رواية إيلا وٱدم عبى روايات الخلاصة بقلم مريم عبدالله
رواية إيلا وٱدم الفصل الرابع 4 والأخير
تولين بصت لآدم بقلق:
ــ مالُه بابا يا آدم؟
آدم بصلها وقال بجدية:
ــ مش عارف… الدكتور قالي تعال عايزاك.
تولين قالت:
ــ تمام، يلا بينا.
أنا ونور قلنا للممرضة تتابع ريم، ورحنا معاهم.
لقينا الدكتور بيستقبل آدم بابتسامة:
ــ الحمد لله، حالة والدك اتحسنت كتير عن الأول، ونقلناه من العناية لأوضة عادية.
بص لتولين وقال:
ــ هو كمان حابب يشوفك يا تولين.
طبطبت على كتفها وقلت لها:
ــ شُفتِ؟ عايز يشوفك أول واحدة!.
تولين ابتسمت ودخلت على والدها، وطلعت واضح إنها مبسوطة وإنهم اتصالحوا.
ادم كان بيكلم الدكتور وبيستفسر عن حالة والده، وفجأة ظهرت عمة آدم تاني، المرة دي كانت وقحة وقالت لتولين:
ــ ليكِ نفس تيجي بعد د كلو؟! بعد ما عاندتيه وتعبتيه؟! هو في الحالة ده بسببك!
استغربت فنفسي: إزاي هيا بتقول تُولين السبب؟!، وآدم من يومين كان بيقولها إنتِ السبب؟!، وازاي أصلاً تُولين تكون ورا د وهوا عامل حادثه؟!.
تولين بصتلها بدهشة:
ــ إزاي أنا ي عمتي؟! بابا أصلاً عمل حادثة!
عمتها ردت بغضب:
ــ متتلكيش، بالحادثه ده كلو إنتِ وراه! ، مش هوا كان رافض جوازك من الاول؟! فقلتي اخلص منو وارتاح!.
تُولين شهقت بصدمه مقدرتش تتكلم، حتي لو بينها وبين والدها مشاكل، مستحيل توصل معاها لكد!.
آدم جه نحيتنا، بعد أما سمع اخر الحوار ، تدخل ببرود:
ــ إيه يا عمتي؟ إنتِ جايه ترمي التُّهم على أختي؟
العمة استغربت من جرأته وقالت:
ــ برضو لسا مش مصدقني ي ادم عموماً براحتك أنا بررت موقفي!.
آدم بص لها بحزم:
ــ بلاش كدب… إنتِ إزاي بتكدبي كد د حتي الكاميرات جايباكم!.
عمتو بصتلو بصدمه وجريت مسكت ايدو، وكانت عايزه تتكلم ، لكنه سحب إيده بسرعة وقال:
ــ خلاص يا عمتي، مفيش فايدة. مش هصدقك، كل حاجه باينه!.
أضاف ببرود:
ــ عشان الفلوس! كنتِ عايزة تنهي حياة أخوكي عشان فلوس… بس للأسف مخططاتك فشلت، وخسرتِ الفلوس، وخسرتِ اخوكِ!.
واضاف بابتسامة: "ولسا دورك إنتِ وجوزك جاي!".
حسيت الجو متوتر جدًا، فسحبت نور واستأذنا من تولين ومشينا.
عدت الأيام، وكنا كل يوم بنروح نقعد مع تولين ونتطمن عليها.
في آخر يوم، رحنا نزورها وكانت معانا ريم. سألتها ريم بابتسامة خفيفة:
ــ إزيك يا تولين؟
ردّت تولين وكان باين عليها التعب والإرهاق:
ــ الحمد لله ي قمورة… بس الفترة دي كانت مرهقة شوية.
طبطبت عليها وقلت لها:
ــ هتعدي… وكل حاجة تبقى تمام!.
بعدها، نور وريم نزلوا يشتروا ايس كريم وحلويات، وتولين راحت تشوف الدكتور لو فيه أخبار جديدة عن ميعاد خروج والدها. أنا فضلت قاعدة في الطرقة، وحسيت فجأة الجو بقى هادي.
بصيت جنبّي لقيت آدم قاعد، ملامحه هادية بس في عينيه حاجة مختلفة.
قال وهو يكسر الصمت:
ــ إنتِ… شكلك مرهقه شوية.
ابتسمت ابتسامة خفيفة وقلت:
ــ عادي… كلنا تعبانين اليومين دول.
سكت لحظة، وبعدها زفر وقال:
ــ بس إنتِ مختلفة… وجودك هنا فارق مع الكل.
اتصدمت بالكلام، وحاولت أخفي ارتباكي:
ــ أنا بس بعمل اللي أي حد مكانى يعمله.
قرب شوية بنظره، صوته هادي لكنه مليان معنى:
ــ لأ… مش أي حد.
اتسمرت مكاني، قلبي دق بسرعة من طريقته. حاولت أغير الموضوع وقلت وأنا ببص بعيد:
ــ المهم دلوقتي والدك… وتُولين و...وكده يعني.
ابتسم ابتسامة صغيرة علي لخبطتي ف الكلام وقال:
ــ عارف… بس برضه وجودك إنتِ ونور جنب تولين كان فارق. يمكن أكتر مما تتخيلي.
بصيت له باستغراب وقلت:
ــ أنا ونور؟ إزاي يعني؟ احنا نعرف بعض من فترة قصيرة.
آدم مال براسه شوية وقال بهدوء:
ــ عارف… بس تولين حست انكم واقفين جمبها، تُولين مكانش ليها صُحاب، وماما متوفية من وهيا عندها سنتين، بقيتو وكانكم عارفين بعض من زمان. ووجدك إنتِ بالذات لأنك ببساطة عرفتِ إزاي تخلي الكل يحس إن فيه أمل… حتى أنا.
الكلمات وقعت عليا زي صدمة، اكتفيت أبص في الأرض ووشي بيولع.
آدم خلّص كلامه، وفضل ساكت للحظة كأنه مستني رد مني. حسّيت الكلام تقيل عليا ومش عارفة أرد، خصوصًا عينيه كانت فيها حاجة مربكة.
قعدت أدوّر على أي كلمة مناسبة، ولقيت نفسي بقول بسرعة:
ــ أااا أنا… لازم أمشي دلوقتي.
ابتسم ابتسامة صغيرة كأنه فاهم إني محرجة وقال:
ــ زي ما تحبي. خدي بالك من نفسك.
هزيت راسي ومشيت بخطوات سريعة، وقلبي دق بطريقة غريبة، مش عارفة إذا من كلامه ولا من إحساسي إني لسه مش فاهمة هو عايز يوصل لإيه.
بعد ما خلصنا زيارة تولين، استأذنّا منها .
وودعناها قبل ما نخرج، تولين ابتسمت رغم التعب وقالت:
ــ ممكن تسيبولي رقمكم؟ عشان لو حصل أي حاجة أو حتى لو عايزين تتطمنوا.
إديتها رقمي ورقم نور، ووعدناها إننا هنفضل نسأل عليها.
وفي الأسابيع اللي بعدها، كنا بنتطمن عليها من وقت للتاني. أوقات هي كانت ترد، وأوقات والدها بنفسه يرد علينا ويشكرنا إننا مهتمين.
الوقت عدّى أسرع مما توقعت، وشهرين مرّوا كأنهم يومين. لحد ما في يوم، رنّ موبايل نور. كانت تولين. أول ما ردّيت، قالت بصوت هادي:
ــ ازيّك ي إيلا كنت محتاجة أكلم نور في موضوع مهم.
بعد ما قفلوا المكالمة، نور بصّتلي بدهشة:
ــ إيلا… آدم عايز يتقدملك!
ساعتها الدنيا لفت بيا، وكل اللي فات مر قدام عيني في لحظة… من أول ما دخل حياتنا بالصدفة لحد اللحظة دي.
بعد ما عرفوا اهلي من نور إن آدم عايز يتقدم، مكنتش مركزة معاهم ،قلبي ماكنش مصدق. نور وتولين بقوا صحاب الفترة ده، كل يوم تقريبًا كانوا بيتكلموا،.
وبعد كام يوم، جُمّ آدم وتولين وأهلهم بيتنا. البيت كان مليان فرحة من أول ما دخلوا، حتى ماما قالت:
ــ والله يا بنتي وجودهم دخل بهجة غريبة علينا.
قعدنا سوا، الكلام بسيط بس مليان محبة. تولين مسكت إيدي وقالت بابتسامة:
ــ أنا مبسوطة إننا بقينا مش بس أصحاب… بقينا عيلة!.
أما آدم، كان قاعد هادي، لكن عينيه قالت اللي لسانه ما قالهوش، نظرة كلها جدّية وطمأنينة. اللحظة دي حسّيت إني واقفة على أول طريق جديد… طريق مليان أمل.
بصلي وقال بابتسامة خفيفة:
ــ إيلا… تعرفي، من يوم ما عرفتك، وجودك حواليا وحوالين تُلين خلاني أحس بالراحة… حتى لو معملتيش حاجه.
اكتفيت اني ابتسم لساني كان عاجز عن النطق.
ضحك بخفة وكمل كلامه وقال:
ــ وعشان كد إحنا نبقي متفقين… نعدّي أي حاجة مع بعض.
سكتنا شوية، بس الصمت كان مليان إحساس، وكأننا متفاهمين من غير ما نقول كل حاجة.
وفي اللحظة ده افتكرت بيت شعر جميل بيقول:
"ولو لم تكن الحبُّ ما كنتُ أحيا، وما كان لي في الدُّنيا سرورٌ سواك."
تمت
رايكم ف الاحداث وف النهايه؟