اسكريبت ما لم يقله المنام عبر روايات الخلاصة بقلم هاجر نور الدين
اسكريبت ما لم يقله المنام الفصل السادس 6
_ يعني إي لقوا دم عمرو اللي على جسم حسن!
قولتها بإستغراب وأنا بشوف تقرير الطب الشرعي،
كدا كدا كنت متوقعها من التلاتة بسبب التحقيق.
ولكن عمرو بالذات قولت ممكن يكون شازك معاهم بالموافقة،
لإن من كلامهُ وردودهُ يبان قد إي هو أكتر واحد باقي يمكن!
إتنهدت وقولت لـ طارق:
_ إبعت هاتهوملي التلاتة.
رد عليا طارق بعملية وهو شكلهُ مجهد من قلة النوم:
= تمام يا عصام باشا.
خرج طارق وأنا رجعت راسي لورا كـ محاولة مني أنام شوية لإني فعلًا تعبان ومرهق من قِلة النوم ولكن موبايلي رن.
بصيت على الموبايل وكان المتصل "الحلم"،
ودي كانت ليلى، إبتسمت وإتوترت ووقفت من على الكرسي.
مش فاهم كان مالي الحقيقة، خدت نفسي وإستقريت في مكاني ورديت بهدوء وقولت:
_ ألو...
جالي صوتها المحرج والمتردد وقالت:
= أنا أسفة إني بتتصل بحضرتك بدري كدا بجد.
إتكلمت بإبتسامة وقولت بسرعة:
_ لأ لأ ولا يهمك أنا صاحي أصلًا وفي الشغل.
إتكلمت وقالت بصوت فيه راحة أكتر بعد ما اتأكدت إنها مقلقتش منامي:
= طيب الحمدلله، أنا بس في حاجة قلقاني عايزة أقول لحضرتك عليها.
قولت بتركيز وقلق وسألت:
_ إي هي يا ليلى؟
ردت عليا وقالت:
= أنا دلوقتي واقفة ورا الشباك بتاعي بس يعني شايفة اللي تحت، في واحد غريب واقف من أكتر من ساعتين وباصص ناحية الشقة بتاعتي ومتحركش.
إتكلمت بقلق وقولت:
_ خليكِ في البيت يا ليلى ومتفتحيش لحد الباب وأنا هجيلك حالًا.
إتكلمت بإحراج وقالت:
= أنا بجد أسفة لو بزعجك والله بس أنا فعلًا رنيت لأني قلقانة بجد.
إتكلمت بسرعة وقلق عليها وأنا باخد حاجتي عشان أتحرك:
_ مش وقته يا ليلى أنا جاي خليكِ معايا على الخط متقفليش.
وأنا في طريقي قابلت طارق اللي قال بتساؤل:
= حضرتك رايح فين يا عصام باشا المشتبه فيهم جايين؟
رديت عليه وأنا شبه بجري من قدامهُ بإنجاز:
_ هكون جيت إن شاء الله قبل ما ييجوا مش هتأخر.
خلصت كلامي ومشيت على طول،
ركبت العربية بتاعتي وعلى أقصى سرعة مشيت.
كنت قلقان عليها بصراحة وخايف يكون الشخص دا تبع حد فعلًا.
كلمتها وأنا في الطريق وقولت:
_ إنتِ مش فاتحة الشباك صح؟
ردت عليا وقالت بهدوء:
= لأ أعتقد هو مش شايفني لإني بعيد شوية عن الشباك.
إتكلمت وأنا بحاول أطمنها وقولت:
_ خلاص أنا خمس دقايق وهبقى عندك.
فضلت طول الطريق بكلمها عشان تطمن،
بعد شوية وقت مش كتير وصلت قدام البيت.
كان في واحد فعلًا واقف بيشرب سيجارة ولابس فنلة كحلي في نص الشارع!
نزلت من العربية وروحت عندهُ وأنا بقول بتساؤل:
_ إنت مين وبتعمل إي هنا؟
بصلي وقال بتبجح وأسلوب شوارع للترهيب عارفهُ كويس:
= إنت اللي مين وعايز تنكش ولا إي؟
إبتسمت بسخرية وقولت وأنا بطبطب على قفاه:
_ أنا وكيل النيابة عصام يا حبيب قلبي وفي النكش مقولكش لو تحب يعني.
بصيت ناحية شباك ليلى وكملت كلام:
_ ومن بدري واقف بتبص على شباك خطيبتي ليه، بتشبه ولا إي؟
وقتها إتوتر ورمى السيجارة من إيديه خصوصًا لما شاف المسدس في جيبي بعد ما رفعت دراعي وقال بخوف:
= يا باشا اللي مايعرفك يجهلك أنا واقف عادي في الشارع يعني مش الأرض ملك الحكومة وشعبها وكدا؟
فال أخر جملة وهو بيضحك،
بصيتلهُ بحِدة وقولت بجمود:
_ طيب بُص لو لمحتك في الشارع دا تاني صدقني مش هيكفيني فيك عمرك، هعتبر إن كلامك صح وإن محدش باعتك، فهمت؟
رد عليا بسرعة وخوف وقال:
= حاضر ياباشا والله أنا والله عندي عيال وأهل مسنييني مش مستغني عن عمري.
طبطبت على قفاه من تاني كـ نوع من أنواع الإهانة المباشرة والتحذير وقولت:
_ شاطر يا حمادة، يلا من هنا.
بعدها طلع يجري من قدامي،
بصيت ناحية شباك شقتها اللي فتحتهُ أول ما جري.
بصتلي بإبتسامة وإمتنان وأنا كنت سرحان في عينيها اللي كانت الشمس متسلطة عليها وموضحاها بشكل مُبهر.
إبتسمتلها ورفعت موبايلي على ودني عشان كانت معايا على المكالمة وقولت:
_ كدا محدش هيضايقك تاني وآي حد تشوفيه زي كدا كلميني.
ردت عليا بإبتسامة وقالت:
= متشكرة جدًا بجد يا عصام باشا، حقيقي مش عارفة أرد كل جمايلك دي إزاي.
أستغليت الموقف بصراحة وسندت على العربية اللي ورايا وقولت بإبتسامة وأنا مربع دراعاتي:
_ يعني لو مصممة أوي يعني إبقي إعزميني على قهوة.
إبتسمت وقالت بسرعة:
= ياخبر!
دا أنا عيني بجد.
كان طارق بيرن في الوقت دا،
بصيت للموبايل بقرف وكنسلت عليه وبعدين كملت كلامي معاها وقولت بإبتسامة:
_ يبقى هحدد ميعاد ولازم تعزميني فيه على قهوة في مكان بتحبيه، بس للأسف لازم أمشي دلوقتي عشان ورايا شغل.
إبتسمت وقالت:
= حقك عليا بجد عطلتك أنا عارفة.
رديت عليها بإبتسامة وتنهيدة:
_ لكام مرة هقولك متقوليش الكلام دا،
إدخلي يلا من الشباك ونامي وإنتِ متطمنة.
قفلت معاها بعد ما دخلت وركبت العربية ورجعت القسم وأنا مبسوط الحقيقة ومُبتسم.
وأنا في الطريق رديت على طارق المزعج اللي هقتلهُ قريب وقولتلهُ إني جاي.
بعد ما وصلت القسم كان التلاتة موجودين وقاعدين مستنييني.
أول ما دخلت المكتب طلبت من طارق يدخلي عمرو على طول عشان أعرف ألعب عليه ونختصر وقت كتير من التحقيق.
أول ما دخل قعد بتوتر وهو مش على بعضهُ وقال بتساؤل:
_ خير يا باشا حضرتك جبتنا تاني ليه؟
بدون كلام كتير حطيت الورقة اللي بتنسب الدم اللي على جثة حسن ليه وقولت:
= التقرير دا بيثبت إنك دمك مع دم حسن أو بالأوضح يعني مع دم جثة حسن.
بلع ريقهُ وقال بخوف وهو بيترعش:
_ إزاي يعني؟
إتكلمت بنص تغميضة عين وقولت بهدوء:
= دا اللي جايبك عشانهُ، تقولي إزاي بقى، إزاي بقى قتلتهُ؟
إتكلم بإنفعال وقال بعياط وإنهيار:
_ لأ لأ أنا مقتلتش حد، أنا والله ما أعرف أقتل فرخة.
إتكلمت برفعة حاجب وقولت بسخرية:
= يبقى الفرخة اللي قتلتهُ بقى وجابت دمك عشان تلبسها فيك،
عمومًا تعترف أو لأ إنت كدا كدا القضية لبساك بالدليل.
إتكلم بسرعة وقال برعب وزعر:
_ لأ لأ قضية إي والله ما قتلتهُ أنا بس ساعدتهم مش أكتر!
ركزت مع كلامهُ وضغطت عليه أكتر وقولت:
= ساعدت مين في إي وإزاي ولو عندك حاجة قولها بسرعة لإن الوقت عندنا ضيق بسبب الأدلة اللي ضدك وتدينك لوحدك.
إتكلم من تاني بسرعة وقال وهو جسمهُ كلهُ بيترعش من الخوف:
_ صلاح وعيد هما اللي قتلوه أنا بس ساعدتهم في نقل الجثة،
أنا عارف إني غلطان وكنت شيطان أخرس، هو صلاح اللي ربنا ينتقم منهُ اللي قال نخلص عليه بسبب تهديدهُ الصريح لينا أخر مرة إنهُ هياخد حقهُ قانوني بعيد عن الصحوبية.
ودا لإنهُ كان بيمر بفترة مادية صعبة وولادهُ تعبانين ومحتاجين علاج ومصاريف وإحنا مشروعنا فشل ومكناش عارفين نجيب الفلوس منين وهو معاه وصولات أمانة تودي كل واحد فينا في داهية.
قلقنا وصلاح إقترح إننا نتخلص منهُ ونرمي جثتهُ في آي حِتة مهجورة بعيد وولا من شاف ولا من دِري، وإتفقنا إن صلاح اللي هيقوم بالمهمة وعيد هيكتفوا وأنا هراقب المكان.
إتفقنا ونزلنا قابلناه في وسط البلد على أساس هنسد الفلوس اللي علينا وفي لحظة صلاح ضربهُ على دماغهُ جامد وخدناه روحنا المبنى المهجور وهناك صلاح طلع من جيبهُ سكينة من بتاعت اللحوم دي وبدأ يعمل عملتهُ بمساعدة عيد.
وبعدها قرر يفصل الجثة قال عشان تتوه لحد ما تتحلل ورميناها في كذا مكان في مبنى مهجور وقولنا محدش هييجي جنبهُ ولكن إحنا نستاهل وعشان اللي حصل وعشان حسن إلن حلال يظهر قرار التجديد فجأة بعد أكتر من 20 سنة مهملين في المبنى ومحدش بييجي جنبهُ!
كنت بسمع قصتهُ وأنا قرفان منهُ، دايمًا وكل يوم كُرهي للبشر وإنبهاري بمدى حقارتهم وشرهم بيزيد.
كان جنبي واحد بيسجل وبيدون الإعترافات اللي بتتقال،
طلبت منهم ياخدوه للحجز وطلبت بعدها عيد وصلاح مع بعض.
ليه؟
عشان أحطهم قدام بعض ونشوف حقارة الإتنين لبعض مع بعض.
قعدوا قدامي وهما التوتر ماليهم،
إتكلمت وقولت بهدوء:
_ خلاص عمرو أعترف بكل حاجة وكمان معانا دلائل بتثبت إنكوا قتلتوا صاحبكم حسن وعرفنا كمان مكان سلاح الجريمة يا صلاح بيه.
إتكلم صلاح وقال بزعيق وخوف:
= إشمعنى صلاح!
عيد وعمرو هما اللي عملوا كدا، أنا معملتش حاجة.
إتكلم عيد وقال بإنفعال:
_ كداب يا باشا والله هو اللي ربنا ينتقم منهُ السبب في كل دا هو اللي ضيعنا وضيع صاحبنا وطمعنا.
ضحكت بسخرية وأنا متابع الحوار الشيطاني دا،
حوار شيطاني إبليسي بمعنى الكلمة.
إبليس بيعمل إي بعد كل ذنب غير إنهُ يبرأ نفسهُ منك ومن أفعالك برغم إن هو اللي شجعك ووسوسلك للغلط والحرام.
ولكن نهاية الحوار وديت التلاتة الحجز وهيتعرضوا للمحكمة وعرفنا مكان سلاح الجريمة والحمدلله القضية دي كمان إتحلت برغم صعوبتها وصعوبة حِملها.
خلصت شوية شغل كمان في القسم وكان ورايا شوية قضايا تانية بخلصها، لحد ما جات الساعة 8 بالليل وكنت فعلًا مش قادر.
سندت راسي على المكتب وقررت أريح شوية،
روحت في النوم بسرعة بسبب التعب الجسدي والنفسي.
_______________________
في المنام أنا شايف ليلى واقفة قدامي في المكتب عندي ومنهارة من العياط وأنا واقف قدامها قلقان خايف متوتر.
الصورة مشوشة مش واضحة زي كل مرة،
إتكلمت ليلى بعياط وقالت:
_ ليه مقولتليش حاجة زي كدا، ليه منبهتنيش؟
إتكلمت وأنا بحاول أهديها وأبرر موقفي:
= أنا مكنتش عارف والله، أنا مش عارف إي اللي بيحصل بس الأكيد مكنتش عارف يا ليلى وهسيبك!
إنهارت أكتر وهي بتُقع في الأرض قاعدة وقالت ببكاء هستيري:
_ مستحيل اللي بيحصل دا بجد مستحيل، إزاي كل دا!
#يتبع