رواية مالك قلبي عبر روايات الخلاصة بقلم أسماء علي
رواية مالك قلبي الفصل الثاني 2
_ ولو منفذتش؟
قرب مني، وقال بفحيح:
_ جربي متنفذيش، وإتفرجي علي اللِ هيحصل.
بلعت ريقي بصعوبه وانا ببصله، ورجعت خطوة لورا وأنا بعدل طرف حجابي، وقلت بتوتر:
_ أنا مش مضطره اعمل الهبل اللِ إنت قلته ده علفكره.
عدل وقفته بهدوء، وبصلي وهو بيحط إيده في جيوبه ببرود، وقال بإبتسامه هاديه:
_ بس هتعمليه.
_ دي حاجه انا اللِ هقررها.
_ القرار صدر مع فرمان الختم كمان.
بصتله بغضب، وقلت:
_ والقرار ده ميهمنيش، وياريت بقي يا أستاذ مالك تخليك في حالك، وملكاش دعوة بيا ولا ب أي حاجه تخصني.
قلب عينه بملل، وقال ببرود:
_ إديكي قلتي حاجه تخصك، يبقي تخص مالك يا ست البنات.
_ إيه ياض البرادة؟ مفيش دم خالص!
ضحك، وقال:
_ عندي بس متجمد، ف مبيأثر.
عدلت شنطتي علي كتفي، وقلت لنفسي بهمس غاضب:
_ وإنت في حاجه بتأثر فيكِ أصلا.. فريزر.
ضحك، وقال:
_ سمعتك علفكرة.
_ ما تسمع.
_ مش خايفه يعني؟
قالها وهو بيقرب مني، رجعت لورا بتوتر وقلت:
_ ل.. لا مش خايفه.
_ إممم.
قالها بغموض وهو بيبتسم بتسلية، ومازال بيتقدم ناحيتي،
_ عارف لو قربت مني، هلم عليك الشارع كله.
ضحك جامد، وقال:
_ بتعرفي تصوتي بس؟
بصتله بعدم فهم، وقف مكانه وقال بهدوء مصطنع:
_ عشان متعِرِناش بس والله.
رمشت بصدمه، وأنا بستوعب كلامه،
مش خايف يعني لو صوت، مش خايف من الفضيحه، عادي عنده.
_ إنت بتتكلم بجد؟
_ وأنا من إمتي وأنا بهزر يا ست البنات.
بصتله، وقلت:
_ تصدق وتؤمن بالله.
_ لا إله إلاّ الله.
قالها وهو بيضحك.
_ إن أنا اللِ عايزة ضرب الشبشب.
_ متقوليش كده بس يا ست البنات.
_ بلا ست البنات بلا زفت.. وسع كده.
قلتها بصيق وأنا بزقه براحه، ومشيت.
وصلت أخر الشارع ولفيت بضهري أبص ورايا،
لقيته واقف مربع إيده قدام صدره، وساند علي الحيطه، وبيبصلي،
وأول ما شافني إبتسم لي إبتسامه هادية.
بصتله وكرمشت وشي بضيق، إبتسم إبتسامه واسعه وهو بيغمزلي.
هزيت رأسي بيأس وأنا ببتسم بقله حيلة، وكملت طريقي.
أسبوع كان مليان إمتحانات، ومذاكرة وضغط.
ويومياً كنت بلاقي مالك واقف قدام الورشه مستنيني،
وكنت بستغرب جداً من أنه بينزل يفتح الورشه بدري كده غير معاده،
أنا كنت بنزل بدري عن الأيام اللِ قبل كده بسبب الدروس،
كان كل ما يشوفني يبتسم ويصبح عليا وأنا أمشي من غير ما أرد،
وأنا راجعه بلاقيه ماسك كتاب وقاعد قدام الورشه، وأول ما يشوفني بيبدأ غلاستة.
عديٰ أسبوعين ونفس الأحداث بتمر،
وفضل أسبوعين علي الإمتحانات..
وأنا في ضغط رهيب..
_ إزيك يا أسماء يا بنتي؟
_ الحمدلله يا عمي توفيق، إزيك إنت؟
كنت راجعه من الدرس وعديت علي عمي توفيق عشان كنت جعانه،
حركت نظري علي الورشه لقيتها قافله،
ضيقت عيني بإستغراب من اللِ بيحصل،
الورشه كانت مقفولة الصبح وأنا معديه ومالك مكنش موجود.
كنت هسأل عمي توفيق، بس إتراجعت وقلت لنفسي "وأنا مالي".
_ إيه أخبار المذاكرة يا بنتي؟
_ قطيعه يا عمي توفيق .. متجبليش سيرتها.
ضحك بصوت عالي، وقال:
_ لي بس يا ست البنات؟
إفتكرت مالك في اللحظة، هو اللِ علطول يقولي الكلمه دي، إتنهدت بضيق وأنا ببص علي الورشه، وقلت:
_ وهو مش ده اللِ كنتِ عايزاه، مالك بقي؟
_ يا حرام يا بنتي، إنتِ بتكلمي نفسك؟ هي الثانوية عملت فيكِ كده؟
ضحكت، وقلت:
_ وأكتر من كده والله ياعم توفيق.
_ وإنتِ إيه اللِ جابرك يا بنتي؟
_ مفيش حاجه جابراني يا عم توفيق، بس أنا عايزة أتعلم وأكون حاجه حلوة أقدر بيها أساعد الناس وأخلي بابا وماما فخورين بيا.
إبتسم بلطف، وقال:
_ ربنا يجبر بخاطرك يا بنتي ويعوضك خير.
_ يارب يا عم توفيق.
_ خدي يا بنتي.
_ منحرمش يا عم توفيق.. يلا سلام.
ومشيت وأنا ببص علي الورشه تاني، هزيت رأسي وأنا بطلع كل الأفكار دي مت دماغي وروحت.
عديٰ أسبوع والوضع زي ما هو،
مافيش حاجه إتغيرت غير إن إمتحاناتي فاضل عليها أسبوع،
ومالك مش موجود، والورشه بقالها أسبوع مقفوله.
حاولت أسال عم توفيق كذا مرة، بس كنت بتراجع..
إختفيٰ مرة واحده كده، وحتي ما قلش إنه هيمشي من هنا،
أنا كنت زعلانه، مش عارفه ليه..
يمكن عشان معدتش بلاقي اللِ يرازيني في الرايحه والجايه،
ولا بلاقي اللِ يبتسلمي الصبح وإبتسامته بطمني،
ولا يمكن لإني معدتش بلاقي اللِ يراقبني ويطلعلي في كل مكان،
ولا ولا ولا...
يمكن أسبوع واحد كان كافي يظهرلي كل ده.
_ إزيك يا ست البنات؟
بصيت لصاحب الصوت بلهفه،
كان مالك وهو واقف جانب عربية عم توفيق،
مبتسم كعادته، وجنتل زي ما هو، وطبعا مننساش جانبه القطبي الشمالي.
_ تمام.
قلتها بإبتسامه باهته، وإتحركت بسرعه عشان كنت متأخره،
وصلت الدرس، ودخلت، وطول الحصة وأنا مش مركزة، والمستر سألني سؤالي عادي بس انا مجاوبتش لأني مكنتش معاه،
وسألني تاني بعد ما شرح مرة تانية، جاوبت إجابه تافه وضحك عليا اللِ كانوا في القاعه كلهم، وانا كنت في الوقت ده مش طايقه نفسي وكنت علي تكه وهعيط بس ماسكه نفسي لحد ما أطلع.
كنت ماشيه في الشارع بعيط بعد ما طلعت من الدرس،
مش عارفه إيه السبب،
يمكن بسبب الموقف اللِ حصل معايا، بس عادي محصلش حاجه تخليني أعيط.
أنا بعيط بسبب الضغط، بسبب تراكمات داخليه بدأت تتفاقم وما صدقت وإنفجرت، إحساس جوايا بيقولي خرجي كل اللِ جواكِ، بس أنا مش عارفه أخرج كل اللِ جوايا لاني في المكان الغلط.
وفقت علي أول الشارع وأنا سانده علي الحيطه بسبب الدوار اللِ جالي فجأه، وقفت وأنا مزله رأسي لتحت وإيدي علي وشي، وبحاول إهدا وأخد نفسي.
_ أسماء؟
رفعت وشي للصوت،
كان مالك وهو بيبصلي بإستغراب، وفتح عينه بصدمه لما شافني وقرب مني بلهفه وقال:
_ أسماء مالك؟
بصتله لبرهه من غير ما أتحرك، وبعدين عدلت وقفتي بتوتر وانا بحاول أوازن نفسي، وقلت:
_ مليش.
_ إزاي ملكيش، إنتِ مش شايفه حالتك، وبعدين لي الدموع دي؟
قالها بعصبيه وهو بيقرب مني، رجعت لورا بتعب، وقلت:
_ ملكاش دعوة.
_ أومال مين اللِ له دعوة؟
_ محدش.. محدش له دعوة.
قلتها وإتحركت بصعوبه وأنا حاسه الدنيا بتلف بيا.
_ غيري!
قالها هو بيشدني مني إيدي بغضب، وقفني قدامه وهو بيبص ليا بعصبيه ووشه أحمر من كتر الغضب،
رمشت بتعب وانا شايفه مالك بتشوش،
بصيلي بإستغراب، وقال:
_ أسماء مالك؟
_ مالك....
قلتها وأنا بغمض عيني بتعب، ومعدتش حاجه بأي حاجه،
غير صوت مالك وهو بيقول بقلق وصوت عالي:
_ أسمااااء؟
#يتبع
