📁 أحدث الفصول

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الرابع 4 بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الرابع 4 بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الرابع 4

خلصت لَمّ هدومي… 

كنت بحط قطعة ورا التانية في

 الشنطة وقلبي بيتقبض.

 كل هدوم ليا معاها ذكرى، 

كل لون، كل ريحة…

 حتى الكوفية اللي ماما كانت 

بتلفهالي في الشتا. 

حسّيت إني مش بلِم هدوم،

 أنا بلم حياتي كلها جوا شنطة صغيرة.


قبل ما أخرج من الأوضة،

 وقفت أبص حواليّ. 

الحيطان دي اللي شافتني 

وأنا بضحك وأنا بعيط،

 الكرسي اللي قعدت عليه 

بالساعات أكتب في دفتري، 

كأني بودّع بيت عمري كله.


خدت نفس طويل وقلت لنفسي:

"يلا يا ليلى… خطوة جديدة."


نزلت بالشنطة،

 كنت ماسكاها بقوة كأنها

 آخر حاجة مخلّيانة واقفة.


قدام باب المستشفى لقيته واقف. 

خالد… 

 أول ما شافني ابتسم ابتسامة دافية،

 ابتسامة حسستني إن يمكن الموضوع

 مش مخيف زي ما أنا فاكرة.


ابتسم و قال:

– أهلا يا ليلى، 

جاهزة؟


ما عرفتش أرد، هزيت راسي وخلاص. 

دخلنا سوا. 

الممرات طويلة وريحتها كلها

 معقمات وأدوية… 

كان قلبي بيرتعش مع كل خطوة.


فتح باب أوضتي، وقال:

– دي هتبقى أوضتك الفترة الجاية،

 اعتبريها بيتك.


دخلت أبص حواليّ… 

سرير أبيض، دولاب صغير، 

شباك داخله منه شمس.

 المكان بارد وغريب… 

بس حسيت جوايا إنه

 يمكن يكون بداية جديدة.


حطيت الشنطة على السرير، 

وقعدت جنبه، 

رجلي ما كانتش قادرة تشيلني.


بص لي وقال:

– إنتي ترتاحي النهاردة، 

وبكرا إن شاء الله نبدأ أول جلسة كيماوي.


بصيت له، وقلت بهدوء:

_ شكرا يا دكتور خالد.


ابتسم وقال:

– خالد بس يا ليلى…

 إحنا بقينا صحاب خلاص.


الكلمة دي لمستني من جوه…

 حسيت إني لأول مرة من فترة

 طويلة مش مجرد "مريضة".

 ابتسمت غصب عني،

 ابتسامة صغيرة، وقلت:

_ تمام يا خالد…

 شكرا.


وقتها عرفت إني يمكن مش هواجه الرحلة دي لوحدي.


---


بعد ما مشي خالد، 

قعدت على السرير… 

حسّيت كأني غريبة في

 مكان مش بتاعي. 

ريحة المعقمات عاملة زي ريحة الغربة… 

باردة وقاسية. 

حاولت أقنع نفسي إن ده

 "بيت مؤقت"،

 لكن قلبي مش راضي يصدق.

 كنت عايزة أعيط،

 بس مفيش دموع…

 كأن عيني خلاص جفّت من كتر اللي عدّى.


قمت من على السرير،

 رحت ناحية البلكونة الصغيرة

 اللي في الأوضة.

 فتحت الباب، والهوا البارد

 دخل بسرعة ولفّني

، كأنه بيحضني بحنان قاسي. 

وقفت أبص من فوق،

 الدنيا هادية، 

والليل ساكن…

 بس جوايا دوشة كبيرة.


وأنا غرقانة في أفكاري، 

فجأة سمعت صوت هادي يقطع الصمت:

– إنتِ جيتي هنا بإرادتك،

 ولا غصب عنك برضه؟


اتخضّيت، قلبي دق بسرعة…

 لفيت بسرعة ناحية مصدر الصوت.

 لقيت شاب واقف في البلكونة 

اللي جنب أوضتي.

 عيونه كانت سودة غامقة،

 فيها وجع وسخرية في نفس الوقت، 

كأنه فاهم كل حاجة ومش

 فارق معاه يقولها بصوت عالي.


اتلعثمت شوية قبل ما أرد، 

وبصيت له بحذر:

_ مش عارفة… 

حاسة إن الاتنين.


ابتسم ابتسامة صغيرة

 مالهاش تفسير، وقال:

– ما تقلقيش، شوية وهتتعودي.

 الوضع في الأول بيخوف، 

بس بعدين بيبقى أهدى من اللي انتِ متخيلاه.


كلامه دخل جوايا كأنه بيعترف

 بحاجة أنا مش قادرة أقولها لنفسي.

 فضلت أبصله ثواني طويلة، 

وبعدين غصب عني ابتسمت… 

ابتسامة صغيرة، 

مش عارفه ايه سببها،

 بس صادقة.


لفيت وقررت أدخل عشان البرد 

بدأ يتسرب في جسمي.

 كنت على وشك أسحب الباب، 

لكنه وقفني بصوته:

– معرفتش اسمك.


بصيت له من جديد،

 وحسيت إن السؤال بسيط بس تقيل…

 كأني بقوله عني من غير ما أحكي

 حكاياتي كلها. تنفست بهدوء ورديت:

_ ليلي.


وشه نور بابتسامة صافية وهو يرد:

– مُراد.

سكت لحظة وبعدين أتكلم:

– شكلنا هنبقى صحاب يا ليلي.


الكلمة دي نزلت على قلبي زي دوا.

 معرفش ليه حسّيت إن وجوده 

هيخفف من الوحدة اللي كنت

 متأكدة إنها هتخنقني هنا.

 اكتفيت بابتسامة بسيطة، وقلت:

_ يمكن.


---


دخلت الأوضة وسحبت الباب ورايا.

 رجعت للسرير، ورميت نفسي عليه.

 لوهلة حسّيت إن أوضتي ما

 بقتش باردة زي أول مرة دخلتها…

 حسيت إني لأول مرة من 

فترة طويلة مش وحيدة 

بالدرجة اللي كنت متخيلاها.


غمضت عيني، 

والابتسامة لسه معلّقة على شفايفي.

 يمكن دي أول ليلة من

 زمان أنام وأنا حاسة بشوية راحة.


---


صحيت تاني يوم بدري،

 من غير ما المنبه يرن ولا حتى الممرضه تندهلي.

مكنتش عارفه أنا صحيت من

 نفسي ولا من القلق اللي

 مكنش عايز يسيبني لحظه من امبارح.


قعدت في السرير دقايق ببص

 حواليا في الأوضه…

 ريحتها جديده عليا، 

كل حاجه مترتبه بعنايه،

 حتى الملايه بيضا أوي

 لدرجة إنها حسستني بغربه.

مكنتش بيتي… 

بس حاولت أقنع نفسي

 إنها هتكون مأمني في الفتره الجايه.


بعد شويه دخلت الممرضه، 

معاها صينيه عليها الفطار.


ابتسمتلي وقالت:

– صباح الخير يا آنسه ليلي، 

لازم تفطري كويس النهارده.


فضلت أبص للأكل من غير نفس، 

بس غصب عني حاولت أكل… 

عشان أبان قدامهم قويه،

 حتى لو أنا من جوايا منهاره.


وأنا باكل كنت بفكر… 

هو جسمي هيستحمل اللي جاي؟

 ولا أنا ببدأ رحله مليانه ألم مالوش آخر؟


خلصت أكل وقعدت على 

الكرسي جنب السرير.

 مسكت دفتري اللي مافارقنيش

 من أول ما عرفت إني مريضه.


بدأت أكتب:

"أنا خايفه ،

خايفه من الوجع اللي بيتقال

 عليه في كل مكان…

 خايفه من شكلي اللي هيتغير… 

خايفه من نظرة الناس،

 بس يمكن أكتر حاجه رعباني

 هي فكرة إني ممكن أضعف…

 ومبقاش أنا ليلي اللي

 كنت دايمًا واقفه عاند الدنيا."


الكلمات نزلت معايا زي الدموع…

 كل جمله بكتبها كأني

 بفضي جزء من قلبي المثقل.


قبل ما ألحق أكمل كتابتي،

 دخلت الممرضه تاني.


ابتسمت ابتسامة صغيره وقالتلي:

– يلا يا ليلي،

 جهزي نفسك…

 دلوقتي معاد الجلسه.


حسيت قلبي بيخبط بسرعه…

 إيدي بردت فجأه. 

قمت ببطء، ووقفت 

قدام المرايه الصغيره اللي في الأوضه.


بصيت في عينيا…

 كنت شايفه الخوف واضح، 

بس حاولت أبتسم لنفسي… 

كأني بقول "إنتي أقوى من كده".


وإحنا ماشيين في الممر الطويل 

حسيت رجلي تقيله.

 كل خطوه كأنها بتاخد مني مجهود كبير.


لما دخلت أوضة الجلسات

 لقيت د. خالد مستنيني.


ابتسم ابتسامه هاديه وقال:

– صباح الخير يا ليلي…

 ما تقلقيش،

 أنا موجود جمبك. 

الجلسه الأولي ممكن تكون صعبه شوية،

 هتحسي بوجع أو إرهاق، بس هتعدي.


حسيت صوته فيه دفء غريب…

 زي ما يكون عايز يطمني

 بجد مش مجرد كلام دكتور.


بصيتله وأنا بحاول أخفي رعشة إيدي

 وقلتله بصوت واطي:

– أنا خايفه يا خالد…

 خايفه اوي.


قرب مني، 

وحط إيده بخفه على ايدي وقال:

– الخوف طبيعي يا ليلي…

 كل اللي في مكانك بيخافوا. 

بس صدقيني، كل مره هتطلعي أقوى.

 أنا مش هسيبك.


الكلمات دي نزلت عليا كأنها 

مسحت جزء من خوفي.

قعدت على الكرسي المخصص للجلسه…

 وبصيت للسقف.

حاولت أتنفس ببطء… 

وقلت لنفسي:

"دي البدايه… 

وأنا لازم أكون قدها."


---


خلصت أول جلسة…

 حسيت كأن جسمي كله بيتفتت من جوه.

 الوجع مش بس في عروقي 

اللي استقبلت الكيماوي، لأ… 

ده كمان في قلبي، في روحي،

 كأن حاجة بتسحبني لتحت

 وأنا بحاول أتنفس.

 كنت مرهقة لدرجة إني 

معرفتش أقاوم النوم، 

فسيبت عيني تتقفل يمكن أنسى…

 يمكن أهرب لحلم ملوش وجع.


صحيت بليل…

 لقيت الدنيا هادية بشكل غريب، 

غير صوت أنفاسي اللي لسه تقيلة.

 حسيت ببرودة فشدّيت الشال عليا 

وخرجت أقف في البلكونة الصغيرة، 

يمكن الهوا يهدّي نار اللي جوايا.


وأنا واقفة هناك…

 لقيت مُراد واقف في بلكونته، 

كأنه كان منتظرني من بدري. 

نظرته كانت مختلفة…

 مش مجرد فضول، لأ،

 كانت مليانة اهتمام حقيقي، 

كأنه عارف أنا محتاجة حد دلوقتي.


---


"مُراد".


كنت واقف في البلكونة من بدري،

 الهوى بيخبط في وشي 

وأنا سايب عيني على السما

 اللي مليانة سكون غريب… 

سكون يشبه اللي جوايا.

 يمكن كنت مستنيها من غير 

ما أعترف لنفسي، 

كنت حاسس إنها هتطلع.

 وفعلاً الباب اتفتح بهدوء، 

وظهرت ليلي.


كانت لابسة تقيل كأنها بتحارب البرد،

 بس وشها…

 وشها كان هو اللي مجمد.

 فيه أثر تعب جديد،

 تعب مختلف عن اللي بشوفه

 في كل العيون هنا. 

أول ما شفتها حسيت إن قلبي ارتج.

 مش عشان جمالها، لا…

 عشان ملامحها اللي باينة عليها الحرب.


وقفت قدامي كأنها دخلة عالم تاني. 

سابت نظرها يتوه في السما…

 وأنا فضلت أبصلها من بعيد، 

لحد ما لقيت نفسي بكسر الصمت، 

قلتلها بهدوء:

– حسيتِ بإيه؟


الكلمة خرجت مني أبسط من اللي جوايا… 

بس كانت تقيلة كأنها مفتاح لقفل كبير.


بصتلي، عينيها اتسعت شوية،

 كأنها مندهشة إن حد سألها السؤال ده.

 لوهلة، حسيت إنها 

محتاجة الكلمة دي من زمان.


هي قالتلي بصوت مبحوح، 

متردد كأنها خايفة تكشف ضعفها:

– حسيت بوجع… 

وجع مالي جسمي كله… 

وكأن كل خلية فيا بتصرخ. 

بس مش بس الوجع…

 حسيت بخوف،

خوف من اللي جاي، 

من المرات الجاية،

 من نفسي اللي يمكن متستحملش.


فضلت تحكي… 

وأنا سايبها تحكي. 

صوتها بيرتجف أوقات، 

وبيهدأ أوقات،

 بس أنا مكنتش عايز أوقفها. 

كنت سامع مش كلامها بس…

 سامع صرخة جواها.


ولما خلصت، 

خدت نفس عميق…

 وابتسمت ابتسامة صغيرة يمكن مليانة مرارة.


قلتلها:

– أنا عارف الإحساس ده… 

يمكن مش نفس الوجع بالظبط، 

بس نفس الخوف. 

أنا كمان عندي كانسر،..

بس في الدماغ.


شفت عينيها وهي بتتسع أكتر،

 كأنها فجأة شافتني بوضوح لأول مرة.

 مكنش فيه شفقة في نظرتها…

 كان فيه اندهاش واهتمام حقيقي.


سكتنا لحظة طويلة،

 كل واحد فينا غرق في صمته…

 بس الصمت ده ماكنش وحش.

 كان فيه نوع من الراحة. 

كأننا لاقينا بعض،

 وسط كل الضياع اللي حوالينا.


ابتسمت ليلي أخيرًا…

 ابتسامة صغيرة جداً،

 بس كانت كفيلة إنها تسيب أثر. 


وأنا رديت بابتسامة أكبر، وبهدوء قلت:

– شكلنا مش هنكون غرباء هنا… 

يمكن نصاحب بعض.


ولقيتها هزت راسها بخفة،

 من غير ما تقول كلمة. 

بس عينيها قالت كل حاجة.


ساعتها حسيت إن اللحظة 

دي بداية مش عادية. 

بداية لشيء أعمق من اللي كنا متوقعينه.


---

"ليلي".


رجعت أوضتي بعد ما وقفت مع

 مُراد شوية في البلكونة، 

ولسه صورة عينيه وهو بيبصلي 

بالهدوء ده بتطاردني… 

حسيت إن في كلام كتير

 مستخبي جوا نظراته،

 وحسيت إني لأول مرة

 من فترة طويلة مش وحيدة…


قعدت على السرير، 

سندت ضهري على الحيطة،

 وسرحت لقيت نفسي بفتكر كلامه، 

وصوته، وإزاي كان بيسمعني 

من غير ما يقاطعني. 

ابتسمت ابتسامة صغيرة 

من غير ما آخد بالي…


لكن فجأة،

 صوت الموبايل قطع كل حاجة…

رسالة من رقم غريب.


فتحتها بكسل، 

وما كنتش متخيلة إن اللي

 مكتوب هيوقع قلبي بالشكل ده:

 سليم خطب !!


فضلت أبص على الشاشة كأني مش مصدقة.

خطِب؟

بالسرعة دي؟

إزاي؟


والمفاجأة الأكبر… 

لما شُفت اسم البنت اللي

 اتكتب جنبه، 

البنت الوحيدة اللي عمري

 ما كنت برتاح لنظراتها، 

واللي طول عمري كنت بقول

 لسليم إني مش مطمنة ليها…

 هو اختارها!


حسيت إن في حجر تقيل

 وقع جوا صدري، 

نفسي اتسدت، وإيديا ارتعشت…

 كل لحظة كنت فاكرة إنها حب حقيقي،

كل وعد، كل كلمة…

 كله انهار قدامي في ثانية.

قد إيه كنت غبية لما صدقته!

قد إيه كنت واهمه نفسي

 إنه مش هيعرف يعيش من غيري!


سندت راسي على الحيطة،

 والدموع غلّبتني… 

نزلت رغماً عني، 

بس في النص وقفت،

 مسحتها بسرعة كأني مش

 عايزة أعترف إني لسه ضعيفة قدامه.


همست لنفسي وأنا بضغط على أسناني:

"لأ مش هديك الفرصة إنك تشوفني منهارة. 

مش هوريك اللي نفسك تشوفه.

 انت عايزني أبان ضعيفة…

 بس لأ. أنا هقف، وهكمل… 

وهوريك إني أقوى من غيرك،

 وإن حياتي عادي هتمشي،

 يمكن حتى أحلى من الأول."


شدّيت الغطا عليا، 

بس جوايا كان في حرب…

 حرب بين الوجع اللي مش

 قادره أسيطر عليه، 

والقوة اللي بحاول أبنيها…


غمضت عيني، وقُلت لنفسي

 آخر كلمة قبل ما أسيبني للنوم:

"أنا مش هتكسر…

 مش عشانه."


وهنا خلصت ليلتي، 

بين صدمة الوجع وبداية قرار… 

قرار إني أعيش من غيره.

---

يتبع..

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الخامس 5 من هنا

رواية النهاية التي لم أختارها كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات