📁

رواية حواديت تراب القمر الفصل الرابع 4 والأخير بقلم نورهان علام

رواية حواديت تراب القمر عبر روايات الخلاصة بقلم نورهان علام

رواية حواديت تراب القمر الفصل الرابع 4 والأخير بقلم نورهان علام

رواية حواديت تراب القمر الفصل الرابع 4 والأخير

"أنس!

أنس يبقى ابن أختي."


"نعم!!"


كان متنح ومصدوم، رمش أكتر من مرة في محاولة للاشتعال، وبدأ بسأل من تاني:


"يعني إيه ابن أختك؟

أختك ولا خالتك؟

ممكن تفهميني عشان أنا دماغي ساحت... وبعدين إنتِ لسه قايله إنك معندكيش أخوات!"


"بص يا وهدان، أنا مامتي اتجوزت صغيرة أوي، وأختي اتجوزت كذلك في سن صغير، وجوزها توفى في أول شهور حملها، ويوم ولادتي كان يوم ولادة أنس... تحسه جو أفلام شوية لكنها الحقيقة. إن أختي بعد الولادة بشهور قررت تتجوز وتسافر مع جوزها السعودية، وكان شرطه إنها تسيب ابنها!


وهي كانت مصوره لماما إنها هترجع على طول وهتقنعه إنها تاخد أنس معاها... ومشفنهاش غير بعد 15 سنة، كنت أنا وأنس في أولى ثانوي!!!

كان بابا الله يرحمه هو اللي بيرعينا أنا وأنس، كان ناس كتير بتحسبنا أخوات، لكن أنس كان عارف إن دول جده وجدته وأنا أبقى خالته. عشان كده هو بيكره رابطة الصلة اللي بينا ومش بيحب يقولها، لأنها بتفكره إنه طول عمره كان منبوذ من أمه... وأنا قولتلك فعلًا معنديش أخوات، مش كذب، أنا أختي شوفتها أربع مرات!

أول مرة وأنا عندي 15 سنة!


حاليًا هي عندها أولاد أصغر مني أنا وأنس بسنين قليلة، وأصلًا علاقتي أنا وأنس إننا روح في جسد، مش أخوات حتى. أنس ملوش حد غيري أنا وماما، وعمره ما قلها غير يا سوسو."


كان ساكت، سكت فترة طويلة وهو بيقولي:


"أنا آسف لو سؤالي فتح موضوع ضايقك، بس الموضوع كان مريب. كنت متأكد من أنس إنه عمره ما يقرب بالشكل ده من واحدة مش من محارمه، بس كنت محتاج أفهم."


"ده حقك عمومًا... بس ممكن متفتحش مع أنس الموضوع ده، لأنه حساس بالنسبة له... وأهلك برّه، يفضل إنهم ميعرفوش برضه."


"متقلقيش، أنا هتصرف. عمري ما أخلي حد يقول كلمة ممكن تضايقك أو تضايق أنس... أنس فعلًا اللي بقى حتة مني."


اتوترت فجأة من كلامه!

التوتر كان بسبب إنه قال الكلام بتلقائية حقيقية، خرج من قلبه على لسانه زي ما بيقولوا. رجعت أبص في كل حتة في الأوضة، لقيته قال:


"على فكرة، الرؤية الشرعية عشان نشوف بعض. ممكن تبصيلي شوية... يعني يمكن مثلًا مطلعش حلو... أو وداني كبيرة مثلًا."


كتمت ضحكتي وأنا برفع عيوني فيه. يعني أنا عارف شكله، شوفته كتير وشوفت صوره، بس المرة دي مختلفة. نظراتي كانت سريعة له وبعدين فصلت ساكتة. كان في بالي أسئلة كتير لكنها طارت، فقال هو:


"طب بصي... ممكن تكوني متوترة شوية فهساعدك شوية. إيه مثلًا الصفات الأساسية اللي عاوزاها في شريك؟ أو بتقسمي مثلًا موصفاته إزاي؟"


قد إيه ساعدتني يا وهدان! انبسطت جدًا إنه خفف وطأة توتري، اتنهدت وقلت:


"أول حاجة دينه. يعني مؤخرًا بقيت أدرك إن اللي معندوش دين وأخلاق عمره ما هيعرف يصون البنت اللي معاه. أهم حاجة في دينه إنه يكون عارف ربنا، عارفه بجد، يعرف صفاته وأسماؤه ويكون مستشعر إن ربنا بيراقبه، وإنه من الآخر يتقي الله... وحاجة تانية مهمة، إنه يكون بيغض بصره، يكون مستكفي بالشخص اللي معاه، مش كل شوية ينغص عليه حياته ويقعد يعدل في شكله وشخصيته... بص يا وهدان!

أنا لو شكلي وشخصيتي مش عاجبينك يبقى بلاش من أولها."


حاولت مكنش عدائية، وحاولت أكتر مبينش جروحي، بس للأسف دموعي كانت بتلمع في عيني قبل ما الكلام يخرج. لقيته ابتسم ببشاشة وقال:


"أنا جاي عشان إنتِ اختياري. لو كنت عاوز حد غيرك أو في حاجات تانية كنت روحت له. أنا قاعد هنا عشان أتعرف عليكِ وأعرفك، مش جاي أقيم وأغير... ولو قلت على حاجة في تغيير هيبقى للأفضل بيكِ وباقتناعك، وهكون أكبر داعم ليكِ. في قرارات مشتركة وفي قرارات بنتناقش فيها بشكل مشترك، لكن القرار بيرجع لواحد بس."


كنت مرتاحة من كلامه، وابتديت أصدقه، فرديت له السؤال وقلت:


"طب وإنت؟

إيه الصفات الأساسية في شريكة حياتك اللي مستحيل تستغنى عنها؟"


"إنها تكون على دين. عارفة حقوقها كلها وعايفة واجباتها. تسيبني أنا القوام عليها، أنا أحميها وأصرف عليها، أطيب بخاطرها، أخرجها، أكون جزء أساسي في حياتها. وإنها تكون بتسمع الكلام. وأهم حاجة تاخد بإيدي للصح، تغيرني لو لقيتني على طريق غلط، تنصحني لو عملت حاجة غلط، تعاتبني لو قصرت في حق ربنا. وكمان تكوني سكني وراحتي وسري. متكونش العلاقة بينا ند بند، لا، تكون علاقة مريحة محدش فينا مضطر يرسم ويخطط عشان يوصل لحاجة من التاني. لما حد يحتاج حاجة من التاني يروح يقوله وهو مش شايل هم حاجة وعارف إن اللي محتاجه هيلاقيه... وبرضه إن محدش يدخل في مشاكلنا!"


كانت زيارة خفيفة على القلب. اليوم خلص وأنا معظم الوقت بعد ما مشوا ساكتة. فعلًا مش بفكر في حاجة، بس حاسة إن في هدوء جميل في دماغي ومستمتعة بيه.


——————————————————————-


رجعت البيت وأخذت دش سريع، وبعدين نزلت لأني أقعد معاها شوية. قعدت جنبها وبوست يديها وأنا بقول:


"سرحانة في إيه يا ست الكل؟"


"فيك يا نور عيني. معقول يا وهدان كبرت والأيام عقدتك، وجه اليوم اللي عاوز تفتح فيه بيت وتستقر؟ ابنك الفرحة مش سايعاه. سيبك من وش الخشب اللي مركبه لك، أبوك فرحان بيك ونفسه يشوفك أحسن الناس."


"يمكن مش أحسن الناس، بس أنا ماشي على أحسن طريق. ادعيلي يا أمي ربنا يغفر لي، وسامحيني على قلقك وخوفك، ولو يوم زعلتك بكلمة غشيمة مني ولا قلة أدب، سامحيني."


ابتسمت وأخذتني في حضنها وقالت:


"مسمحاك يا حبيبي، مسمحاك من قبل ما تطلب السمح. ربنا يهديك... قولي بقى، عملت إيه مع فيروز النهاردة؟"


"والله أنا قولتلها اللي عندي، وكنت شايف في عيونها خوف وقلق. خايف بس لا ترفض، مش عارف لسه يا أمي... بس حاسس إنها ليا. أنا مستغربني أصلًا، أنا مش عاوزها تضيع يا أمي."


——————————————————————----

‏ 

مرّ أسبوع، مستني خبر من أنس. كل خمس دقايق بسأله. كنا قاعدين سوا في ورشتي ومعانا علي صاحبي، بنشرب شاي وبنقرر هنعمل إيه في الورشة. أصل أنس مؤخرًا حب يشاركنا وكان هنكبر المجال. الفرق بيني وبين أنس إني دخلت المجال ده عشان أبويا، ورغم إني شاطر فيه إلا إني مش ناوي أشتغل، وأنس عكسي، مستني اللحظة اللي يبينها بدراسته فيها.


"أنس... ما تقوم تروح بيتكم كده."


بص لي بصدمة وليه هيتكلم، فضحك علي وقال:


"معلش يا ابني، معندوش صبر. بيقولك روح شوف أختك وافقت ولا لأ."


"ما تهدى بقى، قولتلك عمري ما أضغط على فيروز عشانك."


"أوف بقى!

ده أنا صاحبك، اضمني عندها. تاريخي الأسود لو عرفت منه حاجة هتطردني أنا وإنت."


قولتها وأنا بنفخ زي العيال الصغيرة، فقال:


"والله دي مشكلتك إنت."


شربت الشاي وأنا ببص له بقرف. موبايله نور برسالة. أخدت الفون قبل ما هو يمسكه وبشوف الرسائل من برّه. كنت حاسس إنها من فيروز، وقد كان:


- أنوووس،

  هات معاك كيس إندومي خضار كبير وإنت جاي،

  وكيس شبسي كبير، ودور على لتر من أي حاجة مش مقاطعة -


بصيت للفون بقرف وأنا بقوله:


"أشوف فيكم يوم إنت وهي يا بعيد، هو الشات بينكم عبارة عن دليفري!!"


"أديك بتشوف أهو... عشان متقولش إننا خدعناك. فيروز بتاكل بـ٩ آلاف في الشهر لوحدها، ده غير التسالي."


قالها وهو بيضحك، فضحكنا كلنا. وبعدها الفون نور تاني، فبصيت بقرف وهو أخده من مكانه وفتح الرسالة. فضل ساكت شوية وأنا بصيت له باستغراب، فقال:


"التنسيق ظهر يا أبو الصحاب، هتدخل دور تاني."


قالها بسخرية، فخطفت الفون منه بسرعة. لقيتها كاتبة:


-أنس، عرّف وهدان صاحبك إني عاوزة أقعد معاه مرة تانية، عشان في كلمتين محشورين جوايا، وبعد كده هبقى أقرر -


——————————————————————----


دخلت الكافيه وشفتها هي وأنس قاعدين. كان باين عليها الضيق والحيرة. دخلت وقعدت، وبعدها أنس قعد قريب منّا شوية عشان نعرف نتكلم. كان طلبها إننا نتقابل بعيد عن البيت والأهل، لكن طبعًا في وجود محرم.


"وهدان... أنا عارفة وشايفة وحاسة إنك اتغيرت عن زمان، بس مقدرش... مش عارفة أستوعب إنك كنت في يوم من الأيام كده. أنا دورت على حاجات ليك قديمة، لقيت صور وفيديوهات في أكونت بنت!

أنا مقدرش أستحمل حاجة زي كده. إنت إنسان شوفت كل ألوان البنات وكلمتهم. إزاي ممكن تقنعني إنك لما تلاقي أقل عيب فيا مش هتقارن!

حتى بينك وبين نفسك. أنا بقولك إني عاوزة أوافق ومرتاحه، لكن الصور دي رعبتني."


كنت أسمع كلامها، بفتكر لحظة لحظة وصورة صورة. كل حاجة عملتها تخليني مكسوف قصادها بالشكل ده. سرحت للحظة وأنا بقول لنفسي: هعمل إيه قصاد ربنا؟

أنا مش عارف حتى أرفع عيني ناحيتها. إزاي هبقى قصاد ربنا؟ مكنش عندي رد، أنا بس ريحت راسي على الترابيزة بتعب!

آه... بعد الرحلة دي كلها أعترف إني تعبت، واتعب هديني. تعبت من إني بحاول أثبت للكل إني اتغيرت، وأنس براعي الكل إنه ميصدقش، وأنس بمثل إني متقبل ده كله ومش موجوع. أنا غلطان!

وموجوع... الألم حقيقة بيمر بيها العاصي، والفاخر، والتائب، والصالح. كنت لسه هعرف راسي، فلقيتها بتقول:


"أنا عاوزة أصدقك يا وهدان. ممكن تقسم لي إنه لو حصل بينا نصيب، إنك عمرك ما تقلل من جمالي ولا من شخصيتي؟ وإنك تشوفني دايمًا كفاية؟... دي مشكلتي وأنا بعترف بيها، أنا محتاجة أحس إني كفاية على طول."


——————————————————————----


"أنووووس."


لا لا، مش فيروز اللي بتتكلم، ده أنا بعد خطوبة ثلاثة شهور من فيروز. أينعم مش بنتعامل من غير ضوابط شرعية، والفترة الأخيرة قلبي محوش كله كلام كتير، مستني بس لحظته اللي هينطلق فيها.


"وهدان... مش ملاحظ إنك من ساعة ما خطبت وانت دمك بقى سُم؟"


"أيوه عارف، أنا حقد السناجل ده. روح اتلحلح إنت واتقدم للبنت بدل ما تخلل جنبنا."


"والله يا حبيبي أنا مش داخل على التلاتين. أنا لسه شاب، والعمر قدامي."


سكتنا شوية، أنا كملت شغل وهو قاعد بيذاكر. بعدين قومت وقلت له:


"أنووووووس!"


"كرهت اسمي بسببكم... عاوز إيه!"


"يعني مش هتخلوني أكتب الكتاب برضو؟ عاوز أحضر حفلة تخرجها."


"تكتب الكتاب؟

يا باين فيروز لسه بتسأل نفسها كان قرار صحيح إنها وافقت ولا لأ."


"يوه بقى، دي معجونة بالطين والتردد."


"طب بس لا تخلي ليلتك إنت اللي طين."


"أيوه يعني هكتب الكتاب أمتى... مش عمها قال خطوبة ست شهور؟"


"يا حبيبي، إنت عندك خلل في الحسبة. عدى ثلاث شهور بس. وبعدين أنا حاسس إنها عاوزة تفركش، بس مش عاوزة تجرحك."


"ده عند أمك يا حبيبي. أنا شايف إنها بدأت تطمن وتصدقني، وإحنا خلاص شهر ونبدأ في تجهيزات الشقة."


——————————————————————----


مرَّ أربع شهور ونص، ووهدان كل يوم بيزيد إعجابي به، بفكره وأخلاقه.

فاكرة كام مرة كان يبقى عندنا ويشيلني ويسيب الكل وينزل عشان المغرب أذّن، وينزل بسرعة عشان يلحق. ومكان الشقة وهو بيختاره جنب مسجد، وإنه محافظ على ضوابط الخطوبة وبيحاول ما يغضبش ربنا، وكمان بيقترح عليَّ دورات أسمعها وكتب أقرأها.

وكل مرة بيجي فيها بيجيب لي كتاب هدية ومعها QR كود لشرح الكتاب.


كنت نازلة أنا ومامته وأمي وأنس وهو، عشان بنختار أجهزة البيت وكده.


"اختاري يا حبيبتي اللي إنتِ عاوزاه."

قالتها مامته وهي بتطبطب على كتفي.


ابتسمت وقربت وبدأت أختار، وهو واقف ابتسامته بتوترني. خلصنا الأجهزة واليوم خلص ووصلنا بعربية بقالي فترة بشوفها معاه، والبايك اختفت. كان واقف مع أنس بيتكلموا، وسلّم على الكل وسلّم عليا، بعدين مشي هو وطنط.


"أنس… هي البايك بتاعة وهدان فين؟"

"بيصلحها وبيجدّد فيها."

"أنا مش عارفة أحدد مشاعري تجاه البايك دي."


غمز لي وهو بيقول:

"مش عارفة تحددي مشاعرك تجاه البايك؟ ولا تجاه صاحب البايك؟"


"اللي اتنين يا أنس. تصرفاته بتقول لي صدقيه، بس إنت فاهم يا أنس… أنا أسيب أي شخص مهما كان مناسب لمجرد إني خايفة. أنا خايفة إن لما يشوفني كُلي ما يعجبوش. أنا محتاجة واحد ينبهر كل ما يشوفني، يحسسني إني أجمل واحدة في عينه، مش أحلى واحدة في العالم. وهدان شاف بنات جميلة بشكل!

أنا مدركة إن الجمال نسبي، وأنا واثقة في جمالي، لكن بالعقل… هو عيونه أول ما تشوفني هتبدأ تقيِّم وتقارن."


"أقول لك على حاجة يا فيروز؟"

"قول يا أنس."

"وهدان ما رفعش عينه في حد من ساعة ما عرفته، حتى فيكِ بيجاهد عيونه إنها ما تترفعش. وهدان تاب توبة نصوحة… أَحسبه عند ربنا كده. بس حقيقي، أنا عارف إنك الوحيدة اللي هتملي عينه."


——————————————————————----


"جاهزة؟؟"


"محسسني إني داخلة إنترفيو يا أنس. أنا هموت من التوتر… سهيلة فين؟ الخمار فين يا أنس؟ لا لا… أجِّلوا كتب الكتاب، أنا مش جاهزة."


"نعم يا عنيا؟"


"في إيه يا أنس؟ استهدى بالله… أنا هموت من الرعب."


"بِتّ! انتِ اضبطي كده، أنا خارج لوهدان، عشان لو سمع كلامك ده هيمسك في رقبتي أنا."


"أوعى تقول له على الخمار، والله هزعلك."


خرج أنس، وجات سهيلة بعده. كنت باصة لهم بيأس. لفيت الخمار الأزرق على فستاني الأبيض اللي كسرت بيه قاعدة كتب الكتاب، وفصّلت فستان أبيض عليه فراشات زرقاء ملموسة، ومن غير نقطة ميكب، ولا حتى كُحل.


"يا رب على الجمال والدلال! وهدان قلبه هيقف من حلاوتك."


"أنا مش مطمنة لوهدان خالص، حاسة إني عاوزة أهرب."


أخذت إيدي من غير كلام وجرّتني على بره. خرجت لقيت الكل بيبص لي، الكل متجمع عشان حدث كبير. والحقيقة إني عاوزة أهرب بأي طريقة. أنا صغيرة على الكلام ده، حد يفهّمني إزاي عدّى ست شهور!


"بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير."


لحظة مهيبة. الكل فرحان وبيهني، وأنا واقفة متجمّدة بشد على أعصاب إيدي. كنت هموت من الخوف والتوتر… شدني في حضنه بحنية. رعشتي كانت ظاهرة، وبعدين سكنت تمامًا وهو محني ومغطيني كلي. حسيت بشدة، وبعدين بوسة خفيفة على خدي، وقال:


"يا أهلا بيكِ يا روحي اللي كانت رايحة مني، وردّت لي من تاني."


"وهدان!… إنت عملت إيه؟"


معرفش كنت مبتسمة ليه وأنا بسأله وبرفع كفي على خدي. فضحك وهو بيمسح على راسي وقال:


"إحنا لينا حساب على الخمار ده."


"مش حلو؟؟"


سألته باستغراب، فباس راسي قدامهم كلهم وهو بيقول بهمس:


"حلو بزيادة… والحلاوة دي ليا لوحدي."


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


خلصت ساعتين كتب الكتاب، واتصورنا كتير أوي بموبايله. محبناش يكون في فوتوغرافر، كل حاجة كانت بسيطة وخفيفة. وكل صورنا كان لازق فيا. فرق الطول كان واضح. كان متفق مع وأنا وأنس إني هخرج، وهيجبني بالليل.


وخرجنا بره القاعة. كان في بايك جامدة أوي لونها أزرق خطفتني. أخذ إيدي ورفعني عليها، وهو بيقول لي:


"زرقا عشان ده لونك المفضل."


"وهدان! هي دي بتاعتك؟!"


قولتها بحماس، وحضنته بلا وعي. القلب والعقل استسلموا خلاص. ضحك وهو بيشد عليا وبيقول:


"أيوه يا قلب وهدان."


ضحكت وأنا بلمس البايك بحماس، أول مرة وأجمل مرة. بصيت له بتهديد وأنا بقول بهزار:


"مافيش واحدة بعدي هتلمس البايك دي."


قلب عيونه بلطافة وانحنى وهو بيقول:


"هو مافيش واحدة قابلك لمستها أصلًا."


"إيــه؟! هي دي مش البايك الحمرا بتاعتك وإنت جددتها؟"


"مقدرش أخليكي تلمسي حاجة غيرك لمستها قبلك. إنتِ تستاهلي تكوني الأولى في كل حاجة. إنتِ… لا في زيك ولا في بعدك يا فيروز."


تمّت💙

رواية حواديت تراب القمر كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات