رواية لم يكن لي الفصل العشرون 20 والأخير بقلم هنا محمود
رواية لم يكن لي الفصل العشرون 20 والأخير
_قعدت تقولي اتقل عليها لحد ما كانت هتروح من بين أيديا...
ضحك يحيي بعدم تصديق لحديثه ...:
_هتروح من ايدك ايه بس؟...ده احمد العيل ابو ١٧سنع و كان بيهزر..
نفي آدم ليه بإصرار ..:
_لا صُغير ولا كبير طلامة يجوز ليها يبقا مصدر خَطر ليا...
زفر أنفاسه بخنق و هو بيحاول يعدل ربطة عُنقة ..:
_مش عارفة اعمل الزفت ده...
قرب يحيي منه و هو بيساعده وقال..:
_اهدي شوية يا آدم في أيه ؟...مالك...
زفر أنفاسة بضيق و هو بيقعد علي الكُرسي ..:
_خايف يعاند معايا و ميجيش...
قعد يحيي جمبة وقال..:
_خليك عارف أنه مش هيجي هو بيحب يعاندك....
تنهد بإرهاق ممزوج بالضيق..:
_مش عارف بيعمل معايا كِده ليه؟...هروح أتقدم بطولي !...
ربت يحيي علي ضهره بحنان اخوي وقال..:
_و انا روحت فين يا عمنا ، يلا نروح نتقدم ...
إبتسم آدم ليه بخفه ..:
_شُكرًا يا يحيي...
__________________
الساعة بقت ٨
قاعدة قُصاد مرايتي ماما بتجهز الحاجة برا و أنا ساكتة
و هِنا أفتكرت يوم ما حَسن أتقدم مكنتش أعرفة لكن اول ما شوفة أعجبت بيه!...
زفرت أنفاسي بضيق و شريط حياتي بيمر قُصادي كان كُله ظُلم ليا لحظات الفرح ليا قليلة و لفت بيا الدُنيا و بقيت لوحدي....
مش قادرة أحدد مشاعري قولت لحازم انه عايز يتقدم و هو أتصرف في كُل حاجة...
قلبي خايف ايدي بترتجف لساني تقيل حاسه بغصة جوايا مشاعري مُتداخلة أفتكرت قعدتي جمب حَسن علي الكنبه لما أتعرفنا وقتها قال مشكلة ..:
"مبحبش محدش يسمعني و مبحبش الكِدب..."
ضحكت بسُخرية لما أفتكرت كلامه عمل فيا الي بيكرهه !....
فتحت رسايلة الي مش بجاوب عليها كان أخرها ..
"أنا أسف..حقك عليا ...سامحيني...انا عارف أنك لسه بتحبيني ادينا فُرصة تاني..."
بعد ما كُنت عملاله بلوك فكيته كُنت عايزة اشوف رسايلة و أعتذراته يمكن احس ان حقي رجعلي!...
ضحكت بسُخرية ، بَس كِده بعد كُل ده !...واثق اني لسه بحبه ...قلبت في التليفون بشرود لحد ما وقفني ڤيديو لأغنية سبتها شغالة و مسكت فُرشة الميكب و بدأت أدندن بشرود
"فاتت سنين و أنا بسمعك
و لا عمري فكرت أخدعك
ما لاقتش جرحي بيوجعك ولا قلبي عز عليك!..
و عايزني تاني اصدقك و أسيب حياتك تسرقك
أنا قلبي جنيت عليه و بكل بساطة لعبت بيه..
و عايزني أرجع دلوقتي ليه؟.. لحياتي معاك..."
طبقة رقيقة من الدموع أتركمت في عنيا الكلمات فعلًا كانت بتوصفني عايزني أرجع دلوقتي ليه؟!..
بعتلة رسالة ...
"خليك بعيد عني انا بقا في حد في حياتي بشكل رسمي لو يهمك امري بجد ابعد عن حياتي..."
و عملت بلوك بعدها كده حقي رجعلي هو لحد دلوقتي بيسعي عشان يرجع و أنا عُمري ما هقلل من نفسي تاني...
_خلصتي يا عروسة؟...
التفت لماما و هي ببتبسم قربت مني بعد ما لاحظت عيوني الدامعة..:
_مالك في أيه؟...
قعدت قُصادي فجاوبت..:
_مفيش حاجة متلغبطة شوية...
_خايفة؟!..
بصتلها لثواني بتفكير أني اتكلم ولا أسكت ، هزيت راسي بخفه ..ضمت كفي بين ايديها و نبست بحنان..:
_طول ما ابوكي و امك و اخوكي في ضهرك اوعي تخافي مِن حاجة ، قلبي بيقولي ان ربنا هيعوضك بكُل الخير تفائلي أنتِ بس...
همهت ليها ببسمه خفيفة ، اول ما سمعنا صوت الجرس قامت هي بإرتباك وقالت بمرح..:
_انا متوترة كان العريس جايلي انا...
ضحك بصوت علي كلامها و انا بشد علي ايديها بإرتباك رُغمًا عني فقالت...:
_يلا اجهزي عقبال ما استقبلهم مع ابوكي ...
_______________
يحيي و آدم كانه قاعدين بإرتباك في الصالة قُصاد حازم و والده ممدوح ...
تحمحم ممدوح بعد ما طال الصمت وقال ..:
_معلش مين فيكم العريس؟...
شاور آدم علي نفسه بإرتباك وقال..:
_انا حضرتك العريس...
اشار ممدوح اتجاه يحيي و نبس بسُخرية..:
_امال هو ماسك الورد ليه؟...
سحب آدم الورد من يحيي بحرج ..فقال يحيي..:
_معلش بس اصلة متوتر شوية..
ساد الصمت بنهم لثواني قاطعة ممدوح ..:
_امال فين أهلك ؟...
كان يحيي هيتكلم لكن آدم شاور ليه و قال بعد ما حرك لسانه علي شفايفة يهدي نفسه..:
_حصل شوية ظروف مش هيقدرة يجو النهاردة انا جيت عشان نتفق علي كُل حاجة و المره الجاية نلبس الدبل ان شاء الله...
همهم له ممدوح فتابع بتعريف لنفسة..:
_عندي ٣٠ سنه بشتغل مدير مبيعات في الشركة الي هَنا شغاله فيها و عندي كافيه خاص بيا وشقة في****هي مش كبيرة اوي بس ان شاء الله اغيرها و معايا عربيتي ...
رمقة ممدوح بعدم إعجاب وقال...:
_مش فاهمك؟...حسك داخل مزاد نافش ريشك ليه كده؟..
ارتبك آدم من حدة ممدوح فقال بسُرعة..:
_انا مقصدتش حضرتك و الله انا بس عايز اعرفك اني مستقل بنفسي من غير اهلي ، يعني ملهمش دخل بحياتي الخاصة...
همهم له ممدوح و بعد وقت مِن الكلام قال ..؛
_انتَ يا أبني ميعبكش حاجة لكني مقدرش اتفق معاك علي حاجة او اربط كلام معاك و اهلك مش موجودين، وقت ما ظروفكم تخلص تقدرو تشرفونا في اي وقت...
قطب آدم حواجبة بعدم فهم ..:
_يعني ايه؟...كده خلاص...
اتدخل حازم و هو بيبصلة بإبتسامة ..:
_يعني نورتو لما اهلك يجيو هيبقا النور نورين...
مال يحيي اتجاه آدم وقال بهمس..:
_المفروض نمشي انتَ كده أترفضت يا عمنا...
ساب بوكية الورد و هو بيقف صُحبة يحيي بإحراج من الموقف ...:
_انا فاهم حضرتك ، ان شاء الله هنوركم قريب و اتمني وقتها نلبس الدبل ...
__________________
كُنت بمشي و أنا حاسس اني هنفجر من كُتر الغضب!...
اول ما فتحه الباب قولت بحده..:
_بابا فين؟..
جاوبتني الخادمة بتوتر..:
_في مكتبه...
سرعت خطواتي لجوا لكن ماما وقفتي..:
_في ايه يا آدم؟...
_تعالي المكتب ...
فتحت الباب بصخب من غير أذن علي غير العادة ، دلفت ماما ورايا بهرولة فقولت..:
_كده تسبوني في اهم يوم في حياتي؟...اول مره اطلب منكم حاجة ...
رمقني بابا بسُخرية و هو بيعتدل في جلسة..:
_خضتني افتكرت في حاجة حصلت..
شديت علي قبضتي في مُحاولة لتمالك اعصابي وقولت..:
_ودي مِش حاجة؟...انك تخليني اروح بطولي و ابويا لسه عايش...
قطب حواجبة ..:
_انتَ روحت برضو؟..
ارتفع طرف ثغري بسُخرية..:
_كُنت فاكر لما تعمل كده مش هروح؟!....ازاي قدرت تسبني لوحدي ؟...
ضرب المكتب بأيدة وقال..:
_عشان مش مناسبه لينا مِش دي الي تشيل اسم عيلتنا...
وقفت قُصاد مكتبه مُقابل ليه ..:
_و مين مناسب لينا ميرنا الخاينة؟!...انا مش فارق معايا اسم العيلة الي فارق معايا هي ...انا عايزها ريحني في مره زي ما انا طول عمري بريحك...
_انتَ مش عارف مصلحتك فين ، مش هتتجوزها يا آدم...
حاولت اتمالك اعصابي لكني مقدرتش اتحمل ...حدفت الي علي المكتب بكُل قوتي ..:
_كفاية بقا كفاية، انا مبقتش طفل ...انا عندي ٣٠ سنه فاهم يعني ايه و انتَ قدي كُنت ماسك شُغل جدي ، فاهم عايز ايه انا بحبها هي ...حاولت مع ميرنا عشانكم كُنت بقتل نفسي بالبطئ و انا معاها و كُنت شايف ده و ساكت !..جاي دلوقتي بعد ما لقيت حاجة تعوضني عايز تمنعني...
قال بحده مقارنه ليا..:
_عشان انا ابوك و عارف مصلحتك...
ضربت الكُرسي برجلي بإنفعال..:
_ابويا؟!...فين ابويا ده ٣٠ سنه مأخدتش منه حضن و لا طبطبه حتي ؟...مفيش غير اوامر ولازم انفذها عشان تحبني و لو معملتش المطلوب ابقا الطفل العاق هي دي تربيتك ليا ، هَنا الحاجة الوحيدة الي حسستني اني استحق الحُب من غير مُقابل و قوفي قصادك مش بسببها كده كده كان هيجي اليوم ده ، هيجي لما الاقي حاجة احارب عشانها و هي تستحق...
زفرت أنفاسي بهياج ..:
_لو مجتش معايا عشان اتقدم يبقا انسي ان عندك ابن و حقي في الشركة هبيعه و هدخل حد غريب في شركتنا مش ده الي همك؟...الشركة!...
بصتله لثواني و انسحب من قُصادة حسيت بخطوات ماما من ورايا و سمعت صوتها الباكي..:
_استني يا آدم...
التفت ليها ، كوبت وشي بين كفوفها وقالت بحنان..:
_متزعلش مني يا حبيبي خوفت اجي معاك يعمل اي حركة يضيعها من ايدك انتَ عارف ابوك...
اتنهدت بتعب و انا ببوس راسها ..:
_انا عارف ، ولا يهمك...
__________________
معرفش ليه قلبي وجعني لما سمعت رفض بابا ليه ، هل عشان اتعلقت بيه؟...
مطلعتس من اوضتي من وقت ما مشي غيرت هدومي وفضلت زي ما أنا قاعدة علي سريري و ساكته ...كِده حكايتنا أنتهت من قبل ما تبتدي؟!..
قاطعني صوت خبط علي الباب و بعدها دخول بابا ، أعتدلت في قعدتي و هو قعد جمبي ...عيوني كانت بتلمع من دموعي الوشيكة...
_بتعيطي عشانة؟...
سكت بخجل فتابع ببسمه..:
_يا عبيطة انا عملت كده عشانك ، لازم يحس بقيمتك الي بيجي بالساهل بيروح بالساهل و انا غلطت غلطة مش هغلطها تاني...
ضحك بخفه علي ملامحي ..:
_انا مش رافضة شكله متربي و ابن ناس لما يجي مع اهلة هنشوف..
عيوني اتملت بالأمل و بسمة خافيفة زينت ثغري معرفتش اني عايزة ادم اوي كده غير دلوقتي لما اترفض؟!...
بعد وقت لسه زي ما أنا شاردة في افكاري عايزة اكلمة و مش عارفة اقول ايه ؟!...
دخلت البلكونة و انا بعانق المج بتاعي بشرود متابعة السحاب حسيت بقد ايه الطيور دي محظوظة لما تحس الي الأرض مش سايعاها بتتخبي بين السحاب...
حسيت بالبرد فقررت ادخل لكن قاطعني رسالة مِنه ..:
"متدخليش"..
"خليني شايفك.."
بصيت تحت بسُرعة فا لمحت عربية !...
كتبتلة بسُرعة..:
"انتَ هِنا من امتي؟...و بتعمل ايه هِنا؟!.."
ترجل من العربية و سند عليها و هو بيرتشف سُم لفافات النيكوتين ...
كان بنفس البدله الي لمحته بيها ، شكله مُرهق ولبسه خفيف علي الجو!...
قاطع تأملي ليه صوت رنين تليفوني كان هو ...
فتحت الخط بسُرعة و لهفه علية؟!..
_انتَ كويس؟...
صوته كان مُرهق و خافت..:
_بقيت كويس...خليكي قُصادي كده ههدي..
قعدت علي الكُرسي قُصاده و عيونا بتتأمل بعض..:
_الجو برد عليك كِده...
إبتسم بخفه وقال..:
_خايفة عليا؟...
و بدون تفكير هزيت راسي ليه بالموافقة فتابع..:
_هفضل احارب للأخر عشان نبقا سوا ..
سألته بحزن علي حاله..:
_حصل ايه خلي اهلك ميجوش ؟...هُما مش عايزني صح؟...انتَ اتخانقت معاهم...
رغم البُعد بنا لكني لمحت بسمة ...:
_مش مُهم هما عايزين ايه...المُهم احنا عايزين ايه؟...انا عارف نفسي أنا عايزك أنتِ و بس...
حطيت ايدي تحت دقني بضيق من الوضع..:
_بس انا مش عايزك تتآذي....
_طول ما أنتِ جمبي هبقا كويس....
_______________
بعد أسبوع جه هو و أهلة
كانت القعدة كُلها توتر و باباه كان باين عليه انه مش فرحان!....
قلبي كان بيدق بصخب بعد ما سلمت علي اهلة و قعدت جمبة عشان نقري الفاتحه؟!...
مش مستوعبة الي انا فيه !...لمحته بطرف عيني و انا بقعد جمبة كانت بسمة واسعه و بشوشة و عيونه كُلها فرحة ، قرينا الفاتحة و انا ايدي بترتجف ...
طلع الخاتم و انا مديت ايدي و انا سامعة صوت زغاريط ماما و مامته...
باس ايدي بعد ما لبسني الخاتم و همس ليا ..:
_بَحبك...
حسيت بالحرارة بتضرب بدني و رعشة خجل بتسري في جسمي!...سحبت ايدي بإرتباك مِنه
حاسه احساس جميل مطمنه و انا معاه مش حاسه بالتوهان و الخوف زي زمان؟!...
_____________
_لسه حاسس بالبرد؟..
نفي ليا وقال..:
_لما اخدت الدوا بقيت احسن...
همهمت ليه و انا بتابع الطريق من شباك العربية حاسه بتوتر و خوف ، رايحين تجمع مع عيلة ...
ركن العربية بعد وقت قُصاد مطعم راقي و هِنا حمدت ربنا اني لابست كلاسك
ترجلت من العربية بتوتر و انا بعدل الچاكت بتاعي ...
استنيه يدخل عشان ادخل وراه لكنه وقف جمبي ..:
_يلا؟!..
سالته بعدم فهم ، مد ايه و مسك كفي وقال ببسمه..:
_كده يلا بينا...
احاسيس غريبه صابتني و كأن حد بيدغدغ معدتي هو ده شعور الفراشات؟!.. انا ليه محستهوش قبل كده؟!...
و رغمًا عني افتكرت حَسن !..نفس الموقف كان معاه لكن وقتها انا الي مسكت ايده!...و دون إدراك مني شديت علي كفه و كأني خايفة يروح مني؟!...
دخلنا و بدأ يعرفني علي قرايبة لاننا حبينا منعملش خطوبة كبيرة...
سلمت عليهم لحد ما جه الدور عليها هي، نفس البنت الي كانت في مكتبه مش نسياها ...
_هبه بنت عمي و اختي في الرضاعة ..و ده حمزة جوزها...
سلمت عليهم ببسمه مُتسعة يمكن عشان اطمنت و كل اسألتي و دوشتي راحت من راسي خلاص!...
قعدنا سوا علي الترابيزة عشان ناكل وسط عيلة عارفة انهم مش شبهي و اني مختلفة عنهم بس انا بحب أبنهم....
كان في أكتر من شوكة قُصادي بأشكال مُختلفة !..
اتحرجت أسأل آدم و أترددت في مد ايدي...
_ما تكلي ؟...
كان صوت والده و هو بيوجه كلامة ليا اومئت ليه بتوتر فقال ببسمة ساخرة..:
_اه معلش نسيت انك اول مره تيجي مكان زي ده و اكيد مش عارفة
معرفتش اقول ايه ؟...نظرات الكُل اتوجهت ليا و اغلبهم بيسخر مِني !...مش عارفة ايه الكلام الصح الي المفروض يتقال لشخص زيه؟...
و هِنا أتدخل آدم و هو بيمسك كفي قُصادهم..:
_و فيها ايه؟..طب ما دي المره المليون اجي هِنا و لسه باكل بالشوكة الغلط!...العيب مِش هِنا العيب ان الواحد يدور في عيوب الي حوليه و يشغل نفسه بيهم...
مسحت علي كفه بخفه ، مُمتنه ليه لأبعد مدي لكنه في الاول و الأخر باباه...
عيونهم كانت بتطلع شرار و كأن كل واحد فيهم بيعاند التاني...حاولت اتجنب كلامهم و نظراتهم ..:
_هروح الحمام...
أستأذنت منه و قومت مبقتش حمل نظراتهم . دخلت الحمام و انا ببص لنفسي في المرايا بشرود خرجني منه دخول حد و رايا...
التفت لما شوفت مين ، بنت عمة وقفت قُصادي و عيونها كُلها تحدي ..:
_بس متوقعتش ان ذوق آدم يبقا كِده بعد ميرنا...
ضمت ذراعيها ليها و قربت مني بروية..:
_مِش انتِ كُنتي صحبتها برضو؟!...يعني خطفتي خطيب صحبتك....
ابتسمت بسُخرية وقالت..:
_كُنت مخطوبة كمان يعني خاينة و خطافة رجالة...
قربت مني خطوة و همست قُرب و داني ..:
_بس انا مش هسيبك تتهني بيه...مش بعد كُل ده تخديه علي الجاهز ...
كُنت بسمعها بصمت مكُنتش عايزة أحط نفسي في موقف زي ده عشان كده رفضت من الأول و جود آدم عشان مبقاش في نظر الناس الخاينة...
كُنت مصدومة من حديثها لحد أخر جُملة قالتها هي بتحبه!...
سكوتي فكرته تجاهل مما زاد غضبها أكتر ..:
_أنتِ مُجرد فترة و هتعدي و وقتها هو الي هسيبك من غير ما يبص في وشك حتي...
حسيت شعور غريب ، مش عاجبني كلامها لكن الجزء المش مقبول بالنسبة ليا أكتر هو حُبها لآدم تابعت كلامها بكُل غل..:
_آدم هيكون ليا أنا و ه...
قاطعتها و أنا ببتسم بجانبية..:
_طُز..
عيونها كانت متعجبة من ردي حبيت لو لمره أجرب أكون الباردة تابعت حديثي ببرود..:
_كلامك ده كُل هرميه في الزبالة و لا كأني سمعت حاجة...
قربت مِنها خطوة خلتها ترجعها لورا و عيونها كُلها غضب و أنا برفع كفي الي فيه الدبلة قُصادها...:
_بس اخر كلامك مش هتجاهلة، انتِ بتتكلمي عن خطيبي فاهمه يعني أية؟!...انا و هو بقينا مع بعض خلاص يعني game over...
نظراتها كانت مُنصدمة من حديثي متوقعتش جوابي عليها و قوتي ، بتحاول تستفزني..:
_هستني ايه من واحده زيك؟!..
ابتسمت بسُخرية و انا علي نفس وضعي..:
_طُز فيكي تاني...
عيونها بقت كُلها غضب و تحدي فقالت بثقه..:
_آدم كان هيبقا معايا لو أنا مسبتهوش زمان...
اتفاجئت هما كانه سوا زمان؟...و هي الي سابة؟...طب ليه مقالش ، كان المفروض يعرفني !...
معرفش قوتي جت منين لكن نظرات الانتصار في عنيها خلتني محبش اني اكون الخسرانة تاني ..رفعت راسي و قولت بكُل ثقة ...
_و ده الفرق بينا...انا مرضتش نكونو سوا لكن فضل ورايا لحد ما بقت دبلة في ايدي ...
ابتسمت بثقه و تابعت..:
_لو كلامك ده اتكرر تاني هوريكي الي زي ممكن تعمل ايه
سحبت شنطتي و قبل ما اطلع خبطها في كتفها بقوة خلتني اتألم ....عدلت نفسي و انا بحاول انظم تنفسي انا عايزة أعيط!...
سرت في طريقي ليهم و من بعيد لمحت نظرات والده لبنت عمة الي كانت ورايا هو الي بعتها؟!..
قربت منهم ببسمة ثقيلة عليا و همست لآدم..:
_انا عايزة امشي....
قرب ما بين حواجبة بتعجب وقال..:
_في حاجة حصلت؟..
نفيت ليه وقولت...:
_لاء خليك أنتَ و انا هركب تاكسي..
تجاهل كلامي و وقف و هو بيمسك كفي ..:
_هنستأذنكم أحنا بقا عشان عندي شُغل الصبح و لسه ورايا حاجات...
محبش يقول اني السبب عشان محدش يقولي حاجة ، بعدت عيوني عنه عشان اسلم علي اهلة و طلعنا برا ..:
_انا محتاجة امشي لوحدي شوية...
شد علي كفي وقال..:
_ممكن أفهم أيه الي حَصل ؟...مين زعلك..؟..
حاولت اكبح دموعي و نبست..:
_في اني مش هقدر كده يا آدم، قولتلك من الاول اهلك مش هيتقبلوني هيصعبو الدُنيا علينا اكتر ما هي صعبة ...
اخدت نفس عميق محاولة لكبح دموعي لكنهم خذلوني كالعادة و دمعه فرت علي وشي..:
_موقلتليش ليه انك كُنت بتحب بنت عمتك زمان و كُنتو سوا؟....مستني هي تقولي؟...
قال بتعجب..:
_بنت عمتي ؟!...قصدك مَلك؟...
ضحكت بسُخرية ..:
_طلامة عرفتها علي طول يبقا صَح...
زفر انفاسة بضيق و هو بيقف قُصادي عشان يمنع حركتي ..:
_هو اي حد يقولك حاجة عني هتصدقيها؟!... انا و ملك كُنا عيال و اهلنا عاوزنا لبعض و لما قررة اخطبها هي طلبت تسافر تكمل دراستها برا و بابها وافق يعني مكنش في حاجة بينا ...
رفعت ايدي و انا بمسح دموعي بعنف وقولت..:
_طلامة كده بتتكلم معايا بثقه ليها و كأنك كانت مراتك ؟!...شوفت نظراتهم ليا و اسلوبهم معايا؟...انا مش حمل كِده يا آدم أنا تعبت...
قرب مني خطوة بقا واقف قُصادي مُباشرةً وقال..:
_و انا مستحقش انك تستحملي شوية عشاني؟....من اول مطب هتستسلمي ...انا اتحديدت ابويا عشانك
دموعي نزادت غصبًا عني ..:
_بس انا مش هقدر يا آدم اواجهه كُل ده لوحدي...و مش عاوزة مشاكل
مسك ايدي و ضمها بين كفه..:
_و مين قال انك لوحدك انا معاكي ، هنعدي بكُل حاجة سوا مع بعض...
_بَس هي بتحبك...
_طُز فيها ...
و غصبًا عني ضحكت اول ما سمعت كلمة
ابتسم علي ضحكتي ..:
_بتضحكي علي ايه؟...
رفعت ايدي امسح دموعي وقولت..:
_عشان انا كمان قولتلها كده ...
ضحك بصوت و هو بيطبع قُبلة رقيقة علي كفي..:
_كده انتَ ست ميه ميه جيبي حقك منهم و انا في ضهرك ...متعيطيش تاني سامعه...
هزيت راسي بالموافقة فتابع..:
_و متحسسنيش اني مش مهم عندك تاني ..
هزيت راسي ليه تاني و انا بشد قبضتي علي كفه..:
_حاضر...
وقفنا ساكتين و بصين لبعض و غصًبا عني تأملة ، هو أزاي كِده؟!..في ثواني طفي النار الي كانت جوايا و رتبلي افكاري ، هو فعلًا يستحق استحمل عشانة ، يستحق كُل حاجة حلوة....
_________________
_انتَ زعقتلي يا آدم وصوتك كان عالي...
زفر انفاسه بضيق وقال..:
_انا كُنت بتكلم بس صوتي علا غصبًا عني و بعدين واقفه مع احمد ليه اصلا؟...
اتنهدت بحده و جاوبة...:
_مش واقفه معاه كُنت بطلب نسكافية و هو سأل عليا مش اكتر ده طفل يا آدم بجد في اية ...
_في انك بتضحكي معاه و بتضحكي علي اية اصلا ده دمه تقيل
بصتلة بشراسة من حديثه كُنت همشي لكنه وقف قُصادي يمنعني..:
_خلاص يا هَنا مكنش قصدي يا ستي مش هعلي صوتي تاني هتكلم معاكي براحة...
نفيت ليه و انا بتخطاه بخنق..:
_سبني عايزة ابقي لوحدي شوية...
بعدت عنه شوية و قعدت علي الرصيف بإرهاق ، الجو برد الشارع فاضي و جواي دوشه ...اول مره يعلي صوته عليا من بعد الخطوبة خوفت يتغير فعلاً !...
رفعت عيوني و كان قاعد علي الرصيف الي قُصادي وقولت بحدة.:
_مش قولتلك سبني لوحدي؟...
جاوبني بثقه..:
_ما انا سبتلك الرصيف كله لوحدك اهو عايزة ايه تاني ؟...
زمت بشفايفي زي الاطفال وقولت..:
_مش عايزاك تتكلم معايا تاني بجد..
اومئ ليا و هو بيتكلم بجدية..:
_حاضر ، طب ايه رايك اقعد جمبك عشان نتناقش لحد ما نلاقي حل؟...
بيعاملني علي قد عقلي و انا عارفة ده لكني بحب اسلوبة بيدور علي راحتي....
حركت راسي بخفه فقعد جمبي وقال..:
_زعلانة عشان اتعصبت عليكي و عليت صوتي؟...
همهمت ليه ..:
_محبتكش كده يا آدم ...هو انتَ كده بتتغير معايا؟...
نفي ليا بسرعة و هو بيلف جسمة ليا..:
_الفترة دي مش متظبطة معايا و انتِ عارفة كده بسبب مشاكلي مع بابا فأي حاجة بتعصبني و خصوصًا لما اطلع من مكتبي الاقيقي واقفة مع حد و بتضحكي و متقوليش ده احمد عشان مكنش هو بس الي واقف ..
سكت ثواني براجع كلامة هو معاه حق الفترة دي صعبة عليه عشان التجهيزات و خصوصًا باباه ..:
_ماشي بس متزعقليش تاني...
اومئ ليه ...:
_حاضر
_و متتعصبش عليا تاني..
مسك كفي و هو بيقول..:
_عيوني...
بصيت علي تشابك ايدينا ..:
_انا لسه زعلانة منك..
همهم ليا ...:
_بدفيلك ايدك عشان ساقعة...
اكتر حركة بيعملة بتلامس قلبي حتي وقت زعلانا بيفكر فيا !..ابتسمت ببشاشة و انا بحاوط كفه بأديا الاتنين وقولت..:
_دوري انا بقا المره دي ادفيلك ايديك...
عيونه كانت بتلمع بصلي لثواني طول و كأنه بيتأملني وقال بنبره رخيمة..:
_عارفة لما بشوف ضحتك و حنانك بتخيل ايه؟...
بصتلة بتسأل ممزوج بالخجل فتابع ببسمة عازبة..:
_بتخيلنا قاعدين في بيتنا سوا انتِ قاعدة علي الكنبة بتتفرجي علي التليفزيون و انا جاي من شغلي تعبان و اول ما هحط راسي علي رجلك هتلعبيلي في شعري هنسي كُل حاجة هنشرب كوبايتين شاي في البلكونة و نحكي يومنا لبعض...
عيوني كانت بتلمع بطبقة رقيقه من الدموع أثر المشاعر الي داهتمني فقولت ..:
_بس انتَ اكيد هتتغير ...
نفي ليا و هو بيحاوط كفي...:
_اخاف اوعدك اخلف بالوعد لكني اقدر اقولك ان طول ما انا جمبك حبي هيظهر ليكي من غير تفكير ....
_انا بحبك اوي يا آدم....
خرجت مني بدون تفكير حسيت بتصلب كفه بين ايدي و عيونة المُتسعة...:
_انتِ قولتي اية؟...
وقفت بسُرعة اول ما حسيت بالدنيا بتنقط و انا بتهرب من عيونة ، نوبه خجل داهمتني بعد ما ادركت الي قولتة ...الكلام خرج من مشاعري ليه كان نابع من قلبي...:
_يلا نمشي بسرعة قبل ما تمطر جامد...
مفكش قيد ايدي وقال..:
_مش هسيبك غير لما تعيدي تاني...
سحبت كفي منه و قولت بمُشاغبة ..:
_لو كسبتني هقولك...
دفعتة بخفه و انا بجري قُصادة كُنت سامعة صوت ضحكته الرجوليه..:
_و انا بموت فيكي ، لو كسبتك مش هسيبك غير لما تعيدي تاني...
كُنت بجري قُصادة و صوت ضحكتي مالي الشارع و المطر نازل عليا. حسيت بالحياة رجعتلي من جديد و كأن طفولتي أتجددت من تاني معاه هو ...
__________________
_ده بابى رومانثي اوي يا مامى...
ضحكت بخفه علي كلامة و انا بحرك صوابعي بين خصلاتة..:
_نفسي تعدل السين بقا
حضني جامد وقال..:
_مامى تعرفي اني بحبك اوي زي بابى؟...
همهمت ليه و انا بطبع بوسه علي راسة..:
_و انا بحبك اكتر يا روح مامي...
_مفيش منه الكلام ده..
شهقت بخضه و انا ببص ورايا..:
_خضتني يا آدم ، افتكرتك نمت ...
قرب مننا و سحب زين من بين حضني وقال..:
_خلاص يلا ده دوري...
بصتلة بعدم تصديق ..؛
_متعملش معاه كده يا آدم...تعال يا زينو يلا...
فتحت دراعي التاني ليه فقرب مننا و هو بيبص لآدم بغضب طفولي و خرجلة لسانة !...
ضحكت علي حركة و انا حاسه بشعور جميل انا وسط عيلة ، عيلتي الي انا عملتها!...
مسك ادم كفي و حطه بين خصلاته ..:
_كُنت فكراني هنام من غير ما اقعد معاكي النهاردة...
همهمت ليه و نبست بهدوء..:
_شوفتك تعبان محبتش اتقل عليك...
_حتي لو تعبان مش هنام غير لما اشرب كوباية الشاي بتاعتك...
حركت ايدي بين خصلاته بخفه ونبست اسمه حسيت اني عايزة اشكره؟!....:
_آدم
مسك كفي و طبع بوسة خفيفة عليه ..:
_عيونة...
_شُكرًا...
قاطعنا زين و هو بيقف عشان يحضني و قال..:
_و انا كمان عاوز ثاي زيكم...
بصينا لبعض لثواني و ضحكنا ، شالة آدم بضيق مُصطتنع ..:
_انتَ طالعلي في البخت و لا ايه؟...
كان بيزغزغة و انا بتابعهم بعيون مُحبه مُستمتعة بصوت ضحكاتهم العالية و هِنا حمدت ربنا علي كُل حاجة وحشه مريت بيها خلتني اوصل للي أنا فيه!...
انا كُنت راكبة القطر الغلط لكن تدابير ربنا خلتني انزل المحطه الصح و هِنا جه في بالي سؤال كان ايه هيحصل لو كُنت أستسلمت لضعف شخصيتي و لتربيتي الغلط و علاقتي بأهلي و الأهم من ده لو كُنت جيت علي كرامتي و كملت مع حَسن ؟!...
مظهرهم قُصادي كان الاجابة لكُل حاجة جوايا كُنت هفضل مكاني من غيرهم ....
قمت من مكاني ببسمة و انا بقرب ليهم..:
_طب و انا مش هلعب معاكم؟!..
حط آدم زين علي الارض و بص لبعض نظرة انا عرفاها بيتفقه عَليا!...غمزة لبعض و جرو عليا مره واحدة...
بقو بيحاولة يزغزغوني ، كُنت بضحك من قلبي و انا بحاول امنعهم ..:
_خلاص يا آدم مش قادرة ، يا آدم...
وقفت حركة و هو بيبتسم ليا بحُب..:
_عيون آدم....
"لم يكن لي لكن النصيب كان له رأي أخر.."
تمت
و هِنا أنتهت حكاية جديدة من حكاوينا...
#بقلم_هَنا_محمود
#لم_يكن_لي