رواية طريق إلى نجمة عبر روايات الخلاصة بقلم ٱية شاكر
رواية طريق إلى نجمة الفصل الثالث 3
- مش ناوي تتجوز بقا وتفك نحس العيلة دي؟
- والله أنا نفسي أتجوز بس العروسة بقا...
قالها حازم وهو بيبصلي، فكله بص عليا واتوترت جدًا...
شال عينه من عليا وهو بيحمحم بحرج واتوتر هو كمان لما حس إن الكل بيبص علينا، فرك ودانه وقال بارتباك:
- قصدي يعني لما الاقي بنت الحلال اللي تستحق تكون زوجة الدكتور حازم...
ضحكت خالتي دلال بتفهم، فلف حازم الإزازة وكان هو هيسأل كريم، فقال:
- قولي بقا يا كريم... إيه سر الدبلة اللي في ايدك؟
ارتبك كريم لكن جاوب بابتسامة:
- لا سر ولا حاجة... اتعودت عليها لقيت شكلها حلو وماشية مع الساعة!
ـــــــــــ
الحلقة (٣)
ــــــــــــ
وقف كريم فجأة وظهر عليه الارتباك قال:
- أنا همشي بقا لأن عندي شغل الصبح بدري...
وقف حازم وقال وهو ماسك موبايله:
- وأنا هعمل مكالمة وآجي.
نادى والدي هو كمان عشان نمشي فقومت أسلم على الموجودين، ولما وصلت لدلال همست في ودني:
- بيحبك يا بت...
قلبي دق بسرعة وبعدت عنها وأنا ببصلها بحدة! مش هتتغير أبدًا هي السبب في زراعة حبه جوة قلبي من صغرى ورعرع وكبر مع الأيام لأنها كانت بترويه بكلامها وتصميمها إنه بيحبني وإننا لايقين على بعض!
سألت نفسي كتير ليه مختارتش حاتم أو كريم! ليه حازم بالذات! لكني مرسيتش يوم على بر.
مرت الأيام بعد اليوم ده وكل ليلة بفكر في حازم وبتخيل اليوم اللي هيتقدملي فيه، وبفكر هلبس ايه وهحط مكياج ولا لأ!
كنت بفكر فيه بالنهار واحلم بيه بالليل، مرة في الحلم يقولي:
- بحبك...
ومرة يمسك ايدي، ومرة يحضنني، ومرة يجيبلي وردة ومرة يجيبلي ساعة...
وفي حلم من الأحلام الكتير دي قالي جملة عمري ما هنساها، بص في عيني وقال:
- الشمس نجمة بتضيء وتدفي حياة الناس وإنتِ النجمة اللي منورة ومدفية قلبي...
كنت بستنى وقت النوم بفارغ الصبر عشان أشوفه، وكل يوم حبه يزيد جوة قلبي ومشاعري تتحرك أكتر رغم إني مشوفتهوش في الحقيقة لإسبوع كامل لكنه مفارقش أحلامي...
وفي يوم صحيت من النوم وأنا في غاية السعادة والنشاط بعد الحلم اللي شوفته امبارح إن حازم اتقدملي وصحيت من النوم بعد ما زغردت وكنت واقفة وسط زغاريد كتير والفرحة مالية الحلم...
فسرت المنام على جوجل وطلع إنه هيتقدملي قريب وفيه سعادة هتدخل حياتي، تفسير جوجل ده غريب جدًا كل ما أبحث عن تفسير منام يقولي هتتجوزي قريب!
قومت عشان أنضف الشقة لو إحنا مش في رمضان كنت هسمع أغاني رومانسية زي ما كنت بعمل وأتخيله في كل أغنية، رغم إني يبان عليا ملتزمة ومش بغلط إلا إني بغلط عادي لكن ربنا ساترني...
شغلت أنشودة مشاري ورددت معاه وهو بينشد وكأن حازم اللي بيقولي:
- اوعديني... اوعديني تعلميهم كل حاجة حلوة فيكِ ولو في يوم قصرت فيكم كمليني بالرضا... اوعديني ياخدوا اخلاقك عشان بتباهى بيكِ ويطلعوا ذرية صالحة يزرعوا الخير في الحياة.
أيوه كنت وصلت لمرحلة الذرية الصالحة! ومر اليوم وأنا برفرف بالسعادة...
لحد ساعة الفطار كنا قاعدين على السفرة فرن تلفون والدتي برقم خالي، قلت في نفسي أكيد الحلم هيتحقق وهيكونوا جايين يتقدمولي، ولما أمي قالت:
- أيوه يا حازم...
ابتسمت لما سمعت اسمه فتحت وداني كويس لكن اختفت ابتسامتي لما قالت أمي:
- النتيجة ظهرت؟ وشروق عملت ايه! لا حول ولا قوة إلا بالله...
لما أمي قالت كده قومت من على الأكل ودخلت أوضتي مستنتش أسمع حاجة تانية، أصل لو رد فعلهم على شروق لا حول ولا قوة إلا بالله، فأنا نفس مستواها ومجاوبين زي بعض ومراجعين مع بعض!
قعدت أعيط، وأمي بتنادي عليا، وجت تخبط عليا وتقول:
- هاتي رقم جلوسك يا نجمة!
قلت بعياط:
- لأ مش عايزة أعرفها.
قعدت أعيط، ومحستش بنفسي إلا وأنا بصلي ركعتين وبدعي ربنا في كل سجدة:
- يارب محدش يشمت فيا ولا في أهلي...
وبعد شوية خبطت أمي عليا وهي بتقول بفرحة :
- افتحي يا دكتوره نجمة... نتيجتك ظهرت ورفعتي راسنا...
فتحت بسرعة وأنا بسأل:
- كام؟ جبت كام؟
ورغم إن مجموعي مكنش زي ما بتمنى إلا إني كنت زيادة عن شروق حاجة بسيطة ...
سجدت شكر لله مش عشان أنا فرحانة بالمجموع على قد ما فرحت إن محدش هيشمت فينا وكنت أقصد بده مرات خالي!
قال والدي بزعل:
- إنتِ فرحانة عشان جبتِ أعلى من شروق! بس الله أعلم هتلحقي كلية ايه!
- لـ... لأ أنا مش فرحانة... بس أنا عملت اللي عليا!
- الله المستعان.
قالها والدي ودخل أوضته، فحسيت بوخزة في قلبي، يعني أنا ممكن ملحقش أي كليه أهلي عاوزينها! أيوه أهلي! ما أنا مكنش عندي أي هدف إلا إني أرضيهم...
مرت الأيام والتنسيق جابلي انا وشروق مرحلة تانية...
كنت محتارة أدخل كلية ايه، التنسيق جابلي طب بيطري أو علوم أو تربية...
روحت مع أمي عند خالي، ومقابلتهم مكانتش لطيفة أبدًا مش عارفة هل دي غيرة! ولا فيه حاجة تانية حتى حازم ونظراته ليا! كان متغير لحد كبير...
قعدنا نتكلم مع خالي ومراته اللي مصممين إني أدخل تربية مع شروق، لأن بيطري وعلوم ملهمش مستقبل على كلامهم!
حازم كان واقف في البلكونة فوقفت جنبه وقلت:
- محتارة أوي أدخل ايه!
مردش ولا التفت، فقولت:
- بفكر أدخل بيطري زيك! ولا ايه رأيك أعمل ايه؟!
قال بعصبية:
- اعملي اللي تعمليه... أنا مش عايز حد زيي...
قالها ودخل من البلكونة، فوقفت لوحدي شوية وحسيت إني عايزة أعيط، عيني دمعت لأنه أول مرة يكلمني بالطريقة دي!
مسحت دموعي بسرعة ودخلت من البلكونة قلت لأمي:
- يلا يا ماما نروح...
قامت أمي ومشينا كنت ساكتة طول الطريق، وهي مصممة وبتقنعني إني أدخل تربية ووالدي وخالي مدرسين وهيساعدونا نتوظف، كانت بتتكلم بثقة وكأن خالي المحافظ ووالدي وزير التربية والتعليم!
وطبعًا رفضت وكتبت الرغبات على مزاجي وقولت اللي يجي هتوكل على الله وأدخله وهيبقى نصيبي.
شروق جالها كلية تربية وأنا ربنا رزقني بكلية علوم ورضيت بنصيبي...
وفي يوم لقيت الباب بيخبط، ولما فتحت لقيت كريم قدامي، عدلت حجابي بسرعة، فقال:
- إزيك يا نجمة؟ عمتو هنا ولا أنا جاي في وقت مش مناسب ولا إيه؟
شاورت لجوة وقولت:
- لأ هنا... اتفضل ادخل...
دخل كريم وسلمني علبة جاتوه، وسقف وقال بمرح:
- يارب يا ستير اللي خالع راسه يغطيها...
ابتسمت وكنت مستغربه جدًا لأن كريم مش بيجي عندنا أصلًا!
وبعد شوية قعدنا معاه كلنا فبصلي كريم وقال:
- أنا قولت أجي أبارك لنجمة...
- الله يبارك فيك يابني...
قالها والدي، وقال كريم:
- وكمان عشان أقولها مميزات وعيوب كل كلية... أنا عارف إني اتأخرت بس لسة فيه فرصة وتقدر تحول لأي كلية!
شرح لي كريم مميزات وعيوب كل كليه وبعدين قال:
- لو عايزة رأيي أنا... فأنا أرشحلك تمريض...
فكرت للحظه! أنا إزاي مجاش في بالي كلية تمريض خالص! قلتله بتركيز:
- ايه مميزات الكليه دي؟!
- كتير أوي أولهم إنك لو شديتِ حيلك ممكن تتعيني دكتورة فيها هي دراستها صعبة بس مش أصعب من علوم! وفي أسوأ الحالات هتكوني موظفة حكومي دا لو بتدوري على وظيفة وشغل...
لما مشي كريم صليت استخارة وقررت أدخل كلية تمريض، ولما عرفت شروق قررت هي كمان تحول لكلية تمريض مع إن أهلها كانوا رافضين لكنها صممت وأصرت...
وبدأت الدراسة وشروق عملتلها صحاب جداد، ولأني مكنتش برتاح لأصحابها أخدت جنب عنها والعلاقة بينا بقت مهزوزة جدًا وكنت لوحدي مليش أي أصحاب، بمشي لوحدي وبقعد لوحدي وبذاكر لوحدي وفي البريك باكل لوحدي...
حازم كان بيجي أحيانًا الجامعة ياخدها فبيوصلني معاها، وكان بيركب معانا أصحابها الجداد اللي أنا مش حباهم اطلاقًا...
نظرات حازم ليا اتغيرت أوي، مكنتش عارفة ليه وهل هو بيحبني ولا أنا كنت فاهمة غلط!
المشكله إني كنت راسمة لحازم صورة في خيالي وأحلامي غير الواقع خالص وبحب الصورة دي ولما أشوفه قلبي بيدق...
وفي يوم بعد ما وصلني حازم للبيت والدتي كانت واقفة في البلكونة، وبمجرد ما دخلت للبيت قالتلي:
- واخدة جنب عن شروق بنت خالك ليه؟ بتشتكي منك!
- شروق مصاحبة بنات مش برتاحلهم عشان كده بحب أكون لوحدي...
- وإنتِ مالك ومال البنات! قربي من بنت خالك وامشي معاها.
سكتت شوية وقولت:
- حاضر يا ماما.
قولت كده عشان مجادلش لكني مقررة إني مش هكلمها، العلاقات السطحية دي مريحة جدًا...
تاني يوم وأنا راجعة من الكلية وراكبة عربية الأُجرة ركب جنبي شاب معانا في الكلية بس أكبر مني بسنتين ومن نفس بلدي، بدأ يتكلم معايا ويعرفني حاجات عن الكلية انتهت بـ:
- خدي رقمي ولو احتاجتِ أي حاجة كلميني في أي وقت.
ولما فتحت تطبيق الفيسبوك لقيته باعتلي أدد كان اسمه «ميسره» فقبلته وبدأنا نتكلم...
وكنت ببص على الأكونت بتاع سمر وزعلانة أوي لأنها مقبلتش الأدد ولا ردت عليا...
مرت الأيام وعلاقتي بميسره اتطورت بقينا نهزر مع بعض واحكيله تفاصيل يومي وهو كمان يحكيلي لكن مكنش في قلبي أي حاجة ناحيته كنا أصحاب وبس زي أخويا! لكننا كنا بنتكلم في أي حاجه إلا المذاكرة...
كنت لسة بفكر فيه وأنا قاعدة على مكتبي فلقيت رساله منه:
- صاحيه!!!
- أيوا...
- كنت عايز أحكي وأتكلم معاكِ شوية.
- قول...
- لو فيه واحد بيحب بنت وهي شايفاه صديق وبس أو مش شيفاه أصلًا يعمل ايه؟
كتبت بدون تردد:
- يتقدملها... يبذل كل جهده ويروح يتقدملها أنا كـ نجمة شايفه إن البنت اللي ترتبط بشاب لا تستحق تكون زوجته... دي خانت أهلها مش معقول هتصون زوجها.
- لا فيه بنات محترمين بس الحب بقا!
افتكرت حازم وكتبت:
- فعلًا الحب ده عـ ـذاب...
- جربتيه؟!
- لأ بس أعرف حد جربه...
سكتت فترة طويلة كنت بفكر في حازم وتغيره معايا اللي مش عارفة نهايته ده! خرجني من تفكيري رسالة ميسره:
- خايف يتقدملها ترفضه وعاوز يصارحها بمشاعره الأول.
افتكرته بيتكلم عن نفسه فقلت:
- ومين دي اللي هترفض عريس قمر زيك!
بعت بسرعة:
- مش أنا دا واحد صاحبي...
كتبت:
- مش عارفه بصراحة يا ميسره.
قريت المحادثه بينا مره تانيه وخوفت جدًا يكون قصده عليا! وفكرت شوية في كل كلمة كتبتهاله! أنا مش هقدر أعتبره أكتر من صديق وبرده مش هقدر أستغنى عنه لأني أدمنت وجوده في حياتي واتعودت على كلامنا مع بعض كل يوم لأني مفتقده دور الأخ ودور الأصدقاء في حياتي.
واستمريت في علاقة مش عارفة نهايتها تحت مفهوم الصداقه!
يمكن لو كان قلبي فاضي كان دقله وخصوصًا إني كنت معجبة بمظهره وتفوقه لكني لا إرادي لقيت قلبي بيركنه على الرف وبيتحرك لحازم وبس...
ومرت الأيام وأنا بستنى كلمه حلوه من حازم زي اللي بشوفها في منامي كل فترة لكن مفيش جديد حتى النظرات بينا مبقتش موجوده!
وعلاقتي أنا وميسره بتبقى أقوى يوم عن يوم، في الكلية لما كان لما يلاقيني قاعدة لوحدي يجي يقعد معايا ومعظم الأوقات كان بيجيب أكل وناكل سوا...
استغفروا.
★★★★★★
في بيت حازم
من لما حازم طلب يتجوز نجمه يوم ظهور النتيجه وشروق بدأت تشـ ـوه صورتها قدامه وعند والدته بكلام محصلش وتقول إنها كانت بتتستر على نجمه! وإنها منـ ـافقة وبتكلم ولاد وبتصاحبهم، ولأنهم بيثقوا في شروق كانوا بيصدقوا!
قالت شروق:
- يابني انسى نجمة بقا... البنت دي مش كويسة! دي بتكلم ولاد و... وبالأمارة أخر واحد مصحباه اسمه ميسره والكلية كلها بتتكلم عليهم!
- ميسره! مش الواد ده من هنا من البلد!
- أيوا هو... أومال أنا بعدت عنها ليه ما هي علشان سمعتها المهببة!
جز حازم على أسنانه وقال:
- من امتى بتكلم الواد ده؟!
- من زمان أوي... وأنا نصحتها كتير لكن مسمعتش مني... ولأن الصاحب ساحب خوفت أصاحبها تسحبني معاها فبعدت عنها...
قاطعتهم والدتهم اللي دخلت الأوضه وشاركتهم الحوار:
- بتتكلموا في ايه؟!
- كنت بقوله سبب بعدي عن نجمة وإنها مصاحبة ولاد وكده!
قالتها شروق، فقالت والدتها بسخرية:
- وقال ايه أبوكي كان عايز يجوزهاله!
بصت لحازم وكملت:
- أما أنا بقا جبتلك حتة عروسة تقول للقمر قوم وأنا أنور مكانك، مش تقولي نجمة!
قالتها بسخرية: فوقف حازم وقال بضيق:
- وأنا مش عايز اتجوز...
- شوفي الواد!!
قالتها والدته بسخرية، فنفخ بزهق وسابهم وخرج من الأوضه وهو بيفكر في نجمة وازاي كان فاكرها بريئة ومخدوع فيها كل السنين دي!
وتاني يوم عربيته عطلت فاضطر يركب موصلات للشغل، ولسوء حظ نجمة صادفت ميسره فركب جنبها مع إنها كانت متوتره ومش عايزاه يقعد جنبها إلا أنها معترضتش وسألته في كام حاجه بخصوص الكليه فقعد يشرحلها ويتكلم معاها...
جز حازم على أسنانه بضيق وركب وراهم وهو سامعهم بيتكلموا وكل شويه يبص على ميسره شاب وسيم، يعني في الجمال أحلى منه بكتير وأصغر منه كمان!
ومن شدة غضب حازم قال:
- اقف على جنب ياسطى.
ونزل في نص الطريق وهو في قمة عصبيته....
فتح موبايله وكلم والدته، حاول يكون هادي، لما سألته عايز ايه، قال:
- كنت مكلمك عشان العروسه اللي قولتيلي عليها امبارح... خدي منهم ميعاد عشان أقابلها... ا... أنا صليت استخاره ومرتاح.
- أيوه كده فرح قلبي ربنا يفرح قلبك ويريح بالك يابني....
- بس ياريت بسرعه يا ماما قبل ما أرجع في كلامي.
- عنيا يا نور عنيا... إنت بس متقولش حاجه لحد على ما الموضوع يتم ان شاء الله...
بعد ما قفلت مع أمي حطيت الموبايل في جيبي، وقفت مكاني شويه أفكر في القرار اللي أخدته! وقلت بصوت مسموع كأني بسخر من نفسي:
- بلاش شغل عيال ومراهقين! هفضل من غير جواز لإمته! ونجمة أصلًا مينفعش تكون زوجه!
عقلي كان بيقول كده لكن قلبي بيتمنى إن يحصل أي حاجه وموضوع العروسه ده يتلغي...
بصيت حوليا ولما لقيت الناس بتبص عليا وأنا بكلم نفسي حطيت إيدي على ودني وعملت نفسي بتكلم مع حد في السماعه وبعدين وقفت تاكسي وركبت عشان أروح شغلي وأنا بقول لنفسي إن أحسن حاجه في تطور التكنولوجيا إنك لو مشيت تكلم نفسك في الشارع محدش هيقول عليك مجنون! خصوصًا لو حطيت إيدك على ودنك وكأنك بتكلم حد من خلال السماعه اللاسلكيه.
وبعد يومين
اتقدمت لعروسه، كلهم كانوا بيشكروا فيها، بنت مؤدبه، وهاديه بتدرس في أخر سنه في كلية علاج طبيعي وفوق كل ده جميله، جميلة جدًا جدًا وجذابه...
بصيتلها بإعجاب من حيائها وهي باصه للأرض وبتفرك ايديها بتوتر، وحاولت أفتح معاها كلام:
- إنتِ اسمك ايه؟
قالت بصوت رقيق:
- أسماء.
في الوقت ده افتكرت نجمه، ومع إني كنت ببص لـ «أسماء» إلا إن قلبي مع نجمه، لأول مره أعترف لنفسي إن نجمه مسيطره على قلبي وتفكيري، يمكن أكون مش بحبها بس اتعلقت بيها وكنت معتبرها زوجتي المستقبلية...
ولما حضرت لمخيلتي صورة ميسره وهو بيكلمها وافتكرت كلام شروق عنها، رجعت لوعيي وأنا بقول لنفسي إنها متنفعش زوجه! تداركت نفسي وإن بقالي فتره ساكت فابتسمت لـ «أسماء» وقلت:
- اسمك جميل أوي... زيك...
احمر وش أسماء، وسكتت وهي بتبص للأرض، فأُعجبت بحيائها اللي شبه نجمه أوي! طردت نجمه من تفكيري وقلت في نفسي إن أسماء الأنثى اللي أقدر آمنها على بيتي وأولادي، مش بنت مراهقه زي نجمه!
طال سكوتنا فقلت:
- كلميني عن نفسك يا أسماء...
رفعت عنيها ببطئ ورجعت نزلتهم تاني للأرض وقالت بنبرة مرتعشة:
- مـ... مش هعرف أتكلم... اسألني إنت وأنا أرد عليك...
ابتسمت وبصيتلها بعمق وقلت:
- مش مهم تتكلمي لكن ممكن ترفعي وشك وتبصيلي؟
رفعت عنيها تاني ببطئ عشان تبصلي، ولما تلاقت نظراتنا حسيت إن البنت دي فيها جاذبيه غريبه! حسيت براحه وأنا ببص جوه عنيها فابتسمت، لكن اختفت ابتسامتي لما قامت «أسماء» وقفت فجأه وكأنها اتلسعت، فقمت وقفت وسألتها:
- مالك؟!
قعدت «أسماء» تاني وهي بتقرض في شفايفها بارتباك، وواضح أوي إنها متوتره من وجودي!
تجاهلت سؤالي وقالت بنبرة مرتعشة وهي باصه للأرض:
- حضرتك عايز تسألني عن ايه؟!
قعدت أنا كمان وقلت بابتسامه:
- مش هسألك... أنا هكلمك عن نفسي...
مش عارف مر علينا وقت أد إيه وأنا بكلمها عن نفسي وأحيانًا أقول دعابه فتضحك وأضحك أنا كمان...
وخرجت من عندها وأنا محتار أكتر من كوني مرتاح...
★★★★★
«نجمه»
يوم ما حازم نزل من العربيه ومتكلمش معايا اتأكدت إنه فهمني غلط...
من بعدها اتغير معايا أكتر، حتى مبقاش يبصلي لو اتقابلنا، كان لما يجي ياخد شروق من الكليه ميسألش عليا، ولو اتقابلنا صدفه تطلب مني شروق أركب لكنه مكنش بيبص ناحيتي...
اتغير معايا ودا أثر عليا وعلى مذاكرتي وعلى حياتي كلها، واتحولت مشاعري وبدل ما كنت بسمع أغاني رومانسيه بقيت بسمع أغاني حزينه وأعيط...
حتى نومي بقى كله كوابيس! الناس بتنام عشان ترتاح وأنا بصحى من النوم تعبانه ومرهقه...
كل يوم كنت بفتح الأكونت بتاعه واكتبله رساله أوضحله فيها طبيعة علاقتي بميسره لكن في أخر لحظه بمسحها ومش ببعتها...
وبرجع أفتح الملف الشخصي بتاع «سمر» "بنت زوج أم كريم" واكتب لها إني محتاجه أتكلم معاها ضروري لكنها برده مش بترد!
ومرت الأيام وامتحنت الترم الأول من الكليه...
وفي الأجازة
وبالتحديد يوم خطوبة «أمينه» بنت خالي روحنا كلنا عند خالي من بدري...
وطول اليوم «شروق» بتكلمني كويس عكس آخر فتره وكانت قاعده جنبي معظم الوقت وبتسأل عليا لو غبت عن المكان وتهزر وتضحك معايا كنت مستغربه لكني كنت فرحانه ومن جوايا نفسي نرجع أصحاب زي زمان ونحكي لبعض كل حاجه ونذاكر مع بعض وكمان نروح ونيجي مع بعض اشتاقت أوي لأيام ثانوي...
كنت بدور على حازم اللي لسه مظهرش وكنت مقرره أتكلم معاه وأحكيله عن علاقتي بميسره وإنه لو عايزني أقطع علاقتي بيه هعمل كده من غير تفكير حتى لو كنت متعلقه بيه!
وقبل المغرب بدقايق نزل حازم من عربيته!
ابتسمت وقلبي دق بسرعه، وجريت ناحيته وأنا مقرره أتكلم معاه...
نزلت السلم لكن وقفت فجأه لما سمعت «أخوه حاتم» قال بصوت عالي:
- أهو العريس المنتظر جه من عند عروسته أخيرًا...
بصيت لحاتم بدهشه في حين سألته خالتي دلال باستغراب:
- مين عروسته؟!
- أسماء بنت الأستاذ جميل جمال ملوش مثال... أكيد عارفاه؟
- بتهزر صح؟
قالتها خالتي بصدمة وذهول، فرد حاتم بضحك:
- لا والله العظيم اتقدملها من كام يوم وردوا عليه امبارح إنه يجي يقعد معاها كمان مره... وأهو رجع من عندها بالسلامه...
كنا مصدومين في حين حاتم بيغني:
- وسالمه يا سلامه حازم رجع بالسلامه...
اختفت ابتسامتي، وبصيت لخالتي اللي نظراتها كلها شفقه وخوف عليا من إني يحصلي زيها!
حاولت اتماسك، وأخبي دموعي اللي فرت من عيني، فانحنيت بسرعه للأرض وعملت نفسي بدور على حاجه وقعت مني وانا بمسح دموعي عشان محدش يلاحظ، ولما قرب حازم وشافني قال بهدوء:
- بتدوري على ايه يا نجمه؟
وقفت وأنا ببصله بابتسامه لكن ظهر في نبرة صوتي الحزن اللي حاولت أخفيه، قلت:
- دا... دبوس... دبوس وقع مني...
- ولقيتيه؟
قلت بابتسامة باهته:
- لما دورت عليه وجيت آخده شكني فسيبته...
ديرت ضهري وانا ماسكه دموعي، وببلع ريقي اللي بقى طعمه مر فجأه، وكنت حاطه ايدي على قلبي اللي بيدق ببطئ وكأنه هيقف!
سيبت كل مراسم الاحتفال والزغاريد وقعدت في ركن لوحدي في البلكونه وأنا مازلت حاطه ايدي على قلبي وساكته، كنت حاسه إن روحي بتتسحب مني!
كان أول مره في حياتي اعرف يعني ايه صدمه! ويعني ايه خذلان! قلت لنفسي إنه موعدنيش بحاجه ومش ذنبه إني فسرت نظراته وكلامه معايا غلط! ومش ذنبه برده إني كنت بحلم بيه وعلقت نفسي بوهم، والظاهر إنه كان بيعتبرني أخته زي ما كان بيعتبر أمينه أخته...
خرجت من شرودي على صوت رنة موبايلي، وكان رقم ميسره، حمحمت في محاولة مني عشان يظهر صوتي طبيعي ورديت عليه، وبعد السلام بينا قال ميسره:
- صوتك متغير!
قلت بهدوء:
- لأ أبدًا مفيش حاجه... كنت عايز ايه؟!
سكت ثانية كأنه متردد وبعدين قال:
- كنت عايز أعترفلك بحاجه... محبتش أكتبهالك في رساله وقلت أقولهالك في التلفون عشان أسمع صوتك.
حمحمت بخفوت وقلت:
- حاجه ايه؟!
- نجمه أنا... أنا... أنا بحبك...
طال سكوتي! أصل صدمتين في نفس اليوم بيوجعوا! قصدي يهدوا! أنا كنت مقرره إن لو ميسره قالي حاجه زي كده هلغيه من حياتي بدون تفكير، كان صعب عليا إني أفقد صديقي «ميسره» وحبيبي «حازم» في نفس اليوم! قال ميسره:
- إيه روحتِ فين؟
جمعت كلماتي وقلت بانفعال:
- بتحبني؟! ليه يا ميسره! يا ميسره أنا كنت معتبراك أخ وصاحب مش أكتر... وللأسف مش هتكون أكتر من كده... وبعد إذنك أنا هقفل.
مستنتش أسمع منه أي كلمه وقفلت الخط وعملتله بلوك.
فتحت بيانات الهاتف وعملتله حظر على الفيسبوك وعلى كل التطبيقات التانيه، يمكن كانت خطوه متهـ ـوره! لكني كنت مصدومه وتعبانه!
- واقفه هنا وسايبه الحفلة تحت!
كان صوت حازم، التفت وبصيتله وقلت وأنا ببعد عنه:
- كنت بتكلم في التلفون ونازله أهوه...
قال باستخفاف:
- مكالمه غراميه طبعًا!
حاولت أظهر معاه طبيعيه عشان ميلاحظش، قلت بهزار:
- وأنا وش غرام يابني! كنت بكلم واحده صاحبتي.
سحب مني الموبايل اللي كان منور، فحاولت أخده منه لكن معرفتش! لإنه كان فتحه وبص على آخر مكالمه!
ضحك بسخريه وإداني الموبايل وهو بيقول بسخرية:
- ميسره!
اتوترت جدًا واتلجلجت في الكلام، قلت:
- على فكره... مفيش بيني وبينه حاجه احنا زمايل عادي! بيساعدني في المذاكره وكده...
بصيت للأرض بحرج، فضحك وقال:
- متخافيش أوي كده أنا مش هقول لحد...
شوحت بايدي وقلت بلامبالاة:
- ولا تقول... مش فارق معايا أصلًا... لإني مبعملش حاجه
غلط!
لوى بوقه وهو بيهز رأسه باستنكار ومشي من جنبي من غير ما يقول أي كلمه...
مسحت وشي بعصبيه وبعدين نفخت بضيق، ورجعت قعدت مكاني...
- نجمه إنتِ كويسه؟
قالتها خالتي دلال اللي قعدت قصادي ومحستش بيها لإني كنت سرحانه في كل كلمة قالها لي حازم، وخايفه يكون فهمتي غلط!
حاولت أرسم ابتسامه على وشي وقلت:
- أيوه يا خالتو تمام... وايه اللي مش هيخليني كويسه؟
- على فكره أنا ممكن أتكلم معاه وأفهمه مشاعرك... أنا متأكده إنه بيحبك بس مش عارفه حصله ايه!
بصيتلها وقلت برجاء:
- خالتو اوعديني الكلام اللي بينا ده يفضل سر طول العمر...
- سر ايه! إنت عبـ ـيطه لازم تقوليله مشاعرك...
قلت بانفعال:
- مفيش بنت محترمه تروح تقول لراجل أنا بحبك!
خالتي قامت وقفت وقالت بتصميم وانفعال:
- طيب يبقا أنا اللي هروح أقول...
قمت وراها وقلت بنفس الانفعال:
- والله العظيم لو حصل ليكون آخر كلام بيني وبينك يا خالتو.
خالتي قعدت بقلة حيلة، ووقفت أنا أبص للفراغ قدامي وقلت بابتسامة بخفي وراها حزني:
- عارفه يا خالتو إيه الأصعب من الحب؟
بصتلي بتسائل فبصتلها وقلت:
-والعشم... إنك تكوني متعشمه ومتوقعه من الشخص ده حاجه ويخذلك ودا أسوأ احساس ممكن الإنسان يحس بيه...
عيني دمعت فمسحت دموعي وخالتي طبطبت على أيدي وقالت:
- أنا آسفه لإني هقوله يا نجمه...
كانت هتمشي فناديتها ولما بصتلي قلت بانفعال:
- اللي بينا سر يا خالتو يعني أمانه ومش لازم حد يعرفه... هتخوني الأمانه؟!
قالت بتصميم:
- سميها زي ما تسميها بس أنا هقوله... مش هسيبك تدوقي اللي أنا دوقته!
مشيت وسابتني أعيط مع نفسي، وأنا حاطه ايدي على بوقي وبسأل نفسي:
- ليه عملت في نفسي كده! ياريتني ما حكيتلها!
استغفروا.
بقلم آيه شاكر
★★★★★
- نجمه حطتني على البلاك ليست وعملتلي بلوك من كل حته!
قالها ميسره بعد ما دخل أوضة اخته اللي أصغر منه بسنتين لكنه بيحكيلها كل حاجه فسابت الموبايل من ايديها وقالت:
- ما أنا قولتلك من الأول نجمه بنت محترمه يا ميسره معتقدش إنها هتوافق تصاحبك.
- طيب ما احنا متصاحبين أصلًا... وبنتكلم كل يوم!
قالها بسخرية، فقالت:
- ماشي بس هي ملهاش في حوارات الارتباط والحب والكلام ده ولو ناوي يبقى تتقدملها رسمي أنا أعرفها من الابتدائي ومشوفتش منها حاجه وحشه بالعكس هي بنت محترمه جدًا جدًا.
قعد ميسره وقال:
- ما أنا عارف إنها محترمه وهنتكلم فتره على ما أكون نفسي وهتقدملها...
بصتلبه وهي رافعه أحد حاجبيها بسخرية فقال:
- افهميني يا تسنيم أنا مقدرش أستغنى عنها أنا موافق أكلمها حتى لو صحاب وبس لكن هي متسيبنيش...
بص لأخته برجاء وكمل:
- كلميهالي قوليلها كان بيهزر معاكِ وإنتِ خدتي الموضوع جد... خليها تفك البلوك وتكلمني وأنا هعتذرلها...
- أنا مليش دعوه يا ميسره...
- بالله عليكِ يا تسنيم عشان خاطر أخوكي.
- متحاولش مش هعمل كده!
قالتها وهي بتمضغ البانه وباصه قدامها، فبص ميسره قدامه للحظه ورجع بص لأخته وقال:
- أنا ناوي أتجوزها... لإني حقيقي معجب بيها وبأخلاقها وهاخد خطوة وأتقدملها بس بعد الامتحانات.
- اللي بتعمله غلط... وأكيد مش محتاج إني أفكرك إن ليك أخت يا ميسره...
قالتها وهي بتشاور على نفسها وكملت:
- متلعبش ببنات الناس... لأن الحياه جولات وكما تدين تدان...
سكت ميسره شويه وهو بيفكر في حاجه ونزل رأسه للأرض، وبعدين رفعها وبص في عين أخته وقال:
- توتو حبيبتي! عشان خاطري كلميها تفك البـ ـلوك... وأنا بس هعتذرلها ومش هكلمها تاني...
#يتبع
