما اللي حصل، واستغربت إن كل ده جرى في غيابها. طلبت منها تيجي تقعد مع نور، وقلت لها إني هروح أطمن على ريم وهرجع بالليل.
رحت المستشفى، لقيت ريم زعلانة وعايزة تخرج من المستشفي. اتنهدت بحزن مش عارفة أواسي مين ولا مين.
وبالليل، روحت لنور. اشتريت شوية تسالي وحلويات وفرشت السطح وجهزته شكله بقى جميل. نور مكانتش عايزة تيجي، بس أصريت لحد ما جبتها، وجبرتها تاكل معايا. قعدت أضحكها وأفكرها بمواقفنا وإحنا صغيرين لحد ما ضحكت وانبسطت، وبعدها نمنا فوق السطح.
صحينا على صوت أذان الفجر، نزلنا وصلينا. بعدين نور حبت نروح عند ريم، وكانت ماما وصلت علشان ترتاح شوية.
في المستشفى، لقينا الممرضات بيجروا بواحدة أيدها مليانه دم.
نور فضلت متنّحالها وقالت حاسه نفسي شفتها قبل كد.
سألت واحدة ممرضه واقفة جنبنا باستغراب:
ـ هي مالها؟
تنهدت الممرضة وقالت:
ـ كانت بتحاول تخلص حياتها.
اتصدمت وسألت:
ـ وليه تعمل في نفسها كده؟!
ردت الممرضة:
ـ معرفش، بس كانت بتردد من غير وعي: كان بيتحدي صحابو عليا.. أنا موجوعه يا آدم.
استغربت أكتر وقلت بخفوت:
ـ بيتحدي صحابو؟! وآدم مين؟!
اتنهدت وأنا بمشي، وقلت:
ـ ربنا يهديها.
كنا قاعدين أنا ونور بنتأمل ريم وهيا نايمه، فجأة الباب خبط. سمحنا للشخص يدخل، ولقيت آدم داخل، بص على نور وسألها:
ــ إنتِ نور محمود؟
أومأت له برأسها وردت باستغراب: بس إنت عرفتني إزاي؟
قالها: مش وقته دلوقتي، أختي عايزة تكلمك. بس ياريت متكلميهاش بطريقة وحشة، هي مش مستحملة أي حاجة.
نور ردت باستغراب: أيوه، وأنا هكلمها كده ليه؟ خليها تتفضل.
دخلت… وأول ما شفناها اتصدمنا. دي نفس البنت اللي حاولت تنهي حياتها في المستشفى!
قربت من نور، قعدت جنبها، مسكت إيدها وقالت بصوت مكسور: أنا عارفة إنك ممكن مش هتسامحيني… بس حبيت أعتذرلك أنا عرفتك من حمزه كان موريني صورة ليكوا وانتو ف الخطوبه بتاعتكم، وكان بيحكيلي ع اختك اللي هنا ف المستشفي كان بيحكيلي عنك ع طول.
نور افتكرتها اول مجابت سيرة حمزة وسألتها باستغراب: تعتذري؟! أنتِ كنتي عارفه انو خاطب ومع ذلك كملتي معاه!.
قالت وهي بتتنهد: عارف انك ممكن متسامحنيش،
وكملت كلامها بحزن:
بس.. انا كنت مرات حمزة.
نور لسا قاعده مصدومه، مقدرتش تنطق، وأنا فضلت أقول جوايا: إزاي اتجوزت وهو أبوها أصلاً حالته خطر في المستشفى؟
سألتها باستغراب: بس ازاي؟ مش إنتِ فرحك كان أول امبارح؟ وازاي كنتي مراته؟
اتنهّدت بحزن وقالت: مكنش بيحبني كان واخدني تحدي مبين صحابو… ضحك عليا. أنا مش قادرة أستوعب!…
الصدمة كانت علي وشي أنا ونور، إزاي قلبه يطاوعه يكسر قلب أختي وفي نفس الوقت واحدة كانت لسه مراته؟! من غير حتى ما يحس بالندم!.
كملت كلامها بعياط: أنا اللي غلطانة. يمكن حقك رجعلك ي نور، بابا قالي لا كتير ونصحني كتير، بس أنا عنّدته واتجوزته. مكنتش حاسة بنفسي، لدرجة إن بابا كان في المستشفى وأنا كنت بتجوز!…
وانهارت في البكاء.
طبطبت عليها، وحتى نور حاولت تهديها. قلت لها: إنتِ بتعيطي ليه؟ كلنا بنغلط. ممكن تعتذري لوالدك، وهو أكيد بيحبك وهيسامحك!.
بصت لنور وقالت: سامحتيني يا نور؟!
نور أومأت برأسها وقالت: "سامحتك لانو احنا الاتنين زي بعض كنا ضحية إنسان معندوش احساس!".
ابتسمت البنت بهدوء،
فجأة رن تليفون آدم، ف خرج يرد.
مكملش ثواني ورجع بسرعة، ملامحه متغيرة، وبصّ لأخته وقال بصوت قلق:
ــ تُولين…
تولين ردت وهي مستغربة:
"ف ايه؟!"
اتنهد ادم وقال
ــ "بابا!"…
يُتبع