📁 أحدث الفصول

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الثالث 3 بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الثالث 3 بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الثالث 3

رجعت البيت…

قفلت الباب ورايا،

وحسيت إني داخلة مقبرة مش بيت.

الهدوء كان خانق…

ولا صوت غير أنفاسي اللي بتتهز.


رميت شنطتي على الأرض وقعدت جنبها…

في الأول حاولت أتمالك نفسي،

لكن الدموع غلبتني.


انهارت…

انهارت على كل حاجة.


عيطت على سليم…

على غيابه،

على كل مرة احتجته وما لاقتهوش.

عيطت على السرطان اللي

قرر يقتحم حياتي فجأة…

ويسرق مني أمان كنت متشبثة بيه.

عيطت على أهلي اللي

ماتو و سابوني لوحدي…


والسؤال اللي بيقتلني كل يوم:

ليه محدش فضل جنبي؟


كنت بكلم نفسي وأنا بعيط:

أنا لوحدي… ،

دايمًا لوحدي…


ليه كله بيمشي؟

ليه أنا اللي لازم أتحمّل ده كله؟


مديت إيدي على الرف،

مسكت صورة قديمة…


حضنتها وأنا ببكي زي طفلة:

"نفسي أرجع يوم واحد بس

يوم واحد أكون فيه بخير…

من غير خوف، من غير وجع."


دموعي كانت بتغرق وشي،

وصوتي بيتكسر مع كل كلمة:

أنا تعبت

تعبت أوي…

ومش قادرة أكون قوية أكتر من كده.


فضلت أعيط لحد ما حسيت صوتي راح…

وعنيا ورمت من كتر البكا.


اترميت على الكنبة،

جسمي تقيل…

كأني فقدت آخر ذرة طاقة عندي.


وأنا ممددة هناك…

ببص في السقف والدموع نشفة على خدي.

جوايا لمعة صغيرة…

ضعيفة جدًا ، لكنها موجودة.

بتقولي إني رغم كل ده…

لسه عايشة.


---

وفجأة…

الموبايل رن.

بصيت عليه بعيون مورمة…

رقم غريب.


اترددت،

بس في الآخر ضغطت "رد".

ثواني صمت…

وبعدين سمعت صوته.


-ليلي..


جسمي قشعر.

كان سليم.


إيديا تجمدت على الموبايل…

وعقلي بيصرخ:

"اقفلي، اقفلي دلوقتي!"

لكن قلبي…

كان عامل زي طفل صغير

لقى حضن كان مفتقده.


سمعته بيقول بصوت متقطع،

صوت عمري ما سمعته منه قبل كده…

مخنوق بالدموع:


-بترجاكي ،ما تقفليش…

اسمعيني بس، دقيقة واحدة…

أنا مش قادر أعيش من غيرك.


اتسمرت في مكاني.

أول مرة في حياتي أحس صوته ضعيف…

مهزوم، موجوع.


أنا اللي كنت متعودة أسمع صوته دايمًا واثق،

مليان عناد أو غضب.

لكن دلوقتي…

كان بيتكسر قدامي.


فضلت ساكتة…

دموعي نزلت تاني من غير ما أحس.

يمكن لأني لأول مرة

صدقت إنه بيتألم بجد.


هو بيحاول يتكلم

وأنا سامعة نفسه بيتقطع:

-ليلي…

والله ما كنتش عايز أوصلنا لكده…

أنا غلطت، غلطت كتير…

بس بترجاكي ما تسيبينيش.


والمرة دي…

أنا ما قفلتش.

ما قدرتش.


سيبته يتكلم…

وسيبت قلبي يسمع صوته اللي

كأنه بيرجعني لكل اللي حاولت أنساه.


فضلت سايبة الموبايل على ودني،

وصوته كان بيتكسر كل ثانية أكتر.

كان بيعتذر،

يكرر نفس الكلمة كأنه

غريق بيحاول يتشبث بأي حاجة…


-سامحيني يا ليلي…

والله ما كنتش قصدي أوجعك…

أنا كنت غبي، ما تقفليش،

أرجوكي ما تقفليش…


ولأول مرة في حياتي حسيت صوته مرعش،

كأنه بيعيط…

كأنه بيختنق من جوّه.

كنت سامعة كل حاجة،

وسايبة نفسي أسمع،

يمكن عشان قلبي كان لسه ضعيف قدامه.


بس كل صورة قديمة عدّت قدام عيني في ثانية:

غيابه…

الوحدة، السرطان،

كل حاجة.

والدموع نزلت من غير ما أحس.


لقيت نفسي بقول بصوت متكسر:

_أنا مش هقدر يا سليم…

أنا آسفة…


قفلت الخط بسرعة،

وكأني بقفل باب كان لازم يتقفل من زمان.

الموبايل فضل يرنّ بعدها،

مرة واتنين وتلاتة…

وأنا ببص فيه ومش قادرة أرد.

لحد ما في الآخر قفلته خالص،

ورميته جنبي.


بس المشكلة إن صوت رناته

ما سكتش في دماغي…

وأفكاري ما وقفتش.

كنت بحاول أهرب،

بس الحقيقة إني محبوسة

جوا صراعاتي أنا.


قررت في الآخر أقفل عيني

يمكن أرتاح شوية…

يمكن النوم يرحمني من دوشة دماغي.

غطيت وشي بالبطانية،

وبكيت لحد ما تعبت،

لحد ما جسمي خلاص سلّم للنوم.


---

صحيت تاني يوم،

عيني تقيلة و وشي مورّم من كتر البكاء.

مديت إيدي على الموبايل…

ولقيته بيرن.

بصيت، لقيته رقم الدكتور.


رديت عليه بصوت مبحوح:

_الو يا دكتور.


سمعت صوته الهادي:

-صباح الخير يا ليلي…

عاملة إيه دلوقتي؟


مكنتش متوقعة إني ألاقي حد

بيسألني بالسؤال ده،

حسيت بحاجة غريبة جوايا.


قلتله وأنا بحاول أبين إني كويسة:

_الحمدلله يا دكتور…

أنا كويسة.


ابتسم في صوته وقال بلطف:

-أنا عارف إنك بتحاولي تبيني قوية،

بس أنا كطبيبك لازم أطمن عليكي بجد.

وعايز أكلمك في موضوع مهم…

نقدر نتقابل النهارده في

كافيه قريب من المستشفى؟


اتلخبطت، وسألته باستغراب:

_هو في حاجة حصلت يا دكتور؟


قال وهو بيحاول يطمني أكتر:

مفيش حاجة تخوف…

لما أشوفك هقولك،

بس خليني أأكدلك إن ده كله لمصلحتك.


وافقت بعد تردد،

وجهزت نفسي وروحت الكافيه.


---

لقيته قاعد مستنيني،

أول ما شافني وقف بابتسامة صغيرة

وشاور على الكرسي قصاده:

-تعالي، ارتاحي.


قعدت وأنا قلبي بيدق بسرعة،

حاولت أقرأ ملامحه وأفهم هو عايز يقول إيه.


ابتدأ كلامه بهدوء:

-ليلي، أنا عارف قد إيه الفترة

اللي جاية هتكون مش سهلة عليكي.

جلسات الكيماوي مرهقة،

ومش بس لجسمك، لنفسيتك كمان.

وإنتي عايشة لوحدك من

بعد ما أهلك اتوفوا.


حسيت دموعي بتلمع في

عيني من غير ما أتكلم.


كمل هو وهو بيبصلي بعطف:

-أنا مقولتش ده عشان أوجعك…

أنا قولته عشان أكون صريح معاكي.

الفترة دي مينفعش تقضيها لوحدك في البيت.

هتكوني محتاجة رعاية،

وناس حواليكي يطمنوا عليكي.

علشان كده أنا شايف إن الأفضل ليكي

تتحجزي في المستشفى.


سكت شوية كأنه عارف إن الكلمة تقيلة عليا،

وبعدين قال بلطف:

-وأنا هكون معاكي هناك…

مش هسيبك لوحدك،

وهتابع معاكي خطوة بخطوة.

مش عايزك تخافي.


أنا سكت، كنت بفكر في كل كلمة.

فكرة إني أبقى محبوسة في المستشفى خوفتني،

حسيت إني هكون محبوسة جوا مرضي.


بصيت له بعين مليانة قلق وقلت بصوت مكسور:

_أنا مش عارفة يا دكتور.

فكرة إني أبقى في المستشفى

طول الوقت مخوفاني.


هو مد إيده على الترابيزة،

كأنه بيحاول يقرب منّي

بالكلام من غير لمس:

-بالعكس يا ليلي دي مش حبس.

دي حماية ليكي.

علشان تبقي في مكان متابعينك

فيه لحظة بلحظة،

وعلشان وقت التعب تلاقي

اللي يساعدك فورًا.

وأنا هكون جمبك،

مش كطبيب بس كصاحب كمان.


اتنهدت وأنا ماسكة إيدي بإيدي بقوة…

كنت محتاجة وقت أستوعب،

بس في نفس الوقت جزء مني

ارتاح إنه مش هيسيبني أواجه ده لوحدي.


ابتسم الدكتور وهو بيبصلي وقال

بنبرة هادية كأنها بتمسح شوية من خوفي:

-بصي يا ليلى…

اعتبرينا بقينا أصحاب من دلوقتي.

أنا مش مجرد دكتور وخلاص،

أنا معاكِ خطوة بخطوة.


الكلمة دي نزلت على قلبي كأنها أول

مرة حد يقولي إنه مش هيسيبني.

لقيت نفسي بابتسم ابتسامة صغيرة

ضعيفة بس كانت طالعة من جوايا بجد.


هزيت راسي وقلت:

_تمام… أنا موافقة.


وشه نور، وقالي:

-حلو قوي.

يبقى من بكرة هنبدأ صفحة جديدة.

أنا هكون خلصت كل الإجراءات

وحجزتلك في المستشفى،

وأستناكي هناك.


فضلت ساكتة شوية…

مستوعبة إن دي يمكن أول مرة في

حياتي ألاقي حد بيطمني بالشكل ده.

حسيت إن يمكن مش كل

حاجة سودا زي ما انا متخيله.


---


ليلى كانت قاعدة مع الدكتور في الكافيه،

الجو حواليها لأول مرة حست إنه أهدى

من جواها. كلامه طمنها،

وإحساس الأمان اللي زرعه جواها

كان بيكبر كل دقيقة.

خلصت كلامها معاه،

قامت وهي ناوية ترجع البيت

تلم هدومها عشان تجهز لبكرة.


لكن قبل ما تتحرك من الكرسي،

الباب اتفتح ودخل منه سليم

مع اتنين من صحابه.

ضحكتهم العالية كانت ملفتة،

واحد من صحابه وقف

وهو بيبص ناحيتها وقال بدهشة:

-إيه ده مش دي ليلى؟

ومين اللي قاعد معاها ده؟


سليم وقف مكانه اتجمد ثواني،

وبعدها وشه اتغير فجأة.

الدم غلي في عروقه،

الغيرة والشك خنقوه.

خطا خطوات سريعة ناحية الترابيزة،

وبدون تفكير مسك إيدها بعنف

وقال بصوت مليان عصبية:

-هو ده بقى اللي سبتيني عشانه؟!

قوليلي بقى إن حكاية الكانسر

دي كانت كدبة عشان تخلعي،

مش كده؟!


ليلى اتجمدت مكانها،

عينيها اتسعت من الصدمة

والدموع اتجمعت بسرعة.

كلمات سليم وقعت عليها زي طعنة،

كأن كل اللي مرّت بيه مش كفاية،

وكأنها محتاجة تبرر وجعها اللي أصلاً بيموتها.


الدكتور وقف فورًا،

خطوته كانت واثقة وصوته قوي،

شد إيده من على ليلى وقال بحدة:

-احترم نفسك،

ما تتكلمش معاها كده.

أولاً، هي مش مضطرة تكذب

عليك أو تمثل إنها عندها سرطان.

وثانيًا…

أنا الدكتور المشرف على حالتها،

وأنا اللي متابعها من أول يوم.


الكلمات دي نزلت كالصاعقة على سليم،

وشه شاحب، عيناه اتكسرت فجأة.

الإحساس بالذنب بدأ ينهش قلبه،

إزاي سمح لنفسه يشك فيها؟

إزاي رماها بالتهمة دي وهي

أصلاً بتحارب مرض قاتل؟


ليلى كانت واقفة بينهم،

عينها مليانة دموع،

مش دموع ضعف لأ،

دموع وجع وانكسار.

بصت له نظرة أخيرة،

بصوت مهزوز لكنه مليان قوة قالت:

_عارف يا سليم…

يمكن لو كنت صبرت شوية،

لو كنت صدقتني كان ممكن أسامحك.

بس خلاص…

من جوايا أي فرصة كانت

موجودة انتهت.

أنا مش عايزة أعرفك تاني.


سكتت لحظة،

كأنها كانت بتدفن كل ذكرى ليهم سوا.

بعدين سحبت نفسها من المكان ولفت،

دموعها نازلة وهي ماشية بعيد…

بعيد عنه، وبعيد عن أي وجع جابه لحياتها.


سليم فضل واقف مكانه،

صوته مكتوم وهو بيناديها:

-ليلى..

استني ،أنا آسف.


لكنها ما رجعتش،

ما التفتتش حتى.

هو وقف يتفرج عليها وهي ماشية،

وشعور الندم بيأكل فيه.


أما هي، لأول مرة من زمان طويل،

مشيت بخطوات ثابتة وهي

عارفة إنها مش هتسمح لحد يكسّرها تاني.


قررت إنها هتعيش الكام يوم اللي

فاضلين ليها لنفسها وبس.

---

يتبع..

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الرابع 4 من هنا

رواية النهاية التي لم أختارها كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات