رواية حواديت تراب القمر عبر روايات الخلاصة بقلم نورهان علام
رواية حواديت تراب القمر الفصل الثالث 3
"أنا مش فاهمة برضه هو طردك ليه؟"
ضحكت على حالتي وأنا قاعد في ورشتي أنا وعلي صاحبي، اللي قفلناها من سنة، رديت على سؤال أمي:
"والله أنا قولت له عاوز أتجوز وأتقدم لوحدة، وعينك ما تشوف إلا النور بعدها... وأدي آخرتها نايم في ورشة علي."
"أنا مش عارفة أفهم منه حاجة يا وهدان من ساعة ما مشيت وهو متعصب وماشي يشخط وينطر، حتى مقاليش إيه اللي حصل بينكم، ومصمم بكرة يروح الجامعة مع إنه كان ناوي يروح مراجعة الدكتور... هي البنت دي زميلتك في الكلية؟"
"نازل بكرة الكلية!! طب اقفلي وهكلمك تاني."
قفلت معاها وأنا مدرك إنه مش ناوي على خير، على الأقل ممكن يجرحها وهي مالهاش ذنب وإلى الآن ما تعرفش حاجة، اتصلت بأنس فردت عليَّ "سوسو".
ما أعرفش اسمها ولا تقرب له إيه، أنس شخص غريب جدًا رغم وده وكرمه وجدعنته إلا إنه مش بيقول كلمة واحدة عن بيته أو طفولته مثلًا.
"السلام عليكم يا وهدان يا ابني."
"وعليكم السلام ورحمة الله يا طنط، هو أنس صاحي؟"
"لا يا حبيبي نايم، وفونه بيشحن جنبي."
"طب معلش ممكن تصحيه ضروري، ما تقلقيش ما فيش حاجة تقلق بس هأسأله على حاجة ضروري."
"حاضر يا حبيبي أنا هأقوله يتصل بك."
بعد شوية اتصل بيَّ أنس وهو بيقول:
"خير يا وهدان أنت كويس؟؟
فيك حاجة؟ حصل حاجة أجيلك؟"
ابتسمت على صوته القلقان رغم إننا معرفة شهور قليلة إلا إني بقيت عارف إني في ظهري وهألاقيه وقت ما أحتاجه.
"لا خير ما تقلقش، هو بس حصل حاجة وكنت عاوز أقول حاول ما تجيبش بكرة آنسة فيروز الكلية."
"فيروز!
وإيه علاقتها؟
مش فاهم إيه اللي حصل؟"
"هأفهمك لما أشوفك بس بلاش تخليها تحضر بكرة وما تقلقش نفسك بجد ما فيش حاجة تقلق، هو بس حصل كام حاجة وهأفهمها لك بكرة لما أشوفك."
كان قلقان ومضايق إني ما قولتش بس الحمد لله وثق فيا وقال إنه مش هينزلها، وكمان قالي أجيله البيت عشان نتكلم وكمان أجيب له حاجاته اللي نسيها معايا.
————-————-————-————-————-
"وفيها إيه لو ابنك عاوز يتجوز يا محمد، مش أنت بنفسك اللي نفسك في دا من كذا سنة لعله يعقل... أهو عقل من غير جواز وجاي بنفسه بيقولك عاوزه يبدأ حياة تانية ويستقر."
"شكله يوم باين من أوله.... بصي يا سماح، إذا كان ابنك الغبي مفهّمك إني رافض جوازه عشان البنت اللي عاوزها يبقى ابنك عبيط عشان ما فهمش وأنتِ كمان عبيطة."
"أنا عمري ما كنت عبيطة يا محمد!
أنا عارفة إنك رافض فكرة الجواز من أصله!
مع إنك اللي كنت بتحلم يبقى عندك أحفاد، وبتحلم يبقى ابنك يبقى طولك وواقف معاك بيسندك!"
"وأنتِ شايفة حال ابنك دا ينفع أستند عليه، أنا تعبت، مش كل يوم فكرة جديدة وشخصية جديدة، أنتِ عاوزاني أعتمد على وهدان اللي كان هيتفصل من الكلية من سنة عشان قضية مخدرا.ت!!!
اللي كان هيوسّخ سمعتي! ووهدان اللي كان بيجي لي عيونه حمرا من الدخان، ولا إبراهيم اللي من استعراض نفسه عمل حادثة وكان مدغدغ أربع شهور!
ابنك لحد دلوقتي إيده الشمال بتترعش لو شال حاجة تقيلة!"
"وأنا عاوزة تفهمني إنك خايف منه!
أنت خايف عليه يا محمد، نفسي تطلع خوفك وحنينك دي قدامه، مش بألومك بس يمكن سبب إنك دايمًا كنت شادد عليه خلاه لما كبر وشاف الدنيا أغرته وزغللت عينه، خلينا متفقين إننا كان علينا دور كبير من ساعة ما ابنك دخل الكلية!
أكتر مرحلة المفروض أنت تصاحب ابنك فيها أنت سبته وأنا عمري ما كنت أقدر أحافظ عليه.... بس ابني اتغير يا محمد، ابننا اتغير، وهدان اللي بينام زي القتيل بقى بينام على الأرض عشان يقوم للفجر، بقى يجري على المسجد مع كل أذان، ابنك أنت لو دخلت أوضته هتشوف وهدان وهو رجع يقرأ ويتعلم في أي حاجة قصاده، أنا واثقة إنه اتغير يا محمد، أديه فرصة وبلاش تبعده عنك بإيدك تاني."
"أنا بقى مش عارف أصدقه زي ما أنتِ مصدقاه، مش قادر آمن له، فاكرة كام مرة جه قال أنا هتغير وهأبطل أعمل مصايب...."
"لا استنى... ما كانش بيقول إنه هيتغير كان لما بتيجي مشكلته لغاية عندك وإن في إيدك تنقذه وتقول بدل المرة مرتين وتلاتة وأربعة إنك مالكش دعوة وإن دا مش ابنك! ساعتها هو قالك إنه مش هيوصلك مصايبه تاني! لدرجة إن في القضية راح لصاحبك وما جالكش، ما تحاولي ترمي الذنب كله عليه، إحنا الاتنين مذنبين."
"تقدري تقولي ابنك ناوي يتجوز على أساس إيه؟
ابنك بيشتغل؟
معه شغلانة ومعه فلوس ولا ناوي يعتمد على فلوسي."
"إنك تقول كلمة فلوسي دي غلط، أنت بدل ما معاك واجب تساعد ابنك، وبعدين أنت عارف إن وهدان هيرجع لورشته، رغم إنك معترض على الشغل لا بس أنت شوفت إزاي إنه اللهم بارك بيكسب منه هو وصاحبه."
"لما يعمل كدة وأنا أتأكد إنه مش هيرجع زي زمان هأبقى أدخل معه بيت ناس وأتقدم لبنت الناس."
"يعني أنت مش معترض على البنت؟"
"في اللحظة الأولى كان فيه اعتراض، بس دا موقف وراح لحاله وأنا ممتن لها إنها أدت لوهدان البالطو وبسببها دخل الامتحان عمري ما أنسى المعروف دا لإني ما كنتش هأغفر لوهدان أو أدخله الامتحان حتى لو غصب عنه، ولما راجعت نفسي لقيت إن البنت ذكية وشاطرة بس مجنونة شوية."
"وإيه العمر غير لحظة جنان، ربنا يكتب لهم اللي فيه الخير."
————————————————————————
خطب وأنس فتح لي، ودخلنا على أوضته، وطنط سوسو ما سابتناش من فطار لعصاير، وما كنتش عارف أتكلم كلمتين من كرم الضيافة.
"أيوة فهمت بقى فيه إيه؟"
"أنا هكلمك إنك صاحبي دلوقتي... حصل حوار معي أنا وبابا... بص يا أنس... أنا عاوز أتقدم لآنسة فيروز، ما كنتش حابب تسمع من أي حد غيرك عشان كده قلت لك بلاش أروح الكلية، قلقان بس إن يحصل أي حاجة."
"تتقدم لفيروز!"
"قبل ما تكمل كلامك، أنا يعلم الله إني ما وقعتش عيني فيها، وإني والله صُنت بيتك، بس وقت ما حسيت بحاجة أول حاجة عملتها إني رحت فتحت أبويا في الموضوع."
"وأهلك رأيهم إيه؟"
"أهلي موافقين.... بس هم خايفين مني أحرجهم قصاد حد... بس أنت عارف إني عمري ما أقل بأصلي معك ولا معها، صح؟"
"أنا عارف ده... بس ما أقدرش أديك كلمة، وفيروز شخصية... مش هتقبل تثق في أي حد، فإحنا وصحوبيتنا ما لهاش علاقة بالموضوع ده."
"طبعًا أنا متفهم ده، أنا صليت استخارة مرتين والله ومرتاح، والأمور شكلها بتتيسر."
ضحك لي وهو بيقول:
"متأكد إن الأمور بتتيسر؟
أصل فيروز نزلت الكلية وأنت شكلك مطرود من بيتكم... مش حاسس إن الكلام ده إشارة؟"
"هي فيروز نزلت الكلية؟!"
قمت بسرعة على البلكونة واتصلت بأبويا.
"بابا أنت في الكلية؟"
"أيوه... يا ريت تجي لي عشان كلامنا ما خلصش امبارح."
"بابا... بالله عليك ما تقول لها حاجة، بلاش عدم ثقتك فيَّ يخليني أخسرها."
ما اعرفش قلت "أخسرها" إزاي! كأنها خرجت من قلبي على لساني، أصلاً أنا مستغربني، فيروز ولا مرة اتكلمت معاها غير ساعة البلطو، وبأشوفها بالصدفة، وكانت بالنسبة لي "شبر ونص" مستفز بلذاذة غريبة، لكن بعد الاستخارة الأولى والثانية حاسس إن فيه حبل بيشدني ناحيتها، فعلًا ما كنتش عاوز الحبل ده يتقطع، أنا عاوزه ينشد أكثر لغاية ما أوصل لها.
"هأستناك كمان ساعة في الكلية."
"حاضر يا بابا."
قفلت معه ودخلت لأنس، وقلت له إني لازم أمشي وهنتكلم ثاني بالليل.
————————————————————————
"والله سوسو هتزعل لو ما جيتيش، أنتِ كذا مرة تقولي جاية وما تجيش!"
"يا فيروز افهميني.... أنس عايش معاكم، مش هأعرف أجي لك وهو موجود."
"يا بنتي والله هينزل، طب إيه رأيك أتصل به أخليه ينزل على بال ما نوصل؟"
"هأقل راحته في بيته، وقت ثاني بجد نبقى نتجمع عندي."
"عندك إيه أنتِ، عندك ترسانة رجالة... أخواتك خمسة وعيال عمك ثلاثة اللي مواضعين مع أخواتك، عايشة وسطهم إزاي مش عارفة."
ضحكنا وهي مشيت لإن ابن عمها جه أخذها، دي بقى سهيلة، اللي خطفت أنس، وأنا متأكدة إنه هو كمان خطفها، بس الحياة بيبقى لها رأي ثاني، كان معي حاجات لازم تتسلم للمعيد وأروح بعدها، سلمتها الحمد لله، ولاحظت إن دكتور محمد بيبص لي كتير النهارده، رجل غريب وتركيبته غريبة، كنت لسه هأخرج واكتشفت إن موبايل سهيلة في شنطتي!
جريت على بره بسرعة عشان ألحقها عند البوابة، لكن خبطت في درفة!
الحاجة وقعت مني وموبايلي اتدغدغ على الأرض وأنا بأبص على الأرض بصدمة!
"أنت بهيم ما بتشوفش!"
كنت لسه هأنحني ألم الحاجة من الأرض لكنه قال:
"ما تطويش!"
وانحنى هو لم حاجتي كلها وفوني اللي اتكسر وهو بيقول لي:
"أنا آسف... والموبايل هأكلم أنس عشان أصلحه."
لما قال أنس، رفعت عيوني ناحيته وعرفته!
ده وهدان صاحب أنس! وابن دكتور محمد!
هو أنا مش بألاقي غير العيلة دي وأخبط فيها!
وقبل ما أتكلم، أخذت الموبايل منه، لقيت سهيلة وابن عمها جم.
"يا بنتي بأدور عليكِ... الموبايل بتاعي معك؟"
"أيوه كنت لسه هأجيبه لكِ."
كنت لسه هأخرجه لكن لقيت ابن عمها حضن وهدان بعشم وصوته عالي وهو بيقول:
"وهدان أبو ليلة... والله زمان يا راجل، أوعى أقول إنك في سنة رابعة!!"
كنت مستغربة من كلامه بس بعدت عنهم أنا وسهيلة اللي سألت باستغراب!
"أنتِ تعرفي وهدان أبو ليلة منين؟"
رفعت حاجبي باستغراب من كونها تعرفه فقلت:
"ده صاحب أنس من فترة، ما ليش كلام معه أصلاً، ده وقفنا دلوقتي صدفة... بس ليه؟"
"أنتِ ما سمعتيش عن وهدان أبو ليلة؟
ده ما فيش دفعة في طب آخر أربع سنين ما تعرفوش!
يا بنتي بقى له 8 سنين في طب منهم أربع سنين في سنة رابعة!
كان صاحب أخويا ودفعته بس أخويا اتخرج بقى له سنين أهو، أصلاً دفعتنا معظمها يعرفوه عشان ابن دكتور محمد وكده."
"سهيلة، أنتِ ولحظة أنك بقى لك دقيقتين بتتكلمي على وهدان ده!
أنتِ مش بتكلميني كلمتين على بعض في العادي... في حاجة عاوزة تقوليها يا ريت تقوليها على طول."
"ما فيش والله أنا بس قلقت، مش قصدي والله بس اللي أعرفه عن وهدان مش لطيف، بايكر وعلى طول في سباقات وحواليه بنات كتير وحاجات كتير ربنا يهديه، فخفت إن سكتك تيجي على سكته!"
سكت شوية مستغربة وألقيت نظرة سريعة عليه وعلى لحيته تحديدًا!
"جايز يكون كده أو... كان كده.
لأن حقيقي وهدان من ساعة ما صاحب أنس وهو اتغير كتير، بقى بيذاكر أكثر ومش بيفوت صلاة في المسجد، حتى إنه بدأ يحفظ قرآن، فتأثير وهدان على أنس تأثير جميل، لعل يكون تاب."
"يا رب يكون تاب، أنا مش قصدي أطلعه وحش والله.
الفكرة إني اللي أعرفه عنه ما يطمنش وكده، بس ربنا يحفظه ويهديه."
————————————————————————
دخلت أنا وهو كافيه وقعدنا وطلبنا قهوة وبدأت أتكلم:
"أنا مدرك إنك قلقان مني، ويمكن عندك رفض أصلًا لفيروز شخصيًا... لكن حاول تديني فرصة، أنا بقالي سنة بأحاول أقف على رجلي وأصلح اللي أقدر عليه، وأرجع ثقتك من تاني فيا، بس حقيقي أنا اتغيرت، والله ببكي كل ما أفتكر أنا كنت إزاي، وإزاي كنت بأزعلك وبأعمل لك مشاكل، والله أعمل أي حاجة عشان تسامحني وترجع تثق فيا!"
"وهدان أنا مش معترض على جوازك، أنت داخل على 29، أكيد لو كنت مشيت عدل من سنين كان زمان أحفادي حوليَّ، أنا لسه خايف منك ومن جنانك."
سكت شوية وبعدين قولت:
"أنا عاوز أتجوز وأستقر ويبقى لي حد أرجع أرتاح عنده، وأخف الحمل والضغط العصبي عليك، أنا اتغيرت... فرصة واحدة بس."
فضل باصص لي وبعدين قال:
"وأفرض إني مش موافق على فيروز؟"
مش عارف كنت حاسس في نبرته خبث فقولت:
"من حقك ترفض، لكن مش من حقك تقرر بدل عني، وبرضه إنك تكون مش راضي عليَّ دا عادي أنا ابنك، بس هي اختياري وبإذن الله لو خير لي هتكون نصيبي، سواء رضيت بها أو لا فقدر ربنا هيكون."
"كإنك بتقولي دي حاجة ما تخصكش بس بشياكة."
ضحكت أنا وهو وبعدين قولت:
"لا مش قصدي كدة، بس دي حياتي أنا، أنا من حقي أقرر، وأنت تختار تقف جنبي أو لا، ويا ريت ما تسيبنيش لوحدي وتثق في قراري."
————————————————————————
-بعد أيام-
صحيت صليت الفجر، وبعدها صليت استخارة وفضلت قاعدة مكاني بأفكر في كلام أنس، وهدان صاحبه! ما كانش فيه رفض كبير في البداية، كان الموضوع مش مفهوم اللي هو عاوزة أسمع وفي الآخر أقرر، سمعت عنه كلام من أنس، وكلام سهيلة في بالي، وبصيت على حساباته كانت صور له أو للبايك أو وهو بيسوق، ما كانش فيه أي موسيقى أو كلام مش لطيف أو صورة مع بنت، ما كانش فيه أي لون غير الأسود والأحمر، الأحمر لون البايك.
الباب خبط وبعدين دخل أنس قعد قدامي وهو بيقول:
"إيه يا قطة... جاية بتفكري... والتفكير في حد ذاته أمل."
"مش عارفة يا أنس، أنا سمعت عنه حاجات... يعني عن ماضيه وأنا قولت إنه تاب، مترددة بس حاسة إني عاوزة أوافق."
"بصي... وهدان أنا شوفت منه مواقف وأفعال تخليني أبقى مطمن عليكِ معه، فكل حاجة بين إيدك!
بلاش تخلي خوف قديم يضيع عليكِ فرصة."
توتر رهيب، كنت مجهزة قائمة أسئلة في دماغي، وكلها طارت لما قعدت قصاده، كان لابس أسود زي معظم الأيام، وأنا كنت لابسة جيبة مشجرة وبلوزة بيضا بسيطة، قعدنا وهو كان مبتسم وبدأ يتكلم:
"بصي... أنا عارف إنك سمعتي عني حاجات كتير أوي، والحاجات دي تخلي أي بنت تهرب بس عاوز أقولك إن الحاجات دي في الماضي، ربنا تاب عليَّ منها، وبقيت شخص تاني خالص."
"أنا شايفة دا... الشخص اللي بياخد بإيد أنس في حاجات كتير حلوة مش هو الشخص اللي بيتكلموا عنه."
"اتبسط إنك بتفكري كدة، بصي أنا هأعرفك على نفسي. اسمي وهدان أبو ليلة، وأبو ليلة دي عشان أنا عاوز أخلف بنت وأسميها ليلة، عندي 28 سنة و... رابعة طب، وبإذن الله هآخد السنة بسنتها ومش هأعيد حاجة تاني... وكمان عندي ورشة ميكانيكا كنت شغال فيها سبع سنين وبقالي سنة قافلها بس بإذن الله هرجع أفتحها قريب... ما عنديش أخوات خالص، أمي وأبويا ربنا يبارك في عمرهم... تعريف عام وبسيط عني بما إنك ما تعرفيش غير اسمي."
كان بيتكلم بثبات وخفة، ونبرته لذيذة، وعيونه عليَّ! عيونه عليَّ من ساعة ما دخل، متوترة! عيونه ما كانتش بتترفع فيَّ أصلًا، متفهمة إن دي رؤية شرعية ومعنوية عشان هو يشوفني أصلًا بس متوترة أوي.
"أنا فيروز طه، 22 سنة، رابعة حقوق خلاص قربت أتخرج... ما عنديش أخوات... بابا متوفي من سنين، حياتي كلها عبارة عن أنس وماما... بس كدة."
ابتسامته خفت شوية وكنت شايفة على ملامحه فضول وكمان تساؤل كبير وهو بيقول بحرج:
"معلش بس في حاجة عاوز أسألك عليها؟
هو أنس يقربلك إيه بالضبط؟
يعني أنس يبقى أخوكِ في الرضاعة مثلًا أو أخوكي من أمك بس؟"
سكت شوية وأنا مش عارفة أجيبها له إزاي، أنا وأنس متوقعين سؤال زي كدة، ومن حقه، واحد متقدم لواحدة شايفها لازقة في شاب هو مش فاهم هي تقرب له إيه.
"أنس! أنس يبقى ابن أختي."
"نعم؟!!"
يتبع...