📁

رواية حواديت تراب القمر الفصل الثاني 2 بقلم نورهان علام

رواية حواديت تراب القمر عبر روايات الخلاصة بقلم نورهان علام

رواية حواديت تراب القمر الفصل الثاني 2 بقلم نورهان علام

رواية حواديت تراب القمر الفصل الثاني 2

"أنوووس... اصحى يا باشا."


قام مفزوع على صوتي وهو بيقول:


"إي... إي، نفسي أصحى مش مفزوع منك."


"مش هتصدق مين بعتلي... سهيلة بعتت لي."


ثم اتعدل أول ما سمع اسمها وقال:


"قالت إيه ولا محتاجة إيه؟"


"قالت إنها في حاجات مش فاهمها، وعاوزاني أشرحها لها عشان الامتحان كمان يومين، وأنا عزمتها النهاردة بعد الكلية على الغداء... ابسط يا عم، هتشوفها."


نهيت كلامي وأنا بغمز له، فقال وهو بيقوم من مكانه يجهز لبسه:


"مين قال إني هبقى موجود؟ هنزل أروح في أي حتة عشان تبقى براحتها."


لا مجال للنقاش مع أنس، عمري ما فهمته. شيلت همي وخرجت عشان ننزل الجامعة سوا، من الصدفة الحلوة إن امتحانه في معاد محاضرة ليا.


———————————————


كنت طاير بالموتوسيكل، مبحبش أقول عليه بايك. مؤخرًا بقيت كل ما أركبه أقول "دراجة نارية"، الاسم جامد أوي. كانت السرعة رهيبة والطريق فاضي، ومحدش يعرف إن الدموع كانت بتسيل. مكانش الهوا، يمكن بوجع الإنسان على القرف اللي كان بيعمله. فضلت ألف لغاية الساعة 8 الصبح، كان عندي سكشن عملي وامتحان، والحمد لله كنت فارم المادة. كنت حريص إني آخد البلطو، وكل ما أبص للبلطو أفتكر الشبر ونص بتاعت امبارح.


"أبو ليلة اللي وحشنا... شايفك بدأت ترجع الكلية وتحضر السكاشن."


"الحمد لله، غباء إن الإنسان يهمل نعم ربنا عليه."


رفع حاجبه، مش متخيل إني بقول كده، فقرب مني وغمزلي وقال بصوت هادي:


"الليلة في السخنة... ليلة سفاري نار، وسباق بايك كمان، وحتت طرية تنسيك اسمك يا باشا."


"شوف حاجاتك عند حد تاني... أنا بطلت."


فضل متنح شوية من برودي، وركز في ملامحي ولحيتي الصغيرة وقال:


"بطلت إيه، للامؤاخذة؟"


"بطلت أي حاجة ممكن تغضب ربنا، وبحاول أكفر عن القرف اللي كنت بعمله... إيه مش مفهوم؟"


"إنت هتستشيخ علينا! ده إنت البابا بتاعنا."


"لو إنت شايف إن الإنسان يتوب لربنا مشيخة؟ 

فآه أنا يا عم استشيخت، وياريتني شبه الشيوخ. وبعدين البابا ربنا تاب عليه، ربنا يتوب عليكم إنتو كمان. لو محتاج أي حاجة أنا لسه وهدان أخوك، لكن لو شغل شمال فبلاش تتصل بيا، عشان غرضك مش عندي."


فضل باصص عليا وأنا ماشي. أنا مدرك الصدمة، لأني أنا كمان مصدوم. خلصت السكشن، وكان بعده، وروحت على المكتبة أذاكر ساعتين، وبعدها نزلت المسجد أصلي أربع ركعات ضحى سريعًا. أهو الإنسان يدفع أجر الصحة اللي عاش سنين بيصرفها في معاصي.


"بسم الله الرحمن الرحيم."


قولتها بفزع وأنا باصص على شمالي، لقيت شاب نائم! من تلت ثواني مكانش فيه حد.


"أكيد مش عفريت فاضي ملقاش غير المسجد يطلعلي فيه!"


"يا سطا إنت قطعتلي الخلف، وأنا لسه صغير عاوز أتجوز."


لف ناحيتي واعتدل في قعدته، وهو بيضيق عيني ولسه هيسأل، فسبقته بضحك وقولت:


"أيوة... وهدان أبو ليلة."


"أنس النحاس."


"كنت بدور عليك عشان أشكرك على البلطو تاني، حقيقي إنت مش عارف إنت عملت معايا إيه."


"والله أنا اللي بعتذرلك على اللي حصل... وعموما الموضوع واحد يا خويا."


ابتسمت، شكله شاب محترم. خليته يقوم يصلي الضحى، وبعدها خرجت الشيت للمادة اللي كنت عاملها وأنا سهران، فيها كل الحاجات المهمة والثغرات اللي بين السطور، وكمان بصمجة توزن الدماغ.


"بص، ركز على الحتة دي... بقاله أربع سنين بيجبها في الميدترم."


بص للشيت وقاعد يراجع عليه بسرعة، وبعدين بصلي وقال:


"متأكد إنك وهدان أبو ليلة يا سطا؟"


ضحكت جامد وأنا بقول:


"والله وهدان، بس وهدان اللي ربنا تاب عليه. وبعدين متقلش بالشيت ده، ده أنا خبرة أربع سنين في سنة رابعة بس."


"وهدان، أنا من فرقة أولى وأنا بسمع عنك. إنت كان زمانك متخرج ومعاك عيال."


"أهو لعب العيال بقى هو اللي شغلني عن مستقبلي وحياتي. وأديني رجعت، وأن تأتي متأخرًا خيرٌ من أن لا تأتي."


خرجنا من المسجد، وكنا رايحين على مدرج الامتحان وبنراجع سوا، لغاية ما لقيت الشبر ونص بتاعت امبارح بتجري على أنس وسط الزحمة ودموعها مغرقاها وبتحضنه.


"فيروز! 

فيروز... اهدي يا حبيبتي، حصل إيه بس؟ فهميني."


خرجت من حضنه ومسح دموعها، وانحنى شوية لطولها، لأن فرق الطول بينهم شاسع. وأنا كنت قاعدت شوية عنهم، لكن نبرة صوتها العالية مع شهقاتها وهي بتتكلم كانت واصلة ليا:


"الد... الدكتور... منعني من الدخول... هزقني جامد... أنا شلت المادة من قبل ما أمتحن يا أنس."


"أنا مش فاهم حاجة يا حبيبتي. براحة وبطلي عياط، أنا هتصرف وهحل الدنيا، بس اهدي وفهميني."


جم وقعدوا جنبي، وهو مقربها له وماسك يديها وبيقولها:


"احكيلي يا فيروز من غير عياط."


"امبارح لما نسيت معايا البلطو... أنا جريت عشان ألحق أجيبهلك... من غير قصدي خبطت في الدكتور وحاجاته وقعت، وأنا كمان حاجاتي وقعت. اعتذرت له ولميت حاجته... ومشيت من غير ما أحضر المحاضرة أصلًا عشانك. من شوية لما دخل قال اسمي وخلاني أقوم..."


عيطها زاد، وأنس عمال يهديها، وبعدين قالت:


"طردني وهزقني قصاد الكل، وقال إني مش هتخرج بسبب المادة دي، ومش هحضرله تاني."


كنت استوعبت كويس مين الدكتور ده، وكنت قاعد قرفان من نفسي. الامتحان بتاعنا كان هيبدأ، وأنا مدرك إن أنس مشغول مع مراته دلوقتي، بس لازم يدخل الامتحان. معرفش ليه حللت إنهم متجوزين، بس شكلهم مش إخوات أبدًا. وأنا امبارح سمعت أبويا بيقول "فيروز طه"، وأنس اسمه أنس مصطفى النحاس. والولد شكله محترم مش لدرجة يحضن واحدة مش مراته أو أخته!


"أنس... امتحانك!! 

ادخل وأنا هستناك هنا، مش هتحرك."


كان كلامها، وجملتين تلاتة خلاه يدخل. قومت معاه، والامتحان عدى وهو شكله متوتر. فقربت منه وقولت:


"محلولة بإذن الله، ركز بس في امتحانك، والأمر كله بيد ربنا."


خلصنا الامتحان، وهو مشي معاها، وأنا روحت على مدرجات حقوق أدور على أبويا. في الآخر معرفتش أوصل له، روحت البيت وكان بالي مشغول ومضايق على أنس، وأنا مدرك إنه لازم يحل المشكلة عشان مراته، ووضعه كطالب مش يخليه ياخد حقه ولا باطل من دكتور الجامعة المخضرم! عشان كده قعدت أدور على رقمه في جروب الدفعة، لغاية ما وصلت واتصلت بيه. فردت واحدة ست كبيرة شوية لكن صوتها مرح ولذيذ:


"ألو؟"


"رقم أنس النحاس؟"


"أيوه هو يا حبيبي، بس هو نايم. أقوله مين؟"


"ولااا طلاق تلاتة لو منزلتش تجيب آيس كريم لأحزنك عشان التيشيرت الجديد."


"بنت أبوكي بحق، فكري تلمسيه! ده أنا أفضي لك الشامبو أول 700 جنيه في قاعدة الحمام... مين بيتصل يا سوسو؟"


كان حوار عائلي لطيف مقدرتش مضحكش عليه. ضحكت على كلام أنس وهو بيتخانق مع أخته الصغيرة، لغاية ما أنس كلمني أخيرًا وقال:


"إيه يا وهدان... معلش على الفضايح العائلية دي. آمرني."


"ولا يهمك يا باشا. المهم إنت هتعمل إيه في حوار الدكتور اللي ضايق مراتك؟ أنا عندي اقتراح..."


"مرات مين، للامؤاخذة؟"


عقدت حاجبي باستغراب وقولت:


"مش قصدي أتدخل، بس البنت اللي كانت بتعيط الصبح دي مراتك؟ أنا محروج وأنا بكلمك والله، بس الدكتور ده يبقى أبويا، وأنا كنت بحاول نلاقي حل سوا، عشان هو صعب وكده."


"تتحرج ليه يا ابني؟ 

أكيد مش هاخد حد بذنب حد. أنا فكرت أقدم شكوى، متزعلش يعني، بس ده مستقبلها، ونشوف الأمور هتمشي إزاي."


"بص، أنا عندي حل أفضل..."


قولت له الاقتراح اللي عندي، وفعلا اقتنع. وأنا فضلت مستني أبويا على الغدا، لأننا من امبارح متكلمناش. أنا بس فهمته إن البنت ملهاش علاقة بينا. وخرجت من بابا لسه داخل البيت، وفعلا دخلت مكتبه بعد الغدا وقولت:


"بابا... كنت قاصدك في خدمة، وعارف إنك مش هتكسفني."


"عاوز إيه؟ 

واسطة عشان تعدي من امتحان النهاردة؟"


اتنهدت، وقولت بهزار خفيف عشان الجو يفك:


"أنا مستني بس النتيجة تظهر ونشوف ترتيبي على الدفعة، عشان تعرف إني فعلًا كنت جد لما رجعت الكلية وهشرفك."


"مافيش حد مسؤول عن سمعتي قدك. شوية ملموملي على شلة مقاطيع وشرب وسهر، ودلوقتي استشيختلي. وكل ما حد يلعب في ودانك بحاجة تعملها. مش عارف إمتى هشوفلك شخصية ورأي."


ابتسمت بوجع وزهق. مهما حاولت، الصورة هتفضل كما هي. عشان كده قفلت الموضوع وقولت:

"ده مش موضوعنا دلوقتي. أنا بس كنت قاصدك في حاجة تانية... البنت اللي خبطت فيك من يومين، صدقني هي مكانش قصدها. جوزها يبقى صاحبي وفي دفعتي، وكان ناسي البلطو معاها. ولما جات عند المعمل، أنا اللي أخدت البلطو ودخلت الامتحان. يعني لولاها كنت هشيل المادة بجد. هي أنقذتني، فرد المعروف لها إنها متشيلش المادة هي كمان."


سكت شوية. كنت عارف إنه هيبدأ يفكر. أجمل خصاله إنه مش بينسى المعروف، وكمان بيحب صورته تكون كويسة. ورغم إنه بيقطمني، أنا متأكد إنه فرحان إني رجعت الكلية، بس خايف يثق فيا عشان أنا كتير أوي ضيعت ثقته. فطبيعي ياخد وقت لغاية ما يتقبل الوضع الجديد ويأمن له.


"إنت قولتلي صاحبك ده يبقى جوزها!؟"


بصيت شوية، وبعدين قولت:

"مش عارف، بس غالبًا جوزها أو قريبها أوي. أنا مفهمتش العلاقة أوي."


"على العموم، فيروز طه سليمان مش متجوزة. عشان بس هي اللي أنقذتك، أنا هخليها تنجح، بس مش هتدخل محاضراتي مرة تانية غير لو اعتذرت قصد المدرج."


"متشكر أوي يا بابا، ربنا يبارك فيك."


كنت مبسوط. فكرة إنه يوافق على طول دي معجزة. ومدرك إن البنت مش هتدخل محاضرة من غير ما تعتذر له. عرفت أنس اللي حصل، والغريب إنها اختارت إنها مش هتعتذر ومش هتدخل المحاضرات، وهتدخل الامتحان على طول. وده خلا أبويا يحطها في دماغه أكتر!!


الترم الأول خلص، والتاني قرب يخلص كمان، وأنا وأنس بقينا صحاب. وبطبيعة الحال، كنت بيصادف فيروز كتير. كنت بحكم بصري عنها عشان تخص صاحبي ومن أهل بيته، رغم إني نفسي استوعب بالعلاقة اللي بتجمعهم.


————————-———————————————


"أنوووس"


"جيتي في وقتك يا قطة، كنت عاوزه أفتحك في موضوع مهم."


رفعت حواجبي بشك، وقاعدت قدامه مربعة، وأخذت كيس الشبسي اللي في إيده وقلت:


"سمعني يا سيدي، نويت أخيرًا تروح تسأل البنت على رقم أبوها؟"


"مش عارف بتلفي وتدوري وتوصلي للنقطة دي إزاي، بس لا، مش ناوي آخد الخطوة دي. وعموما، أنتِ اللي سألتِ حد على رقم أبوكي."


"هم اللي أتصوا في نظرهم كتروا اليومين دول ولا إيه؟"


"أنتِ بس اللي حلوة زيادة ومجنونة، وتوقعي أي حد فيكِ يا فيروز... أنتِ بس مش شايفة دا بسبب حد غبي."


ابتسمت وأنا بقول له، وعيوني اشتملت دموعي، وشبكت في ذراعه وقلت:


"أنت مرايتي الحلوة يا أنس. أنا من غيرك مش هعرف أمشي ولا أعيش. تعرف إني من بعدها قولت إني مش بدخل في حياتي واحد إنت مش موافق عليه... ها بقى؟ ماقولتش مين اللي أتص في نظره وطلب رقم أبويا؟"


"حد من دفعتك، اسمه حسن. شكله محترم يعني مش وحش، بس لسه عاوز أسأل عليه وأتعامل معاه."


"أهم حاجة قولت له على ضوابط الخطوبة! معندناش حد يعطف ويلطف من غير كتب كتاب."


"قولت لهووافق؟"


"مش عارفة ليه مش مرتاحة يا أنس. ارفضه وكبّر دماغك من الحوار دا. مافيش راجل بييجي من وراها حاجة عدلة."


"ارفضه!!"


"آه، صدقني مش مرتاحة خالص."


————————————————————


— بعد أيام —


"يا رايق! قاعد بتشرب قهوة وأنا ملطوع بجيب لحضرتك الملازم."


"مش إنت اللي تطوعت، وقلت المكتبة جنب بيتك ومش عارف إيه. وبعدين دا لبن مش قهوة."


"لبن! طب اطلب لي واحد موز باللبن كبير، ويلا نذاكر عشان لسه هجيب فيروز من عند صاحبتها."


طلبت فعلا الموز باللبن، وكل ما بيجيب سيرتها يبقى عاوز أسأله!

هي تقربلك إيه؟ يعني هي من محارمك؟ هي مش مراتك ومش أختك، بس جايز يكونوا إخوات من الأم.


"أنس! معقول إنت هنا؟ 

أخبارك إيه، فكرت في الموضوع اللي اتكلمت فيه؟"


كان واضح على أنس إني انزعجت. أصلًا الشاب دا بشوفه واقف مع أنس بقاله أيام، معرفش هو عاوز منه إيه.


"الحمد لله يا حسن... أخبارك إنت إيه؟ 

صدقني يا ابني أنا سألتها واديتك إجابتها، وأنا مقدرش أضغط عليها."


"مش ضغط... بس حاول مرة كمان، يومين كده واعرض عليها تاني."


"بإذن الله، بس معتقدش رأيها هيتغير يا أبو علي."


مكنتش فاهم هنا بيتكلموا على إيه. جملتين تلاتة والشاب مشي، وأنس رجع يبص للفراغ بضيق، فقلت:


"مالك يا صاحبي؟ 

إيه اللي مضايقك؟"


"حسن دا متقدم لفيروز، وهي مش موافقة. وأنا قولت لها، بس بقاله أيام بيصر إني أعرض عليها تاني وأنا مش عاوز."


الدنيا كانت بتتعقد أكتر وأكتر، مكنتش فاهم حاجة، بس المعلومة اللي أخدتها من اليوم كله مع أنس إن مافيش حد في حياتها. مكنتش عارف ليه يهمني أسمع أخبارها، مش بدوّر، لكن أما بتبقى قدامي بتشدني لكل حاجة عنها.


مر كام يوم على كلامي مع أنس، حاجات كتير جات في بالي لغاية ما كنت قاعد مع أبويا في الجنينة وبتناقش في حاجات كتير، فقولت:


"بابا، أنا عاوز أتجوز..."


ضحك بصوت عالي وقال بسخرية


" تتجوز مرة  واحده! 

قول ترتبط … تخطب "


" اولا حرام أكلم واحده من غير رابط شرعي، واكيد يعني مش هروح اتجوز على طول، هنروح نتقدم ونعمل خطوبة بسيطة واتعرف عليها …. خطوات كتير بس اخرتها جواز يعني "


"وعينك رسيت على مين في الأخر بقى يا استاذ وهدان؟"


" فيروز طه "

يتابع …

رواية حواديت تراب القمر الفصل الثالث 3 من هنا

رواية حواديت تراب القمر كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات