رواية الدور عليك عبر روايات الخلاصة بقلم ٱية شاكر
رواية الدور عليك الفصل الأول 1
- على فكره أنا كمان جاي الرؤية الشرعيه دي غصب عني.
- تمام كويس، قوم امشي بقا عشان أنا مش وش جواز… متضيعش وقتك.
- وليه مش وش جواز؟
تجاهلتني، مردتش عليا ولا بصت ناحيتي، فسكتّ شوية وأنا بخبط بصوابعي على الترابيزة، وقلت بهزار:
- طيب بصي ناحيتي مش معقول مش طيقاني كده! إنتِ محسساني بإحساس وحش أوي.
ومن غير ما تتلفت، قالت:
- القعده دي كلها ملهاش لزمه صدقني… قوم امشي.
- واضح جدًا إنك بتطرديني! بس لأ مش همشي، البلكونه هنا حلوه والڤيو جميل… وأنا مستمتع بصراحه.
قلتها وضحكت بهدوء، كنت بحاول أستفزها عشان تتكلم لكنها مردتش عليا…
مش عارف متجاهلاني ليه!!
منه لله صاحبي أدعي عليه ازاي وأنا مليش غيره! هو اللي قالي عروسه مفيهاش غلطه المره دي.
بقالي سنتين بدور على عروسه!
قعدت مع بنات كتير وكل مره يحصل حاجه والموضوع ميكملش. وزهقت من اللف ومن الزن إني لازم أتجوز.
هو ليه الموضوع مش سهل! يمكن لأني مش بعرف أكلم بنات ولا ليا في حوارات مصاحبة البنات دي.
يمكن لو بعرف أعمل زي أصحابي كان الموضوع يبقى أسهل!!
ومش عارف البنات راحوا فين!
لا ويقولك إن نسبة البنات أكبر من الرجاله.
طيب ما أنا راجل أهوه داخل على التلاتين ومش لاقي عروسه واحده ترضى بيا!
اتخرجت من كلية هندسه واشتغلت في محلات والدي للطلاء وأدوات النقاشه.
وحالتي المادية حلوه إلى حد ما، أنا بس محتاج بس العروسه عشان… عشان لازم أتجوز إخواتي الأكبر مني والأصغر مني كلهم اتجوزوا، وأصحابي الأكبر مني والأصغر مني برده اتجوزوا.
ونفسي أتجوز أي واحده عشان أخلص بقا من المطب ده.
عايز عروسه يا ناس، عروسه واحده يا عالم، هما البنات راحوا فين؟!
بصيت للوح التلج اللي قاعده قدامي، وحاولت أفتح حوار يمكن ربنا يكرمها ويهديها وتوافق بيا:
- إنتِ عندك كم سنه؟ طيب اسمك ايه؟ طيب تعرفي شجرة اي اللي هناك دي؟
وأخيرًا بصتلي.
ما شاء الله بنت حلوه شكلًا، بس بارده أوي، لكن مش مهم يمكن بتحاول تطفشني! ويمكن دا فال خير… سمعت كتير إن فيه بنات حاولوا يطفشوا العرسان وفي الأخر بيتجوزوا. عقبالي بقا!
قالت:
- هو إنت مش قلت إنك جاي غصب عنك؟!
ابتسمت بغرور:
- أنا محدش يقدر يجبرني على حاجه غصب عني بس كنت بفتح معاكي كلام.
- يعني إنت… كداب!
- نعم!!
- إنت كذبت وأنا رفضتك عشان كذاب. بس خلاص قوم يا عريس المقابله انتهت.
وقامت وقفت، ومن غير ما أتحرك هزيت راسي وقلت باستهزاء:
- إيه الجنان ده!!
رمتني بنظرة غامضه وطويله وهي ساكته وواقفه مكانها، فقلت:
- هااا، عايزه تقولي ايه؟ عايزاني أقوم أمشي، صح؟
ظهر على وشها الانفعال وفي صوتها اللي حاولت تتحكم فيه وتخرجه همس يادوب سمعته:
- منك لله… إنت هتعملي مشكله النهارده… مين اللي قالك عليا؟ ايه اللي جابك عندي؟ حقيقي منك لله.
- طب اقعدي طيب نتكلم، نتفاهم!
قلتها بهدوء، فقعدت وهي بتنفخ بضيق، بصتلي وقالت:
- أنا مش هينفع أرفضك، ارفضني إنت.
- طيب ما نتكلم يمكن نتفق.
- مينفعش نتفق… أنا واحده معقده نفسيًا وبكره الرجاله والجواز ومش طايقه الحياه، وإنت صعبان عليا مقدرش أظلمـ.ـك معايا… وبعدين أقولك حاجه، أنا مش حلوه شكلًا فيه بنات حلوين كتير، أنا ممكن أدلك على تغريد بنت طنط فوزية… بنت عينيها خضرا وزي القمر، أو عزه بنت طنط أمل عسوله أوي.
اتنهدت وقلت:
- أنا تعبت من رحلة البحث عن عروسه دي، أنا لو جابولي عِرسه هتجوزها عشان أخلص من الزن على دماغي وميفرقش معايا الشكل.
رجعت تبص للناحية التانيه، بس المره دي عندها حق، عِرسه ايه اللي هتجوزها! وايه اللي بقوله ده!
حاولت أصلح اللي قلته، بررت بصوت مهزوز:
- آآ… وطبعًا إنتِ زي القمر… يعني مين قال انك مش حلوه!
بصتلي وظهر شبح ابتسامة على شفايفها، فابتسمت وسألتها بفراسه:
- بتطفشيني ليه؟ قولي الحقيقة وأنا أساعدك، لو اقتنعت هرفضك ويا دار ما دخلك عريس.
- عشان أنا لسه في أخر سنه كلية، ونفسي أكمل وأبقى دكتوره في الجامعه، طريقي طويل وأهلي فاكرين إني عشان مجبتش طب خلاص كده المفروض أتجوز زي إخواتي وبنات عمي.
- إنتِ في كلية آداب؟
- أيوه.
- طيب ما تكملي بعد الجواز، أنا موافق عادي.
- لأ ما هو يا جواز يا تعليم مينفعش الاتنين، مش هضحك على نفسي.
ورجعت تبص للناحيه التانيه، سكت لحظة وأنا ببص عليها، وبعدين قلت:
- ربنا يوفقك، أتمنى يكون قرارك صحيح وعلى العموم حاضر اعتبريني رفضتك يا ستي.
بصتلي والسعاده ظاهره في عنيها، وقالت:
- على فكره إنت شخص محترم، وبجد أنا متأسفه على طريقتي لكن… دي طريقتي المعتادة لتطفيش أي عريس.
- ويا ترى طفشتي كم عريس؟
- ياااه كتير أوي، مبعدش والله.
ابتسمت، وفي اللحظة دي حمحم والدها ودخل، فاتعدلت هي في قعدتها، وبعد شوية استأذنت وخرجت لصاحبي.
المره دي كويس جدًا إني مكنتش جبت أهلي معايا، ما هو مش كل مره هناخد جاتوه وشيكولاه ونتعرف على الناس، ومتكملش.
مجرد ما خرجت من البيت قال صاحبي:
- ها طمني يا عريس؟
- مرفوضه.
- ليه؟
- هو كده، انسى الموضوع.
- دي بنت زي القمر الناس بتشهد بأخلاقها دا كفايه اسمها… ريحانه… إدي نفسك فرصه يا أيوب واقعد معاها تاني، دي بنت عم مراتي وهي بتشكر فيها و…
- ما خلاص يا أنس قلت مرفوضه يعني مرفوضه.
نفخ أنس بضيق وركبنا العربية، وهو مش طايق نفسه وأنا كمان حقيقي مش طايق نفسي!
ـــــــــــــــــــــــــ
- قولتيله عايزه تكملي دكتوراه يا ريحانه؟! دا إنتِ بتعدي السنه بالعافيه!
- ملقتش على لساني إلا التبرير ده، ما أنا مش معقول هقوله أصلي بحب واحد تاني ومش هينفع أتجوزك عشان مستنياه!
- دا إنتِ منك لله يا شيخه حد يسيب الشاب الوسيم ابن الناس دا عشان الكائن بتاعك ده.
كالعادة بتأنبني آمنه صاحبتي…
يمكن معاها حق أنا مش عارفه بحب فيه ايه! وليه بحبه.
لو حد كان قالي من تلت سنين إني هتعلق بشاب كده مكنتش مصدقه.
احنا كنا أصحاب اتعرفنا في الجامعه وكنا بنتكلم باحترام وبنذاكر مع بعض. وواحده واحده مبقتش أقدر أستغني عنه ولا عن اهتمامه بيا.
هو بيحبني ومهتم بيا دا حتى عرفني على أخته وهي اللي بتكلمني وتطمنه عليا.
نفسه يجي يتقدملي بس ظروفه زي شباب كتير في مصر، طالب في أخر سنه كلية وبيسعى عشاني ولكن مفيش شغلانه ثابت فيها، مفيش في أيدي إلا إني أدعيله.
انتبهت على صوت آمنه على الموبايل:
- على العموم يا ريحانه إنتِ مش محتاجه حد يقولك إنك بتغلطي، إنتِ عارفه إنك غلط، وإنتِ حره خليكِ مستنياه ونايمه على ودانك وهو ماشي مع نص بنات الكليه أصلًا… يعني لا شكل ولا أخلاق ولا حتى مستوى مادي كويس، أتمنى تفوقي لنفسك قبل فوات الأوان.
- إنتِ بتحاولي تكرهيني فيه صح؟ رياض مستحيل يكون بيكلم غيري… يا بنتي دا مبيكلمنيش غير كل فتره طويله يطمن عليا عشان الحرام والحلال هيكون بيكلم غيري!
ضحكت وقالت بسخرية:
- إنتِ غلبانه أوي يا ريحانه، بس الواد دا ذكي أوي قدر يضحك عليكِ، هو فاهمك ومتأكد إنه مش هيوصلك إلا كده… وهبعتلك فيديو دلوقتي يأكدلك كلامي، افتحي الواتس.
وقفلت آمنه الخط.
فتحت الواتس بسرعه على المحادثه بينا واستنيت دقيقتين وأنا بقرض ضوافري وقلقانه…
آمنه عمرها ما كدبت عليا وطول عمرها بتخاف عليا وبتحذرني وبتنصحنى بالحسنى وعمرها ما يأست مني…
بس رياض برده شاب محترم أنا مشوفتش منه حاجه وحشه، بيخاف عليا وعمره ما آذاني.
دقيقه مرت والتانيه ووصل فيديو من آمنه.
فتحته… وقلبي دق بسرعه.
رياض قاعد في كافيه قصاد بنت بيضحك معاها، ومد ايده يعدلها خصلة شعر كانت طالعه من طرحتها.
للحظة حسيت إني مش حاسه بحاجه، حسيت إني مش عارفه أتصدم، أو مش عارفه أظهر صدمتي!
رنيت على آمنه، أول كلمة قالتها:
- أنا خرجت أتمشى شويه فشوفته، هو قاعد هنا يا ريحانه قدامي، ودي مش أول مره أشوفه ماشي مع بنت وماسك ايديها، يارب بقا تفوقي لنفسك.
- ابعتي اللوكيشن.
- آآ… متقوليش إنك عايزه تيجي!
- عشان خاطري يا آمنه.
كنت لسه لابسه هدومي ما العريس اللي رفضته لسه خارج من دقايق!
استأذنت أهلي وخرجت…
والمكان كان قريب. كنت بتمنى ألحقه مش ناويه أكلمه بل مش ناويه على حاجه أصلًا ولا عارفه أنا عايزه أعمل ايه! حتى دموعي مدقتش الباب، يمكن لسه مش مصدقه!
نزلت من التاكسي…
قابلتني آمنه ومسكت إيدي… اعتذرتلي إنها قالتلي… سألتها:
- هو فين؟
شاورت عليه، وقالت:
- هتعملي إيه يا ريحانه؟!
بصيت لها ومعرفتش أرد.
التفت حوليا أكتر من مره ورجلي مش عارفه أحركها خطوه واحده، وقفت أفتكر التلت سنين اللي عشتهم موهـ.ـومه، رسماله صوره في خيالي كنت بحبها.
والأسوأ إن فيه صوت جوايا بيقولي مش يمكن ظالــ.ماه؟
ديرت ظهري للكافيه عشان أفكر المفروض أعمل إيه!
فلفت نظري العريس «أيوب» اللي طفشـ.ـته النهارده واقف يشرب عصير قصب بهدوء.
وكأنه ظهر قدامي عشان يزود تأنيب ضميري أكتر.
وفجأة بص ناحيتي، وشافني فديرت ضهري بسرعه وقتها شافني رياض اللي كان بيضحك ومجرد ما عينه وقعت عليا مر على وشه فصول السنه الأربعه…
البيدج بتاعتي كتابات آيه شاكر
يتبع
#الحلقة الأولى
#اسكريبت بعنوان:
#الدور_عليك
#سلسلة_حكايات_أونو
#كتابات_آيه_شاكر
