📁 أحدث الفصول

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الثاني 2 بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الثاني 2 بقلم ٱيات عاطف

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الثاني 2

صحيت تاني يوم على صوت المنبّه اللي

 كنت ناسية إني مشغّلاه من الأساس.


فتحت عيني بالعافية،

 وحسيت إن جسمي تقيل،

 كأن حد رابطني في السرير.


قعدت أبص في السقف شوية،

 وبعدين غمّضت تاني…


يمكن كنت مستنية أحس

 إن اللي حصل امبارح كان كابوس.

لكن الحقيقة كانت واقفة قدامي جوه دماغي، 

واضحة ومؤلمة.


"أنا عندي كانسر."


الجملة دي فضلت بتتكرر جوايا 

زي صدى بيدب في الحيطان الفاضية.


---


قمت من السرير بخطوات بطيئة، 

دخلت المطبخ، عملت كوباية شاي…


مسكتها بين إيديا بس ما شربتش.

كنت بفكر…


هل أنا هكمل العلاج؟

ولا أستنى لما…

لا...

 مسحت الفكرة دي من دماغي بسرعة.


---


رجعت الأوضة، مسكت الموبايل، 

وقعدت أبص عليه دقيقة كاملة

 قبل ما أفتح الكونتاكتس وأدور على رقم الدكتور.

قلبي كان بيدق بسرعة وأنا بسمع صوت الرنّة…


_ألو، صباح الخير يا ليلي، 

إزيك؟


_صباح النور يا دكتور…

 أنا… أنا موافقة.


-موافقة على إيه بالظبط يا ليلي؟


_إني أعمل الفحوصات والأشعة

 اللي حضرتك قولت عليها.


سمعت نفسه في السماعة، 

وكأنه كان مستني الجملة دي من امبارح.


_كويس جدًا. 

هنبدأ بأشعة مقطعية وفحوصات دم شاملة، 

وبعدها هنحدد خطة العلاج.

 تقدري تيجي النهاردة؟


بصيت حواليا في الشقة… 

الكوباية على الطرابيزة،

 الشنطة مرمية على الكرسي،

 والهدوم اللي كنت لابساها امبارح

 لسه متعلقة على الشماعة.


_أيوه، هاجي النهاردة.


---


قفلت مع الدكتور، وحسيت إن في

 حاجة تقيلة اتحركت من على صدري…


لكن في نفس الوقت،

 في حاجة تانية تقيلة نزلت مكانها.


زي ما تكون أول خطوة للأمام… 

بس في طريق طويل، 

مظلم، ومفيهوش أي ضمان إني أوصل للآخر.


---


وقفت قدام الدولاب، بدور على هدوم مريحة…

ومع كل قطعة بشوف نفسي في مراية صغيرة على الباب.

وشي شاحب… عنيا مجهدة…

لكن جوايا حاجة صغيرة بتقول:

 "لسه في أمل."


---


طلعت من البيت بعد ما قفلت الباب ورايا، 

حسيت نسمة هوا باردة بتخبط في وشي.


مسكت الشال كويس حوالين رقبتي، 

ومشيت على الرصيف بخطوات سريعة، 

كأني عايزة أخلّص الطريق قبل ما أفكر فيه.


الشارع كان زحمة… عربيات رايحة جاية، 

ناس بتجري عشان تلحق أشغالها،

 وأصوات البياعين في الخلفية.


بس أنا كنت حاسة إني ماشيّة

 في فيلم صامت، كل الأصوات متقطّعة، 

وكأني سامعاها من تحت الميّة.


---


وصلت المستشفى،

 وقفت شوية قدام البوابة قبل ما أدخل.

مبنى كبير، لونه أبيض، ريحته مميزة…

الريحة اللي بتجمع بين مطهّر قوي وخوف مكتوم.


وأنا داخلة، شفت ناس قاعدة في الاستقبال…

وشوش مختلفة، لكن في عينيهم نفس النظرة:

 قلق… وانتظار.


---


طلعت بطاقتي، 

واديتها للموظفة عشان تسجل بياناتي.


ابتسمتلي ابتسامة سريعة وقالت:

_اتفضلي يا أستاذة ليلي،

 الغرفة رقم ٣ في الدور الأول،

 هتلاقي الممرضة هناك.


مشيت في الممر، 

كل خطوة كان صداها بيرجعلي،

 كأن المستشفى فاضية رغم الزحمة.


عيني وقعت على باب عليه ورقة مكتوب عليها 

"قسم الأشعة المقطعية".


وقفت قدامه لحظة…

وحسيت إيدي بتتعرق.


---


فتحت الباب ودخلت، 

لقيت الممرضة بابتسامة هادية:

_أهلا يا أستاذة ليلي،

 إحنا بس هنعمل الأشعة دي، 

مش هتاخد وقت خالص.


حطيت شنطتي على الكرسي، 

وبدأت أخلع الإكسسوارات

 والموبايل زي ما قالت.


الماكينة الكبيرة في نص الغرفة

 كانت شكلها غريب…

دائرة بيضا بتلمع أضويتها، 

والسرير اللي بيخش جواها زي النفق.


---


الممرضة ساعدتني أستلقي، 

وقالت بصوت مطمئن:

_هتحسي بس ببرودة بسيطة 

من المادة اللي هنحقنها، 

وبعدين هتسمعي صوت الماكينة… 

ما تقلقيش.


قعدت أركز في سقف الأوضه

عشان ما أبصش للماكينة.


لما بدأت تتحرك،

 الصوت العالي خلاني أغمض عيني…


وكل الأفكار بدأت تهاجمني مرة واحدة:

"يا ترى النتيجة هتكون إيه؟"

"هو أنا قوية كفاية؟"

"لو مفيش حد جنبي… 

هكمل إزاي؟"


---


خلصت الأشعة، 

وشكرتهم وأنا خارجة.

بس وأنا في الممر، 

حسيت رجلي بتبطّأ من تلقاء نفسها…

زي ما قلبي مش عايز يوصّلني 

للخطوة اللي بعدها.


بعد ما خلصت كل الفحوصات، أ

خدت الورق ورجعت على الاستقبال.


الدكتور قالي قبل ما أمشي:

-النتايج هتكون جاهزة بعد يومين…

 استريحي وحاولي ما تفكريش كتير.


ابتسمت ابتسامة صغيرة ما وصلتوش،

 وخرجت من المستشفى.


الهوا برا كان أبرد، 

والشمس قربت تغرب.

وأنا ماشية، 

كنت حاسة إني سايبة

 جزء مني جوا المبنى ده…

جزء مليان خوف، 

وجزء تاني بيحاول يتمسك بالأمل.


---


الشمس كانت خلاص بتودع اليوم، 

لونها برتقالي دافي،

 لكن جوايا البرد مسيطر.


وقفت ثواني عند البوابة، 

خدت نفس عميق، 

وبصيت للطريق قدامي… 

حسيت إن خطواتي تقيلة أكتر من الصبح.


ركبت تاكسي،

 وقعدت أبص من الشباك…

 الشوارع مليانة ناس راجعة من شغلها،

 أطفال بيجروا، 

وأصوات بياعين بتنادي.


كل ده كان بيمر قدامي

 كأنه فيلم صامت…

 الصوت الوحيد اللي سامعاه 

هو صوت دقات قلبي.


---


وصلت للشارع بتاعي، 

نزلت من التاكسي،

 ودخلت الشارع اللي فيه بيتي.


كنت حاسة إني خلاص

 هرتاح لما أوصل، لكن…

عيني وقعت عليه.


"سليم".


واقف قدام العمارة، 

مسند ضهره على العربية بتاعته،

 وإيده في جيبه،

 وعينيه بتدور حواليه

 كأنه مستني حاجة، أو حد.

وأنا شوفت الحد ده…

 كنت أنا.


وقفت في نص الشارع،

 رجلي اتحجرت، 

مش قادرة أتحرك خطوة.

قلبى بدأ يدق بسرعة،

 مش عارفة من الغضب

 ولا من حاجة تانية.


هو شافني.

عينيه اتسعت شوية، 

وابتسم ابتسامة باهتة…

 كأنه مش عارف إذا كان

 مسموح له يبتسم ولا لأ.


---


مشيت بخطوات بطيئة لحد ما قربت،

 لكن وقفت على بعد مترين منه.


لا أنا بادرت بالكلام، ولا هو.

الدنيا كانت ساكتة حوالينا،

 حتى أصوات الشارع كأنها اختفت.


هو خد نفس عميق، 

وبدأ يمشي ناحيتي… 

كل خطوة بيقرب بيها كنت بحس

 إني عايزة أرجع ورا، 

لكن رجلي ما استجابتش.


لحد ما وصل قدامي، 

ومد إيده يمسك إيدي.

برد إيده كان غريب…

 أو يمكن أنا اللي كنت بردانة.


بص في عينيّ مباشرة،

 وصوته كان هادي لكن فيه ارتباك:

-ليلي… 

إنتِ ليه اختفيتي كده؟

أنا مش فاهم إيه اللي حصل… 

وإزاي فجأة قررتي تسيبيني.


سكت ثانية، وبعدين كمل:

-أنا آسف…

 آسف بجد.

عارف إني كنت مقصر معاكي،

 ويمكن كنت أناني…

 بس والله ما كان قصدي أوجعك.


أنا ما كنتش قادرة أرد.

عينيا كانت ثابتة في وشه،

 لكن جوا دماغي مشاهد كتير بتتقلب:


المكالمات اللي ما ردش عليها،

 الرسائل اللي اتجاهلها،

 اللحظات اللي كنت محتاجاه 

فيها وهو اختار يكون بعيد.


كنت عايزة أصرخ فيه: 

"فينك كنت لما كنت بموت من الخوف؟"

لكن الحنجرة خانتني، 

والكلام اتكتم.


هو قرب أكتر، 

وصوته اتكسر وهو بيقول:

-ليلي…

 إديني فرصة أصلح اللي حصل.

أنا مش قادر أتخيل حياتي من غيرك.


سحبت إيدي ببطء من إيده… 

حسيت ببرودة فورية في صوابعي،

 بس كمان حسيت إن في حمل 

اتشال من على كتفي.


بصيت له نظرة طويلة،

 من غير ما أنطق بكلمة.

لفيت وطلعت السلم… 

كل خطوة فوق كانت زي

 إغلاق باب في وش الماضي.


وهو… فضل واقف تحت،

 بصتي الأخيرة ليه شفت

 فيها مزيج من حزن واستسلام.

لكن أنا كنت عارفة...

 إن المرة دي مش هسمح 

لقلبي يوجعني تاني.


---


عدّى يومين…

يومين تقال كأنهم شهرين.


النهار والليل بقوا شبه بعض،

 نفس الفراغ، نفس القلق، 

ونفس الإحساس اللي ما بيسيبنيش:

"يا ترى النتيجة هتقول إيه؟"


كنت قاعدة في الصاله،

 التلفزيون شغال على أي قناة،

 لكن وداني مش سامعة حاجة.


كل حركة بسيطة في البيت

 كنت بعملها ببطء، 

كأني ماشية وسط مية تقيلة.


الموبايل جنبي على الترابيزة،

 وكل شوية عيني بتروح عليه…

 خايفة يرن وفي نفس الوقت مستنياه يرن.


الليل الأول عدّى وأنا مش قادرة أنام، 

عينيا مفتوحة،

 سقف الأوضة بيبصلي وأنا ببصله.


الليل التاني…

 حاولت أشغل نفسي بالقراءة، 

لكن الحروف كانت بتتوه مني.


حتى الأكل… 

بقى ملوش طعم، 

اللقمة بتقف في نص حلقي.


كنت بفتكر كلام الدكتور:

"هنعرف إذا كان الورم حميد

 ولا خبيث لما النتيجة تطلع."


الجملة دي بقت بتدوي في

 دماغي طول الوقت، 

كأنها شريط مش بيرحم.


---


وفي تاني يوم، بعد العصر، 

الموبايل أخيرًا رن.


اسمه ظهر على الشاشة: 

"د. خالد".


قلبي اتقبض… 

حاسة إني مش قادرة أمد إيدي أرد، 

لكن صوابعي اتحركت غصب عني.


_ألو…

صوتي كان مبحوح، 

كأني صحيت من كابوس.


-مساء الخير يا ليلي…

أنا النتيجة وصلت، 

وعايزك تيجي المستشفى 

النهارده لو تقدري، نتكلم فيها.


صمتي كان أطول من اللازم…

 وهو كرر:


-إنتِ معايا يا ليلي؟


_آه… آه يا دكتور، 

معاك.


_أجي إمتى؟


-تيجي أول ما تقدري، 

أنا مستنيكِ.


_حاضر.


قفلت الموبايل وبصيت حواليّا، 

كل حاجة في البيت بدت غريبة…


الكنبة، الستارة، حتى فنجان 

القهوة الفاضي على الترابيزة.


كأن المكان بيودعني أو 

بيحضّرني لحاجة هتغير حياتي.


قمت ألبس،

 إيديا بترتعش وأنا بربط رباط الشوز.

بصيت في المراية…

 عينيّ كانت مجهدة، 

وجواهم لمعة خوف مش

 قادرة أخفيها حتى عن نفسي.


---


الطريق للمستشفى كان طويل أوي… 

أو يمكن أنا اللي كنت بحسه طويل.


كل إشارة مرور، 

كل زحمة عربية، 

كانت بتزود التوتر.


جوايا كان في صوت صغير بيقول: 

"يمكن خير… 

يمكن الدكتور هيقول مفيش

 حاجة خطيرة."


لكن في نفس الوقت، 

كان في صوت تاني أعمق وأهدى،

 بيقول: 

"استعدي للأسوأ."


---


وأنا داخلة المستشفى، 

ريحة المطهرات ضربت في مناخيري…


الريحة دي دايمًا بتخليني أحس

 إني في عالم تاني، 

عالم مليان وجع وأمل 

في نفس الوقت.


خطواتي على الأرضية اللامعة

 كانت بطيئة،

 وكأن كل خطوة بتقربني

 من الحقيقة اللي مستنياها.


وصلت قدام أوضة الدكتور…

مديت إيدي على مقبض الباب، 

وقلبي بيخبط كأنه 

بيحاول يهرب من صدري.


وأنا داخلة… 

حسيت إن الوقت بيبطّأ، 

وإن كل حاجة حواليّ بتبهت،

 إلا صوت أنفاسي.


---


دخلت الأوضة…

الدكتور كان قاعد ووشه جاد،

 مش مبتسم زي كل مرة.


على مكتبه كان فيه ورق كتير،

 لكن ورقة واحدة كانت محطوطة قدامه، 

كأنه كان بيستناها من بدري.


-اتفضلي يا ليلي…


صوته هادي، 

لكن فيه حاجة وراه… 

حاجة مخبية ثقل.


قعدت قدامه، 

وقلبي بيخبط في ضلوعي.

عيني علقت على الورقة…

_دي النتيجة؟


هز راسه بالإيجاب، 

وبصلي نظرة طويلة قبل ما يتكلم.

-ليلي…

 أنا مش هلف ولا هدوّر.

النتيجة بتأكد إن الورم…

 خبيث.


الكلمة الأخيرة نزلت 

عليا زي صخرة…

"خبيث."

كنت سامعاها، ل

كن مش مستوعباها.

كأن مخي رفض يسجّلها.


---


-إحنا لازم نبدأ العلاج فورًا…

 هنعمل خطة علاجية بالعلاج الكيماوي، 

وممكن نحتاج نقل دم في بعض الفترات.


كان بيشرح، 

لكن كلامه بقى ضبابي…

أنا مش سامعة إلا صوت

 نبضي في وداني.


حسيت الأرض تحت رجلي بتترج، 

والهوا في الأوضة بقى تقيل، 

صعب أتنفسه.

إيدي مسكت طرف الكرسي 

كأني بتشبث بالحياة نفسها.


في لحظة، 

الصور اتزاحمت في دماغي…

أنا على سرير المستشفى… 

شعري بيقع… إيدي ضعيفة…

سليم مش موجود…

الصالة فاضية… 

البيت فاضي…

وأنا فاضية.


حاولت أفتح بوقي،

 أقول حاجة…

لكن طلع صوتي واطي أوي:

_يعني أنا…

 عندي سرطان فعلًا.


الدكتور هز راسه بأسف:

-آه يا ليلي…

 لكن لسه بدري، 

ولسه عندنا فرصة كبيرة نعالجه.


أنا ما رديتش… 

عيني بقت تلمع بالدموع، 

بس كنت بحاول أتمالك نفسي.

مش قدامه… مش دلوقتي.


---


بعد ما خلص كلامه،

 سلّمني ورقة فيها تفاصيل

 التحاليل والعلاج، وقال:

-خدي يوم ترتبي نفسك،

 وبعدين تيجي نبدأ.


قمت من غير ما أنطق كلمة…

الباب اتقفل ورايا بهدوء، 

لكن جوايا كان في صوت صرخة مكتومة،

 صرخة مليانة خوف ووحدة.


---


خرجت من المستشفى، 

والهوا البارد ضرب في وشي فورًا.


كان الليل ابتدى ينزل، 

والسما لونها رمادي غامق،

 والشارع ريحته مبلولة من 

مطر خفيف كان نازل من شوية.


وقفت لحظة قدام باب المستشفى،

 بتلف يمين وشمال، 

مش عارفة أروح فين…

البيت؟ لا… 

مش قادرة أرجع دلوقتي 

وأقعد مع أفكاري بين أربع حيطان.


رجلي خدتني من غير ما أفكر…

 على البحر.

يمكن عشان البحر هو المكان الوحيد

 اللي بيستحمل وجعي، 

والوحيد اللي مابيحكمش عليا.


---


وصلت، والبرد كان قارس، 

والهوا بيقرص وشي،

 لكن ماهمنيش.

قعدت على الرملة، 

قدامي المية وهي بتموج بهدوء، 

وكل موجة بتحسّسني

 كأنها بتاخد معايا حاجة من همي…

 أو يمكن بتزوده.

كنت باخد نفس عميق،

 أحاول أهدّي العاصفة اللي في دماغي… 

أفكر إيه اللي جاي، 

أبدأ منين، وأخلص إزاي.


وفجأة… 

سمعت خطوات جاية من ورايا.

اتقربت الخطوات لحد

 ما شميت ريحته…

 الريحة اللي حافظاها

 حتى وأنا مش عايزاه.

بصيت جنبي،

 لقيته… سليم.


قعد من غير ما يستأذن، 

قعد بالظبط على المسافة اللي

 بتخليه قريب أوي… 

وقريب زيادة عن اللزوم.


بابتسامة صغيرة كأن مفيش

 حاجة حصلت، قال:

-كنت متأكد إني هلاقيكي هنا.


أنا ما بصيتش عليه…

 عيني على البحر، 

لكن قلبي بيخبط أسرع.


بهدوء مخنوق بالوجع قلت:

_ابعد عني يا سليم… 

أنا مش مستحملة.


هو ما سكتش…

 بالعكس، 

صوته بقى فيه عصبية:

-ليلي، 

أنا بجد قولتلك إني آسف، 

وأنتِ مكبرة الموضوع!

عندك ايه بعني مخليكِ 

مش طايقة حتى تكلميني؟


لفيت عليه فجأة،

 وصوتي ارتفع من غير ما أتحكم فيه، 

والدموع نطّت من عيني:

_اللي عندي؟

اللي عندي يا سليم 

إني عندي كانسر!

سرطان يا سليم!


بيـنـهش في جسمي كل يوم

 وأنا حتى مش عارفة أعمل إيه…

أنا عايشة بعداد أيام، 

وكل يوم بيعدي أنا مش

 عارفة هفوق فيه ولا هخلص!


اتسمر مكانه… 

صوته انكتم، 

وعينيه اتسعت.


أنا كملت بنفس النبرة الموجوعة:

_فـسيبني أعيش الكام يوم

 اللي فاضلين ليا زي ما أقدر… 

من غير وجع زيادة، 

من غير غيابك وحضورك اللي

 بيقتلني أكتر من المرض نفسه.


---


سكت.

هو سكت تمامًا.


اللي كان بيجادل ويعلّي صوته

 من شوية، فجأة اتشلّ كلامه.


كان بيبصلي وكأنه

 أول مرة يشوفني، 

وأول مرة يفهم إني خلاص

 مش نفس البنت اللي كانت 

مستنياه يرد على مسدجاتها.


أنا وقفت، 

ورجلي غرست في الرملة 

وأنا ماشية بعيد عنه.


الهوا كان بيلف شعري ودموعي بتنزل،

 والبحر بيغطي على أي صوت ورايا.


بس حسيت إن نظراته 

لسه في ضهري… 

نظرات صدمة وذنب، 

يمكن لأول مرة يحس بيهم.

---

يتبع...

"البارت ده حزين اووي، 

رواية النهاية التي لم أختارها الفصل الثالث 3 من هنا

رواية النهاية التي لم أختارها كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات