📁

رواية فاتن وعلي الفصل الثالث 3 بقلم ولاء عمر

رواية فاتن وعلي عبر روايات الخلاصة بقلم ولاء عمر

رواية فاتن وعلي الفصل الثالث 3

التليفون رن وكان البيت فمرضيتش أرد عليهم ودخلت نمت ولما صحيت كانت الصدمة.


أكتر من عشرين مكالمة فاتت، فرجعت رنيت عليهم وعرفت إن أخويا وقع في الشغل ورجله إتكسرت.


ــ طيب وأنا هعمل إيه ؟


ــ ابعت فلوس علشان العلاج والكشف.


خرجت عن شعوري وقولت لأمي:

ــ فلوس إيه ما أنا لسة باعت وبعدين أنا مش فاهم هو مش المفروض بيشتغل وكمان شغله ثابت وأحسن مني ؟ يعني إيه ابعت فلوس؟ دا مبيشتريش قشاية للبيت وتلاقيه معاه أكيد مستنية مني أنا ؟ سلام يا أمي عشان أنا لو موتت والله ما هيفرق معاكم غير القرش اللي هينقص، الله يقطع علي من وشكم.


قفلت في وشي، كالعادة يعني طالما الكلام مش على هواهم، بس أنا لو قعدت أضيع كل قرش بتعب فيه ليهم وإخواتي يحوشوا لنفسهم ويعدلوا هقعد زي قلتي ولا هتحرك من مكاني.


صليت ونزلت المعرض.


رجعت أختي رنت فرديت بزهق منهم:

ــ أنت فين يا زفت؟


ــ أنا زفت؟


ــ أيوة لما تسافر ومحدش يعرف أنت فين ولا حد يعرف عنك حاجة يبقى زفت وستين زفت.


ضحكت بغُلب وقولت:

ــ ضحكتيني والله، يعني هيفرق معاكم وبعدين أنا مش هربان أنا شغال في إسكندرية وانتو عارفين كدا.


ــ بس محدش يعرف فين مكانك ولا حتى شغال إيه.


ــ ما أعتقدش إنه هيفرق معاكم، المهم إني أبعت فلوس، مع إني مش مجبر طالما في إتنين غيري بيبعتوا، وأرض الله واسعة يا بت أبوي والشغل مبيخلصش ولا المشاغل بتنتهي.


ــ ياريت كنت إتعلمت مكنتش تعبت ولقيت شغل كويس وفلوسه عدلة.


ــ وأنا اللي قولت أختي وزعلانة عليا وعلى مستقبلي اللي ضاع من زمن الزمن وصحتي عضمي اللي إتهلك من الشيل والحط، سلام.


ــ سلام بس ابقى عرفنا مكانك .


قفلت معاها وبعدها دخلت المعرض اللي منه دخلت على الورشة جوة.


ــ إتأخرت برا يعني؟


ــ معلش يا عمي كان عندي مكالمة من البيت بخلصها.


ــ طيب عايزك تدي الدولاب دا وش معجون وتدهنه، وشوف بعدها باقي الحاجات اللي عايزة وش معجون وخالد معاك برضو.


وقفت أنا وخالد ندهنهم وبعد ما خلصنا سيبناهم ينشفوا.


طلعت آخر اليوم بعد ما خلصت الشقة كالعادة يعني .


مكان بارد برود مميت، فاضي عليا، عملت لنفسي أكل في السريع بعد ما غيرت وقعدت أكل وأنا قاعد بسمع فيلم قديم.


على قد ما اشتاقت للمتنا أنا وإخواتي في البيت على قد ما لو أطول ما أروحش تاني هعملها.


أن تبتعد برغبتك ولكنك في نفس  الوقا مبتعدًا رُغمًا عن أنفك، أنت تحب مكان نشئتك، ولكنه يؤذيك بكل الطرق، فـ تارة يجرح مشاعرك ومرة يكسرك.. فتذهب متضطرا حزينًا تجر أحلامك التي بنيتها حينما كنت صغيرًا.


                 ـــــــــــــــــــــــ

ــ أنا مش عارفة أنتِ مش موافقة ليه على العريس!


ــ عادي مش مرتاحة يا سمر.


ــ خدي بس البت دي .


ادتني بنتها وكملت كلام:

ــ العريس مناسب، وأنا والله صليت إستخارة ومش مرتاحة.


ــ دا أمك مش طيقاكي وهاين عليها تولع فيكي.


ضحكت وأنا بقول بتريقة:

ــ بتموت فيا.. بتموت فيا، تخيلي دا في كل كلمة قاعد يأخد رأي أمه، أصل أمي قالت، أمي عملت، أمي سوت، أمي بتقول كذا ، أمي رأيها كذا، طيب إيه ؟ هو مين العريس بالظبط؟ لا وايه يتكلم كلمة ويبص لها ويشوفها موافقة على كلامه ولا لاء.


ــ بار بيها.


ــ بار بيها إيه بس! دا ابن أمه يا سمر وفي فرق بين البار بأمه وبين ابن أمه.


دخلت ماما.


ــ أهلاّ باللي فرساني، أهلاً باللي مش موافقة على عريس، تكونيش مستنية واحد من القصص والروايات بتاعتك اللي بتقريها يطلع لك منها؟ ولا مستنية الفارس الأبيض ييجي يأخدك على حصانه؟ 


دخل بابا على صوتها وهو بيقول لها:

ــ وطي صوتك يا أم عبده، ومتحرقيش في دمك كدا أنا أصلاً مش موافق عليه حتى لو هي رضيت، دا معندهوش شخصية وأمه هي اللي ممشياه، دا أبوه ما إتكلمش معايا كلمتين مع بعض والولية هي اللي بتتكلم.


ــ دول مرتاحين مادياً يا حاج ومعاهم شيء وشويات.


ــ بس مفيش عندهم راجل أعرف أتكلم معاه وأخد منه كلمة، دا إيه فايدته ؟ بصي أنا رافض وصلي لهم أنتِ بقى الرفض، والبت كدا كدا هييجي عدلها، واللي أحسه راجل ويستحق يأخد بنتي دا اللي أوافق عليه، مش أي واحد والسلام، دوي أمانة في رقبتنا ولو جوزناها غصب عنها ولا جوزناها جوازة والسلام وكان مش كويس هنشيل إحنا ذنبها ونتسأل عنها قدام ربنا وأنا مش حِمل إني أقف قدام ربنا وأنا شايل ذنب جواز واحدة منهم لواحد مشقيها.


ــ اللي تشوفه يا حاج.


سابونا وطلعوا وإحنا ابتسمنا بحب على طريقتهم.

بالرغم من وعلى الكبير بسبب قفلة بابا علينا وإننا لا بنطلع ولا بندخل وبالرغم من زعلي الكبير من ماما إلا إن حجر أساس البيت يتمثل فيهم.


طلعت جهزت العشا وحطيته على الترابيزة وناديت عليهم.


قعدنا وكنا ساكتين لحد ما عبدالله إتكلم.

ــ عارف يا بابا أنا إتصاحبت على علي جارنا، وقالي إنه زي أخويا الصغير.


بس بابا لماما وهو بيقول:

ــ أهو الواد على دا راجل ويستحق يتقال عليه راجل، مش زي الخِرع اللي كان دا اللي لو إتقاله بخ يجري يتحامي في أمه، الصراحة الراجل جدع وشهم وابن بلد، صعيدي من صلب الجبل.


الفضول خدني فسألت:

ــ يعني إيه يا بابا؟


ــ كان بيحكي لي وبيقول إن أصله صعيدي وقريته جزء من الجبل، يعني ابن جبل، وبيشتغل من وهو صغير وبيساعد في مصاريف بيتهم مع إخواته _ بص لماما وهو بيقول _ مش زي مجايب أمك اللي تِشرح.


قالت ماما:

ــ وحيلته إيه علي دا؟


رد بابا:

ــ عارفة يا أم عبده، بحكم عشرتي للناس والسوق من زمن الزمن دا خلاني أعرف كل واحد بعد كدا هيبقى إيه.


ردت باستخفاف:

ــ هيبقى إيه ؟


ــ مش عارف هيبقى إيه بس واثق إنه هيبقى حاجة تشرف، راجل عنده طموح ملوش في عبط اليومين دول، حياته شغل وبس، مركز مع نفسه ومش باصص لغيره، وعينه مليانة بطريقة بسم الله ماشاءالله عليه .


ــ جر إيه يا حاج دا أنت ناقص تجوزه ليها، ولا كل دا علشان تقطم فيا يعني ؟


خلصنا ودخلت روقت المطبخ وبعد ما هما ناموا خدت كتابي وكوبابة النعناع بتاعتي ودخلت البلكونة علشان أقعد مع نفسي شوية.


أول ما دخلت وبصيت على البلكونة اللي جنبي لقيته قاعد وسرحان لدرجة إنه مخدش بالي مني لما دخلت.


قعدت أنا كمان من سكات وبدأت أقرأ في الكتاب اللي معايا لحد ما هو قال بسرحان:


ــ الدنيا وحشة وقاسية بطريقة تحزن والله.


رفعت عيني من على الكتاب وقفلته وبصيت ليها، كان وشه باين عليه الحزن بطريقة محزنة.

وبدأ يتكلم بنبرة هادية لكنها حزينة:


ــ عارفة لو كنت كملت كان زماني زي قدي وفاتحين مكاتب، كان ممكن اكون أشطر، لو مكانش هو سابنا ومشي كان ممكن أعيش معاه حاجات كتير، كان ممكن أطلع واحد شكله متربي وابن ناس بدال اللي أنا فيه دا.


رديت عليه ببيت شعري .


" ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فُرجت، وكنت أظنها لا تفرج."


ــ بس المرة زادت قوي، لو كان جبل مكاني مان ممكن ينهار.


ــ ربنا مش بيكلف حد مننا فوق طاقته حتى لو هو مش كدا، أو هو مفكر نفسه معندوش طاقة بس لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.


ــ من علامات حب ربنا ليك إنه يبتليك علشان تتوب، وعلشان تقترب منه أكتر، جرب تتصدق، صلي قيام الليل مثلاً وتدعي، مشوفتش حد دعا بحاجة فيه إلا وإتحققت .


 هز رأسه بهدوء وقال وهو بيبص على الكتاب بيفتح موضوع تاني بعد ما حس إنه زعله بان.


ــ بتحبي القراية ليه ؟


ــ  عادسبتخليني أعيش عالم وحياة تاني نع نفسي بعيدة عن كل حاجة حوالينا، عالم تهرب له من زعلك ومن خوفك ومن اي حاجة .


ــ طيب ما تديني كتاب أنا كمان أهرب بيها من دماغي.


دخلت بالفعل أختار له رواية تكون خفيفة ولذيذة وبالفعل نقيت ليه واحد على ذوقي.


مديتها ليه وانا بقوله:

ــ ممكن تخلي بالك منها وتحطها في عينك علشان أنا بحب كتبي . 


ابتسم وقال:

ــ متخافيش والله هحطه جوا عيني .


خده وفي يوم كان قراه والحماس واخده وخلصه وتاني يوم كان جاي يتناقش معايا.


ــ بس أنا محبيتش موقف البطل.

يتبع...

رواية فاتن وعلي الفصل الرابع 4 من هنا

رواية فاتن وعلي كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات