📁

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل العاشر 10 والأخير بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل العاشر 10 والأخير بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل العاشر 10 والأخير

"بعد 3 سنوات، المقابر"


السماء كانت صافية بشكل غريب،

 والشمس نازلة بهدوء كأنها بتودّع

 اليوم من غير ما تعمل دوشة… 

والهواء بيعدي خفيف بين الشجر في المقابر، 

كأنه بيهمس أسرار محدش عارفها غير اللي راحوا.


ليلى وقفت قدام قبر مُراد، 

ماسكة باقة ورد أبيض في إيدها، 

وعلى وشها ابتسامة حزينة، 

ابتسامة كلها وجع ورضا في نفس الوقت.

 حطّت الورد قدام قبره بهدوء،

 وبعدها قعدت على الأرض،

 زي ما اتعودت من تلات سنين.


بصّت على اسمه المنقوش على الرخام

 وقالت بصوت واطي، كأنها خايفة تصحّي غيابه:

_إزيك يا مُراد…

 جِتلك زي كل مرة… 

عارفه إنك مستنيني.


سكتت لحظة، 

إيدها راحت تلقائيًا على 

السلسلة اللي في رقبتها. 

مسكتها كويس وقالت:

_أنا عمري ما قلعتها يا مُراد…

 من يوم ما إدتهالي وأنا لابساها، 

وحاسّة إنها مش مجرد سلسلة…

 دي إنت. إنت حواليا في كل نفس.

 ودفترك؟ لسه معايا… 

كل كلمة كتبتها فيه حافظاها عن ظهر قلب، 

كأنها محفورة جوايا مش على ورق.


ضحكت ضحكة صغيرة

 باكية وهي تبص للأرض:

_عارف؟ كنت ساعات أقرأ كلامك وأنا منهارة،

 وألاقيك بتطبطب عليا بالكلمات…

 كأنك معايا، كأنك بتقولي ما تخافيش. 

وفعلاً كنت بصدق.


رفعت وشها ناحية السماء وقالت:

–أنا اتعافيت يا مُراد…،

و بقي عندي محل ورد لأني عارفه انك بتحبه.،

السرطان اللي كان بياكلني خلاص مشي…

يمكن كنت السبب، 

يمكن حبك هو اللي خلاني أقاوم وأعيش.

 بس برضه… إنت اللي مشيت. 

عارف دي أصعب حاجة؟

 إني أقف قدام قبرك وأكلمك وأنا عايشة، وأنت لأ.


سكتت لحظة، 

عينيها لمعت بدموع محبوسة:

_مُراد… عارف باباك؟

 طلع بيحبك أوي… بس للأسف،

 معرفش قيمتك غير لما مشيت.

 كان دايمًا فاكر إنك ضعيف،

 بس لما رحلت… اكتشف قد إيه كنت قوي.

 واختك… ندمت،

 ندمت إنها سابتك تواجه كل حاجة لوحدك. 

كانوا كلهم فاكرين إنك مش محتاجهم… 

مع إنك كنت أكتر واحد محتاج لحضن.


قربت أكتر من القبر، كأنها بتحاول تسمعه:

_أنا بس كنت عايزة أقولك

 إنك عمرك ما هتبقى ذكرى بالنسبة لي…

 لأ، إنت مش مجرد فصل عدى من حياتي. 

إنت حياتي كلها يا مُراد.

 محفور في قلبي، 

وعمري ما هعرف أحب بعدك. 

أنا بحبك…

 بحبك أوي، ووحشتني لدرجة مش قادره أوصفها.


ابتسمت ابتسامة صغيرة وهي تمسح دموعها:

_يمكن الناس شايفيني قوية عشان اتعافيت… 

بس محدش يعرف إن قوتي دي منك.

 إنت اللي علمتني أواجه.

 إنت اللي سبت فيا أثر عمري ما هعرف أنساه.


مدّت إيدها ولمست الرخام برفق،

 كأنها بتلمس إيده:

_استناني يا مُراد… يوم ما ييجي معادي،

 أول مكان هاجري عليه حضنك. 

وساعتها مش هسيبك تاني،

 ومش هيكون في موت يفرقنا.


قامت من مكانها بهدوء، 

حطّت إيدها على قلبها وقالت

 آخر كلمة وهي بتبتسم ابتسامة مكسورة:

_أنا لسه ليلى اللي بتحبك…

 ولسه هنا..،

ولسه بحبك أكتر من أي وقت.


---


خرجت من باب المقابر، وأنا لسه ماسكة 

وردة بيضا من البوكيه اللي سبتُه لمُراد…

 حسيت بالهوا بيخبط في وشي بهدوء، 

كأن روحه لسه معايا بتطبطب عليا.

 لكن أول ما رفعت عيني، شُفته…

 خالد. كان واقف برّه، مستنيني، 

زي ما بيعمل كتير من غير ما يقول.


أول ما نظر ليا،

 ابتسم ابتسامة كلها وجع وقال:

–كنت عارف إني هلاقيكي هنا يا ليلي.


بصيت له بهدوء، ابتسامة صغيرة 

ارتسمت على وشي من غير ما أقصد وقلت:

_ما إنت عارف يا خالد… 

أنا باجي أزور مُراد كل جمعة.


هز راسه بابتسامة حزينة وقال:

–عارف يا ليلي… عارف.


كان في حاجة في عينيه بتوجعني، 

كأنها كسور متراكمة من سنين. 

فغيّرت الموضوع وقلتله:

_أنا هروح بقى المحل، 

عندي شغل هناك.


قرب مني خطوة وقال بسرعة:

–طب ممكن قبل ما تروحي…

 نتكلم شوية؟ نروح كافيه كده؟.


بصيت في عينيه، 

لقيت الرجاء واضح فيها…

 معرفتش أرفض، فهزيت راسي وقلت بهدوء:

_ماشي يا خالد.


مشينا مع بعض لحد ما قعدنا

 في كافيه صغير على ناصية الشارع.

 ريحة القهوة مالية المكان والهدوء 

حوالينا كأنه متعمد. قعدنا قصاد بعض، 

طلبنا قهوة، وأنا كنت متوقعة

 إنه هيطول قبل ما يدخل في الموضوع… 

لكنه ما استناش دقيقة.


قال وهو بيبصلي بوجع:

–وبعدين يا ليلي؟

 هتفضلي كده لحد إمتى موقفه حياتك.


اتنفست بعمق، قلبي اتقبض من كلامه، 

بس رديت بهدوء،

 زي واحدة حافظه الإجابة دي من زمان:

_خالد إنت عارف إني مش 

هقدر أحب حد غير مُراد. 

حتى لو حاولت… هبقى بظلم اللي قدامي،

 لأني قلبي مش معايا.


شفت نظرته وهو ساكت، 

كأنه بيتقاتل جوا نفسه، 

وبعد لحظة اتكلم وصوته فيه ارتعاشة وجع:

–ليلي أنا وافقت إننا نفضل صحاب

 عشان أكون جمبك. 

عشان أشوفك حتى لو مش ليا. 

بس بجد صدقيني، أنا لسه بحبك. 

وزوالله هبقى راضي بأي حاجة،

 بس تبقي معايا يا ليلي.


الكلمات دي قطّعت قلبي، حسيت بيه،

 حسيت قد إيه وجعه بيأكل روحه. 

مدّيت إيدي ومسكت إيده على الترابيزة،

 وبصيت له بعيون كلها امتنان وقلت بابتسامة حزينة:

_خالد إنت من أجمل الناس اللي عرفتهم في حياتي. 

إنت اللي وقفت جمبي، ساعدتني أتعافى، 

سندتني في لحظات محدش كان موجود فيها. 

ربنا يعلم إنك كنت أجدع صاحب 

في حياتي طول التلات سنين اللي فاتوا.


اتوقفت لحظة، صوتي اتكسر وقلت:

_وعشان إنت مهم عندي ومش أي حد… 

أنا مش هرضهالك يا خالد.

 مش هرضى إنك تفضل معايا وقلبك متعلق بيا، 

وأنا قلبي مش ليك. إنت ما تستاهلش كده… 

إنت تستاهل حد يحبك بجد،

 يشوف قلبك ويقدّره، 

ويشوف جمالك اللي أنا عارفاه. 

يمكن أنا مش هقدر أديك

 الحب اللي تتمناه، ولا اللي تستحقه.


كانت عينيه مليانة دموع بيقاوم إنها تنزل، 

وأنا ابتسمت له ابتسامة أخيرة،

 ابتسامة كلها وجع بس كمان فيها راحة… 

لأني عارفة إني أخيرًا قلت اللي لازم يتقال.


سحبت إيدي من إيده بهدوء، 

وقمت من مكاني، وقلتله:

_خالد شكراً على كل حاجة. 

بس لازم تبتدي تشوف 

نفسك وتدي قلبك لحد يستاهله.


بصيت له للمرة الأخيرة…

 ابتسامة صغيرة مرسومة على وشي،

 رغم الدموع اللي بتلمع في عيني…

 وبعدها مشيت.


وأنا ماشية حسيت قلبي موجوع، 

بس في نفس الوقت مرتاح… 

مرتاحة إني أنهيت حاجة كانت بتعذّبه. 

مرتاحة إني سبت له فرصة 

يبدأ يدور على نفسه من غير قيودي.


مسكت السلسله بأيدي، كأنه معايا و قولت:

"كل الناس بيقولوا إن الموت نهاية…

 بس أنا مصدقة إنك 

لسه عايش جوايا يا مُراد،

 وإن يوم ما أقابلك تاني،

 هتعرف قد إيه فضلت

 أحبك بعد ما الدنيا كلها مشيت."

---

"النهاية"

"بس كده دي نهايه الروايه يا حبايبي،

رواية النهاية التي لم أختارها كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات