اسكريبت ما لم يقله المنام عبر روايات الخلاصة بقلم هاجر نور الدين
اسكريبت ما لم يقله المنام الفصل الثالث 3
_ زي ما قولتلك في الرسالة عايزاك تجبلي ناس.
كان كلام ليلى لإسلام اللي رن عليها بعد ما شاف الرسالة،
رد عليها بإستغراب وقال بتساؤل:
= أنا مش فاهم هو إي اللي بيحصل بالظبط،
وبعدين جاية تكلميني ليه إنتِ مش رفضتيني؟
خدت نفسها بقوة وقالت بنفاذ صبر:
_ إسلام أنا متصلة بيك دلوقتي عشان أطلب منك مشاعدة لو مش هتقدر تقدمهالي عرفني لكن دا مش وقت رفض وقبول بعد إذنك!
إستغرب من ردة فعلها القوية وإنفعالها وقال بنبرة أهدى عشان يفهم اللي بيحصل:
= طيب إهدي بس وفهميني إي اللي بيحصل معاكِ وعايزة ناس ليه؟
بدأت تاهد نفسها من تاني وهي باصة للسقف بتمنع دموعها تنزل تاني بعد ما منعتها بالقوة وقالت:
_ دلوقتي أمي وأخويا حابسني في الشقة بتاعتي وعايزين ياخدوا كل حاجة مني ويرجعوا يرموني تاني، لو هتعرف تجيب ناس تخرجهم برا الشقة ولو تعرف إزاي مخليش حد فيهم يتعرضلي تاني ولكن من غير ما أأذي حد فيهم.
إتكلم إسلام بإستغراب وقال بتساؤل:
= ثواني، إزاي أهلك يعملوا كل دا يعني وبعدين هنخرجهم برا الشقة إزاي من غير ما يتأذوا وليه أصلًا نخرجهم أنا مش فاهم حاجة!!
غصب عنها دموعها نزلت من كتر الضغط اللي هي حاسة بيه وقالت:
_ أنا بجد مش هقدر أفهمك كل حاجة دلوقتي يا إسلام بس من فضلك تعالى وإتصرف أنا محبوسة ودي شقتي مش شقتهم وهما كانوا رمييني أصلًا ولسة ظاهرين من 6 سنين دلوقتي ومش هعرف حتى آجي الشغل بكرا!
إتكلم إسلام وقال وهو بيحاول يحل:
= خلاص خلاص أنا هحاول أتصرف يا ليلى، سلام دلوقتي وهشوف هعمل إي وهرجعلك.
قفلت معاه ليلى وهي منهارة من العياط ومش عارفة ليه بيحصل كدا معاها.
فردت ضهرها على السرير ونامت من كتر التعب والإرهاق،
تاني يوم صحيت على ألم وهي بتتشد من شعرها.
فتحت عينيها وهي مش فاهمة إي اللي بيحصل،
كانت بتحاول تبعد إيد أخوها عنها بآي طريقة.
ولكن كان غضبان والغضب عاميه وهو بيقول بعصبية:
_ بقى بتتفقي مع حد يجيبلي ناس يا بنت الـ...، أنا هعرفك…
_____________________
صحيت من تاني على صوت موبايلي بيرن وكان طارق،
زفرت بضيق من الأحلام اللي مش فاهمها ومن طارق اللي مبيسبنيش أتهنى بآي نومة.
كانت الساعة 7 ونص الصبح،
رديت عليه وقولت:
_ أيوا يا طارق.
رد عليا وقال بعملية:
= صباح الخير يا عصام باشا، يارب مكونش أزعجتك.
إبتسمت بسخرية وقولت:
_ متقولش كدا يا طارق إنت عمرك ما أزعجتني أبدًا.
ضحك طارق وقال:
= ربنا يخليك والله المهم جايلك في مهمة خطيرة وحلوة جدًا.
إتكلمت بإستغراب وقولت:
_ حلوة من آني إتجاه يعني؟
رد عليا وقال بجدية أكتر:
= في جريمة حصلت النهاردا في عمارة بتتجدد خالية من السكان في الوقت الحالي في وسط البلد، واحد من المهندسين اللي بيجددوا العمارة دي إكتشف جثة منفصلة هناك.
رفعت حواجبي وأنا بغمض عيني بتعب وقولت:
_ حلوة جدًا فعلًا، إبعتلي اللوكيشن يا طارق أنا جاي.
قفلت معاه وقومت خدت دُش وكان دا الطبيعي بتاع بداية يومي.
مش قولتلكم زي صباح الخير،
أهو أنا بقى بيتقالي صباح الخير عندكم جريمة شكلها إي النهاردا!
خرجت من الحمام لبست هدومي وخرجت كان أخويا قاعد بيفطر وماسك موبايلهُ ولابس واضح إنهُ رايح الكلية ودا لإنهُ في رابعة.
أول ما شافني بصلي بجنب عينهُ ومتكلمش،
إبتسمت بإنتصار وقولت وأنا بلبس الجزمة:
_ يا حبيبي يا نوغة وإنت قاعد مقموص كدا،
أنا مش أسف ومش حقك عليا وتستاهل عشان الستات هتجننك.
إتكلم بإنفعال وقال:
= بس أنا فعلًا بحب البنت دي يا عصام وعشانها بطلت أكلم آي بنت تاني وهي من إمبارح مش راضية تكلمني!
إبتسامتي وسعت وقولت وأنا باخذ موبايلي ومحفظتي وبجهز نفسي للنزول:
_ حلو يبقى أنا نجحت إني أفوق بنت الناس وهي محترمة عشان بعدت عن واحد فاسق عاطل لا يُعتمد عليه زيك.
رد عليا وقال بإنفعال طفيف:
= على فكرة أنا خلاص هي السنة دي وهتخرج ووقتها هتشوف شغلي إي عاطل دي أنا طالب يا حبيبي!
رديت عليه بيأس وقولت بنبرة تستفزهُ:
_ إبقى قابلني يا حبيب حبيبك.
سيبتهُ ونزلت بعد ما خليتهُ يشيط،
هو أخويا الصغير والوحيد اللي باقيلي وبحب أنكشهُ دايمًا.
بعد شوية وقت وصلت لمقر الجريمة،
كان الطب الشرعي وأفراد الأمن والشرطة موجودين.
كل واحد كان بيشوف شغلهُ الحقيقة،
ومسرح الجريمة كان كبير ومتقسم ودا لإن الجثة كانت منفصلة كل جزء في مكان ودور شكل.
قربت من طارق وقولت بتساؤل وأنا شايف راس الجثة قدامي:
_ فين المكان اللي تمت فيه الجريمة بالتحديد في العمارة؟
إتكلم طارق وقال:
= بصراحة يا عصام باشا دا صعب لإن تقريبًا مفيش دور مفيهوش حاجة من الجثة دي وكانت مخفية كمان، ولكن مستنيين رد الطبيب الشرعي يعرفها من الدم وآني دم أقدم جايز يكون المكان اللي فيه كان البداية!
هزيت راسي بتفهم وروحت ناحية الطبيب الشرعي اللس كلن بيشتغل وقولت:
_ صباح الخير يا دكتور، ممكن أعرف إي نظرتك المبدئية للجريمة؟
رد عليا بعملية وقال:
= صباح النور يا عصام باشا،
واضح جدًا من الجثة أو بقايا الجثة اللي هي منطقة المعدة بالصدر إنهُ كان إعتداء بأداة حادة سببت الوفاة ومن بعدها بدأت عملية التعذيب والفصل ولكن هو كان متوفي قبلها بالفعل.
هزيت راسي بتفهم وقولت:
_ حضرتك عرفت مكان الجريمة بالتحديد في آي دور؟
جاوبني وقال:
= من أقدمية الدم المتجلط فـ هو الدور الأرضي ولكن حتى دا مستبعد شوية لإن الشخص كان بالفعل متوفي قبلها.
إتكلمت بتساؤل وإفتراض وقولت:
_ يعني قصدك إن كدا الجريمة حصلت برا العمارة أصلًا وعشان يخفي الجاني عملتهُ جابهُ هنا!
إتكلم الدكتور وقال:
= بالظبط كدا.
سكتت شوية يتفكير وبعدين قولت:
_ تمام يا دكتور تقدر تكمل شغلك معلش عطلتك.
سيبتهُ ومشيت روحت لـ طارق وقولت:
_ عرفتوا هوية الضحية؟
إتكلم طارق وقال وهو بيطلع ورقة ويبص فيها:
= أيوا أسمهُ حسن عبدالله هاني، عندهُ 34 سنة من سكان الجيزة، أهلهُ كانوا عاملين محضر إختفاء ليه بقالهم 5 أسابيع.
هزيت راسي بتفهم وقولت:
_ طيب عايزك تعرفلي كل حاجة عنهُ كبيرة وصغيرة وتعرفلي لو كان ليه عداوة مع حد وشغلهُ بالظبط وصحابهُ وكان فين قبل الـ 5 أسابيع بالظبط ويلا بينا على بيت أهلهُ.
إتحركنا بعدها على طول فعلًا لبيت أهل حسن،
كان البيت فيه والدتهُ ومراتهُ وأختهُ و3 أطفال.
بعد التحقيقات معاهم مستفادتش بآي حاجة،
عيلة عادية جدًا قلبها واجعها على إبنهم.
إتكلمت مراتهُ والقلق مالي نبرتها وهي شايلة أصغر طفلة في ولادها وبتقول بتساؤل:
_ هو إي اللي حصل لـ حسن يا باشا، هو دي تاني مرة حد يسألنا عليه يعني لقيتوه إن شاء الله دا إحنا مالناش غيرهُ هو راجلنا وإحنا من غيرهُ مش عارفين نعيش؟
إتنهدت وبصيت ناحية طارق وأنا شايل حِمل كبير وقولت وأنا بحاول أرتب كلامي:
= يعني هو مش عارف أقولهالكم إزاي،
بس يعني أنا أسف البقاء لله.
قولت الجملة دي من هنا والعياط والصريخ الهستيري إشتغل،
الأطفال إتفزعت وبقوا يعيطوا هما كمان.
موقف صعب، يخطف الأنفاس والعمر،
الله يكون في عونهم ويربط على قلوبهم يارب.
قومت بعدها أنا وطارق مشينا لإن مش هينفع نكمل إستجواب بالشكل دا ولا نعرف منهم تفاصيل تانية عنهُ.
كانت زوجتهُ ووالدتهُ ذكروا كام إسم من صحابهُ قلب معاهم بعدارة أخر فترة بسبب الفلوس اللي كانوا مستلفينها منهُ وهو كان بيهددهم بووصلات الأمانة اللي عليهم عشان مش راضيين يدفعوها.
إتكلمت وأنا بوجه كلامي لـ طارق بتعب:
_ عايزك تستدعيلي كل واحد من اللي إسمهم أتذكر دول ضروري،
إنت نزلني عند القسم بس وإبدأ هاتهوملي.
بعد شوية كنت وصلت القسم ودخلت المكتب،
حاسس قلبي بيتعصر بسبب الموقف اللي لو آي حد تخيل نفسهُ فيه يموت من التفكير بس ويارب يبعدهُ عن آي حد.
عشان كدا بخاف من اللي بشوفهُ كل يوم،
بخاف يبقى عندي 3 ولاد زي القمر ولسة الحياة موريتلهومش وشها الحقيقي وأسيبهم فجأة والموت يخطفني منهم هيعيشوا إزاي من بعدي.
نفضت كل الأفكار دي عن راسي وإستغفرت ربنا،
رجعت راسي لورا وغمضت عيني لثوانٍ ولكن غصب عني روحت في النوم.
_____________________________
_ إوعي سيب شعري بقولك إبعد عني بقى!
كانت ليلى وهي بتصرخ في أخوها،
ولكن مهتمش ليها وجرها على المطبخ من شعرها.
فتح نار البوتجاز وهو لسة ماسك شعرها بين إيديه،
صرخت وقالت بخضة:
_ إنت بتعمل إي إبعد عني!!
إتكلم بزعيق وقال:
= إخرسي.
جاب السكينة وسخنها على النار وبعدين نزل على دراعها بيها لحد ما جلدها طلع صوت زي اللحمة ما بتتشوي بالظبط.
كانت بتصرخ بطريقة تقطع القلب وهي مش قادرة تستحمل الوجع،
كانت مامتها واقفة بتتفرج في هدوء وكأن عادي وطبيعي ومش هاممها اللي بيحصل لبنتها.
إتكلم أخوها وقال بغضب أكبر:
= دا أنا لسة هربيكي وهعرفك إزاي تتجرأي تعملي حاجة زي دي.
مكتفاش بـ كدا ولكن مسك المقص وقص شعرها بشكل عشوائي جدًا، شعرها الطويل بقى لحد رقبتها بشكل مبعثر وعشوائي جدًا زي الولاد.
خلص اللي عملهُ وبعدين رماها في أرضية المطبخ وهي مش قادرة تاخد نفسها من الوجع والقهرة وحتى العياط بتعملهُ بصعوبة وجهد كبير وهي بتصرخ.
#يتبع