📁 أحدث الفصول

اسكريبت أنانية بقلم أسماء مصطفى

اسكريبت أنانية بقلم أسماء مصطفى

كنت واقفة مصدومة بعد ما عرفت انه اتجوز عليا، وعشان ايه؟ عشان يخلف! طب ماهو عارف اني معنديش مشكله ولا هو كمان بس كلها مسألة وقت، وانه ممكن منخلفش ودي حاجه اسمها العقم غير مبرر


بقالنا ست سنين مع بعض ومحبيتش اكون انانيه وقولته يتجوز ويخلف بس يطلقني عشان مش هقدر استحمل، بس هو اتمسك بيا وقتها فانا كمان اتمسكت بيه وضحيت باكتر حاجة بتحلم بيها كل بنت، عشانه! وفي الاخر اتجوز عليا وكمان خلف!! 


رجعت بذاكرتي من كام ساعه لورا وانا بفتكر مقابلتي ليها، بنت خاله اسمها ندى بعد ما طلبت مني انها تقابلي، قعدت معاها ولاقيتها بتقول بسرعه


_ هدير انا اتجوزت فارس من سنه ونص ودي قسيمة جوازنا وانا حامل منه وهولد النهارده وانا دلوقتي رايحه الولاده هو ميعرفش اني هولد النهارده وانا عايزاه معايا هروح وهو هييجي بعد ما يعرف اني تعبت وودوني عشان اولد عشان بصراحه مش عايزاه يكون معاكِ، ولا يشوفك النهارده وانا جيت قولتلك عشان عارفه انك لما تعرفي هتبعدي عنه وهتطلقي وانا مش عايزه يكون في وحده تانيه في حياته وعايز اعيش معاه انا وابني حياة مستقره مش هينفع ييجي كل اسبوع يوم ويمشي


سابتني ومشيت وانا كنت قاعدة مصدومة بشوف قسيمة جوازهم اللي عطتني نسخه منها وجت اعترفتلي بكل حاجه، بقالهم سنه ونص متجوزين!! كل شويه ارجع ابص عليها ودموعي تزيد، وفي وسط انهياري لقيت منه مكالمه، رديت عليه وانا عارفه هو هيقول ايه


_ الو، حبيبتي عامله ايه، كنت عايز اقولك اني هسافر في شغل لمدة اسبوعين عشان عندي عمليات ولازم اسافر ضروري بس مش هقدر اجي وهمشي على طول عشان المفروض هتحرك بعد نص ساعه واكيد لما ارجع هفهمك كل حاجة تمام يا روحي؟ 


_ تمام ماشي 


ردي كان مختصر وبارد وكله جفى


استغرب من ردة فعلي لأن لو كان في وقت طبيعي كنت زعلت وادايقت، لكن دلوقتي! مش هينفع ازعل نهائي، وهو مهتمش كتير، قفلت معاه روحت شقتي وبدأت الم حاجتي وروحت لاهلي، عرفتهم وعرفتهم قراري اني هنفصل بس خليه دلوقتي مع ابنه ولما يرجع نتفاهم على رواق


عدى الاسبوعين وانا كنت مكسورة فيهم بس عمري ما كنت ضعيفة ومش انا اللي حد يدوسلي على طرف، جمعت نفسي وخدت قراري اني انفصل عنه واشوف نفسي


اما هو فكان مبسوط وفرحان بابنه اللي سماه ادم زي ما كان متفق معاها، كان نفسه يكون منها بس القدر ما اردش بدا، عدوا الاسبوعين عليه وهو بيخلص شغل ويروح ينام في حضن ابنه وهو مبسوط وبيلاعبه ويشيله كتير، رجع شقته ودخل لقى النور كله مطفي بدأ ينادي عليها


_ هدير، حبيبتي انتِ فين


دور عليها وملقهاش رن عليها بس مردتش رن على والدها وعرف انها هناك راحلها ولما راح قعدوا كانت لابسه خمارها وهو استغرب فسألها


_ هو انتِ ليه لابسة الخمار مفيش حد غريب وماقولتيش ليه انك رايحه عند والدك


بصيت عليه وانا بفكر ازاي كان بيقعد معاها ويتكلم وقرب منها ولمسها، لمس غيري وخلف منها! وييجي في الليل ينام في حضني ولا كإنه عمل حاجة، والنهاردة جاي بعد ما قعد معاها هي وابنه اسبوعين عشان ياخدني ونكمل حياتنا عادي كدا بكل بساطه!! ايه البجاحة دي


قولت بصوت هادي


_ انت الغريب وانا جيت بيت والدي عشان مفيش مكان ليا هناك


استغرب من كلامي وكان لسه هيتكلم لكنه اتصدم لما قولتله 


_ طلقني، طلقني يا فارس


_ انتِ بتقولي ايه يا هدير، انتِ اتجننتي، ازاي تطلبـ.... 


قاطعته وانا بقوله بمنتهى البرود والثبات بالرغم من صوتي المهزوز


_ طلقني وروح لمراتك وابنك


الصدمه كانت حليفة الموقف وهو مقدرش ينطق بحرف فكملت كلامي وقولت


_ ايه كنت فاكرني مش هعرف انك اتجوزت والاسبوعين اللي فاتوا كنت معاما عشان ولادتها ومكنش عندك شغل ولا سفر وكنت بتكدب، بس انا عرفت وانت هتطلقني عارف ليه، عشان انت واحد اناني بتحب نفسك وبس عمرك ما حبيتني عايز يكون عندك ولد وتخلف وتبقى مع اللي بتحبها في نفس الوقت بس للاسف الدنيا مبتديش كل حاجه وانت اناني وطماع وهتطلقني عشان مرفعش عليك قضيه واخلعك


وقف وقرب مني وقال بتوتر


_ انا اسف يا هدير، والله اسف بس انا كنت عايز اخلف دا حقي ومكنتش هقدر ابعد عنك، انا بحبك وانتِ الست الوحيدة في قلبي ومقدرش استغنى عنك


_ وانا كمان من حقي اخلف زيك وموضوع انك كنت عايز تخلف فدا مش حققك، كان يبقى حققك لما اكون انا عاقر ومبخلفش بس الحمدلله انا بخلف وانت عارف، ضحيت بالخلفه عشانك وانت ضحيت بيا، وانا معنديش كلام تاني اقوله انت هتطلقني بهدوء ونخرج بالمعروف زي ما دخلنا بالمعروف 


خلصت كلامي وسبته ودخلت اوضتي وحاول ييجي ورايا لكن بابا منعه وقاله


_ انت هتطلقها وكل واحد يروح لحاله وملكش دعوه بيها خلاص، هي مش ليك


سمعته وهو بيصرخ في بابا وبيقوله


_ لأ هي ليا، انا بحبها ومش هطلقها، مينفعش اسيبها والله انا بحبها، انا بحبك يا هدير ومش هتكوني لحد غيري، مش هسيبك


عدى 3 شهور على الموضوع وكنت اتطلقت بعد محاولات كتير منه انه يرجعني تاني بس انا خلاص كرهته


كنت قاعده بالليل في بلكونة الاوضه بتاعتي ولقيت ماما قعدت جنبي بتقولي


_ هدير حبيبتي عايزه اتكلم معاكِ في موضوع 


_ اتفضلي يا ماما اتكلمي


_ في عريس جايلك عايزاكي تقعدي معاه وشوفيه، عيشي حياتك زي ما هو عاش حياته


قولتلها وانا بتنهد بتعب


_ انا مش هوقف حياتي عليه وهشوف العريس ولو ارتاحت ربنا يسهل


ابتسمتلي بهدوء وحضنتي وراحت قالت لبابا


تاني يوم بعد المغرب جهزت نفسي وطلعت عشان اقابل العريس، قعدنا كلنا وبعدين اهلي واهله سابونا لوحدنا فا هو بدأ الكلام وقال


_ ازيك عامله ايه 


_ الحمدلله بخير 


_ اسمي محمد، بصراحة انا متجوزتش قبل كدا وعرفت موضوع حضرتك بعد ما شوفتك كام مره وحسيت باعجاب ناحيتك فجيت اتقدملك وادخل البيت من بابه، عايز اقولك اني مش فارق معايا حتى لو مش هتخلفي، الخلفة دي رزق من ربنا وربنا بيدي كل واحد رزق غير التاني، فيه ناس رزقها فلوس وناس في الخلفه وناس في الزواج وانه شريكه يكون انسان كويس او في شغله وحاجات تانيه كتير وانا حابب رزقي يكون في شريكة حياتي، انا ممكن اكون مش ملتزم زيك بس بحاول اقرب من ربنا، واوعدك انه لو حصل نصيب بينا هشيلك جوه عيوني، انتِ وصية الرسول


كلامه كان خفيف على قلبي، مكنتش عارفه اقول ايه بس صليت استخاره وبعدها بيومين بلغت اهلي اني موافقه بعد ما حسيت بالراحه ناحيته، اتخطبنا لمدة اربع شهور، كان بيعاملني بكل احترام وملتزم حدوده ومتخطاهاش في مره ودايمًا كان بيحافظ عليا، كتبنا الكتاب وعملنا فرح بعديها بشهر اتجوزنا وعيشت معاه سبع شهور كانوا احلى سبع شهور في حياتي، كان بيعاملني باحترام وحنيه وعمره في مره ما زعلني


ولما اتخانقنا في مره ركن خناقنا على جنب وقالي وهو بيحضني


_ احنا نتخانق تمام وتزعلي براحتك بس متسيبنيش وتبعدي عني حتى لو زعلنا خلينا نحل مشاكلنا بهدوء وكل حاجه هتتصلح، اوعدك


وفي يوم كنت واقفه ماسكه ورق التحاليل ودموعي بتنزل من الفرحه، شكيت اني حامل فقولت اتاكد الاول، والتحليل طلع ايجابي، مكنتش عارفه اقوله ازاي وكنت مبسوطه اوي اني هخلف وكمان هخلف منه، من الراجل اللي حبيته بجد واللي كان سندي وفهمني وضحى عشاني


بعد ما رجع من شغله حضرت الغدا وكنا بناكل وقفت اكلي وبصلته وقولت بابتسامه كبيره


_ انا محضرالك هدية


ابتسم ومسك ايدي بحب وقال


_ انتِ احلى هدية جتلي في حياتي، ربنا يديمك نعمة في حياتي يا حياتي


ابتسمت بهدوء وعطيته ظرف مربوط بشريط احمر، فتحه وطلع منه التحاليل وهو مستغرب وبدأ يقرأ بعدها ساب الورقه وفضل باصللي شويه وبعدين اتكلم وهو مش مصدق


_ دا مش مقلب صح؟! 


_ لأ يا حبيبي مش مقلب، أنا حامل


مستناش اكمل جملتي وقام حضني ولف بيا وهو بيقول بسعادة


_ انا بحبك اوي ومش مصدق اني هيكونلي حتة تاني منك، انا اسعد انسان في الدنيا


عدت فترة الحمل على خير وجبنا بنتا «سُقيا» واللي كانت شبه اوي، شعرها الاسود وعنيها العسلي وبشرتها الخمريه، كانت جميله وملامحها صغيره وحلوه اوي، تشبهله


كنت في اوضتي في المستشفى بعد ما فوقت من تأثير البنج عليا عشان الولادة، كان ماسك ايدي وشال بنتنا بايده التانيه وهو بيبصلي بحب وبيقول وهو بيديهالي


_ بصي حلوه ازاي، شوفيها دي جميله اوي


وفي وسط ما بتكلم انا ومحمد عن بنتنا وفرحتنا بيها دخل فارس وكان داخل بالغلط عشان كان عامل عمليه لحد والمفروض هيشوفه ولكنه اتلغبط ودخل الاوضه اللي انا فيها


كنت بصاله بهدوء ومفيش اي مشاعر ليه في قلبي خلاص بس هو لقيته جاي بسرعه وهو بيقول لمحمد ومتعصب ووشه احمر


_ انت مين وازاي تقعد معاها كدا لوحدكوا


بس قاطعت كلامه وانا بقول


_ فارس اعرفك، دا محمد جوزي وابو بنتي، محمد اعرفك، فارس طليقي


وقف مكانه مصدوم بينقل نظارته بيني انا ومحمد وبنتنا، وكإنه مش مصدق اني اتخطيت وعيشت حياتي عادي من غيره


أما هو كان مش قادر يستوعب، مشي وهو لسه مصدوم وزعلان على نفسه ومن نفسه، من ساعة ما طلقها وهو حاسس انه مكنش لازم يعمل كدا فيها ويكسرها ودايمًا بيتندم ومشاعره تجاه ندى كانت كره وعدم تقبل وابنه اللي كان مبسوط بيه بقى يبصله وكإنه مش عايزه وشايف انه السبب، كان اناني وبسبب انانيته دمر نفسه هو بس، هي عاشت وحبت وخلفت من غيره وهو بس اللي وقف في النص

لا قادر يرجع يصلح اللي كسره ولا قادر يتأقلم مع الواقع اللي بقى فيه ويتعايش معاه


أما هي مسكت ايد محمد وهي بتقول بعيون بتلمع


"لأنك المعنى الأول للألفة، ولأنك الحظ الأكبر، والعوض الجميل، لأنك نظرتي الطيبة عن الحياة، ولأنك الرائع في كل ظرف، والأوفى منذ الأزل، لأنك مرآة نفسي، ومنارة حياتي، أحبك."


#تمت

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات