📁

رواية حواديت تراب القمر الفصل الأول 1 بقلم نورهان علام

رواية حواديت تراب القمر عبر روايات الخلاصة بقلم نورهان علام

رواية حواديت تراب القمر الفصل الأول 1 بقلم نورهان علام

رواية حواديت تراب القمر الفصل الأول 1

" ولا طلاق تلاتة لو مدفعتش اللي عليك هبوسك وسط الحرم الجامعي."


كنت واقفة جنب كتفه فلقيته جري وقال:


"اهدي يا بنت المجانين هتفضحيني."


"ادفع اللي عليك يعني ومش هيبقى في فضايح."


قرب مني، وبص ليا بقرف وطلع 200 جنيه من محفظته وقال:


"يا رب تفتكري، عشان أنا دافع الـ200 جنيه دي أربع مرات قبل كده."


شهقت وأنا بحط إيدي في وسطي وبقول:


"إيش تقصد يا واد؟

تقصد إني كدابة؟"


"لا طبعًا، فشر اللي يقول كده."


"تقصد إني نصابة؟"


"ما أنتِ نصابة عليا في قلبي ومحدش قالك حاجة."


ضحكت بصوت عالي، راح كتم بُقي وهو بيقول بعصبية:


"بت، اتضبطي كده لا أزعلك على نفسك."


"خلاص يا أنووس قلبك أبيض بقى."


"يلا على محاضرتك، هبقى أجي أخدك، يا ريت ما تتحركيش من المدرج."


"خايف عليا يا واد؟"


رفعت حاجبي وأنا بقولها بتشكيك، فضحك وسابني ومشي. فضلت ماشية مبتسمة لغاية ما وصلت للمدرج. وأنا بخرج حاجاتي من الشنطة لقيت البلطو بتاع أنس، طب بشري اللي مشرفنا، ومشرف العيلة كلها.

قمت من مكاني بسرعة أجري على دخول الدكتور اللي كان هيقع ووقعت له حاجاته!!


مبروك، أنس مسقطش لوحده. لميت حاجته وأنا بدي له وبعتذر وحاجاتي كلها عمالة تقع.


أخذت حاجتي وطلعت أجري بعدها. كده كده راجل مكحكح ومش عارف اسمي، يحلني بقى لغاية ما يجيبني في مدرجات حقوق.


مشيت شبه بجري، من حقوق لطب للمعمل بتاعهم مسافة كبيرة. وصلت في وقت قياسي عند المعمل، كان الكل موجود والباب اتفتح. توقعت إن ده أنس اللي هيتطرد لأن البلطو مش معاه، لكنه مطلعش هو. كان شاب طويل كده، لابس أسود في أسود، وعنده لحية بسيطة خالص. فضل واقف وباصص في الأرض لغاية ما سألته.


     —————————————————-—————————————————-


خرجت لقيت شبر ونص اللي بيقولوا عليه في وشي. كان نظر فجأة، عشان كده غضيت بصري عنها بسرعة وبصيت في الأرض. بس إيه الأحجام دي يا جماعة؟ متأكدين إن دي مش بنت واحد فيكم وجابها معاه؟


فضلت واقف ساكت وعيني في الأرض، مدرك إن أي طالب تاني لو نسي البلطو هيبقى عادي. لكن وهدان أبو ليلة، له تعامل تاني.


"هو أنس جوه؟"


بصيت ناحيتها أتأكد الصوت العالي ده جاي من الحنجرة دي فعلا ولا إيه.


"أنس النحاس جوه؟؟"


"أيوه جوه."


ما عرفوش بعينه بس سمعت اسمه جوه. سكتت شوية وبعدين قالت جملة بصوت مش مسموع، غالبًا بتكلم نفسها فكانت هتمشي، لكني قلت لها:


"آنسة... أنتِ مش داخلة الامتحان ؟"


"لا أنا حقوق أصلًا، بس..."


ما استنتهاش تكمل كلامها. رحت قلت لها:


"طب تديني البلطو ده... وأنا هديه لأنس بنفسي."


بصت بشك وقالت:


"أنت تعرف أنس؟؟"


ضحكت في نفسي على السؤال وبعدين قلت من غير ما أبص لها:


"أنس ده أخويا... هاتي بس البلطو."


اديتني البلطو على طول وأنا جريت على جوه، اعتذرت وقعدت مكاني. من حقي أحضر بدل ما البلطو موجود. بالمناسبة أنا ما كدبتش، أنس أخويا في الإسلام، فكوني قلت إنه أخويا ده لا ينفي اني معرفوش.

وكده كده أنا عرفت اسمه، فسهل عليا أديله البلطو بعد السكشن.


—————————————————-—————————————————-


"يا اللي منك لله، ما جبتش البلطو ليه؟ فضلت قاعد ملطوع قصاد المعمل. لولا واحد صاحبي في صيدلة إداني البلطو بتاعه كنت هشيل المادة."


"نعم!

أنا اديته لصاحبك اللي لابس أسود عشان يدخله لك."


"صاحبي مين!

هو أنا عندي صحاب في الدفعة أصلًا؟"


أحيه، أنا ضيعت البلطو بتاع أنس ولا إيه؟ ده يقتلني فيها. بصيت بعيد لقيت الحرامي اللي أخد مني البلطو جاي علينا. جريت ناحيته وأنس جري ورايا من غير ما يفهم في إيه، هو متأكد إني رايحة أعمل مصيبة.


"يا كداب يا حرامي! بتقول إنك صاحبه وأخدت البلطو وخلعت!"


في ثواني كان ذراع أنس رجعني وراه، وهو وقف مع الحرامي بيتكلم وفي الآخر لقيته بيسلم عليه وأخد البلطو وأخد إيدي معاه ومشينا.


"ده طلع صاحبك بجد!."


"اكتمي خالص لغاية البيت."


زفرت وسيبت إيده عشان أعدل طرحتي اللي اتزحلقت لما جريت. عارفة إن اللي عملته ده غلط وهو بيضايق، بس انفعلت واتعصبت، ما بحبش حد يضحك عليا.


"يلا يا أنس يا حبيبي انزل صلي وأنا هحط الغدا."


"حاضر يا سوسو، هقيم ورق العنب ده وأنزل على طول."


كانت ماما لسه هتعترض، لكني سبقتها وأخدت الطبق من قدامه.


"مافيش أكل يا واد يا صعلوك أنت... أنت بتفوت المغرب في المسجد بقالك تلات أيام عشان بطنك. طلاق تلاتة مش هتحط لقمة في بُقك غير لما تطلع. وهمتك بقى عشان فاضل دقيقتين على الإقامة."


بص ليا بعند وهو بيخطف صباع ورق عنب وبيجري على السلم وهو بيقول:


"ابقوا دورلكم على محلل يا قطة، لحسن أنتِ طلقتي الراجل ده ٩٩٩ مرة من امبارح بس."


—————————————————-—————————————————-


دخلت البيت، أنا لسه فاكر الشبر ونص وبضحك. بجد أنا ممكن أرفعها بإيد واحدة وأعملها زي عجينة البيتزا. يا سلام لو أم هناء تعملي بيتزا النهاردة، ولا تعمل طاجن لحمة ضاني. فضلت ماشي بحلم بالأكل لغاية لمحت أبويا قاعد بعيد، وقبل ما أروح قصاده لقيت أمي وأم هناء مسكوني وقالوا:


"استنى يا وهدان، أبوك متعصب أوي دلوقتي."


"إيه حصل! ما الدنيا كانت فل الصبح."


"عرف إنك هتشيل المادة بسبب إنك نسيت البلطو، وإن الدكتور هزقك، وكان في بنت عنده خبطت فيه ووقعت حاجته ومشيت من غير ما تعتذر، وهو حلف إنه يعرف اسمها ويخليها تشيل المادة."


"على فكرة أنا دخلت الامتحان يا ماما، وبعدين الله أعلم إيه عند البنت خلاها مستعجلة كده. كل الناس عندها ظروفها."


كنت مضايق أوي، لأن أخباري بتوصل له بث مباشر، ولأن البنت دي فعلًا هيشيلها المادة أربع سنين عادي. أبويا دكتور جامعي من النوع اللي الطلاب بيكرهوه. نفسي أسأله بيصعب حياتهم ليه. طلعت أوضتي بزهق والمغرب أذّن. اتوضيت سريعًا ونزلت جاري عشان ألحق الإقامة في المسجد. هو بعيد عن الفيلا كتير. نزلت على السلم جاري ولسه هقرب من الباب لقيت أبويا بينادي:


"وهدان!"


"حاضر يا بابا، هروح أصلي وأجيلك من عنيا."


قوتها وأنا بطير على الموتوسيكل بتاعي وفي أربع دقايق كنت في المسجد، وبعدها للبيت. المرة دي كان سهل أسمع صوت أبويا من على بعد كيلو من مكتبه:


"أيوه هي قصيرة، ابعتلي صورتها يا خالد...

أيوه هي البنت دي، عاوز اسم فيروز طه عبد العزيز. تلغي كل أعمال السنة، واعمل على اسمها. كده كده فرقة رابعة عندهم امتحان كمان يومين. البنت دي ما تاخدش ولا درجة يا خالد!

ولا درجة واحدة، عاوزها تشيل المادة عشان تتعلم الأدب."


ما كنتش قادر أستنى أكتر. فتحت الباب ودخلت، فصلت مستني يخلص مكالمته. وفعلا خلصها وبدأ يزعق لي من غير ما ألحق أقول كلمة!!


"يا أهلا بالشيخ وهدان. استشيخ أنت وأنا لسه بلم زبالتك... هو ده اللي هترجع الكلية؟! وهتدخل امتحاناتك!

أنت هتبطل تدفس أسمي في التراب إمتى؟؟

لسه خلصانين من قضية المخدرات وقفلنا عليها، ناقص إيه ما عملتوش يا وهدان؟"


كانت راسي في الأرض، مش عارف أقول كلمة، ومش عارف أمحي الزبالة اللي كتبتها بنفسي على اسمي. عارف إنه استحمل كتير ولم ورايا بلاوي كتير، لكني قلت:


"والله يا بابا اتغيرت. وهدان بتاع زمان والقرف ده انتهى. أنت بنفسك شايفني يا في البيت يا في المسجد يا في الكلية. وأنا عارف إن قضية المخدرات مش بتاعتي، أنت بنفسك شاهد على ده!

مش هنكر إني كنت بشرب كل فترة!

لكن مش لدرجة بيع وقضية."


"بلا شاهد بلا مش شاهد! أنت مش حطيت اسمنا في القرف ده!

وبعدين عملت إيه في امتحان النهاردة؟ ومشيت من الكلية بدري ليه؟"


"أنا اتصرفت في البلطو ودخلت الامتحان وكان تمام. ومشيت بدري لأني مش بحب دكتور جمال وهو مش بيسيبني في حالي. كده كده أنا ضامن مادته."


"اتفضل اطلع بره."


ما قدرتش أمسك نفسي من الضحك. إيه لازمتها "اتفضل" بقى. كنت فصلت واقف وأنا ناوي أكلمه في حوار البنت دي.


"بابا... ممكن بس أطلب منك طلب."


"عاوز إيه؟"


"البنت اللي خبطتك دي، بلاش تشيلها المادة. حرام يعني، أكيد ما كانتش تقصد توقع حاجاتك أو تكسر المج بتاعك. الله أعلم يمكن حصلها ظرف أو كانت مستعجلة."


"وإيه كمان يا أستاذ وهدان؟؟

تحب أرتبها على الدفعة كمان؟

وأنت أصلًا تعرفها منين؟ تكنش واحدة من الزبالة اللي بتتلم عليها؟ هي أصلًا شكلها بنت..."

يتابع…

رواية حواديت تراب القمر الفصل الثاني 2 من هنا

رواية حواديت تراب القمر كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات