رواية عشق فوق جمر الصعيد الفصل السادس 6 بقلم أنثي راقيه
رواية عشق فوق جمر الصعيد الفصل السادس 6
#روايةعشق فوق جمر الصعيد
#الفصل السادس: سرّ الجبل
مرت ساعات من بعد مواجهة راجح مع رجال الشماس، والبلد بقت هادية من بره…
لكن من جوّه؟
كان في نار بتغلي.
ليان قعدت جنب الشباك طول النهار.
كانت بتحاول تفهم…
ليه راجح واقف في وش عيلته؟
ليه واقف يحميها هي؟
هي مين بالنسبة له؟
ولا هو شايف إيه اللي محدش شايفه؟
بالليل، الدنيا هديت، والنسمة بردت…
وأمها نامت، بس ليان ما قدرتش.
فضلت قاعدة تفكر.
بعد شويه سمعت صوت خفيف في الخلف…
زي حاجة بتتحرك ورا الدار.
قلبها وقع…
قامت ببطء…
مفيش عقل يقول تخرج، لكن في حاجة جواها شدّتها.
فتحت باب البيت الخلفي…
وبصت في الضلمة.
كان فيه ظل واقف عند طرف الجدار.
مش واضح… لكن طويل… وثابت.
ليان:
— “مين؟”
الظل اتحرك خطوة لقدام…
ولما نور القمر لمس وشّه…
اتجمدت.
كان ابن عمّها… “أدهم”.
اللي أهل البلد كلها فاكرينه سافر من زمان…
واللي ما حدش يعرف عنه حاجة من شهور.
ليان همست:
— “أدهم؟… انت رجعت؟”
أدهم قرب وهو لابس جلابية ترابية، وشه شاحب، وعينه سودة من السهر:
— “اسكتي… ما حدش يعرف إني هنا.”
قلبها دق بقوة:
— “انت بخير؟ في إيه؟”
أدهم بص حواليه بخوف وقال:
— “أنا جيت أقول كلمة… وبعدين أختفي تاني.”
— “قول!”
قرب أكتر وقال صوت منخفض يهز القلب:
— “سالم ما اتقتلش عادي… اتقتل بسبب حاجة شافها.”
ليان شهقت:
— “شاف إيه؟”
أدهم قال وهو يبص للجبل:
— “شاف حاجة… فوق الجبل ليلة القتل. حاجة تخص راجح منصور.”
الأرض اتشقّت تحت رجل ليان.
إزاي؟
راجح؟
اللي وقف يحميهم؟
اللي من ساعة واقف قصاد رجال الشماس عشانهم؟
ليان قالت بارتباك:
— “أدهم، انت بتقول إيه؟!”
أدهم قرب من ودنها وقال جملة قصّرت الهوا:
— “أنا شفت راجح في الجبل… قبل مقتل سالم بدقايق.”
ليان اتجمدت.
أدهم كمّل:
— “والليلة… راجح عارف إني رجعت… وهييجي يدور عليّ. خدي بالك… راجح مش اللي بيبان.”
وفجأة…
صوت حصان بعيد الليلة، داخل من طرف البلد…
ليان اتلفتّت ناحية الصوت…
وقلبها وقع لما سمعت نبرة رجولية قوية تهتف في الضلمة:
— “أدهم!! أعرف إنك هنا… اطلع.”
أدهم اتوتر وقال بسرعة:
— “اقفلي الباب… لا تشوفي ولا تعرفي.”
— “أدهم! استنى—”
— “اسمعيني… لو قرب منك… اهربي!”
وقفز وراء الجدار واختفى.
ليان وقفت مرعوبة…
بين كلام أدهم…
وبين صوت راجح اللي بيقرب… ثابت… وقوي… مرعب.
وهي مش عارفة…
تصدّق قلبها؟
ولا تصدّق الدم؟
والليل…
كان على وشه يشعل نار جديدة.
يتبع
لقراءة باقي فصول الرواية ( اضغط هنا )