📁

اسكريبت بعد العتمة الفصل الأول 1 بقلم آيات عاطف

اسكريبت بعد العتمة عبر روايات الخلاصة بقلم آيات عاطف

اسكريبت بعد العتمة الفصل الأول 1

_تفتكري هو ليه عمل كده؟

كان سؤالي للدكتورة النفسيه بتاعتي.


الأوضة كانت هادية بشكل يخنق،

 ريحة النعناع الخفيف اللي متعوده أشمها 

عندها مابقتش بتديني راحة زي الأول.


بصّتلي بخيبة أمل وهي بتقولي:

-جميلة ما ينفعش كده بجد. جميلة، انتي معايا بقالك 3 سنين!

وأنا لحد دلوقتي مش شايفة منك مساعدة خالص.

انتي لازم تساعديني يا جميلة عشان أنا كمان أعرف أساعدك.


فضلت أبص في الأرض، الدموع بتحاوط عيني،

إيديا بتلعب في طرف الشال كأني بدوَّر على 

مخرج صغير من الكلام اللي وقع زي حجر تقيل على صدري.


قطعت صمتي وهي بتسألني بحنية أو يمكن بشفقة:

-بتفكري في إيه يا جميلة؟


رفعت عيني عليها، صوتي مبحوح وأنا برد:

_بفكر في كلامك، عارفة إنك صح يا دكتور.

بس أنا مش قادرة، والله مش عشان مش عايزة…

أنا مش قادرة.


هزّت راسها وقالت بنبرة فيها حزم:

-ما ينفعش يا جميلة. لازم تحاولي.

انتي حابسة نفسك بين أربع حيطان،

 حتى ما بتديش فرصة لحد يقرب منك وده ما ينفعش.

لازم تحاولي.


وبعدين بصّتلي بأسف وكملت:

-يؤسفني أقولك إنك لو فضلتي كده،

 أنا مش هقدر أفيدك بأي حاجة.

لأني زي ما قولتلك، 

العلاج الحقيقي بيبدأ منك إنتِ.


---


خرجت من عندها من غير ما أرد بكلمة.

الباب ورايا اتقفل، 

وحسيت كأنه بيتقفل على آخر فرصة للنجاة.

الهوا في الشارع كان تقيل، خطواتي بطيئة، 

والمدينة كلها ماشية عادي إلا أنا.


مريت من جنب محلات منورة، ناس بتضحك وتتكلم،

وأنا حاسة إني كائن شفاف بيمشي بينهم،

محدش شايفني، محدش سامعني.


الأصوات حواليا بتتداخل: 

عربية بتزمر، طفل بيعيط، بائع بينادي…

بس أنا دماغي مش سامعة غير صدى كلمة 

"لازم تحاولي".

وجوايا صوت تاني بيرد:

 "أنا مش قادرة."


الليل بدأ يرمي برده على كتافي،

والأنوار الصفرا على الرصيف

 بتنور وتطفي كأنها بتسخر مني.

كل ما أعدي من شارع،

 يتهيألي حد بيبص عليا ويقول في سره:

"هي تايهة."


ويمكن ده كان صح.

أنا فعلاً تايهة.

مافيش مكان أروحه، ومافيش حتى نفسي أرجعلها.


---


فضلت أمشي لحد ما لقيت نفسي قدام البحر.

المكان الوحيد اللي عمري ما قدرت أهرب منه.

الليل كان ممدود فوق الميه، 

والأمواج بترقص تحت نور الأعمدة كأنها بتضحك عليا.

كل مرة كنت بروح له زمان،

 أحس إني طفلة صغيرة بتحكيله أسرارها،

بس المرة دي كنت جاية أسأله سؤال واحد:

"هو أنا لسه قادرة أكمل ولا خلاص؟"


وقفت عند السور،

 إيديا ماسكه فيه كأني بغرق وبتمسك في آخر حاجة قدامي.

الهوا بيلسع وشي، والموج صوته عالي،

بس جوا دماغي كان في دوشة أكبر.


صوت مش عايز يسيبني،

بيزن زي إبرة في جمجمتي:

"لو نطيتي من هنا كل حاجة هتنتهي…

الوجع هيخلص، الذكريات اللي بتحاصرك هتسكت،

وأخيرًا هترتاحي."


رجلي اتقدمت خطوة صغيرة بعدين رجعت تاني.

دموعي نازلة، والهوا بينشفها قبل ما توصل لشفايفي.

أنا مش عارفة إيه اللي ماسكني، ليه لسه واقفة؟


وبعدين حسيت إن اليأس كسب الجولة.

خلاص أنا ضعفت.

حطيت رجلي على السور، إيديا متعلقه فيه،

وقلبي بيدق بسرعة كأني داخلة سباق ضد الموت.


كنت على وشك أسيب كل حاجة وأمشي…


وفجأة سمعت صوت ورايا.

صوت ساخر، بس مكسور فيه نفس الوجع اللي عندي:

-كنت فاكر إني البائس الوحيد اللي عايز ينهي حياته.


اتجمدت.

اتلفت بخوف وبطء…

ولقيته واقف.


شاب غريب، ملامحه في الضوء باينة متعبة،

لكن اللي جذبني مش ملامحه كانت عينيه.

عينيه اللي أول ما شفتها، عرفت إنه موجوع.


صوت البحر اختفى للحظة،

والدنيا كلها سكتت،

وإحنا الاتنين واقفين كأننا محبوسين في صمت غريب.


باصين لبعض…

مش محتاجين ولا كلمة،

نظراتنا بس بتقول:

"أنا فاهمك، أنا زيك."


واللحظة دي لوحدها…

مكنتش عارفة هي أنقذتني ولا غرّقتني أكتر.


---


هو كان واقف بعيد شوية، 

لابس جاكيت غامق، والهوا بيحرك شعره.

بصلي بنظرة فيها سخرية، بس جوّاها غرق مش قليل.


قال وهو بيضحك ضحكة قصيرة باين فيها الوجع:

-يعني لسه في ناس تانية فاكرة إن الحل هنا؟


اتلخبطت، نزلت بسرعة من على السور، ووقفت قدامه.

_انت مين وعايز إيه؟


رد وهو بيشوح بإيده:

-ولا حاجة كنت ماشي،

 ولقيتك واقفة بتفكري تعملِي نفس 

اللي كنت أنا بفكر أعمله من كام يوم.

ووقفت أتفرج استنيت اللحظة اللي هتسيبي فيها إيدك.


بلعت ريقي وأنا ببص في الأرض:

_وانت ليه لسه هنا ليه ما عملتهاش؟


سكت لحظة، عينه لمعت وهو بيرمي نظره ع البحر:

-يمكن خوفت.

يمكن اكتشفت إن أنا مش جبان في حاجات كتير… 

بس في دي بالذات طلعت أضعف مما توقعت.


بصلي وقال:

-يمكن كنت مستني أشوف حد يجرّب قبلي.


اتنهدت وأنا بحس إن كلامه بيرن جوا صدري:

_يعني أنت شايفني حقل تجارب؟


ضحك وهو بيهز راسه:

-لا بس شايف إنك شبهي.

محدش هيفهم إحساسي غيرك.

محدش بيبص لينا كأننا عايشين

 وموتى في نفس الوقت.


قعد على السور وقعدت جنبه،

 كأننا اتفقنا من غير كلام.

الهوا كان بيلعب في شعرنا، 

وصوت البحر بيغطي أي لحظة صمت.


قلت وأنا بتفرج على الميه:

_أنا تعبت، مش قادرة.

بجد مش شايفة في الحياة أي معنى.

كل يوم بيعدي بحس إني نسخة باهتة من نفسي،

وكل اللي حواليا فاكريني بخير وأنا بقع من جوّا.


بصلي بعينه اللي شايلة نفس الكسرة:

-أنا كمان.

الناس كلها فاكراني جدع وقوي،

بس محدش يعرف إني كل ليل

ة بنام وأنا بدعي أصحى ميت.


الكلمات دي وجعتني بطريقة غريبة.

 حسيت إنه بيتكلم بلساني.

مديت إيدي على السور كأني

 بدوّر على ثبات، وبصيت له:

_طب إحنا واقفين هنا ليه؟ 

ليه لسه ما نطيناش؟


ابتسم ابتسامة باهتة وقال:

-يمكن مستنيين سبب.

حتى لو سبب صغير…

 يمسك فينا لحد بُكرة.


فضلنا ساكتين بعدها.

نظراتنا كانت بتتكلم أكتر من أي كلام.

هو كان عينيه مليانة حيرة، 

وأنا كنت مش عارفة أسأل نفسي:

هو ده القدر اللي جابني هنا النهاردة ولا مجرد صدفة؟


قطع الصمت وقال:

-أنا اسمي آسر.


بصيتله لحظة وبعدين قولت:

_جميلة.


رد بسرعة:

-اسمك عكس حالك.


سكت وما عرفتش أرد.


الهوا سكت للحظة، وصوت البحر علي،

وكأن كل الدنيا واقفة تستنى إيه اللي هيحصل بعد كده.

---

يتبع…

"تفتكرو ايه اللي حصل في حياه جميلة وصلها لكده،

و ايه قصه الغريب اللي ظهرلها فجأه كده"؟👀

اسكريبت بعد العتمة الفصل الثاني 2 والأخير من هنا

اسكريبت بعد العتمة كامل من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات