رواية أنثي في حضن الأربعيني عبر روايات الخلاصة بقلم إسراء معاطي
رواية أنثي في حضن الأربعيني الفصل الأول 1
عمران سايق عربيته بهدوء، وفجأة عربية تخبط فيه.
ينزل من العربية بغضب ويروح للعربية اللي خبطته.
نغم عينيها بتبدأ تنزل دموع وهي بتترعش وتتصدم لما تلاقي اللي خبطته بيخبط باب عربيتها بعنف.
بتفتح الباب وتنزل بهدوء وخوف.
عمران أول ما يشوفها، عنيه بتتفتح بصدمة، ويبصلها بإعجاب شديد.
أول كلمة ينطقها:
— سبحان الخالق…
وبعدها يرجع لعصبيته وعجرفته ويقولها:
— إيه يا آنسة انتي مش تفتحي؟
نغم بتوتر، بترجع شعرها ورا ودانها، وترفع وشها ليه علشان تكلمه بسبب فرق الطول…
عمران ركّز في عينيها وملامحها الخلابة وهي بتقوله:
— أنا آسفة والله لحضرتك، بس أنا جالي رسالة مفاجئة ع الموبايل وماخدتش بالي.
يرد عمران بعصبية:
— طلاما مش عارفين تسوقوا… ماتسوقوش! ينعل أبو البهايم!
نغم تفتح عينيها بصدمة، وتشاور على نفسها:
— بهايم؟ أنا بهايم يا جدع انت تصدّق صح إني بهيمة عشان واقفة أتكلم معاك أوعي كده
تركب عربيتها بعصبية…
لكن تسمعه بيقول بلؤم:
— خلاص وماله… كنت ناوي أمشيها ودي بس. طلاما انتي مش عاوزة… يلا بينا بقى على قسم الشرطة.
نغم تتخض وتفتح شباك العربية بسرعة:
— ثواني بس حضرتك… وِدي وِدي…
وتتكلم بضعف:
— بس بلاش قسم ونبي…
يبتسم عمران بمكر ويسند على الشباك ويبصلها بإعجاب:
— ها… يلا يا قطه بينا نروح نصلّح اللي حضرتك بوّظتيه في العربية دا.
تبصله نغم بصدمة:
— أنا؟!
يهز راسه بتسليه:
— أيوه.
— هو حضرتك عارف بتقول إيه؟ دي لامبورجيني! أصلّحها لك إزاي أنا؟
— مليش دعوة… يلا يا آنسة، ورايا شُغل.
نغم بحزن وانكسار:
— طب ممكن تسيبني أروح أقدم على الشغل اللي أنا رايحة دا؟ وممكن رقمك… وخد رقمي… وأوعدك هسحب فلوس من البنك وأصلّحها لحضرتك.
عمران يتضايق لما يسمع صوتها الحزين… لكنه يتجاهل الإحساس.
تقول له:
— خد رقمي وهات رقمك.
وفعلًا يعمل كده ويسيبها.
وهو ماشي يضحك بتسلية…وهو ببقولها سلام يا قطه
ونغم تلبس نظارة الشمس، تبصله وتمشي وهي بتقول:
— بني آدم سمج…
عند رامز صاحب عمران
رامز بيتأفف بضيق وهو بيدوّر على هدومه مش لاقيها.
ابنه عمال يعيّط ومش ساكت.
يدخل عند مراته بعنف:
— نووور يا نوووور!!
نور تتأفف:
— إيه يا رامز
رامز بسخرية:
— معلش يا سيادة الكونتسّة نور إني بزعج حضرتك!
وبصوت عالي:
— فييييين هدومي؟! وقومي شوفي ابنك اللي مفلوق من العياط دا! انتي إيه؟ بني آدمة؟ مخلوقة من إيه؟ مفيش دم؟ مفيش إحساس؟!
نور تتعصب:
— وطي صوتك دا يا رامز! وبعدين أنا كل ما أجيب شغالة أو بيبي سيتر ما بتعجبكش وبتمشيها! أعملك إيه أنا يعني؟!
رامز بعصبية:
— هو بيتك وعيالك ملزومين من حد غيرك ليه؟ انتي واحدة مستهترة ومهملة! كان يوم أسود يوم ما اتجوزتك!
— فين هدومي علشان أغور من البيت دا؟
نور تقوله بضيق:
— في دولاب عمر يا رامز.
يروح رامز يلبس هدومه، ياخدهم في شنطة، وياخد هدوم عمر ابنه…
ويسيّب البيت وهو باصص على ابنه بحزن.
ينزل يركب عربيته، يقف قدام العمارة اللي ملك لابوه واهلو ساكنين فيها.
ياخد ابنه وشنطته ويخبط.
مريم أخته تفتح وتصرخ بفرح:
— رامز!! حبيبي!
تحضنه…
— عامله إيه يا قلب أخوكي؟
— الحمد لله يا حبيبي
تاخد منه عمر اللي كان نايم على كتفه.
يدخل عند أمه، يوطّي ويبوس إيدها:
— عاملة إيه يا ست الكل؟
— أنا كويسة يا حبيبي… وانت
_ الحمد لله.
يقعد وهو بتنهد بضيق.
أمه سناء تبص له:
— جايب هدومك وابنك… وجاي ليه؟
رامز:
— وانتي تايهة يا أمي؟ الله يسامحه أبويا الله يرحمه… عشان يريح عمي في تربته تعبني أنا بقيت عمري
— أفشل أم… وأفشل زوجة… عاوزة تاكل وتشرب وتنام وتخرج… وفلوس وبس!
— أنا تعبت… خليها تشبع في البيت لوحدها… خلتوني ضيعت حب عمري من إيدي… وبس.
أمه لسه هتتكلم:
— خلاص يا أمي… الموضوع انتهى. عمر عندك، وهدومه… وحفاضاته… واللبن بتاعه في الشنطة. أنا رايح الشغل… سلام.
يمشي…
وأمه وراه بتدعيله…
وعنيها مليانة دموع عليه وعلى حاله
ف القصر عند أهل عمران:
زينب ومنال ورانيا قاعدين ساكتين، وزينب بتقطع الصمت دا وهي بتتكلم بغل وحقد:
"هنسيب ابن حميده دا مكوش على كل حاجه كده واجوازتنا وعيالنا شاغلين عندو ف ملكنا."
و بتأيدها منال في كلامها، و عمالين بطبلو قصاد بعض، لكن بتتكلم رانيا وهي بتقولهم بطيبه وحكمه:
"حرام عليكم… خليكم حاقنين، احنا زمان الشركات بتاعتنا كانت بتقع وبتنهار، خلاص كنا هنفلس لولا أبو عمران—الف رحمه ونور عليه—هو اللي وقف الشركات على رجليها تاني. ف الحاج الله يرحمو كتب الشركة الأم باسمُه شكر ليه، وابنه عمران هو اللي ورثها من بعده.
والشركات التانيه اجوازتنا وولادنا شغالين عليها بفضل الشركة الأم اللي عمران شايلها، لكن انتو بتحبو الزيادة طامعين، عاوزين كل حاجه، والولاد بيحبوا بعض. بلاش تخليهم شبهكم، ارضوا. احنا الحمدلله محدش عايش زينا… صدقوني لو فضلتوا بالفكر المتخلف دا هتضيعوا وتضيعوا عيالكو.
أنا طالعة اتوضي وأصلي وأدعي ربنا إنه ينجدكم من الصفار والسواد اللي جواكو دا."
و بتطلع، وزينب ومنال بيبصوا لها بقرف، وبيقعدوا يكملوا كلامهم وكأنها ما قالتش حاجه.
---
فوق – مع منار وداليا وحبيبه
منار بتكلم خطيبها اللي فرحها عليه بعد شهرين،علي دكتورها في الجامعة.
وداليا قاعدة بتذاكر لامتحاناتها.
وحبيبه
، أكبر واحدة فيهم، قاعدة وهي حاضنة مخدتها وبتعيط وبتفكر حبيب عمرها اللي اتجوز وسابها وهي روحها فيه.
وكل واحدة عايشة في حياتها وليها قصتها… هنعرفها سوا
ف قصر كبير وباين عليه الفخامة، قاعدة ست، وحواليها بناتها ومرات ولادها وولادها الكبار، وبتتكلم بحزم وحنين:
"أنا عاوزاكو تدورولي على بنتي. أنا اعترفت اني كنت غلط لما بعدتها عن حب عمرها، ودا اللي خلاها تهرب وتتجوزه بعيد عني. هي غلطت وأنا كمان كنت غلطت، بس خلاص قلبي مش قادر على بعدها أكتر من كده.
عاوزاكو انتو وولادكو، يا أحمد، انت وحمدان تجيبوهالي من تحت الأرض. ويا ترا عندها عيال ولا لا. أنا خلاص والله سامحتها… دي حبيبه قلبي والصغيره بتاعتي، ومعدتش قادر على بعدها."
بيؤمي ليها: أحمد، حمدان، خالد، ورحيم—ولادهم
"حاضر يا أمي."
"حاضر يا جدتي."
بتؤمي ليهم بالموافقة وتتشرد بخزن، وهي بتفتكر بنتها.
ف الشركه وصل عمران ودخل بهيبته المعروفة، والكل وقف احترامًا.
دخل الأسانسير بتاعه وطلع للمكتب، وراه السيكرتيرة بتاعته بتقولو المواعيد للاجتماعات، وبتقولو إنهم نزلوا إعلان عاوزين بنت للترجمه وكده، والبنات قاعدين بره.
نغم وصلت الشركه ومن ساعة ما نزلت ودخلت الشركة، والبنات بيبصولها بغيرة شديدة من جمالها الجذاب، والموظفين بيبصولها بإعجاب شديد من جمالها.
بتطلع وتروح عند السكرتيرة:
"السلام عليكم، أنا نغم السويدي حضرتكو. كنتو منزلين إعلان إنكو عاوزين مترجمه لغات "
بترد عليها السكرتيرة بعملية وهي بتقولها:
"تمام يا فندم، اتفضلي اقعدي، وياريت الـ CV بتاعك علشان مستر عمران بيقيمه الأول، واللي بيلاقيه مناسب بيدخله، واللي مش مناسب بنعتذّرله."
نغم بتبتسم بمجامله وتديها الـ CV بتاعها، ولما تلف وتقعد مع البنات تلاقيهم بيبصولها بقرف، بتتنهد بضيق لأنها متعودة.
بتطلع الموبايل بتاعها وتقعد عليه.
---
راندا السيكرتيرة بتدخل لعمران الـ CV بتاعهم، ويبدأ يقلب في الـ CV، وتصادفه صورة نغم.
يمسكه بلهفة وهو بيقرأ، ويبتسم من غير ما يتكلم، وبينطق اسمها بتلذذ:
"نغم."
وقالها:
"رجعي دول، وناديلي نغم دي."
راندا تؤميه باحترام وتطلع تنادي على نغم، وتعتذر للتانيين:
"عند نغم بتدخل."
نغم بتدخل وهي متوترة، حاطة عينيها على الأرض، وبتدعي الله بصوتها الرقيق.
عمران بيبتسم بتسلية ويقولها:
"اتفضلي يا آنسة نغم."
نغم بترفع عنيها وتفتحها بصدمة… لا تصدق إنها شايفة عمران، وتقول له:
"أنت؟؟؟"
عند رامز
بيكون رايح شغلو وهو خلاص جايب اخرو وفجأه وهو ماشي شاف حد من بعيد يعرفو كويس اووي، وقف العربيه بتاعتو ونزلها بسرعه وهو بينده:
"حبيبه! يا حبيبه! استني!"
عند حبيبه
تكون بتشتري حاجه، ولما بتسمع اسمها وتبص وتشوفو بتمشي بسرعه، لكنها لما بتلاقي خلاص قرب منها بتقف وتقولو:
"نعم يا رامز؟ خير؟"
بيتنحنح رامز بحرج وهو بيقولها:
"مفيش… بس بطمن عليكي."
ويتكلم بحزن وحنين.
عامله ايه
ترد عليه حبيبه وهي بتحاول تمسك دموعها:
"كويسه يا رامز… ممكن تسيبني امشي علشان مينفعش وقفتنا دي."
وصوتها يروح وهي بتقولو:
"وانت كمان راجل متجوز."
بيبص حواليه بضيق ويقولها:
"ماشي… انتي معاكي عربيتك ولا أوصلك؟"
بتقولو حبيبه:
"لا… انا عاوزه اتمشي شويه. سلام."
وبتسيبو وتمشي وهي عنيها كلها دموع، وهو يبصلها بحزن ويركب عربيته ويروح علي الشركه.
---
عند عمران
بيقولها بمكر:
"ايوه انا يا انسه نغم. فيه حاجه؟"
بتهز نغم رأسها بـ"لا":
"لا."
بيقولها:
"تمام."
ويرجع يتكلم بجدية، وهو بيسألها عن خبراتها وبيعملها Test صغير… وبتنجح فيه وبجداره.
بعدها بيأكد عليها إنها اتعينت في قسم الترجمه ليها، ومن بكره تقدر تكمل شغل.
ونغم بتبقى معجبه جدًا بيه وبشخصيته، وبتؤمي ليه بالموافقه وهي على وشها ابتسامه إنها أخيرًا هتشتغل.
أما عمران… بصلها وابتسم ابتسامه كلها غموض وكمل شغله.
وبعدها بشويه… باب المكتب بيخبط.
بيأذن بالدخول… يدخل رامز ويسلم عليه.
وعمران يسلم عليه وهو بيقولو:
"عامل ايه يا صحبي؟"
بيقعد رامز وهو بيقولو:
"مش كويس والله يا صحبي."
وبيحكيلو اللي حصل…
وبيرجع يقولو بدموع:
"اما مش قادر انسا حبيبه يا عمران… انا خلاص كنت طلبتها منك، جه ابويا طلب مني اتجوزها علشان كانت وحيده، وعمي ومرات عمي ماتو… ولما رفضت، ابويا دخل المستشفي وقلبه تعب.
طب كنت اعمل ايه؟ اخسر ابويا ولا اخسر نفسي؟
وحبي الوحيد…
حبيبه دي كانت ومزالت بالنسبالي الحياه يا عمران…
انا بجد تعبت ومش قادر."
بيواسيه عمران وهو بيقولو:
"كل دا اقدار يا رامز… انا بجد مش عارف اقولك ايه. بس ربنا يكون ف عونك يا حبيبي… ويهدي مراتك.
ربنا معاك… خلص شغل وروّق وتعلالي نسهر سوا ونتكلم ف اللي انت عاوزو."
---
عند نغم
بتخلص وتاخد عربيتها وتروح…
تاخد شاور…
وتلبس بيجامه مريحه…
وتعمل لنفسها غدا…
وتقعد تاخد الكورسات بتاعتها الأونلاين.
وبتخلص… وتدخل تنام شويه.
---
عند رامز وعمران
بيخلصو شغل، وبيروح رامز لعمران وهو بيقولو:
"معلش يا صحبي… مش قادر اخرج. خليها بكره."
بيتفهم عمران كده…
وبينزل يركب عربيته…
ويروح يقعد ع البحر…
ويفتكر ماضيه…
وان هو خلاص… اللي قدّو عنده عيال طولو.
بيغمض عنيه… وبيبتسم بخفوت أما بيفتكر نغم…
وبيقرر يتسلى شويه.
---
عند نغم
نايمه…
بتتفاجئ إن تليفونها بيرن.
ولما بترد تلاقي صوت غليظ بيقولها:
"أستاذه نغم… عمران بيه الأحمدي مقدم ف حضرتك شكوى إنك خبطالو عربيته… وطلب مننا نكلمِك.
تيجي هنا علشان مش عاوز يبقى شكلك مش كويس لما نيجي ناخدك بالبوكس."
تفتح نغم عنيها بصدمة:
"نعم؟؟؟؟"
يتبع...
