رواية أعلنت الحرب على قلبي عبر روايات الخلاصة بقلم إسماعيل موسى
رواية أعلنت الحرب على قلبي الفصل التاسع عشر 19
داخل السيارة، لم يكن الليل أرحم من الأرض التي تركتها وراءها، المصابيح المعطلة تلتمع كأنها عيون تراقبها، والهواء البارد يصفع وجهها من زجاج مكسور في الخلف. جلست ندى في المقعد الأوسط، يدان غليظتان تضغطان على كتفيها كقيدٍ لا ينفك، ورائحة عرقٍ خانقة تختلط بدخان السجائر تملأ المكان. لم تسمح لنفسها بصرخة واحدة، كان الخوف يلتهم صدرها، لكنها تماسكت بالصمت، كأنها تُخفي عنهم أي ذرة ضعف.
الرجل الجالس بجوارها على اليمين مال عليها هامسًا، صوته أجشّ وبارد:
ـ متقلقيش يا عروسة… الرحلة لسه طويلة.
لم تجبه، لم تحرك رأسها حتى، فقط أطبقت جفنيها وكأنها تحاول أن تخلق لنفسها عالمًا آخر لا يشاركها فيه هؤلاء الغرباء.
قائد السيارة، عريض الكتفين، يضرب المقود بإيقاع غريب وكأنه يعزف لحنًا خاصًا به وسط الصمت المشدود. التفت للحظة وهو يبتسم ابتسامة مشوهة:
ـ المعلم مستنيها… قال محدش يلمسها.
انقبض قلبها عند سماع كلمة "المعلم"، لم تفهم من يقصدون ولا لماذا هي تحديدًا. كل ما تعرفه أنها أُقلِعت من عالمها فجأة، من حقول القرية، من بكاءها وعجزها، إلى هذا القفص المعدني المتحرك الذي يزداد انغلاقًا عليها كلما ابتعد.
أحدهم أخرج زجاجة بلاستيكية صغيرة، مدّها إليها:
ـ اشربي… هتحتاجي.
أدارت وجهها بحدة، رفضت، فقهقه بصوت منخفض، أعاد الزجاجة إلى حقيبته وهو يتمتم:
ـ عندها كرامة… خلينا نشوف الكرامة دي هتفضل لحد فين.
السيارة اخترقت ظلام الطريق الترابي، ثم انحرفت إلى شارع جانبي مهجور، بلا لافتات، بلا ضوء سوى ما يلقيه القمر من شظايا بيضاء فوق الإسفلت. لم يكن الزمن عندها يقاس بالدقائق، بل بالنبضات التي تتسارع حد الاختناق، والبرد الذي يتسلل أكثر كلما ابتعدت عن المكان الذي تعرفه.
داخل صدرها، تصاعدت أسئلة كثيرة كالرصاص: لماذا؟ من هؤلاء؟ وما الذي ينتظرها عند النهاية؟ لكنها، رغم ارتجاف يديها وبرود أطرافها، كانت تداري قلقها خلف صمتٍ جامد، تعلم أن أي كلمة قد تنكسر بها أمامهم، ولن تمنحهم تلك المتعة أبدًا.
كانت السيارة تمضي، وكانت هي تعرف شيئًا واحدًا فقط: أن حياتها القديمة، بما فيها من جد وصراخ وحقول ودموع، قد انغلقت فجأة، وأن القادم، أيًّا كان، لن يكون مجرد حادث عابر.
حين توقفت السيارة، لم يكن الصمت أقل رعبًا من الطريق الطويل. باب حديدي ضخم انفتح ببطء، صريره أشبه بأنين جدار قديم قاوم الزمن كثيرًا. دفعها الرجل الجالس بجانبها للخارج بعنف، تعثرت قدماها على الأرض الإسمنتية الرطبة، وبرودة المكان تسللت فورًا إلى عظامها.
سارت بينهم بخطوات مُجبرة، لم يتركوا لها فرصة لتلتفت أو تلتقط أنفاسها. الممر الضيق الذي عبروا منه، جدرانه مطلية بالرمادي، بلا نوافذ، بلا ملامح، كأنها تدخل بطن وحش معدني لا خلاص منه.
أمام غرفة مغلقة بثلاثة أقفال، توقّفوا. أخرج أحد الرجال مفتاحًا طويلًا وأدار الأقفال واحدًا تلو الآخر، كل صوت دوران كان بمثابة إعلان عن فصل جديد من المجهول. الباب انفتح، ودُفعت ندى للداخل بقسوة، ثم أُغلق خلفها على الفور، لتبقى وحدها وسط عتمة محكمة.
الغرفة كانت صغيرة، جدرانها سميكة كأنها بنيت لتكتم الأنفاس لا لتحميها، نافذة وحيدة مغطاة بقضبان حديدية سميكة لا يدخل منها سوى خيط ضوء باهت، أقرب إلى وهمٍ بصرى من كونه ضوءًا. على الأرض فرشة رثة وكرسي خشبي مائل، كل شيء فيها يشي بأنها ليست مأوى، بل محبس مقصود.
صوت خطوات ثقيلة اقترب من الباب، ثم صوته… صوت لم تحتج أن ترا صاحبه لتعرف أنه المعلم الذى يتحدثون عنه رخيم، بطيء، يحمل نبرة استهزاء دفينة:
ـ وصلت الضيفة.
لم يدخل، لم يمنحها حتى رؤيته. اكتفى بالوقوف خلف الباب، صوته يتردد بين الجدران وكأنه يأتي من كل مكان:
ـ هترتاحي هنا شوية… لحد ما نقرر هنستفيد منك إزاي.
ثم تبع صوته صمت طويل، كأن المكان ابتلع كل ما حولها. شعرت ندى أن أنفاسها تصطدم بالجدران وتعود إليها مثقلة، وأن عقلها يصرخ أكثر مما يستطيع جسدها التعبير. جلست على الكرسي المائل، يداها ترتجفان، قلبها يضرب كمن يريد الفرار من صدرها، لكن عينيها ظلتا جافتين، كأن البكاء في هذا المكان جريمة لن تسمح لنفسها بارتكابها.
حشمت مندور
رن الهاتف على الطاولة المتهالكة أمام حشمت مندور، كان جالسًا في عتمة الغرفة، سيجارته تحترق ببطء في يده، دخانها يتصاعد كسحابة كثيفة تشبه أفكاره المشوشة. نظر للشاشة، الرقم مخفي. أجاب بصوت خشن، متحفز:
ــ مين؟
جاءه الصوت على الطرف الآخر، واضحًا، ثقيلًا، يحمل ثقة رجل يعرف تمامًا كيف يلعب بالوقت والأعصاب:
ــ أنا سيد شنكل.
صمت حشمت للحظة، ابتسم ابتسامة ساخرة وهو يزفر الدخان من صدره:
ــ أخيرًا طلعت بنفسك يا معلم… مالكش عادة تكلم بنفسك غير لو في مصيبة.
ضحكة قصيرة انطلقت من سيد شنكل، لكنها لم تحمل أي دفء، فقط قسوة ساخرة:
ــ مصيبة فعلاً… بس مش عليّ، عليك إنت.
تجهم وجه حشمت، قبض على السيجارة كأنها عنق أحدهم:
ــ قول خلّص.
ارتفع صوت شنكل، بطيئًا، كمن يستمتع بتقطيع الكلمات:
ــ عندي حاجة تخصك… وهحتفظ بيها لحد ما تيجي بنفسك.
تجمدت ملامح حشمت، عقله راح يدور سريعًا… أي شيء "يخصه"؟ لا أهل، لا أحباب، لا أوراق ولا أموال… حياته كلها مجرد شظايا متناثرة لا تصلح أن تُهدد. ضحك بسخرية مريرة:
ــ تخصني إزاي؟ أنا معنديش في الدنيا دي حاجة تستاهل إنك تساومني بيها.
ساد صمت قصير على الطرف الآخر، ثم نبرة شنكل اتغيرت، صار كلامه أكثر حدة، أكثر إصرارًا:
ــ عندي البت اللى بتحبها … مسكتها ،محبوسه عندى
انقبض قلب حشمت رغمًا عنه، ارتبك للحظة، ثم صرخ غاضبًا:
ــ أي بت؟!
ضحكة أخرى باردة، ثم كلمات حاسمة
ــ اسمها… ندى.
صمت حشمت مندور طويلآ، داعب عقب السيجاره التى بين اصابعه، سحب نفس طويل من سيجارته ثم ابتسم بسخريه
الدنيا دى صغيره اوى اوى، يحب حشمت مندور الألعاب النفسيه يجد فيها متعه تعدل مزاجه
داعب ذناد بندقيته الآليه وهو يتذكر تلك الفتاه التى كانت سبب فى كل مشاكله ثم همس بصوت واهن كمن يداعب برعوم زهره ،انت مسكتنى من ايدى إلى بتوجعنى يا معلم سيد وكتم ضحكه كادت تخرج منه، عايز ايه يا معلم سيد؟
عايزك تيجى عندى هنا يا حشمت ذى الكل_ب زليل خاضع
تتعاقب عن كل إلى عملته مع المعلم شنكل
لازم تعرف انى انا الكبير يا حشمت وانك محصلتش حتتة عيل من صبيانى ثم أغلق الخط.
كنت بتكلم مين؟
سألته الفتاه التى كانت تراقبه بحذر
اشاح حشمت مندور وجهه للناحيه الأخرى ،تعملى ايه لو كان شخص بيحاول يلوى دراعك بحاجه يعتقد انها تهمك
رغم أنها لا تهمك ولا حاجه ولا تمثل لك اى قيمه ؟
صمتت الفتاه تفكر، انا مش فاهمه حاجه ،لو هى مش تهمك هيبتذك بيها ليه ؟
اطلق حشمت مندور ابتسامه ساخره ،ما هو ميعرفش انها بلا قيمه
همست الفتاه خلاص طالما مش تهمك هتورط نفسك ليه ؟
اطلق حشمت مندور نظره عميقه مبهمه كأنة يفكر فى فضاء بعيد عن الذى تعرفه
فيه قصص لازم تخلص قبل ما نبداء قصه تانيه ثم ابتلع كوب شاى وراح يقص على الفتاه الفلسطينيه حكاية ندى معه.
وناوى تعمل ايه ؟
كسرت سلوان آلصمت الذى احاط بهم اكيد هتسيبها ؟
دون أن ينظر إليها حشمت مندور همس ،ربما هذة الفتاه غير مهمه، ربما هى سبب معاناتى منذ شهور وربما انا اكثر شخص يتمنى الأنتقام منها ، لكنها تورطت بسببى ،وحشمت مندور مش ممكن يسيب شخص تانى يدفع تمن اعماله الحمقاء القذره.
كويس انك عارف ان أعمالك قذره يا سيد حشمت مندور
خاطبتة سلوان بنبره ساخره
نهض حشمت مندور تنهد بعمق، الظاهر انك اخدتى إفراج يا انسه سلوان ثم قصد باب الشقه، لو كنا التقينا فى ظروف غير كده قصتنا كانت هتبقى مختلفه
رايح فين سألته سلوان رغم سعادتها بالتخلص منه ؟
رايح انقذ البنت واخلص على سيد شنكل او يخلص عليه
اندفعت سلوان نحو حقيبتها ،أخرجت مسدس عيار ٣٨مل وضعته فى حزام بنطالها ومسدس اخر دسته فى جيب بنطالها.
رفع حشمت مندور حاجبه انتى معاكى كل الاسلحه دى وساكته من الصبح ؟ لو ناويه تقتلينى معملتيش ليه كده من البدايه؟
ابتسمت سلوان بمكر ،كنت بستمتع بسخافتك قبل ما اخلص عليك، لكن للأسف انكتبلك عمر جديد
خرجا من باب الشقه يسير بينهم فضول مبهم ،ما بين رغبه فى الهرب ورغبه فى القرب أكبر
إحنا مش هنركب مواصلات عامه ،الكماين مترشقه فى كل مكان وانا مش عايز مشاكل مع الشرطه؟
لم ترد سلوان، صمتت طويلآ قبل أن تهمس خد الطريق إلى يعجبك المهم نوصل
لم تعجب حشمت مندور نبرة سلوان المتشككه وجد نفسه يريد أن يكسب ثقتها ان يظهر مهاراته آمام سلوان
بعد مسيره امتدت أكثر من نصف كيلو أوقف حشمت مندور عربة كارو يجرها حمارين تحدث مع الرجل المسن الذى يقود العربه قبل أن يشير لسلوان ان تركب
ترددت سلوان لحظه ،قبل أن تندفع قافزه فوق العربه الكارو
جلس حشمت مندور جوار سلوان ودون سابق إنذار
خلبط شعرها وبعثره ولطخه ببقايا تبن كانت على الارضيه الخشبيه قبل أن يرفع نصف شال ممزق متروك فى مؤخرة العربه ويضعه فوق عنق سلوان
انفعلت سلوان قبضت على يد حشمت مندور بعنف وكانت على وشك توجيه ضربه عنيفه لصدره ،ايه إلى بتعمله دا يا شخص انت؟
أوقف حشمت مندور يد سلوان قبل أن تصل هدفها
امال عنقه تجاه سلوان وهمس فى اذنها ، يعنى معقول واحده ذى القمر زيك تركب عربية كارو من غير ما تثير الشكوك بشعر مكوى وخدود ذى الورد ؟
انا بعمل الصالح، لازم نظهر ذى المشردين
تنهدت سلوان بضيق ،انت اول واحد فى حياتى يلمس شعرى
يا حشمت ، فى بلدى شعرى بيكون متغطى بتحجيبه
اما هنا فأنا مجبره اعمل كده.
ابتسم حشمت مندور بدا مسرور على غير العاده، كأنه غير ذاهب لمعركه قد تودى بحياته بعد قليل فى وسط انشكاحه تلقى ضربه فى عظم جانبه الأيمن وسمع همس سلوان متعملش كده تانى.
تركا العربه قبل عدت شوارع من وكر سيد شنكل كان الليل قد زحف على شوارع القاهره منذ مده
انتى مش مضطره تعملى كده على فكره، انتى غريبه وفى بلد غير بلدك ولو حصلنا حاجه هتتبهدلى
لو روحت لوحدك هتموت يا حشمت ،لازم يكون فيه شخص يحمى ضهرك، ثم مصر بلدى كمان وانا متعوده على كده
___همس حشمت مندور بتعرفى تضربى نار ولا جايبه المسدسات معاكى زينه
بعد شويه هتعرف ردت سلوان بصرامه وهى تداعب معدن مسدسها
___--------
___--------—--------
كان البيت الكبير يغلي كمرجل يغلي فوق نارٍ لا تهدأ. صرخة واحدة أطلقتها الخادمة بأن ندى لم تعد إلى غرفتها منذ الغروب، كانت كافية لتتحول الجدران إلى جدرانٍ مرتجفة، تتناوب أصداؤها بين حجرات الطابق العلوي وأروقة الساحة الواسعة. اندفع الأبناء والأحفاد، خرج الرجال أولاً يحملون فوانيسهم، تتقدمهم خطوات الجد الثقيلة، ووجوههم تحمل ذعراً لم يعرفوه من قبل. النساء انخرطن في البكاء والنحيب، بينما كتمت النساء خوفهن في صدورهن، يبحثن في الزوايا، في غرف التخزين، حتى خلف الأبواب المغلقة.
في الخارج، كان الليل يزداد وحشة كلما توغلوا فيه. الحقول اتسعت أمامهم كصحراء من العشب، والهواء الرطب يلسع وجوههم. نادوا اسمها مراراً، أصواتهم تتهشم على صمت الليل، فترد عليهم الكلاب بنباح متقطع من بعيد. بعضهم جرى في الطرق الترابية، آخرون تسللوا بين سنابل الذرة، يشقون الممرات الضيقة بأقدامٍ متسارعة، كأن الأرض نفسها تخفيها عنهم عمداً.
عاد بعض الرجال لاهثين، يتبادلون النظرات المذعورة، وكل منهم يسأل الآخر: هل وجدت شيئاً؟ هل لمحها أحد؟ لكن الجواب لم يتغير: لا أثر لها.
عند منتصف الليل، حين بدت العائلة على وشك الانهيار من التعب واليأس، ظهر جاسم. وصل على عجل، لم يحتج إلى سؤال أو شرح، كانت نظراتهم تكفي. انضم إليهم بصمتٍ قاطع، لم يلتفت إلى شيء سوى اتجاه الحقول. حمل فانوسه، وغاص في العتمة بجوار أبناء عمومته، كأن دماء القرابة هي البوصلة الوحيدة التي تقوده.
عادوا مثقلين بالخيبة، خطواتهم متباطئة كأن الأرض نفسها تثقل أرجلهم لتمنعهم من الرجوع بلا فائدة. دخل الرجال أولاً، وجوههم مغطاة بالتراب والعرق، أنفاسهم متقطعة، والفوانيس في أيديهم صارت ألسنة نارٍ صغيرة توشك أن تنطفئ. النساء انتظرن على الأبواب، أعينهن تسأل قبل ألسنتهن: هل وجدت؟ لكن الصمت الطويل كان أبلغ من أي جواب. انطلق البكاء في زوايا البيت، صارت الجدران شاهدة على هزيمة العائلة الأولى أمام المجهول.
جلس جاسم وسط هذا الخراب الصاخب من البكاء والارتباك، لم يغادر كما كان يفعل عادة بعد كل أزمة. بقي معهم، يتأمل وجوههم واحداً واحداً، يقرأ في العيون الوجلة ما يشبه انعكاساً غريباً لقلقه الخاص. لكن حين هدأ الصخب قليلاً، وحين انشغل كل فرد بنفسه، انسحب جاسم إلى صمته الداخلي. جلس في ركنٍ قصي من الصالة، يضع رأسه بين كفيه، يحاول أن يلتقط خيطاً واحداً من بين كل تلك الفوضى.
وفجأة، قفزت صورة قديمة إلى ذهنه… ندى، فى ذلك النهار الذى لم يمح من ذاكرته، حين تورطت دون قصد مع المجرم حشمت مندور. تذكر تفاصيله كأنها بالأمس: الخوف في عينيها، ارتباكها، وكيف تحولت الحكاية الصغيرة وقتها إلى ظلّ طويل لم يفارقه أبداً. كان يظن أنه طوى الصفحة، لكن الآن، مع اختفائها الغامض، بدا الأمر وكأن الماضي يعود ليطرق بابه بعنف.
أحس جاسم أن بداية الخيط ربما تكمن هناك، في تلك الحادثة التى لم تخبر بها ندى سواه ،. نهض ببطء، كأن قراراً ما بدأ يتشكل داخله. لم يقل شيئاً للعائلة، لكنه في قرارة نفسه أيقن أن بحثه الحقيقي سيبدأ من تلك النقطة… من عند اسم حشمت مندور.
شاهنده
عندما ظهر اسم نوح على هاتفها كادت ان لا ترد، كانت تعرفه وتعرف انه ابن عم روان وكانت تعرف أيضآ انه شاب غير سوى رغم ذلك اجابت على الأتصال
وقفت فى جانب منعزل تستمع لنوح بصمت لأكثر من خمسة دقائق قبل أن تطلق ابتسامه ساخره حجبها ظلام الليل
وتهمس لو حصل يا نوح هعملك كل إلى انت عايزه.
يتبع...