رواية الدور عليك عبر روايات الخلاصة بقلم ٱية شاكر
رواية الدور عليك الفصل الثاني 2
ديرت ظهري للكافيه عشان أفكر المفروض أعمل إيه!
فلفت نظري العريس «أيوب» اللي طفشـ.ـته النهارده واقف يشرب عصير قصب بهدوء.
وكأنه ظهر قدامي عشان يزود تأنيب ضميري أكتر.
وفجأة بص ناحيتي، وشافني فديرت ضهري بسرعه وقتها شافني رياض اللي كان بيضحك ومجرد ما عينه وقعت عليا مر على وشه فصول السنه الأربعه…
بدلت نظري بينه وبين البنت اللي قاعد معاها وعقلي بيدورله على مبرر… بص للأرض وسكت ورغم إن البنت كانت بتكلمه مكنش بيرد عليها.
شدني من أفكاري صوت آمنه وهي بتطبطب على دراعي:
- إنتِ كويسه يا ريحانه؟
ابتسمت عشان أطمنها وأنا بهز راسي، إني تمام…
طول عمري متعودة أبتسم وابتسامتي الدايمه بتطمن اللي حوليا إني بخير. لكن محدش عارف قلبي فيه ايه! ولا إيه المعـ.ـارك الخفيه اللي بتدور جوايا.
- هتعملي ايه يا ريحان؟ تجيي نقعد شويه نتكلم؟
- لا، أنا مش هعمل حاجه يا آمنه، خلاص كل حاجه اتعملت، أنا همشي.
- طيب هاجي معاكي أوصلك.
- لا خليكِ أنا عايزه ابقى لوحدي شويه… ومتقلقيش عليا أنا كويسه.
قلتها بابتسامة، ورجعت بصيت ناحية «رياض»، كان على حالته باصص للأرض ولسه متحركش من مكانه.
وكان لازم أمشي أصل هواجهه ليه؟ هل هو ظلمـ.ـني؟ لأ، أنا اللي ظلـ.ـمت نفسي…
مشيت لوحدي كنت محتاجه أجلـ.ـد نفسي، أتكلم معاها وأشوفها عايزه إيه، أنا محتاجه أفوق لنفسي.
رياض نزل من نظري… لكن مش عارف ليه لسه جوايا حته بتقولي يمكن مظلـ.ـوم! يا بت ممكن تكون أخته في الرضاعه ولا حاجه!
إحساس وحش أوي لما تحط ثقتك في حد وتمسك فيه وإنت مطمن فيعض إيدك.
وقفت مكاني وفتحت تلفوني.
عملتله بلـ.ـوك، أهي أي حاجه أطلع غيظي فيها، ما أنا كرامتي بتوجعني أوي.
بصيت ناحية محل عصير قصب جنبي، فافتكرت أيوب ونظرته ليا، ابتسمت وروحت أشرب عصير قصب يرطب على قلبي بعد اللي حصل، كنت مستغربه هدوئي وأنا واقفه أشرب عصير وبفتكر
الدكتوره اللي كانت قيلالي وارد يجيب لي تيفود! عشان مش بيغسلوا عود القصب كويس، وإني أحترس.
بس سكة الدكاترة دي بتقصف العمر، دي قالتلي انتي رفيعه لكن لازم تمشي على نظام غذائي عشان عندك دهون زيادة، كلسترول يعني، يعني أحرم نفسي من لذات الحياة عشان أحترس!
وقفت أشرب عصير القصب والأفكار بتجذبني يمين وشمال.
بعت الفيديو لأخت رياض ومعاه رسالة:
- أنا اللي غلطانه، قوليله عمري ما هسامحه، وقوليله اللي بينا انتهى.
أخته كانت محترمه… وهي كمان اتصدمت يمكن كانت فاكراه بيحبني بجد!
وقفت أشرب باقي العصير وأنا سرحانه، لحد ما ردت برساله محتواها:
- أنا آسفه لقلبك، كنت فاكراه اتغير وبيحبك سامحيني، أتمنى متقطعيش علاقتك بيا أنا حبيتك والله.
مردتش عليها.
كنت زعلانه من نفسي أوي…
زعلانه إني وقفت حياتي عشان واحد معايا في الجامعه.
كان زماني متجوزه أو حتى كان زماني بذاكر كويس، يعني لا ذاكرت مع اللي ذكروا ولا اتجوزت وعملت أُسره زي اللي اتجوزوا.
أنا حاسه إني محققتش أي حاجه في حياتي!
أنا مش عارفه أنا عايشه ليه أصلًا!
خلصت أخر شويه من العصير.
وروحت اشتري تاني، وأنا واقفه منتظراه لمحت رياض جاي ناحيتي.
ناداني مردتش…
أخدت العصير ولسه همشي فوقف قدامي، قال:
- اسمعيني يا ريحانه، كلنا بنغلط.
- فعلًا، وأنا انتبهت لغلطتي وقررت أصلحها.
- يا ريحانه والله العظيم ما حبيت غيرك، بس أنا… أنا مصاحبها لكن مفيش بينا أي حاجه، وهي أصلًا مرتبطه بواحد تاني وأنا كنت هصالحهم على بعض والله.
من طريقة كلامه وفي اللحظة دي أدركت إننا بُعاد عن بعض أوي. أنا إزاي مكنتش واخده بالي كده إنه مش شبهي؟!
قلت بابتسامة مستهزئة:
- خلاص خلصت يا رياض، أنا آسفه.
- اديني فرصه واحده والله ما هعمل حاجه تزعلك تاني.
هزيت راسي ببرود:
- مش هينفع.
- تمام، براحتك يا ريحانه، أنا عملت اللي عليا، وإنتِ حره.
قالها بانفعال ومشي وسابني واقفه! ياه للدرجه دي!
بسهوله كده!
وقفت مكاني مذهوله للحظة، بشرب عصير قصب ولسه عقلي بيحاول يستوعب… هو إيه اللي حصل؟!
ــــــــــــــــــــ
- هتروح فين يا أيوب؟
قالها أنس فطبطبت على كتفه، وقلت:
- روح إنت يا غالي لمراتك وعيالك، متشغلش بالك بيا خالص، عايز أمشي لوحدي شويه.
- إنت إيه اللي مزعلك بس، لو على العروسه هشوفلك غيرها و…
قاطعته وأنا باصص ناحية ريحانه وخايف تختفي عن نظري أو يلمحها أنس، قلت:
- امشي بس إنت يا أنس وهبقا أكلمك.
وشاورتله وسيبته ومشيت وهو وقف يهمهم شويه بضيق ومشي…
اتشغلت لما شوفت شاب وقف يتكلم مع ريحانه.
حسيت إنها تصرفات شاب مراهق إني أمشي ورا بنت وأتابعها، لكن مش عارف أمنع فضولي أو يمكن… إعجابي بيها!
بنت حلوه! وباين عليها الإحترام… لابسه عبايه سمرا وحجاب طويل وكوتش أبيض وشنطه بيضا.
دخلت العصاره أشتري عصير قصب يمكن أسمع بتتكلم في أي مع الشاب ده، لكنه مشي بسرعه ووقفت تشرب العصير وهي ساكته.
تبادلنا نظرة سريعة ولما لمحتني ظهر عليها الارتباك.
قررت أتكلم معاها، مش يمكن تكون فرصه تانيه…
أخدت عصير القصب ووقفت جنبها، قلت:
- إزيك يا ريحانه؟
بصتلي للحظة بنظرة مليانه حياء وتوتر، وردت:
- بخير الحمد لله.
ومشيت بسرعه فبصيت لعصير القصب في ايدي ومشيت وراها، وأنا مش مقتنع باللي بعمله!
التفتت ريحانه وراها ولما شافتني وقفت في جنب.
بنت ذكية جدًا… عملت نفسها بتربط الكوتشي عشان أعدي وتمشي هي ورايا، لكن أنا وقفت قصادها، واستجمعت كل شجاعتي قلت:
- على فكره أنا ماشي وراكِ.
- لا والله!
قالتها بتعجب، فهزيت راسي بابتسامة وقلت:
- والله كنت ماشي وراكِ، ومعرفش عملت كدا ليه؟ أحيانًا الإنسان مش بيفهم أفعاله.
تنهدت بعمق:
- عندك حق والله.
وقفت بعيد عنها شويه بشرب العصير، لحظة واحده، قبل ما يظهر نفس الشاب مره تانيه.
فمشيت ريحانه خطوتين بسرعه، فوقف الشاب قدامها.
قربت منهم شويه وركزت مع كلام الشاب:
- اديني فرصه أفهمك… يا ريحانه كلنا بنغلط، أنا مقدرتش أمشي وأسيبك، مينفعش تخلص كده!
بصتلي ريحانه بنظرة سريعه، وكأنها مش عايزاني أسمع، أو محرجه مني! ورجعت بصت للشاب وقالت:
- خلاص انتهي، ولو سمحت متظهرش قدامي تاني.
- إنتِ كده بتثبتي إني مش فارقلك!
- فعلًا إنت مش فارقلي.
قالتها ومشيت.
وقفت أبص على الشاب لما مسك موبايله وبدأ يتكلم وهو متعصب قبل ما يمشي في اتجاه تاني.
تسائلت يا ترى هو أخوها؟ ولا مين ده عشان تقف معاه كده! مش قادر أتخيل أبدًا إنها تكون مرتبطة بيه لأن باين عليها الأدب.
التفت حوليا ومشيت أنا كمان… مش عارف أنا بعمل كدا ليه، أنا عمري ما كنت شخص فضولي لكن البنت دي استفزت مشاعري، وحاسس إنها مش هتكون مجرد رقم لـ عروسه عاديه ومرت، أو يمكن… بيتهيألي!
وصلت البيت لقيت أنس صاحبي قاعد يشرب شاي مع أمي، وسمعته:
- وابنك يا حجه قالي مرفوضه، من غير سبب… شربته عصير قصب على حسابي عشان أجرجره في الكلام وبرده متجرجرش… والعروسه مفيهاش عيب.
قربت منه، وأنا بقول:
- إنت بتعمل ايه هنا يا أنس، هو أنا مش قولتلك روح لعيالك ومراتك!
- جاي أشتكيك، عشان مش مقتنع إنك ترفض ريحانه، البت مفيهاش غلطه.
بوست رأس أمي، وقعدت جنبها وسندت على كتفها شويه، فابتسمت وطبطبت عليا وهي بتدعيلي…
بصيت لأنس وقلت:
- قوم امشي يا أنس.
- أمشي فين! أنا مش متحرك من هنا إلا لما أقنعك، دا أنا مجهز البدله ومراتي جهزت فستانها عشان فرحكوا.
- إيه سبب رفضك ليها يا أيوب؟
بصيت لأمي اللي سألتني، وقلت:
- هقولك بيني وبينك لما أنس يمشي.
- والله العظيم ما هتحرك من هنا إلا لما أعرف السبب.
سكت شويه أفكر أقولهم إن هي اللي رفضتني ولا ايه! وبعدين قررت أقولهم، ما أنا متفقتش معاها إني مقولش لحد.
- يا جماعه هي اللي رفضتني.
وحكيتلهم بإيجاز اللي قالته ريحانه، ومن غير ما يستشيرني أنس طلع موبايله وكلم مراته يحكيلها وسط اعتراضي اللي مشغلهوش أبدًا…
دخل البلكونه ووقف يحكي لمراته كل اللي قولته.
وندمت أشد الندم إني قولتله بس أدعي عليه ازاي وهو صاحبي اللي مليش غيره.
وبعدما خلص مكالمته، دخل من البلكونه، بصلي بابتسامة بارده وقال:
- مراتي هتحل الموضوع، متقلقش يا عريس.
- بره بيتي يا أنس.
بص أنس لأمي وقال:
- سمعينا زغروده يا أم العريس.
فزغردت أمي…
ضحكت، هو للدرجه دي جوازي هيفرحهم!
هو أنا المفروض أفرح ولا ايه!
ــــــــــــــــــــــــ
- بابا رن عليكِ كتير، شكله متعصب على الأخر، إنتِ عملتِ ايه المره دي يا ريحانه؟!
قفلت باب الشقه ودخلت وأنا بقول:
- متعصب!! آآ… ليه؟ آآ… أنا معملتش حاجه يا روضه.
مجرد ما وصلت البيت وبعد ساعه من المشي بلا هدف، قابلتني أختي الكبيره بكلامها اللي يربك ده!
أختي متجوزه ابن عمي في نفس البيت وعلطول عندنا هي وعيالها…
كانت بتاكل لب وقصادها بنت عمي دنيا اللي قالت:
- واضح طبعًا من الرعشة اللي في صوتك إنك معملتيش حاجه يا ريحانه! بتطفشي العريس اللي أنا جيباهولك يا ريحانه! ينفع تحرجيني كده؟
- وأنا مقولتلكيش تجيبيلي عريس يا دنيا! مأخدتيش رأيي ليه قبل ما تعملي كده.
- دا عريس لُقطه، وأنا أخدت رأي مامتك وأختك.
- طيب خليهم يتجوزوه بقا.
قلتها بانفعال، فاتدخلت أختي:
- اتأدبي يا ريحانه.
في اللحظة دي خرج والدي من أوضته فاتنفضت…
قال بسخرية:
- أخيرًا الهانم شرفت!
بلعت ريقي بارتباك ووقفت ورا أختي، ووقفت دنيا قدامي وأمي قدام والدي.
عشان عارفين إن بابا عصـ.ـبي وممكن يمد إيده عليا… قالت دنيا:
- أهدى بس يا عمو، أنا لسه مكلمه أنس جوزي، وهي ربنا هيهديها وهتقعد مع العريس كمان مره وإن شاء الله هتتجوزه… حضرتك بس سيب الموضوع دا عليا.
قلت بخوف:
- لـ... لأ، آآ… أنا مش مستعده أتجوز دلوقتي، ما تسيبوني قاعده معاكم شويه يا جماعه.
ردت أختي روضه:
- يا ستي اتجوزي وابقي تعالي اقعدي معانا زي ما إنتِ عايزه.
- لأ.
قلتها بانفعال، وفي اللحظة دي رن جرس الباب، ولأني كنت أقرب واحده ليه فتحت بسرعه عشان أهرب منهم… واتصدمت من اللي واقف قدامي.
بصيت ناحية أهلي بارتباك ورجعت بصيتله وأنا مبرقه عيني ونفسي يكون بيتهيألي، همست شفايفي باسمه:
- رياض!!
يتبع
