رواية بين سطور العشق الفصل الثاني 2 بقلم سيليا البحيري
رواية بين سطور العشق الفصل الثاني 2
#بين_سطور_العشق
#سيليا_البحيري
فصل 2
في لوكيشن تصوير داخلي – ستوديو خاص بشركة إنتاج أدهم – الساعة اتنين الضهر تقريبًا
الهدوء مالي المكان، والمساعدين بيتحركوا بحذر واضح… أصل "أدهم فارس" موجود، وده لوحده كفاية يخلي الكل في حالة توتر ساكت.
أدهم كان واقف ورا الكاميرا، بيراقب المشهد على الشاشة قدامه، عنيه العسلية سابته عليها، مركز لأقصى درجة، ملامحه جامدة، كأن مفيش أي حاجة حواليه غير الكادر اللي قدامه.
(ريم، واحدة من مساعدات الإنتاج، كانت ماشية رايحة جاية قصاده من أول التصوير، لبسها كان ملفت أكتر من اللازم بالنسبة للشغل، وواضح إنها متعمّدة تتشاف.)
ريم (بصوت ناعم وهي بتقرب):
– أستاذ أدهم، تحب أجيبلك قهوتك زي كل يوم؟
ولا تحب أعملهالك بنفسي النهارده؟ ☺️
(أدهم ما لفش، بس فجأة بص لها ببطء… نظرته كانت حادة وساقعة كإنها طلعت من فريزر. ريم وقفت في مكانها، والضحكة اللي كانت على وشها بدأت تتهز وتختفي واحدة واحدة.)
أدهم (بصوت هادي لكن قاطع):
– ركزي في شغلك يا ريم.
أنا مش فاضي لتفاهات.
(رجع يبص للشاشة تاني، كإنها أصلاً ما كانتش موجودة. ريم بلعت ريقها وسحبت نفسها بسرعة من غير ما تنطق، شكلها محروج ومتوترة.)
(واحد من الفنيين اللي واقف جنبه، حاول يخبي ضحكته.)
الفني (بهمس):
– ربنا يكون في عون اللي يفكر يقرب من الأسد ده…
(أدهم رفع السماعة وقال ببرود):
– عيدوا اللقطة… الكادر التاني في الدقيقة ١٢ بايظ.
(وكمل بصوته الجاف المعروف):
– مفيش حاجة اسمها غلطة… إحنا بنصور فن، مش بنلعب
***********************
الدور اللي فوق – مكتب مهاب في شركة العيلة
مهاب كان قاعد ورا مكتبه الكبير، الورق مترتّب قدامه بنظام، وبيراجع تقرير في صمت، وعلى وشه الجدية المعتادة.
دخلت سمر، لابسة هدوم شيك وكعبها بيطق طقطقة في الأرض، وضحكة مصطنعة على شفايفها.
سمر (بصوت ناعم متصنّع):
– صباح الفل يا حبيبي… مشغول كالعادة، صح؟
مهاب (من غير ما يبص):
– صباح الخير، في حاجة يا سمر؟ أنا فعلاً مشغول.
سمر (قعدت قدامه وحطّت رجل على رجل، ومتكلفة):
– الصراحة… آه. كنت بفكّر بس في أختك حلا.
يعني بصراحة، شايفاها عنيدة شوية، وبتضيع وقتها في أحلام مالهاش لازمة.
اللي زيها محتاج حد يوقفه عند حدّه بدل ما يتعود يعمل اللي هو عايزه كده وخلاص.
(مهاب رفع راسه ببطء… ونظراته كانت نار.)
مهاب (بصوت هادي بس فيه تهديد):
– قولي اللي قلتيه تاني… بس خلي بالك من كل كلمة.
سمر (بتتوتر):
– أنا بس قصدي إنها محتاجة حد يوجّهها يعني… مش أكتر.
(مهاب قام من مكانه، صوته اتقل وبقى خشن):
– اسمعيني كويس يا سمر…
أنا خطبتك علشان مصلحة، مش علشان حب… بس ده ما يديكيش الحق تتكلمي عن أختي كده.
(قرب منها خطوة، وهي غصب عنها رجعت في الكرسي.)
مهاب (بنبرة فيها غليان مكبوت):
– حلا دي بنتي قبل ما تكون أختي…
وأي كلمة زيادة عنها، أو حتى نظرة فيها تقليل…
اعتبريها نهاية كل حاجة… الخطوبة، والاتفاق، والصفقة.
سمر (بتحاول تضحك وتتماسك):
– إنت مكبّر الموضوع… أنا كنت بهزر بس!
مهاب (ببرود):
– أنا ما بهزرش… خدي بالك من كلامك.
وما تتجاوزيش حدودك تاني.
لف وشه ورجع قعد، ومسك القلم تاني بهدوء قاتل
مهاب:
– الباب من هناك، يا آنسة سمر.
سمر خرجت من المكتب، متضايقة ومهزوزة… نار بتاكلها من جوه، بس ساكتة.
أما مهاب، قعد يبص على صورة قديمة ليه مع حلا وهي بيبي
ضحكة خفيفة عدّت على وشه، بس اختفت بسرعة، ورجع وشه جامد تاني
****************
في كافيه صغير وهادي على أطراف المدينة
كانت حلا قاعدة على ترابيزة خشب صغيرة جنب الشباك، عينيها سارحة في الغروب، وقدامها كباية عصير برتقال بالكاد لمستها.
جنبها كانت ندى، حاضنة كباية الكابتشينو في إيديها، وناحية تانية كانت سيرين بتظبط الكادر علشان تصوّر كبايتها بطريقة "شيك" لمّا تنزل الصورة على إنستجرام.
ندى (بحنان وهي تميل ناحيتها):
– يا روح ندى، مالك؟ من أول القعدة وإنتي ساكتة كده… وشك مخضوض ومكسور!
حلا (بصوت مخنوق):
– مهاب مصمّم يدخلني هندسة… وشايف إن الكتابة تضييع وقت.
حتى ريان… اللي كنت فاكراه أقرب واحد ليا… بقى واقف ضدي.
سيرين (بضحكة خفيفة فيها سُخرية):
– يعني لسه ماسكة في حكاية الروايات دي؟
كام واحدة نجحت فعلاً؟
إنتي بتكتبي شوية خيال وبعدين؟!
الدنيا مش ناقصة أوهام يا حلا… الناس عايزة تعيش، مش تحلم.
ندى (بصّت لها بنظرة فيها نار):
– مش لازم كلنا نبقى نسخة من بعض، يا سيرين!
فيه ناس عندها شغف، بتحب حاجة من قلبها…
وحلا مش بتطلب حاجة مستحيلة.
سيرين (بابتسامة بايخة):
– أنا بس خايفة عليها… لما الدنيا تلطّشها بالقلم، مش هتلاقي لا أدهم ولا فارس من قصصها ينقذوها!
حلا (بهدوء وهي تبص لها):
– أنا مش طالبة حد ينقذني…
أنا عايزة بس أكتب… أبقى أنا.
ندى (تمسك إيدها وتربّت عليها):
– وأنا مصدقة فيكِ… وهتبقي كاتبة مشهورة، غصب عن كل اللي بيحاولوا يطفيوا نورك.
سيرين (تزم شفايفها وتهمس في سرها):
– مش طول ما أنا موجودة…
(حلا رجعت تبص للشباك، ونظرتها اتغيرت. في عينيها بريق بدأ يرجع… بريق التحدّي.)
جواها، كانت بتقرر إنها مش هتسكت…
هتكتب، وهتواجه… حتى لو العالم كله ضدها
*******************
ندى (بتحاول تغيّر الجو):
– بصّوا بقى، شوفتوا إعلان المهرجان السينمائي الجديد؟ نازل عليه ضيوف تقال أوي… حتى أدهم الراوي هيكون موجود! 😍
سيرين (ترفع حاجبها ببرود):
– أدهم؟ المخرج اللي فاكر نفسه فوق الناس؟!
اللي لا بيرد على حد، ولا بيبص على سكريبتات حد!
حلا (بتنتبه فجأة، وعينيها بتلمع):
– أدهم الراوي؟… إنتي متأكدة إنه هيحضر المهرجان؟
ندى (بابتسامة):
– أيوه، شُفته في الإعلان ع الصفحة الرسمية للمهرجان… ده حتى كاتبين إنه رئيس لجنة التحكيم. ليه؟!
حلا (بهمس، وهي بتفكر بصوت مرتعش):
– علشان… لو في حد ممكن يحوّل حلمي لحقيقة… هو أدهم الراوي.
سيرين (بتضحك بسخرية):
– يا بنتي فوقي! ده ما بيشوفش حد من الأساس،
بيشتغل مع الكتّاب الكبار بس… وانتي لسه ما نشرتيش ولا حرف!
ندى (بفخر):
– بس حلا بتكتب من زمان! وعندها قصص تخلّي الواحد يعيط من جمالها.
ولو قابلته… أكيد هيحس بده.
حلا (بصوت ثابت):
– أنا هاروح المهرجان.
هكتب له جواب… وهسلّمه الرواية بإيدي.
مش هستنى الفرصة تيجيلي… أنا اللي هخلقها بإيديا!
ندى (بحماس):
– آي لوف يو يا بنت! دي الروح اللي على المزاج!
سيرين (بهمس وغيظ وهي تبصلها):
– نوبة جنان جديدة…
بس حلا ما كانتش سامعة أي حاجة…
كانت ماسكة موبايلها، بتدخل بسرعة على صفحة المهرجان، بتدوّر على الميعاد والمكان…
وفي قلبها شعور غريب…
إن اللحظة دي ممكن تكون بداية حياتها الجديدة
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*
لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية بين سطور العشق )
