رواية النهاية التي لم أختارها (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱيات عاطف
رواية النهاية التي لم أختارها الفصل التاسع 9
تاني يوم صحيت يمكن لأول مرة
من فترة طويلة أصحى من النوم وأنا مبتسمة.
مش فاكرة آخر مرة قلبي
حس بالراحة دي إمتى…
بس النهاردة كان مختلف.
كان لسه في أثر لمسته على إيدي،
أثر بسيط لكنه خلاني أحس إني موجودة،
إني لسه عايشة.كنت حاسة بخفة،
كأني طفلة صغيرة بتصحى من
كابوس طويل ولقت حواليها أمان.
قمت من على السرير بهدوء،
بصيت في المراية يمكن ملامحي متغيرة،
مرهقة من المرض…
بس كنت حاسة جوايا إن
فيه لمعة جديدة في عيني.
لمعة أنا معرفتهاش قبل كده.
دخلت الممرضة عفاف،
اللي عمري ما حسيت إنها مجرد ممرضة…
كانت زي حضن الأم اللي
بيطبطب عليا من غير ما أطلب.
ابتسمت لها ابتسامة واسعة كأني بشاركها سر صغير.
_صباح الخير يا عفاف.
-صباح النور يا حبيبتي،
شكلك مبسوطه النهاردة.
فضلت ساكتة شوية،
وبعدين لقيتني بسألها من غير تفكير:
_قوليلي.. ينفع واحدة زيي تحب؟
يعني في وضعي ده…
ينفع ألاقي حد يشوفني مش مريضة،
يشوفني أنا؟
شفت في عينيها لمعة حنان وصدق،
ابتسمت وقالتلي:
-يا ليلى إنتي جميلة في أي وضع.
وحقك تحبي وتتحبي.
اللي يقدرك صح مش هيشوف مرضك،
هيشوف قلبك.
الكلام نزل على قلبي زي دوا مريح.
ابتسمت من غير ما أقاوم،
وحسيت بدموعي بتلمع في عيني…
دموع فرح مش وجع.
وقتها بس اعترفت لنفسي بالحقيقة
اللي كنت بتهرب منها.
أنا بحب مراد.
كل لحظة بيني وبينه كانت بتأكدلي،
كل كلمة، كل نظرة،
كل خوف كان بيبان في عينيه عليا…
وأنا عارفة إنه هو كمان بيحبني،
حتى لو بيخبي وبيحاول يهرب.
لازم أواجهه.
ولازم أقوله إني عارفة…
إني حاسه بيه.
لأن يمكن العمر ما يسمحش نفضل ساكتين أكتر.
---
كنت واقفة قدام باب أوضته،
قلبي بيدق كإني راجعة أعيش أول لحظة في حياتي.
إيدي كانت بتترعش وأنا بخبط بخفة،
لحظات وسمعت صوته الناعس:
–مين؟
قولت بصوت واطي:
_أنا ليلي.
اتحرك جوايا حاجة وأنا سامعة
خطواته بطيئة لحد ما فتح الباب،
شكله لسه صاحي وعيونه نصها سهر ونصها حلم.
ابتسمت غصب عني،
وقلت بسرعة قبل ما أتهرب:
_هستناك تحت في الجنينة…
عايزة أتكلم معاك.
هو فضل ساكت ثواني،
وبعدها ابتسم ابتسامة صغيرة كأنها بتطمني وقال:
–ماشي أنا جاي وراكِ.
نزلت وأنا قلبي بيدق أسرع من أي مرة قبل كده.
الجو كان هادي، والهوا بيهز أوراق الشجر حواليا،
حسيت إن اللحظة دي بتتخبّط في صدري
من كتر ما أنا متوترة.
قعدت على الكرسي الخشب اللي
تحت الشجرة الكبيرة،
وأخدت نفس عميق أستجمع بيه شجاعتي.
بعد دقايق سمعت خطواته ورايا…
التفت لقيته جاي بهدوء،
ابتسامته الخفيفة اللي بقت جزء
من قلبي مرسومة على وشه.
قعد جنبي من غير ولا كلمة،
وبصلي مستني.
قال بصوته الهادي اللي بيهدي أي عاصفة جوايا:
–ها يا ستي…
كنتِ عايزاني في إيه؟
بصيت في عيونه ثواني،
وبعدها لقيت نفسي بمسك إيده…
مجرد ما لمستها حسستني بالأمان
اللي عمري ما عرفته قبل كده.
ابتسمت وأنا لسه ماسكة إيده
وبصيت في عيونه من غير ما أهرب.
الكلام خرج مني من غير ما أفكر:
_مُراد من ساعة ما دخلت حياتي،
كل حاجة اتغيرت.
انت خلتني أحب نفسي…
حتى ضعفي اللي طول
عمري كنت بخاف أبينه.
انت خلتني أعرف مين "ليلي" الحقيقية…
من غيرك كنت هفضل تايهة
ومش متصالحة مع نفسي أبداً.
هو كان ساكت،
عيونه بتلمع بلمعة مش قادر يخبيها…
لمعة وجع وفرح وحب كله متلخبط،
بس أنا كنت شايفة جواه أكتر من أي وقت فات.
حسيت إن اللحظة دي فرصتي،
فخدت شهيق عميق
وقلت من غير تمهيد، من غير هروب:
_مُراد أنا بحبك.
بحبك أوي بجد.
عايزة أكمل اللي باقي من حياتي معاك.
حتى لو اللي فاضل من عمري مش كتير…
هكون عايزة أقضيه كله معاك، بس معاك انت.
إيده شدت على إيدي كأنه خايف أسيبه.
بصلي بعيون كلها صدق وقال وهو
بيبتسم ابتسامة مالهاش شبه:
–وأنا كمان بحبك يا ليلي.
بحبك أوي…
أنا بعافر مع المرض ده عشانك،
عشان أبقى قادر أفضل معاك.
بقيت بحب حياتي عشانك إنتِ…
مش عايز أسيبك…
عمري ما هفكر أسيبك.
الكلمات دي كسرت جوايا حاجز
من الخوف والشك،
حسيت إن كل حاجة اتسندت.
كأننا أخيراً وصلنا للحقيقة اللي كنا بنهرب منها.
---
فضلت أبص في عنيه من غير ما أتكلم…
يمكن أول مرة آخد بالي إن
الحزن فيها مش عادي،
كأن الدنيا كلها سابت فيه أثر.
قربت منه أكتر، وقلت بهدوء:
–مُراد هو إيه السبب اللي مخلّي
عنيك طول الوقت شايله وجع كده؟
سكت شوية، ولفّ وشه بعيد عني…
بس في الآخر رجع بصلي وقال بصوت واطي:
–من ساعة ما ماما توفت،
حياتي كلها اتشقلبت…
بابا اتجوز على طول،
وكأنها ما كانتش موجودة أصلاً.
انشغل بحياته الجديدة ومبقاش
يسأل فيا خالص. عندي أخت أكبر مني،
بس مسافرة، ومش عارف عنها أي حاجة…
حتى لما عرف إني جالي كانسر،
ما عملش حاجه غير إنه حجزني
هنا في المستشفى وخلاص.
صوته وهو بيحكي خلاني أحس
إني شايلة الوجع معاه…
وابتسامته الصغيرة اللي اتكسرت
نصها في آخر كلماته جرحت قلبي.
كمل وقال:
–أنا يمكن كل اللي كان مخوفني،
إني أموت من غير ما حد يفتكرني…
من غير ما يبقى ليا أي أثر.
أنا هنا موقفتش… مديت إيدي،
ومسكت ايده بقوة.
قلتله بصوت كله إصرار:
_متقولش كده، إنت موجود،
ودايمًا هتفضل موجود…
يمكن الدنيا قست علينا، بس أنا جنبك.
ومش هسيبك تعدي ده لوحدك.
إحنا الاتنين هنتعافى،
وهنفضل سند لبعض طول الطريق.
لأول مرة من يوم عرفته،
شفت عنيه بتلمع بدموع حقيقية،
مش دموع ضعف…
دموع حد أخيرًا لقى اللي يفهمه ويشوفه.
ابتسم بخجل،
وكأن كلامي رجّعه شوية للحياة، وقال بهمس:
–وجودك فرق معايا يا ليلي…
أكتر مما تتخيلي.
وأنا في اللحظة دي بس،
حسيت إن كل اللي فاتني من مشاعر وحب…
بيتجمع دلوقتي جواه، ومعاه.
---
ليلي وقفت قدام مُراد بابتسامة:
_مُراد، أنا هطلع أوضتي أرتاح شوية.
مُراد بصّ لها بحنان واضح:
–طيب يا ليلي، ريّحي نفسك…
ولو احتجتِ أي حاجة كلّميني.
هزت راسها وابتسمت له ابتسامة خفيفة،
وبعدها أخدت خطواتها
ببطء في طرقة المستشفى
. وهي طالعة عدت قدام مكتب خالد،
قلبها وجعها بحزن…
بقالهم كتير ما اتكلموش،
وحست إن لازم تسلّم عليه.
رفعت إيدها وخبطت خبطتين خفيفين.
صوت خالد جه من جوه المكتب،
متعب لكنه واضح:
–اتفضل.
فتحت الباب بهدوء،
وطلّت براسها الأول وبعدين دخلت.
عينيه وقعت عليها فورًا،
قام من مكانه بسرعة وهو بيقول بقلق واضح:
-ليلي إيه اللي خرجك من أوضتك؟
إنتِ كويسة؟
ابتسمت له ابتسامة تهديه:
– أنا كويسة، متقلقش…
كنت محتاجة أغيّر جو شوية.
ما اقتنعش بسهولة،
قعد على طرف المكتب ولسه نظرته فيها قلق:
–طب كنتِ فين؟
دورت عليكي كذا مرة.
قالتها بخفة وهي تحاول تطمّنه:
_كنت في الجنينة مع مُراد.
كلمة "مُراد" نزلت زي حجر تقيل على قلبه.
ابتسم ابتسامة صغيرة
بس كانت محمّلة بالوجع،
وغمغم بعد لحظة صمت:
–ليلي إنتِ بتحبي مُراد؟
سكتت ثواني،
عينيها لمعت بخجل وهي تهرب من نظرته،
وبعدها قالت بصوت واطي لكنه صادق:
_بصراحة آه، حبيته.
مش عارفة لحقت أحبّه إمتى ولا إزاي،
بس اللي أعرفه إنه…
خلاني أحب نفسي من تاني.
الكلمات دي كانت كالسهم في قلب خالد.
سكت، عينيه اتغرقت بوجع مخفي،
وصوته اختفى كأنه مش قادر ينطق.
ليلي لاحظت سكوته،
قربت بخطوة وقالت بخوف:
_خالد إنت كويس؟
رفع عينيه ليها بسرعة،
ابتسم ابتسامة كاذبة:
– آه، كويس.
ممكن تسيبيني لوحدي شوية؟
هزت راسها بالرفض:
_لا، مش هسيبك كده.
في إيه؟ قولي.
فجأة انفجر صوته وطلع منه
اللي كان كاتمه طول الوقت:
–في إيه؟ في إني بحبك يا ليلي!
بحبك من زمان…
وكنت فاكر إني هعرف أدفن
الإحساس ده جوايا، بس مش قادر.
وقف من مكانه وخطوة بخطوة قرب منها،
صوته بيرتعش:
–أنا عارف إنك مش من حقي…
وعارف إن قلبك مع واحد تاني…
بس والله غصب عني، قلبي مش ملكي.
(بلع ريقه وكمل)
-بس عايزك تعرفي حاجة،
إني بجد مبسوطلك.
مبسوط إنك لقيتِ حد يحبك بصدق،
حتى لو الحد ده مش أنا.
الكلام كسر قلبها.
دموعها نزلت من غير ما تاخد بالها،
وحست بذنب قاتل كأنها السبب في كل وجعه.
_خالد أنا آسفة…
هز راسه وقال بابتسامة حزينة:
–ما تتأسفيش يا ليلي.
الذنب مش ذنبك،
قلبي هو اللي اختارك غصب عني.
بس بعد إذنك سيبيني لوحدي شوية.
بصّت له نظرة أخيرة، دموعها مغرقاها،
وبقلبها حزن تقيل إنها جرحت الشخص
الوحيد اللي كان سندها وصاحبها.
سابت المكتب بهدوء،
والباب اتقفل وراها…
وفي اللحظة دي حسّت إنها فقدت الصاحب
الحقيقي اللي كان بيحبها من غير شروط.
---
طلعت أوضتي وأنا حاسة إن في حاجة بتخنقني…
مش عارفة أتحمل أكتر من كده.
قفلت الباب ورايا وسندت ضهري عليه،
والدموع نزلت غصب عني.
مش قادره أشيل وجع خالد
جوايا وهو مش مستاهل مني ده،
بس قلبي بيتوجع كل ما ببص في عينه.
أنا حبيت مُراد، حبيته بصدق…
بس ليه الوجع ده بيمزقني كده؟
مسحت دموعي بسرعة أول
ما سمعت صوت خبطة على الباب.
قلبي دق جامد، بسرعة رفعت إيدي
على وشي ومسحت أي أثر للدموع:
_ادخل.
فتح الباب… وظهر مُراد.
ابتسمت ابتسامة مزيفة كأني طبيعية،
بس هو وقف يبصلي، عنيه بتلمع بالقلق:
–ليلي… انتِ كنتِ بتعيطي؟
هزيت راسي بسرعة وأنا بحاول أثبت صوتي:
_لا… لا، مكنتش بعيط.
قرب خطوة مني وهو بيحاول
يقنع نفسه يصدقني، لكن شكله مش مقتنع:
–طب ليه عينك محمرة كده؟
ابتسمت ابتسامة صغيرة متكسرة:
_يمكن من التعب… بلاش تدقق.
سكت شوية، وبعدين طلع حاجة من جيبه.
–بصراحة…
أنا جيت عشان أديكي حاجة.
بصيت له باستغراب:
_حاجة إيه يعني؟
مد إيده وظهر في كفه
سلسلة فضة على شكل قلب،
مفتوح من النص،
محفور جواه كلمة "بحبك"
وتحتها توقيعه: "مُراد".
حسيت قلبي بيترج فجأة،
مشاعر مختلطة فرحة، خوف، وجع..
كلهم في لحظة واحدة.
–دي عايزك تفضلي لابساها على طول.
ما تقلعيهاش، كل مرة تبصي فيها تفتكريني.
اتجمدت، عينيا غرقوا دموع من غير ما أحس.
كان بيبصلي بحب نضيف،
بس أنا… أنا حسيت كأنها علامة وداع،
كأنها آخر حاجة هيفضل سايبها معايا.
قلبي وجعني أووي…
حسيت إني مش عايزة اللحظة دي تخلص.
بلعت ريقي، وبصوت مكسور قلت بتردد:
_مُراد ينفع…
ينفع أحضنك؟
مردش بكلمة.
هو بس خطفني جواه.
شدني لحضنه بقوة كأنه بيخبيني بين ضلوعه،
كأنه عايز يدفني جواه من
كتر الخوف إني أضيع. وأنا…
أنا كمان ماكنتش عايزة أسيبه أبدًا.
سندت راسي على صدره،
وسمعت دقات قلبه،
كانت سريعة… زي دقات قلبي
"كنتُ في حضنه كأني وجدتُ وطني المفقود،
كل ما في قلبي من خوفٍ وقلق ذاب فجأة…
لكن رغم الدفء، كان في داخلي صدى يقول:
هذا الحضن قد يكون آخر الأمان…
وكأن القدر يهمس لي:
تمسكي به الآن،
فالغد لا يضمن بقاءه."
---
خرجت من حضنه ببطء،
كأني كنت بقتلع جزء مني غصب عني…
بصيت له بعيني اللي مليانة
أسئلة ملهاش صوت.
مد إيده وناولني دفتر صغير،
لونه باهت زي ما يكون عاش
معاه سنين من الوجع والسر.
قال بصوت هادي بس فيه ارتعاشة خفيفة:
–خدي ده بس ما تفتحيهوش دلوقتي.
اتسمرت مكاني وسألته
وأنا ماسكة الدفتر كأني ماسكة قلبه:
_أمال أفتحه إمتى؟
ابتسم ابتسامة خفيفة، مش ابتسامة فرح…
كانت ابتسامة حد عارف إن
في حاجة جواه مش قادر يقولها:
–بعدين… أنا هبقى أقولك.
قلبي وقع وأنا سامعة الجملة دي.
كأني حسيت إن "بعدين"
دي بعيدة أوي…
يمكن مش هتيجي أصلاً.
هو قال بعدها:
–هرجع أوضتي دلوقتي وأسيبك ترتاحي.
كنت عايزة أصرخ:
"ما تسبنيش!"،
كنت عايزة أمسك إيده وأشده يقعد جنبي.
حاجة جوايا كانت بتقولي:
"ما تسبيهوش يبعد… ما تسبيهوش يمشي."
بس ما عرفتش،
كتمت الكلام زي ما بكتم أنفاسي.
قرب للباب،
وكل خطوة كان بياخدها كأنها
بتسحب مني أمان ما
كنتش أعرف إني محتاجاه بالشكل ده.
وقبل ما يخرج، وقف لحظة…
بصلي بعينه اللي مليانة
أسرار ودموع محبوسة…وابتسم.
ابتسامة حقيقية، بس موجوعة.
وبعدين خرج و قفل الباب وراه.
قعدت على السرير وأنا ماسكة الدفتر،
قلبي بيدق كأني في سباق مع الزمن.
حاولت أهدّي أفكاري…
أقنع نفسي إن دي مجرد لحظة عادية،
وإنه بكرة هييجي تاني.
بس كان في همس داخلي بيقولي:
"المرة دي مش زي كل مرة…
المرة دي في حاجة مختلفة."
حضنت راسي بين إيدي،
والدموع وقفت عند عيني…
مش عارفة تنزل ولا تفضل محبوسة.
كنت بحاول أسمع صوت نفسي،
أقول:
"هو راجع… لازم يكون راجع."
بس الحقيقة؟
أنا عمري ما كنت خايفة كده زي النهارده.
---
"مُراد"
خرجت من أوضتها…
سبتها وهي لسه ماسكة الدفتر والسلسلة،
وقلبي واجعني وأنا بسيب إيدي من إيديها.
رجعت أوضتي، قفلت الباب،
وقعدت على الكرسي اللي قُدام الشباك.
حاولت ألهي نفسي بأي حاجة…
بس الحقيقة إن كل اللي قدامي كان ليلى.
من أول ما عرفتها لحد اللحظة
اللي حضنتها فيها النهارده…
كل حاجة عدت قدامي زي شريط سريع.
ضحكتها… خوفها…
دموعها اللي كانت بتقع وهي بتحاول
تضحك عشان محدش يبان عليه إنها موجوعة.
كنت بشوف نفسي فيها…
كنت شايف إننا اتخلقنا من نفس الوجع،
بس الفرق إن أنا استسلمت،
وهي لسه بتدور على أمل.
أنا مش عارف ليه الإحساس ده مسيطر عليّ…
ليه حاسس إن دي آخر مرة هشوفها.
حضنها النهاردة كان مختلف…
كان كأن الزمن وقف،
وأنا نفسي ما كنتش عايز أسيبها.
كان نفسي أخبيها جوا ضلوعي…
أخليها جزء مني، محدش يقدر يقرب منها، ولا يوجعها.
بس معرفتش…
أنا عمري ما حبيت حد زيها…
يمكن حبيت قبل كده، يمكن اتعلقت بناس،
يمكن ضيعت وقتي في أوهام…
بس ليلى غير. ليلى حقيقية.
ليلى وجعتني بصدقها…
خلتني أشوف قد إيه أنا كنت عايش بنص قلب،
لحد ما هي دخلت وخلت النص التاني يدق.
يمكن أمشي قريب… يمكن أختفي…
يمكن حتى أختار أبعد عشان أحميها من نفسي…
بس جوّه قلبي الحقيقة واضحة:
أنا عمري ما حبيت حد زيها.
ليلى كانت، ولسه،
الحب الحقيقي الوحيد اللي عدى على حياتي.
---
"ليلي"
كنت فاكرة إني لما أنام هسكت
الأصوات اللي جوا دماغي…
أقفل عليها باب عقلي،
وأخلي الليل يسرقني من نفسي.
وفعلاً أقنعت روحي بالنوم…
لكن نص الليل صحيت، مخنوقة.
قلبي بيوجعني من غير سبب،
وكأن حد قابض عليه بإيده.
قعدت على السرير، أخدت نفسي بالعافية…
بس كان في حاجة مش طبيعية.
مكنتش عارفة مالي…
بس كل جسمي بيصرخ إني مش مرتاحة.
قمت من غير ما أفكر،
وكأني بتسحب على نور جوايا بيقولي:
"روحيله… اطمّني عليه."
مكنش فارق معايا الوقت متأخر قد إيه…
ولا فارق مين ممكن يلومني.
كل اللي كان شاغلني هو إني أوصل لمُراد.
وقفت قدام أوضته،
قلبي بيدق أسرع من إيدي
اللي خبطت على الباب.
مفيش رد…
ساعتها حسيت رجليا بتتقل،
خوف بارد نزل في عروقي.
مديت إيدي على المقبض…
فتحته بهدوء، كأني داخلة على سر مخيف.
الأوضة كانت عتمة، بس عيني بتدور عليه بكل لهفة.
وفجأة شُفته…
واقع جنب السرير.
جسمه ساكن زي الجماد.
قلبي وقع في رجليا،
جريت عليه مسكت إيده.
برد.
إيده كانت تلج…
برد يخترقني من جوة.
قربت إيدي المرتعشة ناحيه مناخيره…
ملقتش نفس.
في اللحظة دي حسيت
إن روحي نفسها بتتسحب مني.
صرخت:
_مُراد!! لا يا مُراد،
لا ما تسبنيش يا مُراد!!
دموعي نزلت غصب عني،
صوتي كان بيتقطع:
_ما ينفعش تسيبني دلوقتي…
ما ينفعش، عشان خاطري فوق!
ما تودعنيش بدري كده يا مُراد!
حضنته بكل قوتي…
كنت حاسة إني لو ضميته أكتر هيرجعلي.
_إنت قولتلي إنك هتفضل جمبي…
قولت إننا هنتعافى سوا.
طب ليه مشيت بدري اوي كده؟!
دموعي بللت هدومي وأنا بترجّيه:
_أنا بحبك، والله بحبك.
وهفضل جمبك، بس بالله عليك فوق…
ما تسبنيش.
أنا من غيرك ولا حاجة،
يا مُراد… بالله عليك رد عليا.
كنت بنادي عليه بهستيريا،
كل صرخة بتقطع قلبي.
كأني مصدقة إن زعيقي ممكن يرجعه…
إن صوتي ممكن ينقذه من الصمت.
لكن كل اللي بيرجعلي هو الصدى.
الأوضة كلها بقيت بتردد اسمه…
وأنا حضناه وبعيط،
كأني بلحق آخر أنفاسه.
---
يتبع...
"البارت ده وجع قلبي أنا شخصيًا".❤️🩹
رواية النهاية التي لم أختارها الفصل العاشر 10 والأخير من هنا