رواية أذوب فيك موتًا عبر روايات الخلاصة بقلم فريدة الحلواني
رواية أذوب فيك موتًا الفصل العاشر 10
صباحك بيضحك يا قلب فريده
احلمي .....طيري في السما بس في نفس الوقت خليكي واقفه علي أرض ثابته عشان تقدري تحولي الحلم لحقيقه
كل حاجه في أولها صعبه بس صدقيني هي اول خطوه .....خطيها و هتلاقي نفسك بتجري حتي لو تعبتي مش هتحبي توقفي
لانك خلاص عايزه توصلي ....و هتوصلي انا واثقه
و بحبك
عذاب .....تلك الكلمه هي ادق وصف لما يعانيه ابطالنا خلال اليومان المنصرمان بعد تلك المواجهات الصعبه علي الجميع
ظلت ساره حبيسه غرفتها تمتنع عن الطعام أو التحدث مع عاىلتها ......و ابيها لم يهتم بل كان ينتظر اخيه الذي يعتقد أنه سيردعها عما تريده
تميم ...كاد يجن لا يستطيع الوصول إليها
و قد قاوم رغبته في الذهاب اليها بشراسه
يستطيع دخول منزلها ليلا دون ان يراه أحد إلا أنه قرر التحلي بالصبر قليلا
سينتظر يوما آخر إذا لم تذهب الي عملها أو تتصل به سيذهب لها و ليحدث ما يحدث
عدي ....علم من اخيه ما حدث و قرر الهروب من مواجه ابيه الي أن يصل لطرف الخيط في قضيه حبيبته
و حينما اتصل به سالم كي يعود إلي المنزل قال : معلش يا بابا مضطر اقعد في الشغل يومين
عندي قضيه مهمه لازم اخلصها
يرد عليه الاخر بخبث : و ماله يا حبيب ابوك .....يومين تلاته شهر براحتك
اكون خلصت من اخوك عشان افوقلك
عدي بقلق : في ايه يا حبيبي بس ....اهدي و كل حاجه ليها حل أن شاء الله
جز علي اسنانه بغل ثم قال بغيظ : بريء ياض ....و حياااااات امك لاعيد تربيتكم من جديد يا ولاد الكلب ......و فقط اغلق الهاتف في وجهه دون ان يتفوه بحرف اخر
مما جعل عدي يتوجس خيفه من القادم و يقول لحاله : منك لله يا ضي ...لو تقوليلي الحقيقه كنت اختصرت الوقت و مفضلتش الف حوالين نفسي
و ضي.....عادت الي عملها بعد انقطاع دام كثيرا ....ليس بسبب شيء الا رغبتها في رؤيه حبيبها من بعيد
لكنه لم ياتي منذ ان كانت لديه اخر مره
ستجن ....ما سبب غيابه ....هل احتقرها بسبب ما فعلته
هل ياس منها و قرر التخلي عنها
بكت و هي تقول لحالها : بعد ما نويت احكيلك تبعد يا عدي ...طب ليه
انا كنت قويه و بحارب ....حضنك عرفني اني ضعيفه من غيرك
عايزه ارمي حملي عليك ....خلاص مبقتش قادره اشيله لوحدي ...تعبت
عشان خاطري ....تعالي
اما تلك السماء الصافيه ....كانت تتفحص هاتفها من حين لآخر
تتمني أن تجد ردا منه علي رسالتها الاخيره و التي لم يراها الي الان
تتنهد بهم ثم تقرر أن ترسل اخري لاخر مره كما اقنعت قلبها
كتبت بيد مرتعشه : ( اتمني تكون بخير ....مش ناسيه كلامك معايا و الي فرق كتير ....هفضل اقولك انا موجوده لو حابب تتكلم مع حد
حتي لو متعرفنيش هسمعك )
انتي مين .....ارسل لها هذا السؤال الذي جعل قلبها ينبض بجنون
تسارعت أنفاسها من شده التحفز و الخوف أيضا
لكنها ردت بثبات : انا مجرد واحده بتهرب من دنيتها ....حبيت اتكلم مع حد معرفهوش و اطلع الي جوايا
مكنتش مستنيه رد ....لكن لما رديت ارتحت
حسيت ان في حد مهتم بكلامي ....حتي لو كان ردك من باب الفضول
انا اقنعت نفسي بكده
تميم : اكيد عارفه اني سهل اعرفك من غير ما اسال ....تقولي انتي بنفسك و لا اعرف انا
سما : عارفه كل ده ....بس هقولك حاجه
خليني مجهوله .....خليني الحته البعيده الي كل ما تحب تتنفس تروحلها
زوي بين حاجبيه ثم قال بتعجب : اتنفس ....مش شايفه ان كلامك كبير و اعتقد انك مش فاهمه معناه
تنهد ثم اكمل : فالعموم مش هسالك و لا عايز اعرف انتي مين
بس حابب اقولك اني بتنفس بس في حضن حببتي
وحشتني و هتجنن عليها
سالت منها دمعه حزينه احرقت وجنتها
مسحتها سريعا ثم قالت : لو بتحبك هتجيلك ...مش هيهون عليها البعد
و انت لو بتحبها بجد هتروحلها ....مش هتضيع لحظه بعيد عنها
تميم : ساعات البعد بيكون إجبار مش بمزاجنا ....وقتها لازم نتمسك بالعقل عشان منخسرش الي بنحبه
تميم ممكن اسالك سؤال ....هكذا كتبت له بمنتهي. الجراه
قام بإرسال ملصق يضحك ثم كتب باستغراب : تميم .....كده علي طول
فالعموم ماشي ...اسالي
ابتسمت ثم كتبت : انت حبيت و لا عشت الحب
ظل يقرا سؤالها عده مرات ثم سألها بعدم فهم : ايه الفرق ...الاتنين واحد الي بيحب بيعيش الحب
ردت عليه بحكمه لا تناسب سنها : لا ....الفرق كبير
كل الناس بتحب وبتتحب بيكونوا مفكرين ان حبهم محصلش ومحدش جربه قبلهم...... لكن مع المشاكل مع الصدمات كل ده بيروح..... اللي يفضل يا اما الكره يا اما العتاب او البعد
لكن اللي بيعيش الحب كل اللي انا قلته ده مش بياثر فيه بيحل المشاكل وبيقاوم الصدمات وعمره ما بيكره مهما اتوجع من حبيبه
بيكون عايش جواه بالمعنى الحرفي للكلمه عشان كده لما بيحصل زعل بيبقى شايف اللي جواه لانه ببساطه عايشه..... فبالتالي بيفهم وحط تحت كلمه بيفهم دي مليون خط
بيفهم حبيبه زعله ليه وكان ايه وجهه نظره
بالتالي بيعاتبه بحنيه والموقف بيعدي وكل مشكله بتعدي عليهم وبتتحل بتقوي علاقتهم وبتبقى حجر بيقفوا فوقيه لحد ما يوصلوا للسما بحبهم هم الاثنين
تميم : يااااااه...... كلامك كبير قوي على فكره انت عندك كم سنه
سما : مش كبيره بس العقل مش بالسن
في ناس كبيره وتافهه متعرفش تفكر وفي ناس برغم سنها الصغير اللي عاشته خلاها قد عمرها اضعاف فبالتالي بقت تعرف تفكر وتحلل وتفهم معنى كل حرف بتسمعه او بتقوله
سالها بفضول : وانت شفتي ايه بقى خلاكي توصلي للعقل الواعي ده وتقولي الكلام الكبير اللي حاسس ان هو مش على قد سنك مش عارف ليه
سما : انت بتحبها بجد..... هكذا سالته بلهفه شديده ظهرت بين حروفها وقد شعر بها مما جعله ينتظر قليلا
ثم يكتب : بعشقها .....سلام
شعر ان الغضب قد احتل كيانه ....كلما تذكر الطعنه التي تلقاها منذ عده سنوات
لن ينساها مهما عدى عليها من سنين
كلما تلمسها بيده زاده كره لمن كانت السبب في تلك الندبه التي ستظل ترافقه الى ان يموت
يريد الانتقام منها وبشده لكن والديه هم من يمنعانه خوفا مما تعرفه عنهم
فكروا كثيرا في قتلها ولكن تلك الخبيثه امنت حالها جيدا كي تحافظ على حياتها وحياه اختها واخيها اللذان لا يعلمان كل الحقيقه لكنهم يعرفون جيدا حقاره ابويهم
تحدث الى ابيه بغل شديد : هي ام القصه دي مش هتخلص ولا ايه انا زهقت من العيشه دي
يا تتصرف انت يا هتصرف انا
..... مش هفضل كده كتير انا زهقت و عايز اعيش حياتي بقى
......ايه فايده كل اللي احنا فيه واحنا مش عارفين نتمتع ولا نعيش
لو انت عاجبك الحال ده انا مش عاجبني .....مش هقعد فيه
انتفض شعبان من مجلسه وقال بغضب: تبقى غبي لو فكرت كده..... مش هسمحلك تضيع كل اللي بنيته في سنين
انت عارف احنا مستنيين ايه يبقى تتهبب تصبر وتحط في بقك جزمه بدل ما انا اخلص عليك وارتاح
رد عليه بغضب اكبر : وماله نشوف مين هيخلص على مين
انا مش هسكت دقيقه تاني ولا هسيب الفقر ياكلني ويهري في جتتي
ام المرتبه الناشفه اللي بنام عليها كل يوم دي دغدغت عظمي مش هستحملها تاني ......وبنت الكلب اللي كسره عينا انا هعرف اكسر عينها كويس واخليها متعرفش ترفع راسها
ولو على الباشا اللي متاحميه فيه وبتهددنا بيه ديته طلقه عندي ولا غزه مطوه ونخلص منه
صرخت الام بخوف : اعقل يا ابني الله يهديك متضيعش الدنيا حوالينا
باشا مين اللي ديته طلقه انت اتجننت يا ولااااااا.....
داحنا نروح ورا الشمس واول ناس هيتهموها فيها احنا
اعقل يا محمد هانت ما تجيش على اخر حاجه وتضيعها وتضيعنا كلنا
سمعت ذلك الحديث الذي دار بين ابويها واخيها الكبير دون ان يشعروا بها
فقد ظنوا انها في احدى الدروس الخاصه التي تتلقاها
لكنها لم تذهب اليوم وباتت مع اختها في غرفتها الخاصه بعدما قضت الليل باكمله تبكي بحرقه وهي تعيد قراءه تلك المحادثة التي المت قلبها بل ذبحته وظل ينزف طوال الليل
وضعك كفيها فوق فمها كي تكتم شهقاتها بسبب رعبها مما سمعت
عادت الى الخلف سريعا وبهدوء كي ترتدي ثيابها وتذهب لأختها تخبرها بما سمعته
لم يعد مكان للصمت ولا الخوف
اما ان تنقذ حبيبها وتنقذهم جميعا او تظل في خوفها الذي حتما سيقضي عليهم
كان يجلس داخل مكتبه يقرا تلك الاوراق التي اتت اليه من فريق عمله يطلع على المعلومات الجديده التي حصلوا عليها بعد بحث دام طويلا
امسك هاتفه ثم اتصل باحدى رفاقه الضباط وحينما رد عليه قال: باشا البلد.... اخبارك عامل ايه
رد عليه الاخر بود: عدي باشا حبيب قلبي واحشني يا راجل فينك
عدي : موجود والله بس انت عارف الشغل..... المهم عايزك في خدمه
الضابط و يدعي سمير : اؤمرني يا ريس طلباتك اوامر
عدي : في عيل ابن كلب تبع قسم ###### عايزك تشده في البوكس وبعد اما تدخله عندك ابعتهولي
سمير : بس كده... بسيطه يا ريس ساعه زمن ويكون عندك هبعت الرجاله يسحبوه من قفاه امه وبعدها هبعته لك متعبي في شوال
عايزه فين..... في الجهاز ولا بره
عدي : لا هاته في الجهاز بس غميله عينه وهو داخل..... هستناك...... ما تتاخرش عليا يلا سلام
بعد مرور اكثر من ساعه فتح باب مكتبه ودلف داخله اثنين من الرجال الضخام يمسكون شخصا كاد ان يتبول على نفسه من شده الرعب
عيناه معصوبه بشريط اسود حتى لا يرى المكان الذي اتى اليه رغما عنه
بعد ان تم القبض عليه وهو جالس على احد المقاهي دون ان يعلم السبب
نظر له عدي بغل ثم اشار بعينيه لاحد الرجال فقام بفك تلك العصبه وانصرفوا دون ان يتفوهوا بحرف واحد
جحظت عيني حسين حينما راى عدي ينظر له بشر وغضب شديد
لكنه علم سبب استدعائه الى قسم الشرطه التابع له
تحدث بشجاعه زائفه كي يواري خوفه الظاهر جليا على ملامحه : طب وليه اللفه دي كلها يا باشا تليفون منك كنت جيتلك لحد عندك مكنتش محتاج تعمل ده كله
تطلع له ببرود ثم قال: انت اقل من ان امسك تليفوني واتصل بواحد زيك كبيرك تتسحب على القسم وهم يجيبوك لحد عندي
اعتقد عارف انا جايبك ليه
رد حسين بغل : انا بحب اللعب على المكشوف يا باشا ما اتعودتش الف و ادور
مش اصول انك تسحبني السحبه دي عشان تكلمني على مراتي ولا ايه
داخله يريد ان يقتله الا انه تمسك ببروده الظاهري الى اخر لحظه
قال بقوه : فكر تقول كلمه مراتي تاني وشوف ايه اللي هيحصلك
ابعد عنها احسنلك النهارده هتكون مطلقها ومقطع الورقه الوسخه اللي انتم اجبرتوها عليها تمام
رد عليه بغضب: بس انا مش هطلقها ومش هبعد عنها
لما هي تيجي تطلب مني الطلاق يبقى فيها كلام ثاني مع اني برده مش هطلق وانت عارف
لما تفكر تتحدي حد لازم تعرف كويس اوي حجمك من حجمه
قالها بمنتهي القوه لمن يقف امامه و ينظر له بغل و كره شديد
أبتسم بجانب فمه ثم أكمل بتجبر : أنا ممكن أقتلك بدم بارد و محدش هيحس بحاجه
و لو حد عرف مش هاخد فيك يوم
بس انت أقل من اني اوسخ ايدي بدمك النجس
هدر بغضب جم جعل الاخر يرتعش رعبا : أبعد عن طريقها ....لو فكرت تقرب منها صدقني هخليك تتمني الموت و مطلهوش
قبل ان يكمل تهديده تفاجأ بآخر شخص يتوقع وجوده في هذا المكان
نظر بصدمه ثم قال بتعجب : بابا
رد عليه بصوت جعل قلبه يخفق بشده : تخيل ....أبوك الي مكنتش تتخيل انه يكون هنا
هااااا يا بيه ...كمل و انا هشهد علي كلامك
كاد ان يرد عليه الا انه وجد ابيه ينظر له نظره يعلمها جيدا ثم رفع كفه علامه ان يصمت
ثم نظره للاخر الذي تنفس الصعداء حينما راى سالم امامه وراى احترام عدي له
قال بامر ورسائل بين الحروف : في ظابط بره مستنيك هيوصلك لحد الحاره
لو في ايدينا حاجه على حد بنروح نجيبه من قلب بيته من غير ما حد يحس بينا
انما الدنيا تمام معاك او مع غيرك يبقى ملناش حاجه عندك ولا عند غيرك
اتكل على الله ابني مش هيقرب منك ثاني
ذلك الحقير القى نظره شامته مع ابتسامه متشفيه نحو عدي ثم انصرف سريعا قبل ان يرديه قتيلا
بمجرد ان اغلق الباب قال عدي بغضب شديد : ليه يا بابا كده
ادام عارف انا جبته هنا يبقى عارف السبب وكنت هطلع منه بايه
رد عليه بمغزى: متبقاش غبي مش وقت كشف الورق يا عدي
انا سبتك تخبط بمزاجي بس لو هتخرب الدنيا انا اللي هقفلك
يا بابا ..... ولا كلمه اللي عملته هو الصح
هكذا قاطعه عدي بغيظ فاجاب الاخر بحسم حتى ينهي ذلك الجدال و يلجم عناد ولده وتهوره
مينفعش تسيب شغلها ومينفعش تاخد منها التليفون ساره عنيده ولو اجبرناها ممكن تعمل اللي هيزعلنا كلنا وهيقضي علينا
هكذا قال بولس لاخيه الذي كان يشتكي له من ابنته الممتنعه عن الطعام والتحدث اليهم
رافضه اي حديث او محاوله اقناع كي تنهي علاقتها بتميم
رد عليه جلال بحزن وغضب ايضا: لو اخذت التليفون اول حاجه هتعملها انها هتكلمه
ولو رجعت شغلها اكيد هتقابله ايش ضمني ميهربوش سوا ويكتب عليها وقتها ابقى خسرت بنتي وانت وانا خسرنا حياتنا كلها
انا كده بسلمهاله
رد بولس بتعقل: الولد مش سهل ولا قليل لو عايز ياخدها غصب كان زمانه جالك من اول يوم وانا واثق ان ابوه اللي منعه انه يجيلك او يوصلها
غير اني واثق في تدين ساره عمرها ما هتهرب ولا تحطنا في الوضع ده
اسمع كلامي وانا اول ما ارجع من السفر هحل الموضوع كله وهخلصك منه
ساره لازم تاخد مننا الامان عشان تقتنع باللي احنا عايزينه
تنهد جلال بهم ثم قال : حاضر يا بولس هعمل اللي بتقول عليه واما اشوف اخرتها مع اني مش متفائل ابدا وحاسس ان اللي جاي هيكون خراب على الكل
اجتمع كلا من عمار ونوح مع سمير في مكتب الاول
يتباحثون في امر تلك القضيه التي كلما امسكوا طرف خيط فيها فلت من يدهم وفشلوا في التقدم خطوه واحده
تحدث نوح بغيظ شديد : انا هتجنن كل اما نقول خلاص مسكنا طرف الخيط يفلت مننا ونرجع نبدا من اول وجديد
رد عليه عمار: المعلومات اللي جابها عدي مش سهله وهتوصلنا بس محتاجه ذكاء وحرص
سمير : عدي خلاص قرر يلعب على المكشوف
كان الاول بيجمع معلومات وبيلعب من تحت لتحت بس واضح انه هيقفل اللعبه وهيقول كش ملك
نوح : مش وقت كش مالك خالص يا سمير انت شايف الدنيا عامله ازاي
الناس دي بكلمه ....مش بكلمه لا ده يرفع صباعه بس و هيقضو على الكل
هما عارفين كويس مسنودين على مين وبيعملوا ايه
سالم باشا عارف من ايام ما كان وزير وبيلاعبهم بدماغه
معتقدش انه لو كان لقى حاجه صغيره يقدر يمسكها عليهم كان فلتها
عمار وهو يهز راسه بياس ثم قال : الباشا وابنه هيجننوني
كل واحد فيهم عارف ان التاني بيدور وماسك في ايده معلومات
وعاملين نفسهم مش اخذين بالهم وبيتذاكوا على بعض
رد عليه نوح بغيظ مازح: لا والتقيله كمان بقى ان ابويا مستهبل زيهم بالظبط عامل نفسه برده الجامد اللي مخبي اسرار الدوله
مع انه عارف برده ان انا وانت من ضمن اطراف القضيه وبندور في الحته بتاعتنا يا جدع الناس دي هتجننا
سمير : الثلاثه فاهمين بعض والثلاثه عارفين بيعملوا ايه وفي الاخر هتلاقيهم متفقين على حاجه واحده
وهيتجمعوا في نقطه واحده اللي بيها هيكملوا سوا
وده الصح على فكره سالم باشا ده مدرسه الكل بيتعلم منها
عمار : بس في النهايه هو اب وخايف على اولاده لانه عارف عش الدبابير عامل ازاي ولو حد من ولاده دخل ايده بس فيه مش دخل كله هيتاكل
نوح : احنا كلنا معاهم يا عمار مش هنسمح لحد فيهم يمس شعره منهم
ان شاء الله هنوصل والحلقه المفقوده هنلاقيها.... قول يا رب
وصلت المحل الذي تعمل به ضي وقد ظهر على ملامحها الزعر الشديد مما جعل اختها تسالها بخوف: مالك يا سما في ايه حد عمل لك حاجه
نظرت لها بعيون لامعها ثم قالت باختناق : مبقاش ينفع السكوت يا ضي يا تنقذينا كلنا
يا اما خلي خوفك ينفعك وقتها كلنا هنضيع واولهم حبيبك
تطلعت لها بخوف فقامت سما بقص كل ما سمعته عليها ثم قالت بقوه: لو انت مش هتتكلمي انا اللي هحكي كل حاجه...... انا اتحليت من وعدك مبقاش ليكي عندي كلمه ولا وعد
تنفست بصعوبه ثم اخرجت هاتفها من جيب بنطالها ضغطت على عده ارقام و انتظرت سماع صوته علي احر من الجمر
و الاخر كان يجلس بهم بعد أن غادر ابيه لكن انتفض قلبه قبل جسده حينما راي اسمها ينير شاشه هاتفه
قال بلهفه : مش مصدق نفسي انك بتكلميني
ردت عليه بحزن: عدي.... عايزه اشوفك لازم نتكلم ما بقاش ينفع السكوت اكثر من كده
تحفزت كل خليه في جسده و هو يقول بعدما انتفض من مجلسه : و انا جاهز اسمعك يا حبيبي
ابتسمت بهم ثم قالت : انا جيالك حالا
رد عليها سريعا : لاااااااا....مش هينفع. .....اسمعي الي هقولك عليه و نفذيه بالحرف الواحد
انتبهت بكل حواسها و هي تستمع لما يقول ..... نظرت إلي اختها التي تطالعها بلهفه و اهتمام ثم قالت بعد ان انهي حديثه : حاضر .....بالحرف الواحد ....سلام
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووووني
بقلمي / فريده الحلواني

الفصل الحادي عشر
روايه اذوب فيك موتًا
فريده الحلواني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
ادعي ربنا كتير..... على قد ما تقدري
كل حاجه نفسك فيها اطلبيها منه
احسني الظن بيه..... ظني دايما في الله خير
هيراضيكي وهيجبرك...... هيعوض قلبك عن كل وجع وهيبدل حزنك لفرح....
مش هو الي قال سبحانه و تعالي ( لا تحزن ان الله معنا ) ربنا معاكي و هيبهرك بعطائه ...انا واثقه
و بحبك
يجتمعون في بهو الفيلا التي اشتراها الحاج ربيع كي يسكن فيها مع اولاده
لتناسب ابنه الوزير التي عشقها ولده
لم ينسى الحاره وجيرانه
من وقت لاخر يذهبون ليقضوا عده ايام هناك في بنايتهم التي ما زالت قائمه وكانما لم يهجروها يوما
رغم ان حالتهم الماديه اصبحت افضل كثيرا مما سبق
لكنهم ما زالوا يحتفظون باصولهم
لم يتغيروا مع اهل الحاره التي تربوا داخلها
ما زال اولاد الحاج ربيع يجلسون على المقهى داخلها
يمزحون مع هذا ويقفون مع هذا في ازمته
مما جعل احترامهم وتقديرهم يزداد لدى الجميع
ما زال قلبها ينبض كلما جلست جانبه ووجدته يضمها اسفل ذراعه امام عائلتهم
نفس الشغف.... نفس الحب
.....بل و نفس اللهفه التي تشعر بها حينما كانت تراه وهي صغيره
يمازحها او.....ينهرها
تنظر له بعيون لامعه يملاها العشق ثم تقول : هتروح معانا عند عمو سالم بكره باذن الله ولا كالعاده هتقول عندك شغل..... قالتها بعتاب رقيق عكس ملامحها التي تصرخ ولها به
قرب وجهه من خاصتها ثم قال بهم*جيه ووقا*حه : لو هتخليهم يروحوا كلهم وياخدوا القرود اللي انت مخلفاهم معاهم مستعد اخد اجازه شهر اقعدوا معاكي ايه رايك يا جنتي
عضت شفتها الس*فلى ثم قالت بغيظ ماذح : تموت في الس*فاله هي دي الحاجه الوحيده اللي بتلاقي ليها وقت انما اي حاجه ثاني الشغل بيقطع بعض ساعتها.....
هتجلطني يا فؤش مش عارفه اعمل معاك ايه
ضحك برجوله ثم قال بعد ان قبل وجنتها بحب : اعمل ايه طيب مش انت اللي جنيه وجننتيني معاكي
القي عليها نظره نادمه ما زالت تراها داخل عينه ثم اكمل : لحد اخر نفس فيا هفضل احاول اعوض اللي فاتني معاكي
واللي حرمت نفسي وحرمتك من اننا نعيشه
بعد كل السنين دي مش عارف اسامح نفسي يا جنه على كل اللي عملته فيكي
كل ما اكون معاكي العن نفسي واديها ميت جزمه ازاي انا كنت هحرم نفسي واحرمك من كل ده
ازاي كنت هتحمل اعيش من غيرك او اشوفك مع غيري
ايوووووه يا جدعاااان ..... الفكره نفسها كفيله تجنني
كادت ان ترد عليه الا ان الحاج ربيع قال بغيظ مازح كما يفعل دائما : يا ريت الباشا يركز معانا
عندك جناحك فوق خلي عندك دم و حبها فيه براحتك
اقعد باحترامك ياض ابوك قاعد واخواتك انا خلاص زهقت منك ما فيش فايده فيك
ضحكوا جميعا فقال بتبجح : هو الحب ليه وقت يا جدعان مراتي وبموت فيها مبعرفش اقعد وهي بعيد عني ايه اللي مزعلكم
ردت صباح بكيد : الله يرحم متخلنيش اتكلم عشان انت اللي بتخلي لساني يتسحب مني وافكرك باللي كنت عامله فينا
بدات تتحدث مثله وهي تكمل: دي اختي الصغيرة.... مش عايزها ....
هكتب عليها بس هتجوز غيرها هاااااااا..... اكمل ولا كفايه كده
تطلع لها بغضب بينما التص*قت به جنته اكثر وقالت : خلاص بقى يا بوحه مفيش مره قعدنا فيها غير اما فكرتيه بالكلام ده كله
نظرت له بعشق ثم اكملت : وجوده معايا وفي حياتي شفعله اي حاجه عملها
انا نسيت اصلا اي حاجه حصلت زمان
ضحكت روجيده ثم قالت : يا شيخه امال مين اللي بيعايروا كل شويه باللي عمله فيكي ده انتي مبهدله الراجل مفيش يوم مش بتفكريه
كادت ان ترد عليها الا ان رنين هاتف عمار وانتفاضته من مجلسه جعل الجميع يصمت وينظر له بتوجس وقلق
اما هو فرد قائلا بعد ان استمع للمتصل والذي كان سمير رفيقه في العمل : مفيش حاجه اسمها هيلغو المولد
المولد ده لازم يتعمل وفي ميعاده..... و في نفس المكان ده احنا مستنيينه بقالنا سنه ايه التهريج ده
رد علي سمير بقله حيله : طب وانا بايدي ايه اعملو يا عمار ...... قالولك المكان ده هيوضبوه وهيعملوا جنينه فمش هينفع يتعمل فيه المولد زي كل سنه
عمار : لو اللي انت بتقوله ده حصل يبقى كل تعبنا راح على الفاضي
وهنرجع لنقطه الصفر تاني مش هنعرف نوصل لحل ولا الحاجه
سمير : كلم الباشا الكبير او عدي بلغهم وهم هيتصرفوا انما احنا مفيش في ايدينا حاجه مش هنقدر نغير القرار
عمار : تمام انا هتصل بالباشا حالا دلوقتي هشوف هيقولي ايه وهبلغك
اهم حاجه رجالتك عينيها متغفلش بالذات على حسين
ولو تعرف تسحبه يبقى زي الفل عايز افضي الحاره بكره
سأله سمير باهتمام : هو في حاجه
تنهد عمار بغيظ ثم قال : عدي باشا اتخبل في نفوخه ومضطرين ننفذ جنانه
بدل ما يهد المعبد عالي جابونا
ضحك سمير ثم قال : طب اقولك حاجه جنانه ده ولهفته على البت هي اللي هتنهي القضيه بدري
وهو اللي هيمسك طرف الخيط.....هفكرك
المهم قبل ما انسى..... شريف ويوسف كلموني من شويه زعلانين عشان بقالنا فتره مسهرناش سوا
اتفقوا معايا اكلمك نعدي عليهم في الشركه بالليل ونوح هيكون هناك
نتجمع ونسهر في اي مكان ايه رايك
عمار : زي الفل هظبط الدنيا واكلمك.....سلام
دلف على ابنته بوجه حزين وجدها كما هي فوق الفراش تنظر الى السقف بشرود
حينما راته اعتدلت من مرقدها ونظرت له بعتاب
جلس جانبها ثم قال بعدم رضا بعد ان مد لها هاتفها : فونك اهو.... تقدري تروحي الشغل من الصبح
تطلعت له بصدمه فاكمل : انا مكنتش ناوي اعمل كده بس عمك هو اللي كلمني وطلب مني ارجعك شغلك
انا عن نفسي مش واثق فيكي بس هسمع كلام اخويا
اما اشوف الهانم هتعمل ايه هتبقى قد ثقته ولا هتخزله هو كمان
سالت دموعها بغزاره حينما سمعت تلك الكلمات التي جعلت ضميرها يؤلمها
لكنها ايضا تمتلك قلبا عاشق يرفض تلك التحكمات
تمالكت حالها بصعوبه ثم قالت : يا بابا عشان خاطري بلاش كلامك اللي يوجع ده
انا ما اذنبتش..... انا حبيت محدش بيختار اللي بيحبه
ولا القلب بيفرق بين مسي*حي ولا مس*لم ولا حتى ملحد
اعمل ايه غصب عني
رد عليها بغضب حاول كتمانه لكنه فشل : كان لازم تفكري في هعمل ايه دي قبل ما الحب يتملك من قلبك
من الاول خالص العلاقه كانت غلط
كان لازم تبعدي وتقولي لنفسك لا .....ولا تربيتي ولا دي*ني يسمحوا لي بكده
انتي عارفه ومتاكده ان الجوازه دي استحاله تتم
ولو تمت من غير رضانه هتبقي زا*نيه
هتعيشي بقيه حياتك زا*نيه
تقدري تقوليلي هتقفي قدام العد*را وتدعيلها ازاي
هتصلي للي*سوع ازاي..... لو رحتي الك*نيسه عشان تعترفي في يوم
هتقولي ايه.... انا كل يوم بز*ني
اكتر واحده متدينه فينا اتعلمتي كل حاجه من بو*لس اخويا هو اللي رباكي جوه الكنيسه
مكنش بيفوت اسبوع الا لما تروحي تعترفي وتطلبي الغ*فران
مع انك مكنتيش بتخ*طئي..... بس كنتي دايما شايفه نفسك مقصره في حق الر*ب والي*سوع
شاهد ايضا
خطايا داخل الجنه الفصل الثاني عشر بقلم الكاتبه فريده الحلواني...
هل بعد ما تتجوزيه هتقدري كل اسبوع تقدمي اعترافك وتطلبي الغ*فران
هتعيشي حياتك كلها تعملي كده
هتقدري تحطي صوره العد*را وتم*ثال المس*يح في بيتك جنب الم*صحف وس*جاده ال*صلاه
طب المس*لمين بيحبوا يشغلوا قر*ان الصبح في بيو*تهم
قوليلي يا ساره هتشغلي القر*ان ولا التر*انيم
لما تخلفي منه طبيعي جدا ان ولاده هيكونوا مس*لمين
لما يشوفوكي داخله الك*نيسه او قاعده بتتو*سلي للع*درا هيقولوا ايه وهيبصولك ازاي
ابسط حاجه ممكن تحصل المس*لمين بيقولوا بس*م الله على اكلهم
واحنا بنقول باسم الص*ليب وبن*صلب على الاكل او على اي حاجه بنعملها
انت هتقدري تبطلي الت*صليب
ولا هو هيقبل ياكل من اكل مش متسمي عليه
وقف من مجلسه وهو يكمل بغضب جم : شباب متخلف فاكرين الحكايه سهله
كل واحده وواحد يحسه بشويه مشاعر جواهم يبيعوا اهلهم ود*ينهم علشان لحظات هتنتهي مع اول مشكله هتواجهكم
ده اختلاف عق*يده مش اختلاف فكر
ولا عايزه تقلدي البنات اللي بت*هرب وتروح تتجوز مس*لمين
قبل ما تفكري في كده شوفي حياتهم بقت ازاي والجواز ده كمل ولا لا.... وقتها ابقي اعملي زيهم ده لو سمحنالك اصلا انك تعمليها
و فقط ...... تركها وغادر دون ان ينتظر ردها او مدافعتها عن تلك الق*ضيه الم*صيريه
اما هي .....ظلت تبكي بقوه وعقلها يعصف بالاف الافكار
لديه كل الحق فيما يقول لكن القلب يرفض كل ما قيل
لن تتركه ولن تتخلى عنه وعن عشقها له
ستحاول بكل الطرق ان تجد حلا لكل تلك العقبات
لن ترضخ لهم ولن تتخلى عنه مهما حدث
هكذا قررت حينما امسكت هاتفها وقامت بفتحه
ابتسمت من بين دموعها المنهمره حينما وجدت الكثير من الرسائل تاتيها من حبيبها الذي كاد يجن بسبب غيابها في اليومان المن*صرمين
قبل ان تقرا كل تلك الرسائل ارسلت له واحده مفادها : حبيبي ....وحشتني
و الأخر كان يمسك بهاتفه ينوي ارسال رساله اخرى علها تصلها
ابتسم بلهفه وهو يكتب : قلب حبيبك اللي هيتجنن عليك....اخيراااااا
انت فين.... عايزه اشوفك.... نزلتي ....طب اتصل بيكي
ساره : اهدي يا حبيبي.... انا في البيت ما نزلتش بابا لسه مديني التليفون وبكره هرجع الشغل
تميم : بسهوله كده..... انا كنت هستنى يومين كمان لو مكنتيش رجعتي ولا عرفت اوصلك كنت هاجيلك و الي يحصل يحصل
ساره : تقريبا عمو بولس كلمه وهو اللي قاله يعمل كده بس صدقني.....سمعني كلام زي السم مش قادره اتحمله يا تميم
كلامه واجعني قوي..... بس برغم كده مقدرتش يكون معايا الفون ومطمنش عليك
تنهد بهم ثم كتب : حقك عليا انا من اي كلمه وجعتك بس يا حبيبي احنا عارفين ان الطريق صعب وطويل
مينفعش نتعب من اوله
احنا تقريبا يا دوب عرفناهم ما بداناش الحرب
انا معاكي ومش هسيبك غير بالموت مهما يعملوا
سالته بخوف جعلها تكتب باصابع مرتعشه : هو لو موفقوش هنهرب زي ما غيرنا عمل
تميم : بلاش نسبق الاحداث خلينا معاهم للاخر ان شاء الله خير
تعالي الشغل بدري وانا هبات النهارده في المكتب عشان اشوفك اول ما تيجي هموووووت عليكي
اعدت جروب عبر تطبيق الواتس اب يجمع بين اخيها ياسر واختها الحبيبه سما
اول شيء كتبته رغم جلوس الاخيره معها داخل غرفتها : اول ما نخلص كلامنا هتمسحوا الشات وبعدين تمسحوا الجروب كله مش عايزه ليه اثر على تليفوناتكم
نظرت لها سما باستغراب وكادت ان تتحدث الا ان الاخرى اشارت لها بالصمت والكتابه
كتبت سما بعدم فهم : انا قاعده معاكي.... جنبك ....هو ايه اللي نتكلم على الوتس
ياسر : اكيد في حاجه يا سما وانت عارفه انهم بيتصنتوا علينا بالذات الزفته يارا يبقى اعملي اللي بتقول عليه وخلاص
ضي : احنا هنمشي من هنا
نظرت لها سما بصدمه بينما كتب ياسر بعدم فهم : نمشي من هنا ازاي
ده احنا كلنا متراقبين يا بنتي ....محدش فينا بيقدر يتنفس من غير ما هما يعرفوا انت بتهزري ولا دماغك لسعت
سما : شكلها وقفت في الشمس كتير يا ياسر البنت اتجنت خلاص
ضي : مش عايزه خفت دم.... الي بقوله يتسمع ويتنفذ بالحرف الواحد
كتب اخواتها في نفس الوقت حينما شعروا بجديتها الشديده : تمام ...قولي
ضي : ياسر..... انت هتروح شغلك عادي زي كل يوم
الساعه خامسه بالدقيقه هتدخل المطبخ بتاع المطعم
هتلاقي واحد مستنيك اللي يقولك عليه اعمله بالحرف الواحد
متنطقش معاه بكلمه نفذ اللي هيقولك عليه وبس
ياسر باستغراب : اللي هو ازاي يعني يا ضي .... وبعدين هعرفه ازاي
ضي : اللي هو زي ما بقولك كده يا ياسر..... اوعى تتاخر ثانيه عن الساعه خمسه .... متقلقش هو هيعرفك مجرد ما هتكون معاه هتبقى في امان
عشان خاطري يا حبيبي اعمل اللي بقولك عليه خلينا نخلص
كتب لها بخوف : انتي نويتي خلاص..... طب انتي ناسيه انك متجوزه هتعملي ايه
ضي : العمل عمل ربنا المهم تبقوا في امان واي حاجه ثانيه سهله
سما .... هكذا كتبت كي توجه حديثها الى اختها التي تجلس جانبها برعب
اكملت كتابتها بعد ان نظرت لها بعيون حزينه لكنها مليئه بالتصميم : انتي هتكوني في الدرس بتاعك زي العادي.... في نص الحصه بالظبط هتستاذني عشان تروحي الحمام
هتلاقي واحده مستنياكي جوه .... برده اللي هتقولك عليه اعمليه اوعي تجادلي
واوعي تتاخري الدرس بتاعك بيبدا ثلاثه المفروض يخلص خمسه
اربعه بالدقيقه هتستاذني وتعملي اللي قلتلك عليه
سما بخوف : حاضر والله هعمل كل اللي بتقولي عليه بالحرف الواحد.... طب وانتي هتفضلي هنا ..... احنا مش هينفع نسيبك لوحدك اوعي تكوني هتمشينا عشان نكون في امان وانتي هتفضلي هنا مش هسامحك
ضي : لا يا قلب اختك انا كمان همشي بخطه تانيه
ياسر : طب ليه منمشيش سوا..... وكده هنتجمع فين ولا مش هنتجمع صرحينا يا ضي الموضوع ده مفيهوش تضحيه ولا امر واقع
ضي : والله العظيم احنا الثلاثه هنهرب سوا بس كل واحد مننا هيهرب من مكانه ده امان لينا كلنا
وفي الاخر هنتجمع في مكان واحد
متقلقوش وثقوا فيا انا عمري ما كذبت عليكم
يلا امسحوا الشات الاول بعدين احذفوا الجروب بسرعه
بمجرد ان انهت حديثها وبداوا في حذف المحادثه والمجموعه وجدت الباب يفتح فجاه
تطلعت بغضب الى اختها الصغيره ثم قالت : مش قولتلك مليون مره تخبطي قبل ما تدخلي
انت بتستهبلي يا بت ولا ايه
وضعت يارا يدها فوق خصرها ثم قالت ببرود : يعني هخبط على باب الرئاسه..... ابوكي عايزك مش جايه اتشاهد في جمالك وجمال اللي قاعده جنبك
انتفضت سما من مجلسها وهي تقول بغضب شديد : انت مش ناويه تحترمي نفسك وتعرفي ان احنا اخواتك الكبار ايه قله الادب اللي انت فيها دي ما انتي لو لقيتي حد يربيكي ولا حد يقولك عيب مش هتتعاملي معانا بالطريقه دي
ردت عليها بغضب اكبر : انا متربيه احسن منك مليون مره
خليكوا كده حاطين راسكم في راس بعض ليل نهار لما الحقد والسواد اللي جواكم من ناحيتي هيموتكم في يوم من الايام قولي ان شاء الله
بمجرد ان رات ضي تهرول تجاهها كي تضربها اتجهت نحو الخارج سريعا حتى تحتمي بابويها
قالت سما وهي تلحق بها : كبري دماغك دي عيله متربتش .....تلاقيها راحت تشتكلهم وطبعا هيدافعوا عنها وهيحموها كالعاده .....
تعالي نشوفهم عايزين ايه اما نشوف اخرتها ربنا يستر
وقفت امام ابويها تطالعهم ببرود عكس غليانها الداخلي فوجدت ابيها يقول بامر لا يقبل النقاش : اعملي حسابك دخلتك على حسين اخر الشهر...... لو فكرتي تعترضي يمين بالله لاكون جايب رقبتك تحت رجلي
ابتسمت بجانب فمها ثم قالت بسخريه : مانت جبت رقبتي من زمان يابا هو انت فاكرني لسه عايشه
ردت عليها امها بجحود : يا شيخه الهي كنتي متي من زمان وارتاحنا منك بدل ما احنا عايشين بقرفك كل السنين دي.... اهو جه الي يلمك ويغورك من وشنا عشان نرتاح بقى
ردت عنها سما بغضب : نفسي اعرف انتم اهل ازاي انتوا ليه بتعاملوها كده
حتى انا وياسر لمجرد بس ان احنا بنتعامل معاها على انها اختنا بت امنا و ابونا قلبتو علينا وبقيتوا مش طايقيننا زيها
انتفض شعبان من مجلسه وقال بغضب : داهيه تشيلكم انتوا الثلاثه عشان نرتاح منكم مره واحده
مش عايز رغي كتير اللي قلته هو اللي هيتنفذ .....غورووووو من وشي الهي ما يصبح عليكم صبح يا بعده
دلف على اخيه داخل مكتبه وجده يمسك هاتفه وما زال يراسل حبيبته
فقال بجديه : تميم..... سيب اللي في ايدك وركز معايا محتاجلك ضروري
نظر له بلهفه بعد ان وضع هاتفه فوق سطح المكتب ثم قال باهتمام : في ايه.... انا معاك يا حبيبي اؤمر
تطلع له عدي بعين يملاها القوه والحنين : بكره ضي و اخواتها هيكونوا هنا
زوي بين حاجبيه ثم قال بعدم فهم : هنا فين مش فاهم
تنهد عدي ثم قال : ضي قررت تتكلم معنى كده ان مش هينفع تفضل هناك
لان مش هينفع تقابلني في اي مكان انت عارف المراقبه اللي عليها
ضيق عيناه ثم قال بخبث : وحياه امك..... على بابا يلا
تطلع له عدي بغيظ فاكمل الاخر : لو عايزها تكلمك من غير ما حد يشوفها هتعملها يا حبيب اخوك
بس انت اخدتها حجه عشان تخلعها من هناك وتفضل قدامك ومعاك
عيب ياض ده احنا دافنينه سوا متعملهومش.... عليا الكلام ده يمشي على سمير ولا عمار او حتى نوح
انما توامك.....لاااااا
ضحك عدي برجوله ثم قال : طب اعمل نفسك مصدقني ليه الاحراج ده
المهم هنبدا نامن الدنيا من الفجر علشان العصر هتكون هي واخواتها كل واحد منهم بيتحرك في مكان مع حد من الفريق بتاعنا
عايزك تكون مع سما عشان دي الوحيده اللي خايف منها
ساله باستغراب : وليه خايف منها انت مش قايلي ان هما اصحاب وان البت دي عارفه كل حاجه عن اختها
واصلا هي غير اهلها كلهم يبقى ايه اللي مخوفك يا حبيبي
عدي : مش عارف هي البنت عاقله ويمكن هي اللي شجعت ضي على الكلام
بس بردو صغيره وممكن الموقف يخوفها لما تحس ان هو اكبر منها
فبالتالي ممكن تتصرف اي تصرف يضيع كل اللي احنا عملناه او يكشف محاوله هروبها معانا
تميم : من عيني يا حبيبي قولي على الخطه اللي انت راسمها وعلى الاماكن اللي هناخدوهم منها ومتشلش هم حاجه هجبهالك صاغ سليم
ابتسم لاخيه بحب ثم قال : ربنا ما يحرمني منك يا حبيب اخوك
رد عليه تميم بغضب مازح : حبيب اخوك ايه بقى قولي يا غلب اخوك
بقى انت ملقتش غير اليوم اللي ساره راجعه فيه الشغل وكنت هبات النهارده في المكتب عشان اشوفها من الصبح بدري وتعملي ام الخطه دي..... الله يحر**قك يا شيخ على يحر*ق ضي على يحر*ق الخطه بتاعتك على اليوم اللي عرفتكم فيه
ضحك عليه بشده ثم قال : هلاقيك النهارده هتلاقيني بكره الجايات اكثر وانت نصيبتكنصيبنا..... انا مقدور عليا افتكر ده كويس عشان هتحتاجني..... يا حبيب اخوك
اخيرااااااا.....هكذا قال عدي بلهفه حينما وجدها امامه تنظر له بعيون مليئه
بالخوف.... بالحب.... بالتمني و ......الهروب
اقترب منها ثم قال بصوت حاني لكنه حاد للغايه : سامعك....اتكلمي
هزت راسها بتمهل ثم سحبت نفسا عميقا ورغم ارتعاش قلبها وبروده جسدها ناهيك عن وجهها الذي شحب شحوب الموتى
الا انها قالت بمنتهى القوه : ........
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووووني
بقلمي / فريده الحلواني