رواية أغوار عزيز (عزيز ونادين) عبر روايات الخلاصة بقلم سارة الحلفاوي
رواية أغوار عزيز (عزيز ونادين) الفصل الثاني والعشرون 22
مشّى كفه على ذراعها، و رفع راسه للمرضة بيقول بهدوء:
– أوديها أنهي أوضة؟
أشارت له على رقم الغرفة فـ سار بها بيضمها لصدره بيستشعر وجودها تاني بين إيديه، مال يُقبل عينيها قبل ما يحطها على السرير بحذر شديد، سحب كُرسي و قعد و لف للمرضة بيقول بهدوء:
– عايز أكفأ دكتورة نسا عندكوا في المستشفى تيجي على هنا لما تفوق تكشف عليها!!
هتفت الممرضة بتهذيب:
– حاضر يا فندم تفوق بس و إحنا هنشيلها في عينيا!!
و خرجت تاركة لهم بعض الخصوصية! جلس هو على الكرسي قدامها و قرب منها مسك كفها بيقول بحاجبين متقطبين و لسه صريخها و ألمها بيتردد في أذنيه:
– أنا مش عارف إيه اللي حصل .. مش فاهم ليه نزفتي كدا يا عُمري .. أنا مكُنتش عنيف .. مش قادر أفهم!
قال و هو بيفتكر تفاصيل تلك الليلة اللي كانت تخلو من أي عنف، حُب و مودة و لطافة فقط دارت بينهما، إزاي تنزف بعد ما كانت في ح*ضنه و هو كان بيعاملها زي الجوهرة!! رفع كفها لشفتيه و قبلُه عدة مرات بيسند راسُه جنب جسمها بإرهاق شديد لحد ما غفل، و إستفاق على أنامل بتتغلغل في خصلاته بحنان، رفع راسُه ليها و إبتسم لما لاقاها فاقت، و بلهفة قام قعد جنبها بيحاوط وجنتها بكفُه و بكفه الآخر محتضنًا كفها:
– حبيبتي .. حاسة بإيه دلوقتي أحسن؟
قالت نادين بهدوء:
– أنا كويسة يا حبيبي .. شوية وج\\ع بس في بطني هنا!
قالت و هي بتشاور على ما أسفل معدتها بقليل بملامح منكمشة، حط إيدُه مكان إيدها بيقول و قد إنكمشت ملامحُه و كإن الألم اللي بتحسُه متوصل بيه بالظبط:
– حبيبتي .. هجيبلك حالًا دكتورة نسا تكشف عليكي!!
أومأت له بإبتسامة دافية و بصت لعينيه المرهقة بتقول بأسف:
– تعبتك معايا يا عزيز حقك عليا!!
قطب جبينه بضيق من حديثها، تحسس وجنتها الناعمة أسفل خشونة أنامله، و مال مُقبلًا معدتها قبلة تلي الأخرى مبسمًا، مقدرتش تقاوم رغبتها في إنه تحصنه، فتحت ذراعيها تدعوه لإحتضانها .. و كأنها دعتُه للجنة،أسرع يحاوط خصرها بذراعٍ و بالآخر يحاوط عنقها، بيقربها منه بحُب و بيمسح على ضهرها، قبّل عنقها و رجع بِعد بيقول برفق:
– هروح أنده للدكتورة يا حبيبي!!
أومأت له نادين بإبتسامة هادية، و بعد مغادرته إنكمشت محياها تدلك ذلك المكان الذي يؤلمها تسترجع الألم اللي حسِت بيه و كإنه كان بياخد روحها معاه!، دخلت الدكتورو و وراها عزيز، رحبت بيها الطبيبة بتقول بإبتسامة هادية:
– أخبار القمر بتاعت المُستشفى إيه!
إرتاحت نادين لإسلوبها، و قالت بطريقة مازحة هي الأخرى:
– القمر إترمرمط جامد!!
هتفت الطبيبة بضحكة:
– لاء لا عاش ولا كان، هنشوف دلوقتي سبب الممرطة دي إيه!!
و بالفعل حطت عليها غطا و فرغت ما بين قدميها و بدأت تكشف عليها و هي بتسألها شوية أسئلة تحت أنظار عزيز اللي كان واقف جنب نادين محتفظ بكفها في ح*ضن كفُه، لحد ما قالت الدكتورة بأسف:
– بُصي يا نادين .. إنتِ بقالك فترة كويسة أوي متجوزة و محصلش حمل، النزيف ده يا حبيبتي كان بيبي .. و حصلُه إجهاض!!
شهقت نادين بصدمة، بينما توسعت أعين عزيز بيقول:
– طيب ليه يحصلُه إجهاض يا دكتور؟ أنا مكُنتش عنيف معاها في العلاقة خالص!!
أسرعت الطبيبة تقول بهدوء:
– م هو ده يا أستاذ عزيز مكانش بسبب العنف أو العلاقة من الأساس، المدام عندها مشكلة مناعية للأسف بتمنعها من الخلفة، الجهاز المناعي بتاعها بيعتبر إن البويضة كائن غريب و بيبتدي يهاجمُه كإنه شايف مرض زي الإنفلونزا مثلًا!! الحالات ديد بتكون نادرة شوية و علاقة للأسف صب،و لكن هناخد بالأسباب و تعمليلي التحاليل دي و تجيلي على عيادتي و ساعتها أديكِ العلاج!!
شعور قاسي إتملك منها، و كإنه للتو مسكت قلبها و ض/ربُته بعنف، إرتجف جسمها لما وصلت لنقطة إن اللي عندها علاجُه، صعب، و كإنها بذلك بتنفي إحتمالية إنها تبقى أم، تسارعت أنفاسها و هي بتسألها بـ حلق قد جف، و قطرات العرق تكونت على مقدمة جبينها:
– قصدك إني مش هخلف؟
قلبت الطبيبة شفتيها للداخل بأسف و رجعت قالت بهدوء:
– مافيش حاجة بعيدة عن ربنا يا حبيبتي .. ناخد بالأسباب و إن شاء الله خير!!
مرتاحتش لكلامها .. و كإنها بتديها مُسكن لساعتين و يرجع الألم بعدها ينهش فيها تاني، بصِت لعزيز اللي حالتُه مكانتش أفضل منها للصدم\ات اللي توالت عليه، كان واقف ساكت مُتسمر شارد، و بعد ترك الطبيبة لورقة بها التحاليل المطلوب و إستئذانها للخروج، مسكت دراعه بإيدها التانية فـ إستفاق من شرودها، قعد قُدامها و حاول يبتسم لكن إتصدم بوشها الأحمر و الدموع اللي لطخت كامل وجهها، بتهمس بإسمه و كأنه بترجوه ينتشلها من الدوامة دي:
– عزيز!!!
قرب منها بيحاوط وجنتيها بيقول في محاولة لتهدأتها:
– يا نور عين عزيز! إهدي يا حبيبتي .. نعمل زي ما هي قالت و ناخد بالأسباب و نعملها التحاليل و نرجعلها!
كإنه مسمعتهوش، الدموع بتنزل أقوى من ذي قبل بتحفر وجنتيها و هي بتردد و بتبصلُه:
– مش هخلف .. مش .. هخلف، جسمي .. جسمي بيهاجم إبني يا عزيز!
تابعت و هي بتبكي بتميل براسها و جزعها العلوي لقدام:
– إبني النهاردة م\ات يا عزيز، م\ات قبل ما أعرف حتى بوجوده!!
و بسرعة كان بياخدها في ح*ضنه بأقوى ما عنده، بيمسح على شعرها و ضهرها و هو بيهمس لها بحنو:
– ششش إهدي يا حبيبتي .. نجيب تاني يا نادين لسه العُمر قدامنا!!
نفت براسها بتقول و هي ماسكة في قميصه منهارة في العياط:
– نجيب تاني إزاي .. إزاي و أنا جسمي رافض أي محاولة مني في إني أبقى أُم!!
سكت .. مش عارف يقول إيه، لحد ما قالت بألم رهيب وسط عياطها:
– مش هبقى أم يا عزيز .. أنا مش هبقى أم أنا أسفة، و الله كان نفسي أعملك عيلة .. كان نفسي أخليك أب يا عزيز سامحني!!
بعدها عنه بيحاوط وجنتيها بيقول ب\ من حديثها:
– نادين إهدي .. إنتِ أقوى من كدا يا حبيبتي، هنلاقيحل بإذن الله متفيش حاجة بعيدة على ربنا، إهدي يا نادين!!
بصتلُه ورجعت غمضت عينيها بتعبط أكتر،، فـ ميل يُقبل وجنتها و دقنها و شفتيها مغمغمًا:
– يا روح قلبي إنتِ بنتي .. و عيلتي، و الله بعتبرك بنتي قبل مراتي فـ أنا كدا كدا أب أهو!!
نفت براسها بتحاوط عنقه بكل قوتها بتلقي بجسمها المتعب بين أحضانه بتقول بألم:
– لاء .. بتقول كدا بس عشان متزعلنيش!! إنت نِفسك في بيبي .. و أنا مش هعرف أعمل ده!
شدد على إحتضانها بيدفع بخصرها أكتر نحو صدرُه بيهمس بحنان:
– والله ما بحايلك يا حبيبتي .. إنتِ حقيقي بنتي، و مش فارق معايا طفل .. إنتِ اللي فارقة معايا!!
نفت براسها بتبكي أكتر بعد ما إفتكرت كلامه:
– مكُنتش قولتلي إمبارح الصبح في الحمام إنك نفسك في بنت!!! أنا أسفة يا عزيز!!!
قالت و وإنهارت في البُكاء بتريح راسها على كتفُه و بتتمسك فيه أكتر خايفة يسيبها، سكت و لكن نقالت بعد لحظات:
– إنتِ بنتي يا حبيبتي!!!
يتبع...
رواية أغوار عزيز (عزيز ونادين) الفصل الثالث والعشرون 23 من هنا