📁

رواية فاتن وعلي الفصل الرابع 4 بقلم ولاء عمر

رواية فاتن وعلي عبر روايات الخلاصة بقلم ولاء عمر

رواية فاتن وعلي الفصل الرابع 4

ــ بس أنا محبيتش موقف البطل.


ــ ودا ليه؟


ــ مش عارف بس أنا مش بحب إن الراجل شخصيته تتلغي قدام اللي بيحبهم، حتى لو كانت روحه في اللي قدامه بس ميلغيش نفسه وحياته وقراراته قدام سلطتهم عليه.


ــ طيب وفيها إيه إنه يقتنع برأي اللي قدامه، وبعدين دي البطلة فـ لازم يحبها!


ــ مينفعش أنا مقتنع إن في أي علاقة أياً كانت هي إيه لازم يكون لكل واحد حدوده، ولكل واحد رأيه، أمشي برأي اللي قدامي في حالة إن هو كلامه صح، وقتها أقتنع بيه، إنما أمشي معمي ومغمض عنيا ويلا سلام هما صح وأنا قافل عقلي ومش سايبه يفكر؟


الصراحة يعني أنا اقتنعت برأيه.


غيرت الموضوع وسألته:

ــ هتعمل إيه السنة الجاية ؟


بص لبعيد وقال:

ــ عادي هعمل زي كل سنة بس الفرق إني هضغط على نفسي شوية وهذاكر أكتر علشان مجموع الكلية من صنايع عالي أو أجيب مجموع عالي برضو وأعمل معادلة علشان أدخلها.


ــ كتير بيطلع من التعليم ومش بيكمل.


ــ لما أشوف اللي قدي وقاعدين على مكاتب وأنا اللي رايح وجاي وشايل ومتمرمط وإحنا قد بعض ويمكن فيهم الأصغر طبيعي أحس إني محتاج أثبت نفسي وأحس بقيمتها، في حاجات كدا لنا بنخسرها غصب عننا ما بنصدق إننا نرجع لها من تاني وكأن هترد فينا الروح.


شكل قصته مش سهلة، وراها كتير، محدش بينضج ويفهم الدنيا إلا اللي إتخبط فيها وفي مطباتها خبط كان في وقت كفيل يكسره، بس الضربة اللي متموتش تقوي.


        ـــــــــــــــــــــــــ


قللت كلام معاها وبطلت أطلع البلكونة احتراماً لأبوها، وعشان ما ابقاش خاين، الراجل بعد ما يشغلني معاه ويعملي قيمة وسط الكل ويعتبرني ابنه اخونه وأقعد مع بنته من وراه؟ والله ما هي من شيم الرجال.


أدمنت القراءة ويمكن دي الحاجة وأكتر حاجة بتفكرني بيها.

بعد فترة كنت مضطر أسافر علشان فرح أخويا كمان يومين.

كنت كونت مبلغ فروحت متصدق بجزء منه ودا الشيء اللي سبحان الله بيزرع البركة في الفلوس والباقي عينت منه مبلغ بعيد وجزء سافرت بيه.


من أول ما رجلي اتحطت في القطر وأنا مش بفكر في حاجة غير إني أروح وأطلب إيدها من أبوها لأن مينفعش كدا، بس في نفس الوقت خايف، مصاريف والتزامات أخاف أكون مش قدها.

جرح قديم فات عليه أكتر من عشر سنين، يمكن خمستاشر سنة لكنه قاعد سايب جوايا أثر عمره ما هيروح.

يفوت العمر ولسة علي العيل الصغير اللي ضهره إتعرى في الدنيا بدري لسة برد الدنيا وقساوتها بينهش في عضمه.


وصلت، سلمت عليهم سلام بارد، بعدها دخلت نمت وصحوني علشان أكل.


ــ بس مش سهل أنت يا علي، محدش يعرف أنت فين، كل اللي نعرفه إنك شغال في إسكندرية، مع إن في كتير قرايب لينا هناك بس أنت واخد مكان بعيد عنهم وبتشتغل والله أعلم شغلك إيه!


بصيت لأخويا الصغير ببرود وقولت له:

ــ إيه الله أعلم  بتشتغل إيه دي ؟ هكون بشتغل ر.قاصة يعني ؟ وبعدين شاغلين بالكم ليه معرفش!


سيبتهم قومت طلعت .

روحت سهرت مع الشباب ورجعت قعدت أسمع ماتش الكورة وبعدها دخلت نمت وصحوني علشان تجهيزات الفرح .


ــ يعني لا أنا العريس ولا العروسة علشان اصحى لتجهيزات الفرح، أنا جاي أريح .


ــ قوم سلم على أبوك يا علي، جه برا.


ــ مش طالع وروحي كدا شوفي جوزك وكوم العيال اللي عندك وزيطة الفرح دي ويلا برة.


قولتها وأنا حاطط المخدة على رأسي فشدت المخدة وهب بتقول:

ــ قولت قوم سلم على أبوك.


ــ أبو مين أنا مش عايز أشوف حد، أنا بكره وبكرهكم يلا إطلعي برا.


طِلعت وأنا شيلت المخدة وبصيت للسقف وأنا بحاول معيطش علشان على رأيهم مفيش راجل بيعيط، إحنا بنتكسر وتلوينا الدنيا وتمرمطنا بس.

أبو مين بس، دا عايش زي اليتيم المتشرد بقالي سنين، اللي في خلالهم مظهرش فيهم غير ييجي خمس مرات.


لبست جلابيتي وطلعت له وسلمت عليه وقعدنا نفطر على الدكة ورا البيت أنا وهو وإخواتي.


الحياة دي بتعلمك تكون سياسي  وحيادي، تزعل بس متعاتبش، وحتى لو فكرت أعاتب، هعاتب بعد قد إيه ؟ هعاتب على إيه ولا إيه ولا إيه ؟


قعدة باردة، اتجمعنا إحنا الشباب وقعدنا ويمكن دي الحاجة اللي بتهون عليا وتصبرني على قعدتي هنا.


عدا الست أيام الإجازة وخدت بعضي بعدها وسافرت .

حياتي كانت مقتصرة على الشغل والقراية والمذاكرة علشان السنة بدأت.


خدت القرار النهائي وفي يوم كنت قاعد على القهوة أنا وعم زيدان وقولت له:

ــ عم زيدان أنا طالب إيد بنتك فاتن.


حط كوباية الشاي بتاعته على الترابيزة وقال:

ــ والله يعني أنت يا ابني عريس متتعوضش طبعاً بس..


قولت بخوف:

ــ لاء صلي على النبي بس بس إيه ؟ 


ــ هات كبيرك يا ابني وتعالى.


ــ يعني أنت موافق يا عم زيدان ؟


ــ يا ابني وأنت حد يلاقي زي معدنك اليومين دول؟


ــ الله يكرم أصلك يا عم زيدان... إديني يومين هروح أسافر وأجي بيهم.


سافرت بالفعل لأهلي.

المواجهة مش سهلة، وأنا من البداية وعارف إن هي مش سهلة ولا حتى بتعريفة.


ــ وليه متخطبش واحدة من بنات البلد؟ ولا جاي على هواك بنات بحري؟


ــ أيوا يا أمي، وبعدين محدش يخصه حاجة في حياتي.


ــ وهتعيش فين وأنت شقتك اللي هنا مش جاهزة أصلاّ؟ وهو أبوها هيوافق بيك؟


اتخنقت من كلامها.

ــ ليه ميوافقش بيا؟ وهو أنا قِلة للدرجة دي في نظرك يا أمي ؟


ــ أصل محيلتكش حاجة  ولا حتى مكان تتجوزها فيه.


قولت الجملة اللي واثق مليون في المئة إنها هتعمل نار:

ــ لاه عندي شقة وملك كمان عندك حاجة تاني ؟


ــ نعم؟ ودي منين إن شاء الله وأنت محيلتكش اللضى واللي جاي على كد اللي رايح؟


ربعت ايديا وقولت:

ــ ما لو قعدت عمري بصرف اللي ورايا واللي قدامي يبقى ساعتها أكون ضيعت تعب سنين في الأرض.


مسكتني من تلابيب ــ الفتحة أو اللياقة ــ بتاعة الجلابية وقالت بعصبية وصدمة:


ــ تعب سنين؟ وأنت جيبته منين ؟ يكونش ليك في الآثار ومخبي علينا؟ ما استبعدهاش عنك.


بصيت ليها بخيبة أمل وقولت:

ــ تخيلي إن اللي برا يشكر فيا وفي اخلاقي اللي ربنا أنعم عليا بيها وأنتِ وعيالك أنا في عينكم زي المسخ.. ــ كملت والدموع بتلمع في عيني بقهر ــ بس عامة أنا كان بقالي سنين بحوش من وراكم وأحط القرش على القرش علشان محتاجش في يوم أتسند على حد منكم، من وأنا صغير وأنا حلمي إني أبعد بس مكانش بيهون عليا أسيبكم زي ما أبوي في يوم كسرني وبعد وانتو كسرتوني بعدها لحد ما بقيت ماشي مكسر.


ــ إحنا كسرناك؟ 


لما يبقى بقالك سنين كاتم جواك علشان محدش يشوف ضعفك وفجأة كل حاجة تطلع بيكون وكأن في سد كان مانع ودلوقتي السد مش اتشال دا إتدمر.


وأنا دلوقتي بعيش قهر الرجال ودموعي اللي بقالي خمستاشر سنة ماسكها نزلت وأنا بقول ليها:

ــ أيوا كسرتوني، من أول يوم هو مشي وسابنا فيه وأنا.. أنا كنت أقرب واحد ليه من عياله ومعاه في الرايحة والجاية، وهو مشي بسبب طمعه في الفلوس ومرجعش، وانتو عملتوا إيه؟ أنا أقولك عملتوا إيه.. قولتي يا واد سافر أشتغل مع أخوك وساعده على الحفار وروحت وسافرت واخويا عمل إيه ؟ طبعاً متعرفيش فأنا هقولك، كنت بأخد كل علقة وعلقة، ضرب وأقلام وكفوف وتريقة من الكبير والصغير، مرمطون بينضف ويمسح ويروح لده  لده، وضرب منكم ومرمطة وإهانة.


كملت بقهر:

ــ وأرجع أتكفي على الغيط وأخد بالي، معلش أصل أخوك الكبير مسافر وأخوك التاني عيل صغير لازم يتدلع، واختك دي بت مينفعش تطلع، وأنا فين من كل ده؟ أنا اتمرمط، أتهان، أتضرب، حتىى المدرسة مكمبش فيها علامي، لحد ما في يوم سافرت من وراكم وساعتها قررت إن لازم لما أكبر يبقى ليا حياة تاني بعيد عنكم، كلهم كنتي بيهم الأم والاب أما أنا فكنت يتيم الأم والأب... عارفة كام مرة إتعايرت بإن هو سابنا؟ عارفة كام مرة شوفت عيل صغير ماشي مع أبوه وصعب عليا نفسي؟ ولا كام مرة حسيت إن أنا مليش ضهر؟


ــ بقالك خمساتشر سنة ساكت ؟


ــ ولو كنت اتكلمت كان إيه اللي هيحصل؟ إيه هيتغير؟ ولا حاجة هيتغير منها مللي غير إني كنت هتكره أكتر.


دخل أخوي الكبير على صوتنا من برا :

ــ في إيه ومال صوتكم واصل لآخر الدنيا كدا ليه؟


ردت عليه أمي وهي بتبص لي وبتأكلني بعنيها:

ــ أخوك البيه طلع مختفي عشان مشتري شقة من ورانا وعايش وشغال بعيد، لاه وإيه كمان عايزنا نروح معاه يتقدم لواحدة من هناك! كان بيستخسر يبعت القرش للبيت اللي أولى من كله .


ــ أنا يا أمي كنت بستخسر؟ دا أنا ببعت وبأبديكم عليا، مستكترين عليا إني فكرت في نفسي؟؟ مستكترين عليا إني بقي ليا مكان؟


رد أخوي وقال:

ــ حقا إحنا نتلقح هنا وأنت تروح تقعد في البندر؛ ومين بقى اللي هيروح معاك؟


قولت بقهر:

ــ المفروض يعني أول قعدة تبقى قعدة رجالة، يعني أنت يا أخوي الكبير وسندي وأبوك وعمك الكبير.


رد ببرود:

ــ ولو مروحناش؟ هنصغرك صح؟


ــ وليه تعمل معاي كدا؟ أنت مشوفتش مني وحش!


ــ وأنت تسيب البلد هنا وتروح تعيش في إسكندرية وإحنا نتمرمط هنا في الأرض ونشيل الطين؟ 


ــ يا أخي ما أنا بقالي سنين أنا اللي واخد باللي من الأرض دي، أنا اللي بزرع وأسقي وأحصد وأنت وأخوك مسافرين وقاعدين بشوات.


ــ ما أنت طول عمرك في الأرض!


ــ ناقص أروح أدفن نفسي فيها، خلوا إنتو بقى بالكم وأنا يا سيدي هنزل في الأوقات اللي هيكون فيها شغل وحصاد، بس حرام عليك تستكتر عليا إني استقر وأنت ربنا أنعم عليك وإستقريت وإتجوزت وقربت تكون أب.


ــ مهروحش معاك واللي عايزه إعمله.


زودها فرديت عليه بنفس طريقته:

ــ هعمل اللي عايزة فعلاً... المركب اللي تودي الدنيا مش هتقف عليك، أنا هعرف أتصرف، وأنا غلطان إني جيت لكم أصلاً، فكرت إنكم ممكن تفرحوا لي، بس طلعت عبيط ومغفل.


طلعت وروحت لعمي الكبير اللي كان قاعد في أرضه بيرعاها.

ــ كيف يا علي يا ولدي؟ ومالك وشك مخطوف كده ليه؟


قعدت جنبه على الأرض وحكيت ليه كل حاجة من أول قعدتي مع عم زيدان لحد خناقتي مع أمي وأخوي.


ــ جدع يا علي إنك عرفت تفكر وعايز تبني لنفسك حياة بعيد عنهم، كنت هتعيش عمرك كله شقيان وتعبان وياريتهم حتى شاكرين.


ــ محدش منهم يا عمي عايز ييجي معاي، مستكترين عليا أشوف حياتي !


طبطب عليّ وهو بيقول:

ــ محلولة بإذن الله ومن الصبح هنروح أنا وأنت وأبوك ومرت عمك ونأخد كمان واجب ومعتبر.


ــ وهتيجب أبوي وتخليه ييجي إزاي ؟


ــ دي بتاعتي أنا بقى سيبها عليّ.


روحت البيت وأنا مختصرهم وساكت ومش راضي أرد على أي كلمة بتتلقح منهم.


تاني يوم على الساعة ستة الصبح كنت طالع من البيت وماشي.


ــ أنت رايح على فين؟


ــ ماشي، مسافر يا أمي أنا كده كده وجودي تقيل عليكم هنا.


ـــ هتعمل اللي في دماغك؟


ــ أنا كده كده مش فارق معاكم في حاجة، فأعمل اللي في دماغي ولا ما أعملوش مش هتفرق، لو هيأثر عليكم غيابي وزعلي منكم في حاجة فأكيد هيكون تأثير قلة قرش بس من إيدك.


فتحت باب البيت وخرجت وأنا عامل زي اللي ماشي يجر خيبته.


إنسان ماشي بيمثل الجمود على وشه بس لو شكه دبوس ممكن ساعتها يقلب عيل ويرمي كل أفكار ومعتقدات المجتمع ويقعد يعيط زي العيل الصغير اللي ضاعت منه لعبته.


روحت لعمي وكان مستنيني هو ومراته ومشينا على المحطة، كنت طول الطريق ساكت.


ــ دا وش عريس ده؟ يا ولدي إضحك.


ابتسمت ليها إبتسامة خفيفة وهزيت رأسي ورجعت بصيت على الطريق.


أول ما وصلنا محطة إسكندرية كان أبوي مستنينينا.

سلام بارد مني في الظاهر.

بس السلام دا ونظراتي ليه ما هي إلا حسرة.

كنت شايف وملاحظ إزاي عمي بصوت واطي عمال يقوله يبقى كويس عند الناس.


رنيت على عم زيدان وعرفته ووصلنا في المعاد اللي كنا متفقين عليه .


لا أخفيكم سراً بس متوقعتش إن عمي هيتكلف ويشيل هو الزيارة ويجيب خيرات الله معاه من البلد، قعد هو وأبوي ــ كلمة غريبة لواحد كان عايش عنده أب وفي نفس الوقت كأن معندوش.


عم زيدان استقبلنا بحفاوة وكان ناقص يشيلنا من على الأرض شيل والله، وكانوا مجهزين لينا أكل كتير علشان إحنا جايين من سفر.


قعدوا وعمي كان الطرف المتكلم لأنه هو الكبير والحمد لله الدنيا مدخلتش في بعضها وكان في اتفاقات وهي وأمها حبوا مرت عمي.


سابوا لينا مساحة نقعد بعيد فقعدنا في البلكونة.

أول كلمة قولتها ليها:

ــ مكنش ينفع أخون ثقة الراجل اللي ساعدني في الوقت اللي كنت غرقان فيه ولو مكنتش إتلحقت كان زماني ميت غرقان، علشان كدا اختفيت لحد ما استنينت الوقت المناسب وخدت الخطوة وجيب علشان علشان...


رفعت رأسها بحياء لكن فضولها تعلب عليها فسألت:

ــ علشان إيه؟


ــ علشان الكتب والروايات.


ــ الكتب والروايات ؟


ضحكت وعدلت كلامي لما حسيته مستفز  وقولت الحقيقة:

ــ مكنتش هلاقي زي تربية المعلم زيدان ولا في الأدب والأخلاق وكنت هخسرك وكفاية اللي خسرته زمان.

كان القط بتاعها اللي عرفت إن اسمه سكر قاعد جنبنا والحقيقة كان قط حلو ودي المشكلة.


بعد ما خدنا قعدتنا عندهم خدتهم على الشقة وفرجتهم عليها، الشقة مساحتها مكانتش صغيرة بل بالعكس واسعة وتلات أوض حتى موقعها  المنطقة حلوة.


عمي ومرت عمي سيبتهم يناموا وأنا نزلت أكمل شغل في الورشة وأبوي مشى ورجع مكان ما كان.


تاني يوم كان عمي ماشي فطلبت منه يستنى ودخلت الأوضة فتحت الدرج وطلعت منه مبلغ وطلعت له .


ــ حقك عليا إني كلفتك وجيبتك كل المسافة دي أنت ومرت عمي، دا غير  إنك شايل تمن الزيارة اللي حبيتها معاك.


مديت إيدي بالمبلغ اللي في إيدي فبص ليا وقال'

ــ من الأول وأنا معتبرك زيك زي عيالي، يعني أنا لو خدتها وعملت كدا المفروض يحاسبني ؟ دخل فلوسك وإحترم نفسك يا على وإتلم .


ــ بس أنت اتكلفت كتير، خدها بالله.


ــ شيل فلوسك يا علي علشان ما اصفخكش قلم يخلي صف سنانك اللي فرحان بيه يقع..


شيلتها بعد زعيق منه ومحاولة إنه يهزقني ست آلاف مرة علشان كنت مُصر أدفع.


قبل ما يمشي و وإحنا عند المحطة شكرته وأنا الدموع محبوسة في عيني وقولت:

ــ شكراً يا عمي على وقفتك جنبي وإنك مسبتنيش زيهم .


طبطب على كتفي وهو بيقول:

ــ سيبك منهم يا علي وعيش حياتك، وبعدين إيه العبط اللي صاحي من النوم تهرتل بيه ده؟ أنت ولدي يا علي، ولدي الصغير الشهم الجدع اللي يسد ويبقى سيد الرجالة منين وفين ما يكون.


قولت بنبرة شايلة حزن الدنيا جواها:

ــ كسروني قوي يا عمي، كسروني لدرجة وجعتني وخلتني أحسن بالعجز وإن يا خسارة عمري اللي ضاع في تعب عشانهم: 

ـــ مستكترين عليا أعيش.


ــ ربنا يعوضك خير يا ولدي، وبعدين لو هما سابوك فباقي العيلة معاك، إحنا عزوة ما احناش قليلين، وإحنا هنقف معاك حتى لو هما فضلوا راكبين دماغهم ولا تعبرهم.


حتى لو وقف في ضهرك العالم وكسرك ضهرك فهما كدا بيحموا فوق وكتير.


بعد ما سلمت عليهم رجعت تاني للورشة وقعدت بعد ما خلصت اذاكر في البلكونة.


ــ بس بس.


رفعت عيني.. كانت هي فابتسمت، مدت لي صينية عليها كوباية شاي بلبن وكيكة وقالت:

ــ أنت في سنة مهمة لازم تهتم بأكل ومذاكرتك علشان ترفع رأسي وتبقى مهندس قد الدنيا.

يتبع...

رواية فاتن وعلي الفصل الخامس 5 من هنا

رواية فاتن وعلي كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات