رواية فاتن وعلي عبر روايات الخلاصة بقلم ولاء عمر
رواية فاتن وعلي الفصل الثاني 2
ــ بس أنا ياعم زيدان ما احبش أدخل الشغل علشان عملت حاجة مع حد، أنا أحب أدخل علشان أنا كنت يعتبر صنايعي معاه.
ــ لاء يا سيدي أنا هشغلك معايا زي أي صنايعي واللي تحبه.
خدت حوالي دقيقتين أفكر وبعدها قولت له :
ــ تمام أنا موافق، بس كواحد محتاج الشغل مش واحد عمل من وجهة نظرك جميل لأن أي واحد مكاني المفروض يعمل كدا ودا يكون ردة فعله.
ــ تمام يا علي يا ابني ربنا يكرم أصلك ويكتر من أمثالك.
بدأت أشتغل معاه من أول النهار وعرفني على اللي شغالين معاه.
وفي آخر اليوم عملت كوباية الشاي بتاعتي وقعدت في البلكونة بذاكر .
كان طالع من البلكونة اللي جنبي صوت الست من الراديو وهي بتغني وبتقول:
" يلا نعيش في عيون الليل
ونقول للشمس تعالي
تعالي
بعد سنة
مش قبل سنة."
رديت على الأغنية:
ــ والله لو تطول فأنا هكون ممتن ليها يا ست علشان إمتحان بكرا اللي مخلصتهوش، غني يا ست غني.
طلعت بنت المعلم زيدان على صوتي.
ــ أنا مكنتش أعرف إنك بتذاكر، آسفة.
ابتسمت ليها :
ــ ولا يهمك عادي، هو حد يكره الست وغناها ؟
قالت بتوتر وهي بتفرك في إيديها:
ــ شـ.. شكراً على موقفك معايا النهاردة.
ــ مفيش شكر يا آنسة ءء
ــ فاتن، اسمي فاتن.
ــ مفيش شكر يا آنسة فاتن، دا اللي يستحقه أي واحد مريض لحد ما نقضي عليهم.
ــ ما اعتقدش إننا حتى لو قضينها عليهم هنقضي على تفكير المجتمع العقيم اللي على طول بيجيب الغلط على الست.
ــ بس أنتِ مغلطتيش في حاجة، المريض اللي زي دا حتى لو منتقبة عمر النقاب ما هيمنعه يعمل القرف دا، اللي زي دا محتاج علقة نلمه هو وأشباه الرجالة اللي سوئوا سمعتنا دول في أوضة ونجيب عصيان خضرة كدا وننزل فيهم ضرب نرنهم علقة.
ــ أستأذن علشان ما اعلطكش عن مذاكرتك.
بالفعل دخلت وأنا قاعد سايب مستقبلي اللي المفروض اذاكر له وحاطط إيدي على خدي وبفكر في اسمها اللي لايق عليها، كأنها طالعة من أيام زمان بملامحها اللي فيها لمحة من ملامح الممثلة فاتن حمامة.
عارف إن كل واحد بيأخد نصيبه من اسمه بس مش لدرجة إنه يكون شبه حد بنفس الاسم.
نفضت الأفكار دي دماغي وفكرت في أبوها اللي ساعدني والمفروض أحترمه وقعدت أذاكر.
ــــــــــــــــــ
بعد ما دخلت فتحت الرواية بتاعتي اللي بقرأها وقعدت أكمل قراءة بس بتشتت لأن يعتبر أول مرة يجمعنا كلام مصحوب بحوار.
دخلت البلكونة جيبت عودين نعناع وكنت داخلة فوقفني وقال:
ــ نعناع دا صح؟
ــ آه.
ــ طيب ممكن عودين منه لأني بحبه .
قربت منه القصرية اللي فيها النعناع بعد ما اديته كام عود وقولت بتوتر وابتسامة:
ــ إتفضل العيدان، وأدي القصرية علشان لو حبيت تأخد منه.
ــ يعني مسمحاني مش سرقة ؟
هزيت رأسي وبعدها دخلت وأنا بقوله:
ــ تصبح على خير يا أستاذ.
ــ علي، وأنتِ من أهل الخير.
دخلت عملت كوباية النعناع وروحت دخلت الأوضة أكمل الرواية،فضلت قاعدة بقرأ فيها لحد ما نمت على نفسي وصحيت على صوت عبدالله أخويا وهو بيصحيني.
قومت صليت وعملت الفطار وروقت البيت وحطيت غسيل وبعدها وقفت أجهز في الغدا.
كل دا وأنا ساكتة، زعلي بقى زعل هادي ساكت صامت.
عادي كله بقى محصل بعضه .
سيبت اللي في إيدي لما سمعت التليفون بيرن فلقيتها أختي.
ــ ما تيجي تأخدي تالين يا فاتن شوية الله يسترك علشان عاملين عزومة النهاردة وأنا مفحوتة والله.
ــ من بعد موقف امبارح اللي مليش ذنب فيه وأنا ممنوعة من الخروج، هاتيها أنتِ.
خلصت معاهاوانتبهت للأكل اللي بعمله.
خمس دقايق وكانت باعته تالين مع جارتها البنت الصغيرة.
رنيت عليها وأول ما فتحت قولت:
ــ بتتعاملي معايا إني مربية أطفال والله، لاء وكمان بتحطيني قدام الأمر الواقع تمام تمام.
بعد يوم طويل متعب مع بنتها بعتت خدتها أنا خدت شاور ولبست إسدالي وكنت داخلة البلكونة بكتاب من بتوعي أقرأه.
قالت ماما:
ــ قراية إيه بس وكلام فاضي، ولا ليه أي لازمة، روحي أتعلمي طبخة تفيدك أحسن.
ــ معلش يا ماما أنا بحب الكلام الفاضي ده.
ــ لمي الغسيل وطبقيه أحسن وأهي مصلحة في البيت بدال القراية والكلام الفاضي.
لميت الغسيل وطبقته وبعدها رجعت دخلت البلكونة في هدوء.
ــ أنا مش عارف أنا إيه المادة اللي لا عايزة تتلم ولا تتفهم دي ؟
قولت :
ــ حاول تاني التعليم برضو يا أستاذ.
ــ أستاذ إيه بس دا أنا لسة طالب طلعان عينة من الشغل والمذاكرة٠٠
ــــــــــــــــــــــــ
خلصت امتحانات وبدأت شغل مع المعلم زيدان وبدأت افوق لنفسي وأخيراً النتيجة ظهرت ونجحت .
روحت اشتريت جاتوه وطلعت على الشقة.
دخلت البلكونة لأني عارف إنها هتكون قاعدة وماسكة كتاب بتقراه كالعادة زي ما بشوفها كل ليلة.
قدمت ليها الطبق وأنا بقول بابتسامة:
ــ ينفع تقبليه مني يا آنسة لاني مش لاقي حد يشاركني فرحتي بنجاحي.
مديت ليها الطبق وهي كانت رافضة، بعدها وافقت وخدتها.
ــ معرفتش إنت في سنة كام ولا بتدرس إيه!
ــ أنا خلصت سنة تانية وداخل تالتة.
ــ إزاي ده ؟ قصدي شكلك أكبر.
ــ لاء أنا داخل تالتة ثانوي صناعي.
ــ كمان ؟ يعني إيه ؟ يعني أنت مكملتش العشرين؟
ــ بقى بذمتك دا شكل واحد مكملش العشرين؟ دا أنا دخل في السبعة وعشرين.
ــ أومال إزاي داخل تالتة ثانوي صناعي ؟
ــ دا موضوع طويل.
ــ كنت بتسقط كتير و لا إيه؟
ــ تحسي الكلام عندك مبيتفلترش
ــ ءء، طيب ما أنا مش فاهمة.
قولت بهدوء:
ــ هفهمك، وأنا صغير مكملتش تعليمي لظروف كدا واكتفيت بالشهادة الابتدائية، وبعدها بكام سنة كدا كتير قررت إني لازم أكمل تعليمي.
ــ يعني رجعت تتعلم من أول وجديد ؟
ــ أيوا.
ــ حلو، التعليم حلو بس ينفع تكمل بعد صنايع ولا خلاص الدبلوم ؟
ــ أكيد إن شاء الله.
ــ وهتطلع إيه بعدها؟
ــ مهندس إن شاء الله.
ـــ إزاي ؟
ــ هشد حيلي كدا وأدخل كلية الهندسة وأبقى مهندس معماري قد الدنيا إن شاء الله.
ــ خلاص خلي الجاتوه لحد ما تدخل تالتة وساعتها اخدها واحتفل بنجاحك.
ــ كملي الطبق.
ــ إن شاء الله يكرمك وتجيب المجموع بتاع الكلية اللي نفسك فيها.
ــ بس عندي سؤال.
ــ اتفضلي.
ــ كنت بتذاكر إزاي بجانب الشغل ؟
بتحكي
ــ عادي.. بذاكر أول ما اصحى وبعد الشغل وفي كل وقت علشان أقدر أقف بكل فخر وأقول إني حد معاه منصب وشهادة ومتعلم.
لما بتحكي بتحكي المجمل، علشان محدش ينفع يسمع قد إيه قصتك بتوجع، مر عليها حوالي اتناشر بس في جروح كدا ملهاش دواء هتفضل وجعاك مهما عملت .
ــ أنت صح،التعليم فعلاً نعمة ياريت كل واحد بيملكها وبيكمل عادي يدرك قيمتها، استأذن أنا تصبح على خير وألف مبروك على النجاح عقبال ما تحقق حلمك.
سابتني ودخلت وأنا كمان دخلت علشان اصحى أعيد نفس الأيام بس الفرق إن بقى ليا شغل أخف من اللي كنت فيه.
التليفون رن وكانوا في البيت فمرضيتش أرد عليهم ودخلت نمت ولما صحيت كانت الصدمة.
يتبع..