📁

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الخامس 5 بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الخامس 5 بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الخامس 5

عدى أسبوع كامل.. 

أسبوع حسيت فيه إن 

كل يوم أطول من اللي قبله.


النهارده كان معاد جلستي التانية…

 جسمي لسه بيوجعني من الأولى، 

وقلبي لسه مرعوب من اللي جاي.


وأنا قاعدة على السرير بعد 

ما رجعت أوضتي،

 كنت حاسة إني متبهدلة… 

مش بس من التعب، لأ،

 من الخوف اللي بقى زي الضيف

 اللي قاعد جوايا ومش عايز يمشي.


دخلت الممرضة،

 نفس الست اللي دايمًا بتجبلي الفطار

 و تاخدني للجلسه وتفكرني 

بشكل غريب بـ"أمي".


عنيدة في طيبتها… 

يمكن عشان في عينيها حاجة مطمّنة،

 حاجة بتحسسني إني مش لوحدي.


قربت مني، شالت الغطا اللي

 كنت متلفحة بيه وقالتلي بصوتها الدافي:

– إنتي تعبتِ انا عارفه، بس شوفي…

 ده تعب بيجيب شفا.

 استحملي، يا حبيبتي، وعدّيه.


بصتلها، وعيني دمعت من غير ما أحس…

 قلتلها بصوت مكسور:

_ أنا خايفة… خايفة جدًا.

 ساعات بحس إني مش هكمل،

 وإن الجلسات دي هتكسّرني.


حطت إيدها على إيدي… 

حسيت إن لمستها شبه حضن أمي اللي مفتقداه.

– بصي يا ليلي،

 اعتبريني زي أمك. 

ولو عندك أي حاجة مخوفاكي أو مضايقاكي،

 قوليلي. أنا هنا مش بس عشان أساعدك،

 أنا هنا عشان أسمعك كمان.


أنا سكت… 

يمكن عشان الكلام وقف في زوري،

 يمكن عشان مش متعودة أفتح قلبي لحد.


بس لقيتني بقولها فجأة:

_ أنا حاسة إني لوحدي…

 حتى سليم، اللي كنت فاكرة

 هيبقى معايا للآخر، اختفى.


ابتسمت بأسى،

 وبصتلي بنظرة كلها حنان وقالت:

– اللي يسيب وقت الشدة ما 

يستاهلش دمعة من عنيكي. 

إنتي أقوى من كده… 

ولازم تفكري إن ربنا بيشيل من 

طريقك اللي مش ليكي عشان

 يفضّلك مكان للي يستاهل وجودك.


الكلام نزل على قلبي زي ميه

 ساقعة في عزّ الحر…

 يمكن ما شلش وجعي كله، 

بس ريّحني شوية.

وحسيت إني فعلاً مش لوحدي، 

في حد سامعني، في حد قادر يحتوي خوفي.


وأنا ببص في عينيها حسيت

 إني ممكن أصدقها… 

يمكن لأول مرة من زمان.


---


بعد ما الممرضة خرجت، 

فضلت قاعدة دقيقة ساكتة… 

عيني متعلقة في الباب اللي اتقفل وراها،

 وحسيت فجأة إن الغرفة رجعت باردة تاني.


قمت من على السرير بخطوات تقيلة،

 كأن الأرض بتشدني لتحت.

وقفت قدام المراية… 

المراية اللي بقت عدوي الأول 

من ساعة ما دخلت المستشفي.


بصيت لنفسي…

وش باهت، عيني فيها هالات

 سودة واضحة كأنها مرسومة بالقلم.

شفايفي باهتة، وحتى جلدي باين عليه الإرهاق.


أنا مش دي…

 مش دي ليلي اللي كانت

 بتضحك وتداري وجعها بابتسامة.

أنا بقيت نسخة تانية… 

نسخة ضعيفة.


مديت إيدي لشعري، 

حسيت إنه ناشف ومش زي الأول…

 مررت صوابعي فيه،

 وفجأة لقيت خصلة كاملة وقعت في إيدي.

ساعتها اتجمدت…

قلبي وقع قبل الشعر ما يقع.

بصيت في كفي…

 الخصلات السودة الصغيرة نايمة

 في إيدي كأنها دليل على

 إني فعلاً بتفتت، جزء جزء.


دموعي نزلت من غير استئذان…

فضلت أبص في المراية،

 ولقيتني بتكلمها وكأني بكلم نفسي:

_ هو أنا بختفي؟

 هي دي النهاية؟


وقفت أعيط… 

دموعي كانت سخنة وبتجري بسرعة، 

وأنا ماسكة شعري بإيدي

 وكأني بحاول أرجّعه مكانه.

حسيت إني ضعيفة… 

أضعف من أي وقت فات.

رجليا تهزت، 

واضطريت أسند على

 المراية عشان ما أقعش.


كل صرخة جوايا كانت بتقولي: 

"استسلمي… مش هتقدري."

لكن وسط الانهيار ده…

 وسط الدموع اللي غرقوا وشي… 

سمعت جوايا صوت خافت، 

كأنه بيطلع من قلبي المكسور نفسه.


همست لنفسي، بصوت مرتجف:

_ خليكي قوية يا ليلي…

 ما ينفعش تستسلمي دلوقتي. 

مش بعد ما مشيتِ المشوار ده كله… 

مش بعد كل التعب ده.


مسحت دموعي بظهر إيدي،

 وحاولت أثبت بصري في المراية… 

حتى لو شكلي مش عاجبني، 

حتى لو شعري بيتساقط،

 بس جوايا في حرب… 

وأنا الوحيدة اللي ينفع أنتصر فيها.


حطيت خصلة الشعر اللي وقعت

 على الكومودينو جنب المراية…

 وكأني بقول لنفسي: 

"ده جزء ضاع، 

بس مش أنا اللي هضيع."


رجعت أتنفس ببطء… 

دموعي لسه موجودة،

 بس كان فيها حاجة مختلفة…

 حاجة شبه العناد.


---


كنت لسه واقفة قدام المراية،

 عيني محمرة من البكا اللي حاولت أخبيه… 

فجأة سمعت صوت مُراد بينادي عليا من البلكونة:

– ليلي… 

إنتِ صاحية؟


مسحت دموعي بسرعة، 

كأني بخاف أتعرف، 

بخاف يبان ضعفي لحد…

 حتى له. لكن في حاجة في

 صوته خلتني أخرجله،

 كأني كنت محتاجة أسمعه.


لما طلعت، كان واقف مستني، 

عينه في عيني بترقب كل تفصيلة.

 حسيت إنه شايف أكتر من اللي بظهره.


قال بهدوء:

– تعالي ننزل نقعد تحت شويه…

 الهوا ممكن يغير مودك.


اترددت ثواني…

 بعدين لقيت نفسي بميل راسي وبقول:

_ ماشي.


نزلنا مع بعض للجنينة،

 الليل كان هادي بشكل غريب، 

أصوات العصافير الخافتة،

 ريحة الورد اللي حوالينا… 

حاجه رجعتلي ذكريات بيوت زمان. 

قعدنا على دكة خشب تحت شجرة كبيرة، 

ومُراد فضل ساكت شوية كأنه بيديلي مساحة أتكلم.


بصلي وقال:

– قوليلي بصدق…

 إنتِ كويسة؟


المرة دي محاولتش أخبي…

 التعب كان أكبر من أي محاولة تمثيل.


 رفعت عيني وبصوت مخنوق قلت:

_ لأ… مش كويسة.

 كل حاجة جوايا بتوجعني. 

بحاول أتعامل…

 بحاول أدي لنفسي فرصة أتأقلم،

 بس ساعات بحس إني بنهار من جوا.


هو ما حاولش يقاطعني بالعكس، 

قرب مني بهدوء، 

ومد إيده يمسك إيدي.

 لحظة لمسته حسيت بدفا غريب، 

كأني لأول مرة حد يقولي من غير كلام أنا فاهمك.


بصلي بثبات وقال:

– أنا جمبك يا ليلي.

 أنا شايفك وفاهم وجعك. 

ومش محتاجه تمثلي إنك قوية طول الوقت.

 مش لازم تخبي مشاعرك عني… 

صدقيني مش لوحدك.


الجملة دي كسرت جدار جوة قلبي… 

طول عمري كنت بحس

 إني متسابه في نص الطريق،

 إني بحارب لوحدي. 

لكن كلماته وصلت لحتة محدش قبل كده لمسها.


لأول مرة من سنين،

 حسيت إني متشافه… 

مش مجرد مريضة، 

ولا مجرد بنت بتحاول تبان قوية. 

كنت "ليلي" اللي جواها خوف ووجع،

 وهو شاف ده من غير ما أقول.


ابتسمت ابتسامة صغيرة رغم

 الدموع اللي فضلت محبوسة، وهمست:

_ أول مرة أحس كده… 

إن في حد شايفني بجد.


مُراد ضغط على إيدي أكتر وقال:

– وهتفضلي متشافه… 

طول ما أنا موجود.


ساعتها، جوة قلبي اتحرك إحساس غريب… 

مش عارفة أسميه، 

بس كان مزيج من راحة ودفا،

 كأني أخيرًا لقيت مكان

 أقدر أتسند عليه ولو للحظة.


---


فضلنا ساكتين شوية، 

والجنينة حوالينا كلها هدوء غير صوت 

ورق الشجر اللي بيتحرّك مع الهوا. 

كنت كل شوية أبص على إيده اللي

 لسه ماسكه إيدي من غير ما يسيبها. 

حاجة جوايا كانت بتترعش…

 يمكن عشان دي أول مرة من سنين

 أحس إني مش مضطرة أخبّي وجعي.


مُراد قطع الصمت وقال وهو بيبص في عيني:

-ليلي… 

إنتِ طول الوقت بتحاولي تبيني إنك قوية، 

بس أنا شايف غير كده… 

شايف إنك جواكِ تعب كبير.


بصيت له باندهاش:

_إزاي فهمت كده؟


ابتسم ابتسامة دافية:

-يمكن عشان أنا كنت زيك…

 بضحك وأهزر وأبان قدام الكل عادي،

 لكن بالليل، أول ما باب الأوضة يتقفل، 

بواجه نفسي، وبفتكر كل حاجة.


الكلام وقع عليّا كأنه بيتقال من قلبي أنا…

 حسيت إني عايزة أفتح، 

عايزة لأول مرة أحكي من غير 

ما أكون خايفة من نظرة شفقة.


قلت ودموعي بتلمع في عيني:

_أنا فعلًا تعبت يا مُراد… 

كل يوم بحاول أقنع نفسي إني هبقى بخير،

 بس الحقيقة إني مش عارفة…

 مش قادرة أنسى، ومش قادرة أتأقلم.


شد إيدي بإيده أكتر، وقال بهدوء:

-وإيه يعني لو مش قادرة دلوقتي؟

 مش لازم تفضلي لوحدك في المعركة دي… 

أنا موجود يا ليلي. 

مش عشان أحنّ عليكِ لأ، 

عشان نفسي أشوفك واقفة علي رجلك.


حسيت ساعتها إن قلبي اتزحزح من مكانه. 

لأول مرة أصدّق إن فيه حد ممكن يكون 

عايز يفضل جمبي من غير مصلحة.


سكت لحظة، وبعدها أنا اللي سألت:

-طب إنت يا مُراد… 

إيه اللي بيوجعك اوي؟ 


ابتسم ابتسامة باهتة:

-موت والدتي..كان نفسي تفضل عايشه

عشان اعرفها انا بحبها قد ايه..


لمست كلامه قلبي بطريقة غريبة… 

وقلت وانا ببص له:

_ممكن تكون راحت، 

بس أكيد كانت عارفة قد إيه بتحبها.


بصلي وقتها نظرة عميقة… 

نظرة حسّيت فيها إنه بيشوفني بوضوح، 

كأني أول مرة في حياتي ببان على حقيقتي.


جوايا كنت بقول لنفسي: 

هو إزاي قادر يخليني أبقى صادقة كده؟

 إزاي أول مرة من سنين أحس إني مش وحيدة؟

 هل ينفع يكون ده بداية حاجة جديدة…

 ولا أنا بوهم نفسي؟


هو قرب مني شوية وقال بهدوء:

-ليلي متخافيش من مشاعرك. 

متخافيش من ضعفك.

 أوقات الضعف مش معناه إننا مهزومين، 

بالعكس، ده اللي بتخلينا بني آدمين.


ضحكت بخفة وسط دموعي:

_وانا معاك مش بحس اني ضعيفه،

 بالعكس… 

إنت بتخليني أحس إني لسه موجودة.


ابتسم وقال:

-وهتفضلي موجودة… 

طول ما أنا هنا.


وهو بيقول الجملة دي،

 قلبي لأول مرة من سنين حس بشيء غريب…

 كأن فيه باب صغير اتفتح،

 ونسمة هوا دافية دخلت.


---


كانت ليلي قاعدة جنب مُراد في الجنينة، 

الجو كان هادي، 

والهواء البارد بيحرك خصل شعرها.

 ابتسامتها كانت خفيفة، وفيها ارتباك،

 خاصة بعد كلامه اللي حسسها إنها متشافه لأول مرة.


علي الجانب التاني خالد كان واقف

بيبص علي إيده اللي متبته في 

ايدها، وهو حاسس انه بيموت من جواه

مش قادر يفهم سبب وجعه ده ايه؟

و ليه هو مش مستحمل يشوفها

مقربه من حد تاني غيره..


---


"خالد"


رجعت مكتبي وأنا لسه شايف

 ملامحها قدامي "ليلي".


مشهدها وهي قاعدة مع مُراد،

 وإيده ماسكة إيدها… 

خلاني أحس بحاجة غريبة أول مرة تمر عليّ.


وجع في صدري مش لاقي له تفسير، 

غيرة؟ طب إزاي؟!

أنا الدكتور المسؤول عنها، 

و المفروض اننا صحاب

المفروض مشاعري تبقى محايدة… 

علاقتي بيها لازم تفضل في الإطار الطبي وبس.


وقفت قدام المكتب،

 قلبي بيدق أسرع من الطبيعي،

 وكأني شفت حاجة مش من حقي أشوفها.


سألت نفسي:

أنا المفروض أفرح إنها لقت حد يطبطب عليها… 

حد يساعدها تحس إنها مش وحيدة.

بس الحقيقة إني حسيت

 إن حد خطف حاجة مني… 

حاجة مش من حقي أصلاً.


قعدت على الكرسي وضربت

 إيدي على الترابيزة بعصبية.

إيه اللي بيحصلي؟!

أنا عارف إن أي مشاعر تجاهها غلط، 

والأخطر إنها ممكن تأذيها قبل ما تأذيني.

ليلي جايه هنا عشان تتعالج،

 مش عشان ألاقي نفسي ضعفت قدامها.


حاولت أهرب من الإحساس 

بس النهاردة، وهي قاعدة مع مُراد…

 لأول مرة شفت لمعة صغيرة في عينيها.

 لمعة بتقول إنها لقت حد يشوفها.


سألت نفسي:

هل أنا زعلان عشان لقيت

 اللي يقدر يدخل لقلبها وأنا لأ؟

ولا عشان حسيت إنها مش ليا من الأساس؟


زفرت بعمق وحطيت إيدي على وشي…

 لأ، ما ينفعش.

أنا دكتورها و صاحبها.

لازم أحط حدود واضحة بيني وبينها، 

وإلا هتهد كل اللي حاولت أبنيه معاها من ثقة وعلاج.


بس جوايا…

 جوايا صوت خبيث بيهمس:

"ليه مش أنا اللي أكون السند بتاعها؟ 

ليه مش أنا اللي ألم وجعها؟"


 الحقيقة إني مش قادر… 

مش قادر أتجاهل إن ليلي بدأت تلمس

 فيا حاجة عُمري ما حسيتها قبل كده.


---


"ليلي"


كنت متعودة إن وجود خالد يخليني أستحمل.

هو مش مجرد دكتور… 

بالنسبة لي بقى زي الصاحب

 اللي بيلحقني في أسوأ لحظات حياتي.

كل مرة كنت بدخل أوضة الكيماوي

 وقلبي بيخبط من الخوف،

 كنت بستناه يسألني بصوته الهادي:

– جاهزة يا ليلي؟


وكان السؤال البسيط ده بيخليني

 أحس إني مش لوحدي.


النهارده كان غير.

دخلت وقعدت على الكرسي الأبيض المعتاد، 

وأنا متوقعة يطمني زي العادة.

بس خالد كان غريب…

مسملش، ولا حتى ابتسملي 

ابتسامة خفيفة زي ما بيعمل كل مرة.

اتكلم بسرعة مع الممرضة 

وركب الكانيولا من غير ما يرفع عينه في وشي.


أنا ضحكت بخفة وحاولت أفك التوتر:

ب_ المرة دي مش هتلاقيني بعيط زي كل مرة.

كنت منتظرة منه أي رد…

 حتى ضحكة صغيرة.

لكنه اكتفى بكلمة سريعة:

– تمام ده شئ كويس.


الكلمة وقعت تقيلة…

 مش من الكلمة نفسها،

 لكن من الطريقة اللي اتقالت بيها.

كأنه مش عايز يطوّل في الكلام معايا.


فضلت أبصله من بعيد وهو واقف.

كان بيتعمد ما يبصليش.

وكأن وجودي في المكان عبء.


وجعني ده… 

مش لأني شايفاه أكتر من اللي هو عليه،

لكن لأني اعتبرته سند…

 وصاحب حقيقي في وقت 

فقدت فيه كل أصحاب الدنيا.

هو الوحيد اللي بيشوف خوفي

 من غير ما أضطر أشرحه…

 اللي بيهون على دموعي من غير ما يحرجني.


دلوقتي… وأنا شايفاه بيبعد، 

حسيت كأني بتسحب لدوامة الوحدة تاني.

أنا مش فاهمة إيه اللي حصل.


هو زهق مني؟

 ولا أنا تقلت عليه بكلامي؟

ولا يمكن أنا كنت غبية لما افتكرته 

صديق أصيل مش مجرد دكتور؟


الجلسة كلها عدت وأنا سايبة 

دموعي محبوسة في عيني.

مكنتش قادرة أبصله ولا حتى أتكلم…

لأن السؤال اللي كان

 بيصرخ جوايا كان بيوجعني أكتر:

"ليه يا خالد؟

 ليه بقيت بعيد؟"


---

خلصت الجلسة، 

والممرضة فكت الكانيولا من إيد ليلي.

قامت ببطء، 

وبصت ناحية خالد اللي كان واقف بعيد،

 ماسك الورق ومش عايز يديها عينه.


خطواتها كانت تقيلة وهي

 خارجة من الأوضة، لكن قلبها كان أثقل.

قبل ما توصل للباب، 

وقفت… لفّت وبصت عليه، 

صوتها خرج واهي بتحاول تخفي رعشة دموعها:


_ خالد… 

أنا عملت حاجة ضايقتك؟


هو رفع عينه لأول مرة،

 اتجمد مكانه، وكأنه مش عارف يرد.

لكن الصمت بتاعه كان أوجع من أي كلمة.


ليلي ابتسمت ابتسامة باهتة

 وقالت وهي بتاخد نفس عميق:

_ما كنتش متخيلة إنك هتبقى زيهم… 

تمشي وتسيبني فجأة.


ومشيت.

سابت وراها ريحة وجع تقيلة في الأوضة،

 وسابت خالد واقف مكانه، 

متسمر بين صراعه كدكتور

 لازم يحافظ على المسافة… 

وبين إحساسه اللي بيخليه مش قادر يبعد.


---

طلعت من أوضة الكيماوي،

 وأنا مش عارفة آخد نفسي. 

كلامي مع خالد كان تقيل… 

وصمته كان أوحش من أي كلمة جارحة. 

حسيت إني لو دخلت أوضتي دلوقتي 

مش هعرف أغمض عيني، روحي كانت متلخبطة.


وأنا ماشية في الممر، 

عيني وقعت على باب أوضة مُراد. 

كان مفتوح نص فتحة.

وقفت مكاني، 

قلبي قاللي: 

"ادخلي كلميه… 

يمكن كلمة منه تريحك."


قربت بخطوة مترددة،

 وخبطت بخفة على الباب:

_ مُراد…؟


استنيت… لكن مفيش رد.

خبطت تاني، قلبي بدأ يقلق:

_ مُراد، أنا ليلي… 

إنتَ صاحي؟


وبرضه الصمت.

حسيت بدقات قلبي بتجري

 أسرع من رجلي. 

مدّيت إيدي على الباب

 وفتحته بهدوء، ودخلت.


الأوضة كانت ساكتة، 

نور ضعيف داخل من الشباك، 

والأكسجين صوته واطي بيقطع السكون.


نديت بصوت واطي:

_ مُراد؟


لفيت بعيني… ولقيته.

كان واقع على الأرض جنب السرير، 

وشه شاحب جدًا، وعينيه مقفولين.


في اللحظة دي حسيت بدمي كله بيتجمد.

 جريت عليه من غير تفكير، ركعت جنبه وهزيته:

_ مُراد!

 فوق بالله عليك!


كان ساكت… ولا كأنه سامعني.

إيدي ارتعشت وأنا بهزه أقوى، 

ودموعي غلبتني:

_ مُراد فوق عشان خاطري… 

بالله عليك ما تسبنيش!


مسكت إيده وهي واقعه على الأرض،

 ضغطت عليها بكل قوتي كإني

 خايفة تفلت مني وتضيع.

قربت وشّي منه أكتر وصوتي اتكسر:

_ أنا لسه محتجاك…

 ما تسبنيش لوحدي يا مُراد!


فضلت أنده عليه،

 دموعي نازلة على إيده 

وأنا مش عارفة لو هو هيرد ولا لأ.

---

يتبع..

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل السادس 6 من هنا

رواية النهاية التي لم أختارها كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات