رواية عشق فوق جمر الصعيد الفصل الثاني 2 بقلم أنثي راقيه
رواية عشق فوق جمر الصعيد الفصل الثاني 2
#روايةعشق فوق جمر الصعيد
#الفصل الثاني: أول دم
صوت الطلقة لسه بيرنّ في الجبل، والهوى اتشقّ بنبرة خوف خلت ليان تتحرك خطوة ورا من غير ما تحس.
رجال البلد بدأوا يجروا ناحية مصدر الصوت، والناس بتصرخ، والفرسان بيشدّوا سلاحهم.
راجح شدّ لجام حصانه وقال بصوت فيه غضب:
— “ادخلوا الدار ومتقفوش هنا!”
أم ليان جذبت بنتها بسرعة:
— “يلا يا ليان… البلد مش ناقصة. ندخل قبل ما البلاوي تزيد.”
لكن ليان، رغم الخوف، كانت بتبص نحية الجبل…
كانت شايفة ظلال بتتحرك في الضلمة… وحسّت إحساس غريب، إحساس إن الطلقة دي مش مجرد خناقة صعيدية، لا… دي بداية حاجة أكبر.
راجح نزل من على الحصان، وغمز لرجال من عيلته يبقوا حواليهم، وهو قرب منها بخطوات محسوبة.
بص لها نظرة طويلة وقال:
— “انتي جيتي في وقت مش وقته… الدم اتحرك.”
قالت ليان وهي بتحاول تبين ثباتها:
— “واحنا مالنا باللي بيحصل؟”
ضحكة قصيرة خرجت منه، ضحكة ما فيهاش فرح… ضحكة رجل فاهم الدنيا زيادة:
— “مالكم؟… انتي نسيتي إن الخلاف بين أهلِك وأهلي كان على دم؟ الدم ما بيروحش… بس بينام… لحد ما حد يصحّيه.”
قبل ما تكمل ردها، واحد من رجال راجح جري عليهم وهو بيقول بصوت عالي:
— “يا راجح! لقينا واحد مقتول فوق الجبل!”
سكتت البلد كلها.
صوت الهمس زاد… والقلوب دقّت أسرع.
راجح مسك سلاحه وقال:
— “مين؟”
— “من عيلتكم… سالم شماس.”
ليان اتجمدت.
أمها شهقت.
والبلد كلها بصّت لهم.
عيلة “شماس” دي… أقرب الناس ليهم…
والمصيبة إن آخر خلاف بينهم وبين عيلة منصور كان من شهور… يعني الشك راح في اتجاه واحد.
راجح لفّ ناحيتهم…
عينه سودة، جامدة، مخيفة…
وقال جملة جمّدت الدم في عروق ليان:
— “المقتول من ناسكم… والشك جاي عليكم.”
ليان حسّت إن الأرض بتهتز تحت رجلها…
رجوعها للبلد أوّل يوم…
وأول دم اتفتح…
وهي وسط دا كله.
وراجح؟
كان واقف قدّامها…
مش بس راجل عدو…
لكن كأنه قَدَر واقف مستنيها.
وهنا…
ولعت نار في صدر البلد كلها…
والليل بقى أعمق.
والحكاية بتكبر.
يتبع
لقراءة باقي فصول الرواية ( اضغط هنا )